منذ أکثر من 37 عاما، و تحديدا بعد تأسيس نظام الجمهورية الايرانية، يعاني الشعب الايراني من أوضاع بالغة الصعوبة وعلى مختلف الاصعدة، والذي يزيد من معاناة هذا الشعب إن الاوضاع تزداد صعوبة و تعقيدا مع مرور الاعوام، بحيث يبدو کل شئ متأزما ولاسبيل لإيجاد ثمة حل أو معالجة معينة له.
الاوضاع المعيشية الصعبة جدا في إيران من جراء تداعيات و آثار الاوضاع الاقتصادية المزرية و التي جعلت من الفقر و المجاعة ظاهرتين بارزتين في إيران بحيث أن قادة و مسٶولي النظام قد إعترفوا بأن هناك 45 مليون مواطن إيراني لايجدون مايسدون به أودهم يوميا، في ظل هذه الاوضاع المعيشية الصعبة و الوخيمة ليس من الغريب أبدا أن نسمع تصريحا لرئيس لجنة الشٶون الاجتماعية بالبرلمان الايراني يکشف فيه عن وقوع 9 حالات طلاق كل دقيقة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 80 مليون نسمة. ويستطرد ليقول بأن هناك إرتفاع في معدلات الطلاق بشکل کبير لاسيما في العاصمة طهران حيث وصلت الى 50%، ومشيرا الىوجود تراجع ملحوظ في عمر الزيجات، مقابل ارتفاع عمر المقبلين على الزواج"، ويعترف هذا المسٶول الايراني بأن عزوف الشباب عن الزواج إلى "صعوبات الحياة و البطالة التي تعد أكبر عائق في هذا الإطار".
تفاقم الاوضاع الاجتماعية في إيران و وصولها مفترق خطير و حساس بحيث تزداد التوقعات بإندلاع إنتفاضة شعبية عارمة ضد النظام، تعود من الاساس الى السياسات الخاطئة التي إعتمدها هذا النظام منذ البداية و إستمراره بإصرار عليها حتى الان و عزمه الراسخ عن عدم التخلي عنها، وبطبيعة الحال فإن بلد يستحوذ فيه جهاز إرهابي متطرف نظير الحرس الثوري على إقتصاده و يقوم بتوظيفه لصالح أهدافه و غاياته الخاصة، فمن الطبيعي جدا أن نجد الشعب فيه على أسوء حال و لايجب إطلاقا أن ننتظر أي تحسن في الاحوال و الاوضاع وانما إنتظار و توقع الاسوء، وهکذا رٶية هي بنظرنا رٶية منطقية تتطابق تماما مع الواقع الايراني لو قمنا بمقارنته منذ تولي هذا النظام للسلطة فيه، ومن هنا يمکن تفهم و إستيعاب رفع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية شعار إسقاط النظام و إصراره عليه، ذلك إن نظام يوضع فيه إقتصاده وکافة إمکانياته في خدمة جهاز إرهابي متطرف متمرس في القمع و الجريمة، فإن لايمکن أن يترشح عنه أي خير ولايمکن إنتظار أي شئ إيجابي منه.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]