كانت هناك أسطورة أسمعها من أبي – رحمه الله – اسمها المعراج، يحكيها لنا قبل النوم في بعض الليالي ونحن صغار، وقد أثرت في نفسي تأثيرا بالغا، لأني كنت خيالية جدا، خلاصة القصة:
يقول أبي – رحمه الله وأينع مرقده- : عندما تنامين يا صغيرتي في كل ليلة يأتي المعراجُ ويضعكِ على ظهره ثم تتحولين إلى رضيعة كأول يوم ولدتِ فيه، فيأخذك المعراج إلى المكان الذي ولدت به ويضعك هناك، وقبل أن تستيقظي يأتي بكِ إلى هنا.
قررتُ بإحدى الليالي أن أبقى مستيقظة لأرى المعراج، فجلست على فراشي متربعة وعيني على باب الغرفة، وقد نام الجميع إلا أنا، وبعد مضي وقت طويل قلت في نفسي: ما بال المعراج تأخر؟!، ولا أكتم سرا لقد كنت خائفة منه لأني تخيلته على هيئة التمساح!. كنت أبلغ أنذاك تسع سنوات تقريبا، وفي الصباح أخبرت أبي أني سهرت لأرى المعراج ولم يأتِ! ، فقال أبي: هو لا يأتي حتى تنامين، لأنه لا يحمل المستيقظين.
فقررت الليلة الثانية أن أتناوم إيهاما للسيد المعراج، ودسست نفسي داخل لحافي، وأخرجت عيني فقط ناظرةً تجاه الباب ثم أغمض عيني، وهكذا مضت الليلة الثانية ولم أره . وفي الصباح قلت لأبي وأنا مغضبة: لم يأتِ المعراج يا أبي وقد سهرتُ لأجله! فأطلق ضحكة قوية وقال: أولَ ما نمتِ جاء وأخذكِ، قلت له: غير معقول يا أبي كيف هذا ؟! فقال: أم أقل لكِ أنه لا يأخذ المستيقظين، حتى لو احتلتِ عليه. استسلمتُ ولم أعد أنتظر المعراج. لكن كنت قبل النوم أقول: (يا رب ما أطيح من ظهر المعراج)