لطيفة هذه الياء في كلمة طالباتــ[ــي] ، أشعر أنها مضمّخة بالحنان، ومعتّقة بالاهتمام، تحمل رابطا قويا بيني وبينكن أنشأته تلك الساعات التي قضيناها بين المبتدأ وخبره، وبين الفعل وفاعله، والحال وصاحبه، والعطف ومعطوفه، والمفاعيل كلها، وما زالنا كذلك حتى وقفنا عند التمييز، حقا أنتن أجمل تميِيْز تتأنّق به صورتي العلمية، منكن تعلمت أكثر، وبكن ارتقيت أكثر، أنتن صاحبات الفضل علي ولست أنا، فأنا المبتدأ وأنتن خبره. أختي ها هو الاختبار يطرق الباب، فلا تهابي طرقه؛ فوراء الباب أفانين مما درستِه ستفضي بك إلى مراقٍ بهية جدا، فتهيئي ولا تتهيبي، ادخلي الاختبار بروح جديدة، واخلعي تلك الروح التي اعتادت على الخوف والضجر والتوجس والتشاؤم، جربي أحاسيس جديدة يملؤها الاستبشار والفرح، فالاختبار ليس تحدٍّ بين المعلم والطالب؛ إنما هو جهدك أقدمه لك سؤالا وتقدمينه لي جوابا، وتأكدي أنك في عبادة والملائكة ترصد لك الحسنات طالما أن قلبك الطاهر يحمل نية صالحة يرجو بها الزلفى عند ربه. فالدرجة الدرجة هي ما كتبته الملائكة في صحيفتك، والنجاح النجاح هو رضا رب العالمين، وما هذه الاختبارات الدنيوية إلا مجاز عابر نحو الحقيقة الخالدة. كلمات مبعثرة كتبتها على عجل؛ إذ راودني شعور مفاجئ تجاهكن.