بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-07-16, 03:56 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
إن السيرة النبوية بأنوارها الساطعة وإشراقاتها المضيئة تبدد ظلام كل إرهاب وتطرف، فهي سيرة رحمة وحلم وصفح وتسامح وأخلاق عالية زكية، هي سيرة خاتم رسل الله، حبيبنا وقرة أعيننا محمد ، الذي زكَّى رب العالمين أخلاقه فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}، وأخبر عن عظم رحمته وشفقته على الناس فقال: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}، وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وأخبر عن لينه ورفقه في التعامل مع من حوله فقال: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}. لقد تضمنت سيرة نبينا أرقى صور التسامح والرحمة والمعاملة الجميلة، فعندما كان في مكة صبر أشد الصبر على أذى قريش، وعندما هاجر إلى المدينة أرسى فيها دعائم التعايش السلمي، وبقي اليهود ينعمون فيها بالأمن والسلام لا يُظلم منهم أحد حتى نقضوا العهود والمواثيق، وعندما أراد العمرة هو وأصحابه سنة 6 للهجرة منعه أهل مكة، ثم عرضوا عليه الصلح في الحديبية، فقبل منهم ذلك، وبقي ملتزماً بهذا الصلح إلى أن نقضه أهل مكة، فسار إليهم النبي ، وعندما فتح مكة سامح أهلها، وغلَّب جانب العفو العام على المعاقبة، مع ما لاقاه منهم طيلة 20 سنة من صنوف الاعتداء، فقد آذوه أشد الأذى، وأخرجوه من بلده، ونكلوا بأصحابه، واعتدوا على المدينة مراراً، يوم بدر وأحد والخندق، ونقضوا الصلح، ومع هذا صفح عنهم، وكانت لهذه المعاملة الجميلة الأثر البالغ في اعتناقهم للدين الإسلامي الحنيف. يقول أُبيُّ بن كعب: أصيب يوم أُحد من الأنصار أربعة وستون، وأصيب من المهاجرين ستة وحمزة، فمثَّلوا بقتلاهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً من الدهر لنُربيَنَّ عليهم - أي: لنزيدن على ما قتلوا منا -، فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل لا يُعرف: لا قريش بعد اليوم – أي: اقتلوهم كلهم -، فأنزل الله تعالى على نبيه: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}، فقال النبي : «نصبر ولا نعاقب»، وقال آمراً أصحابه: «كفوا عن القوم»، رواه أحمد والترمذي بإسناد حسن. لقد حرص نبينا على إظهار التسامح الإسلامي، وترسيخ أجمل الصور عن الدين الحنيف في مواقف متعددة، منها أنه لما آوى إلى شجرة ذات يوم، وعلق بها سيفه، تسلل إليه رجل من المشركين، وقام على رأسه الشريف بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: «الله»، فسقط السيف من يده، فأخذه الرسول فقال: «من يمنعك مني؟» قال: كن كخير آخذ، قال: «أتشهد أن لا إله إلا الله»، قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فذهب إلى أصحابه، فقال: قد جئتكم من عند خير الناس، رواه أحمد. لقد كانت محبة الخير للناس والفرح بهدايتهم أحد أبرز ركائز السيرة النبوية، فهذا غلام يهودي يخدم النبي ، فمرض، فعاده النبي ، وقعد عند رأسه، فقال له: «أسلم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم ، فأسلم، فخرج النبي وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري. وعندما قدم نفر على النبي ، فقالوا: يا رسول الله، إنَّ دَوساً عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، قال: «اللهم اهد دوساً وأت بهم» متفق عليه. كما رسخ النبي في أصحابه تعظيم الدماء، وحرمة سفكها، فها هو أسامة بن زيد لما تمكن من رجل من المشركين كان قتل عدداً من المسلمين، ورفع عليه السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله، فلما أُخبر النبي بذلك دعاه فسأله: «لم قتلته؟» قال: يا رسول الله، أوجع في المسلمين، وقتل فلاناً وفلاناً، وسمى له نفراً، وإني حملت عليه، فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله، فقال رسول الله : «أقتلته؟» قال: نعم، قال: «فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟» قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: «وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟» قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة»، رواه مسلم. ولم يقتصر الوعيد النبوي في حقِّ من سفك دم مسلم فقط، بل جاء الوعيد أيضاً في حقِّ من اعتدى على المعاهدين، فقال النبي : «من قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة، وإنَّ ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً» رواه البخاري. إن سيرة نبينا حافلة بالمعاني العظيمة الجليلة، التي تدحر كل إرهاب وتطرف، وترسِّخ كل رحمة وتسامح. ▸ كتبه/ أحمد بن محمد الشحي الموضوع الأصلي: أنوار السيرة النبوية تبدد ظلام «داعش» || الكاتب: عقيدتي نجاتي || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد Hk,hv hgsdvm hgkf,dm jf]] /ghl «]hua» hgsdvm hgkf,dm jf]] ughx
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
أبو فراس السليماني, السليماني, الشـــامـــــخ, عزتي بديني, عقيدتي نجاتي |
|
|