السؤال:
جزاكم الله خيراً. السائل في آخر أسئلته يقول في هذا السؤال: كيف يتقي المسلم عذاب القبر وعذاب النار؟
الجواب:
الشيخ: يتقي ذلك بالأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله تعالى. والعمل الصالح هو الذي جمع شرطين؛ أولهما: الإخلاص لله عز وجل، بأن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد بذلك رياءاً ولا سمعةً ولا مدحةً عند الناس ولا شيئاً من الدنيا، ولا يأتي بشيء مبتدعٍ من عنده في دين؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له موافقاً لشريعته؛ دليل ذلك هو قوله تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه». ولقول النبي : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ومن أسباب الوقاية من عذاب القبر أن يستنزه من البول ويتطهر منه؛ لأنه ثبت في الصحيحين عن ابن عباس ا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير» – أي في أمر شاق، بل هو أمر سهل – «فقال: أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة». وروي عن النبي أنه قال: «استنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه». ومن أسباب الوقاية من عذاب القبر أن يكثر الإنسان الاستعاذة من عذاب القبر؛ ولهذا أمرنا النبي إذا تشهدنا في الصلاة أن نستعيذ بالله من أربع؛ نقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.