بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-04-18, 03:52 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
نشر كامل وحصري وتنسيق خاص بـــ شبكة أنصار آل محمد لكتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله للعلم سبق مقدمة الكتاب ثلاث تقديمات لأصحاب الفضيلة فضيلة الشيخ العلامة الدكتور: ربيع بن هادي عمير المدخلي ( حفظه الله ). فضيلة الشيخ العلامة: زيد بن محمد بن هادي المدخلي ( رحمه الله ). فضيلة الشيخ العلامة: عبيد بن عبدالله الجابري ( حفظه الله ). وإليكم رابط الكتاب من موقع الشيخ خالد ضحوي حفظه الله هنا المقـــــــــدمـــــة إن الحمـد لله، نحمده ونستعينه و نستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهـد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حـق تقاتـه ولا تموتن إلا وأنتـم مسلمون}. { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقـوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}. { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}. أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخـير الهدي هدي محمد - -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أما بعد: فإن الاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما، أعظم أصول الإسلام، ودعائمه العظام، الذي من تركه ضل السبيل، وأدى ذلك به إلى الهلاك فمن اعتصم بكتاب ربه وسنّة نبيه - - نجى وفاز وأمن الهلاك والضلال في الدنيا والآخرة. فالله - جل جلاله - أمر في كتابه الكريم في غير ما موضع بالاعتصام بهما والتمسك بحبله، وحبله هو الكتاب والسنّة، وأمر بطاعته وطاعة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-. قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا…} ([1]). وقال تعالى:{ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} ([2]). وقال تعالى:{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} ([3]). وقال سبحانه:{ ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائـزون}([4]). وقال تعالى:{ ومـن يـطع الله ورسولـه فقد فاز فوزاً عظيماً}([5]). وقال جلّ من قائل:{وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} ([6]). وقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} ([7]). وقــال تعالى:{ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء...} ([8]). وقال تعالى:{ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه...}([9]). والآيات في الأمر بطاعة الله ورسوله والاعتصام بكتابه وسنّة نبيه كثيرة جداً؛ لأنها سبب الرحمة والفوز العظيم ودخول جنات النعيم المقيم. وكـذلك جـاء الأمـر من رسوله - - بذلك: فعن العرباض بن سارية - - قال: وعظنا رسول الله موعظة ذرفـت منها العيون، ووجلت منها القلوب فقلنا: يا رسول الله إن هذه لموعظة موّدع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: (( قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنّة الخلفاء الراشديـن المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد انقاد))([10]) وعن أبي هريرة - - عن النبي - - قال: (( إن الله يرضى لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم)) ([11]) والأحاديث أيضا في هذا الموضوع كثيرة. فمن وفقه الله اتبع ما جاء عن الله ورسوله، وجعل الدليل نصب عينيه، فإذا عرضت له أي مسألـة أو حادثة ردها إلى الله ورسوله، قال أهل العلم: والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله هو الرد إلى سنته. وقد امتاز منهج أهل السنة والجماعة بالعمل بالكتاب، وبما صح من السنّة، على فهم السلف الصالح. فعلى كل مسلم أن يلتزم هذا المنهج وأن يدين الله بما كان عليه سلفه الصالح، قال تعالى:{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الـهدى ويتبـع غـير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}([12]). وقد تنكب هذا المنهج السلفي كثير من أهل الأهواء والبدع، فهم في شق ومنهج السلف في الشق الآخر، لا عملوا به ولا دعوا الناس إليه، بل زادوا الطين بلة بأن نسبوا إلى منهج أهل السنّة ما هو منه براء. فقالوا من منهج أهل السنّة ذكر الحسنات عند نقد أهل البدع. وقالوا: حذّر من البدعة ولا تحذر من المبتدع. وقرّروا جواز قراءة كتب أهل البدع مطلقاً، وقالوا: خذ الحق منها واترك الباطل. وأن هجر أهل البدع ليس عليه دليل. وغير ذلك من الكذب والبهتان على الله وعلى رسوله وعلى منهج السلف الصالح. وسأدلي بدلوي - في هذا البحث إن شاء الله - لتوضيح منهج أهل السنّة في معاملة أهل الأهواء والبدع، وقسمت هذا البحث إلى أربعة فصول وهي: الفصل الأول: تحذير أهل السنة من البدع وأهلها. الفصل الثاني: الشدة على أهل البدع منقبة وليست مذمّة. الفصل الثالث: معاملة أهل السنة لكتب أهل البدع. الفصل الرابع: إجماع العلماء على هجر أهل البدع والأهواء. ثم ذكرت جواباً لشيخ الإسلام في بيان أنواع الهجر وضوابطه. ثم خاتمة وفيها أهم نتائج البحث. والله - عزوجل - أسأل أن ينفع بهذا البحث، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يهدي شباب الإسلام إلى فهم منهج السلف الصالح ووعيه والعمل به، وأن يقينا شر أهل التحزب والفتن إنه على ذلك قدير، وهو حسبي ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتبه راجي عفو ربه ومغفرته ورحمته خالد بن ضحوي الظَّفيري المدينة النبوية، في 7 من شهر ربيع الأول سنة 1420 هـ الفصل الأول: تحذير أهل السنة من البدع وأهلها لقد منّ الله - عزوجل - على الناس أجمعين بأن بعث إليهم رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. فبدأهم الله - تعالى - بنوح ، ثم ختمهـم ببعثـة نبي الرحمة والمغفرة، نبي هذه الأمة محمد - - فأكمل الله به الدين وأتم به النعمة، فلم ينتقل إلى الرفيق الأعلى، إلا وقد أدى الذي عليه أكمل الأداء وبلغ البلاغ المبين، وأقام الحجة، وأوضح المحجة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. وكـان – - حريصاً على هداية أمته، عزيزاً عليه ما يعنتهم ويشـق عليهم، كما قال تعالى:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} ([13]) ومن حرصه على أمتـه؛ أنه لم يتـرك باباً من أبواب الخير إلا دلهم عليه، ولم يترك باباً من أبواب الشر إلا حذرهم منه، وبيّن لهم طرق إتيان الخير، وطرق اجتناب الشر. ومن أعظم تلك الشرور التي انتشرت في الأمة، وتفاقم أمرها، والتبست على كثير من الناس: البدع المضلة وهي: "طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعيّة"([14]) ففيها الاستدراك على الله، وادعـاء عدم كمال الدين، فكـان – - في كل خطبة يحـذر منها فيقـول: (( وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار )). ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة - - قال: قال رسول الله – -: ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) ([15]). وعن عائشة – ا – قالـت: (( تـلا رسول الله – - هذه الآية{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغـاء تأويلـه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنـا به كل من عنـد ربنا وما يذكر إلا أولو الألبـاب}([16]) قالت: قال رسول الله – -: ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منـه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ))([17]). فبين لنا نبينا – - أن طريق النجاة من البدع هو الحذر والتحذير منها، واجتنابها واجتناب أهلها وهجرهم. فهجر أهل البدع ومنابذتهم من أعظم أصول الدين التي تحفظ على المسلم دينه وتقيه شر مهالك البدع والضلالات. كيف لا، وقد أوضح الله - عزوجل - هذا الأصل العظيم في كتابه حيث قال: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعـرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} ([18]). وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفر بها ويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم، إن الله جامـع المنافقـين والكافريـن في جهنم جميعاً} ([19]). قال ابن عون: كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} ([20]). وعن ليث بن أبي سُليم عن أبي جعفر قال: (( لا تجالسوا أهل الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله )) ([21]). وقال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره([22]): (( وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم )). ولهذا اهتم السلف بهذا الأصل العظيم وهو هجر أهل البدع أعظم اهتمام، وأولـوه بالغ العناية، فسيرتهم مليئة بهجر أهل البدع، وإخزائهم، وإذلالهم ولو أردت أن أنقل ما جاء عنهم في ذلك لبلغ مجلداً، بل مجلدات. وإن الناظر إلى النّاس طيلة حياة النبي - -، وطيلة خلافة الشيخين أبي بكر وعمر فسيجد أنهم متّبعون لكتاب ربهم ومقتفون لسنّة نبيهم -- لا تعرف البدع إليهم طريقاً ولا التكلف والتعمق إلى نفوسهم سبيلاً إلا ما كان من حالات فرديّة يقضى عليها في مهدها من قبل النبي - - وخلفائه فما تلبث أن تخمد وتنطفئ. ([23]) ثم بدأت تظهر بوادر الفتن في آخر عهد عثمان - -. ثم ظهـرت في خلافة علي - - أول فرقتين مبتدعتين وهما الخوارج والشيعة، ثم تلا ذلك ظهور القدريّة وغيرهم. فواجه الصحابـة والتابعون هذه الفرق المبتدعة مواجهة حاسمة بالسيف واللسان، فحذروا الناس منهم وتبرؤوا من البدع وأهلها وهجروهم ونهروهم ونابذوهم. ومـا ذلك إلا اتّباعـاً للطريقة الشرعيّـة التي وضحهـا الله ورسـولـه --كمـا سبـق بيانـه، فهـم متمسكـون بكتـاب ربهم وبسنـّة نبيّهم - -. فهذا ابن عمر - - حين سئل عن القدرية قال: (( فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني )) ([24]). وقال ابن عباس - ا -: (( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب )) ([25]). وعن عطـاء - رحمه الله- قـال: أتيت ابن عباس-ا- وهو ينـزع في زمزم قد ابتلت أسافل ثيابه فقلت: قد تُكلم في القدر. قال: أوَ قد فعلوها؟. فقلت: نعم. قال: (فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم{ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر}،أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصـلوا على موتاهـم، إن أريتني أحدهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين))([26]). وكتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- رسالة إلى عدي بن أرطأة يقول فيها: (( أما بعد: فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه -- وترك ما أحدث المحـدِثون مما قد جرت سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ قد كفوا ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى وبفضل لو كانوا فيه أحرى، فلئن قلتم: أمر حدث بعدهم، ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سنتهم، ورغب بنفسه عنهم، إنهم لهم السابقون فقد تكلموا منه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم محسر، لقد قصر عنهم آخرون فضلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم))([27]) وعن أبي قلابة قال: (( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون )) ([28]) وعـن عمرو بن قيس الملائي قال: (( لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك)) ([29]) وقال إبراهيم النخعي: (( لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين )) ([30]) وقـال مجاهـد: (( لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب))([31]) وقال إسماعيل بن عبيد الله: (( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّن حجته )) ([32]) وقال مفضل بن مهلهل: (( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك))([33]) وعن هشام بن حسان قال: (( كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم )) ([34]). وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: (( أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم )) ([35]). وعن ثابت بن عجلان قال : (( أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء )) ([36]). والآثـار عن السلف في معاملة أهل البدع والتحذير من البدع وأهلها كثيرة جداً، فالسلف - رحمهم الله - على هذا مجمعون متفقون في كل الأعصار والأمصار، وقد نقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم وقد أفردت له فصلاً مستقلاً. وقد سار السلف من المتقدمـين ومن بعدهم من المتأخرين في التحذير من البدع والتحذير من أهلها على حدّ سواء، فلم يقتصروا على التحذير من البدع وتركوا أهلها على طريقتهم سائرين، ولبدعهم مروّجين. فإن هذه البدع لاتسير وحدها، بل لابد لها من مسيّر ومروّج،فلزم من التحذير من البدعة التحذير من أهلها،فإذا قمع أهلها وزجروا وهجروا مات ما يحملون من بدع وهوى،ولم يتمكنوا من نشرها والدعوة إليها. وقد ظهر في زماننا هذا أقوام، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون بقول محدث لم يأت به الأولون، فقالوا حذّر من البدع ولا تحذّر من صاحبها ولا تتكلم فيه. وما قصدوا بذلك إلا إغلاق باب التحذير من أهل البدع ليسلم لهم أئمتهم وقادتهم، ولينشروا من بدعهم ومناهجهم المحدثة ما يريدون. فالنبي - - هو الذي شرع لأمته التحذير من أهل البـدع بأعيانهم، فقد أشار النبي - - إلى ذي الخويصرة بقوله: ( إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّـة …))الحـديث ([37])، ففي قوله ( هذا ) تعيين له وتحذير منه بعينـه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم )) ([38]) . وتحذيـر السلف من أهل البدع بأعيانهم كثير جداً، وما حملهـم على ذلك إلا النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فهذا إمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله - حذّر من أهل البدع بأعيانهم. (1) كما قال عبد الرحمن بن مهدي: دخلت عند مالك وعنده رجل يسأله عن القرآن، فقال: (( لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد، لعن الله عمراً فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام … )) ([39]). (2) وقال: (( إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنّة )) ([40]). (3) وقال ابن أبي زيد: قال رجل لمالك: يا أبا عبد الله{ الرَّحمنُ عَلَى العَرْشِ استَوَى} كيف استوى؟ قـال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وأراك صاحب بدعة وأمر بإخراجه ([41]). وهذا إمام أهل السنّة أحمد بن حنبـل - رحمه الله - جاء عنه التحذير مـن أهل البدع بأسمائهم في كثير من أقواله وما ذلك إلا نصيحة لدين الله، قال ابن الجوزي - رحمه الله -: (( وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين )) ([42])، فمن ذلك: (1) عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان قال: قال لي عمي أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان قال: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء؟ فسألته. قال أبو مزاحم: فسألته أن يخرج إلي جوابه، فوجه إلي بنسخة فكتبها ثم عدت إلى عمي فأقرّ لي بصحة ما بعث به. وهذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد ابن حنبل بعد أن سألته عما فيها فأجابني عن ذلك بما قد كتبته، وأمر ابنه عبد الله أن يوقع بأسفلها بأمره، ما سألته أن يوقع فيها: سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح، فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك، وإنّه إن قلّد القضاء من أمور المسلمين كان فيه ضرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته. وسألته عن ابن الخلنجي، فقال فيه - أيضاً - مثل ما قــال في أحمــد ابن رباح وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنّه كان من شرهم وأعظمهم ضرراً على الناس. وسألته عن شعيب بن سهل، فقال فيه: جهمي معروف بذلك. وسألته عن عبيد الله بن أحمد، فقال فيه: جهمي معروف بذلك. وسألته عن المعروف بأبي شعيب، فقال فيه: إنّه جهمي معروف بذلك. وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلا أنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه. وسألته عن ابن علي بن الجعد، فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد الله ببغداد، فقال: جهمي معروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أن يقلّد مثله شيئاً من أمور المسلمين لما في ذلك من الضرر. وسألته عن ابن الثلجي، فقال: مبتدع صاحب هوى. وسألته عن إبراهيم بن عتّاب، فقال: لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرّب، ولا يقلّد شيئاً من أمور المسلمين. وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين؛ فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنّة والمخالفة لأهـل البدع))([43]). (2) وقـال علي بن أبي خالد: قلت لأحمد بن حنبل –رحمه الله -: إنّ هذا الشيخ – لشيـخ حضر معنا – هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير – يعني حارثاً المحاسبي – وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تـجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخـت أوداجه وعيناه، وما رأيتـه هكـذا قط ثم جعل ينتفض، ويقول: ( ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليـس يعـرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه، ذاك لا يعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبـد الله، يروي الحديث، ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعـل يقول:لا يغرّك خشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ذاك لا يعرفه إلا مـن خبره، لا تكلمـه، ولا كرامة لـه، كل من حدّث بأحاديث رسول الله – - وكان مبتدعاً تجلـس إليـه؟! لا، ولا كـرامة ولا نُعْمَى عـين، وجعل يقول: ذاك، ذاك.))([44]) (3) وقال أبو داود في مسائله للإمام أحمد([45]): (( ورأيت أحمد سلّم عليه رجل من أهـل بغداد – قال أبو داود: بلغـني أنّه أبو بكر المغازلي – ممن وقف فيما بلغني، فقال له: أُغرب لا أرينّك تجيء إلى بابي – في كلامٍ غليظ – ولم يرد ، وقال له: ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بصَبيـغ – أفهمـني ( عمر بصَبيغ ) بعـض أصحابنا – فدخـل بيته وردّ الباب)). (4) وقال أبو بكر المرّوذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذّر أبو عبد الله – أحمد بن حنبل - منه، وقد كان المتوكل أَمَرَ عبدالرحمن بن يحيى بن خاقـان أن يسأل أحمد بن حنبل عمّن يقلّد القضاء. قـال عبدالرحمن: فسألتُه عـن يعقـوب بن شيبـة، فقال: ((مبتدع صاحب هوى )). قال الخطيـب: وصفه أحمـد بذلك لأجل الوقف([46]). (5) وقال الحاكم –رحمه الله -: سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول: سمعت أبا إسماعيل الترمذي يقول: كنت أنا وأحمـد ابن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء، فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقـال: زنديق ! زنديق ! زنديق! ودخل البيت ([47]). (6) وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء، وهو كلام الجهمية، قلت له: إن الكرابيسـي يقول هذا فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشراً المريسي.([48]) (7) وقال صالح بن أحمد: جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما خرج إليه ورآه، أغلق الباب في وجهه ودخل.([49]) (8) وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. قال: ما اسمه؟. قال: داود. قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أيّ شيء صنعته؟ قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبوعبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبوعبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ([50]). وما جاء عن أئمة الإسلام في ذلك كثير، وهو في كتب السنّة والعقائد مسطور قال عاصم الأحول: جلست إلى قتـادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعـض، فقال: يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر. فجئت مغتمّاً فنمت فرأيت عمرو بن عبيد يحك آية من المصحف، فقلت له: سبحان الله، قال: إني سأعيدها. فقلت: أعدها قال: لا أستطيع. ([51]) وقال الفلاس: عمرو متروك صاحب بدعة.([52]) وقال الذهبي في واصل بن عطاء: كان من أجلاد المعتزلة.([53]) وقال - أيضاً - في ابن أبي دؤاد: جهمي بغيض.([54]) وقـال أحمد: (( كان ثور يرى القدر، وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه)).([55]) وقال أبو توبة: حدثنا أصحابنا أن ثوراً لقي الأوزاعي فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه، وقال: ( يا ثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة ولكنه الدين )).([56]) وقال أبو إدريس الخولاني: ( ألا إن أبا جميلة لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه )). ([57]) وقال إسماعيل ابن علية: قال لي سعيد بن جبير غير سائله ولا ذاكـراً ذا كله: لا تجالسوا طلقاً، يعني: لأنّه مرجئ.([58]) وقال أبو صالح الفراء: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي-، فقلت ليوسف: ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم([59]). ويبين الإمام ابن بطة أنه لا بد من ذكر الأسماء بل وشيء من الصفات لأهل البدع حتى تُحذر كتبهم ويُسلــم من أفكارهـم، فقـال - رحمه الله - بعد أن ذكر مقالات أهل البدع وطوائفهم قال: (( هم شعوب وقبائل وصنوف وطوائف أنا أذكر طرفاً من أسمائهم وشيئاً من صفاتهم؛ لأن لهم كتباً قد انتشرت ومقالات قد ظهرت، لا يعرفها الغرّ من الناس ولا النشؤ من الأحداث تخفى معانيها على أكثر من يقرؤها فلعل الحدث يقع إليه الكتاب لرجل من أهل هذه المقالات قد ابتدأ الكتاب بحمد الله والثناء عليه والإطناب في الصلاة على النبي ثم أتبع ذلك بدقيق كفره وخفي اختراعه وشرّه فيظن الحدث الذي لا علم له والأعجمي والغمر من الناس أن الواضع لذلك الكتاب عالم من العلماء أو فقيه من الفقهاء ولعله يعتقد في هذه الأمة ما يراه فيها عبدة الأوثان ومن بارز الله ووالى الشيطان. فمن رؤسائهم المتقدمين في الضلال منهم: الجهم بن صفوان الضّال. وقد قيل له وهو بالشام: أين تريد فقال: أطلب رباً أعبده، فتقلد مقالته طوائف من الضُّلال، وقد قال ابن شوذب: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً على وجه الشك. ومن أتباعه وأشياعه: بشر المريسي والمردار وأبو بكر الأصم وإبراهيم بن إسماعيل ابن علية وابن أبي دؤاد وبرغوث وربالويه والأرمني وجعفر الحذّاء وشعيب الحجام وحسن العطار وسهل الحرار وأبو لقمان الكافر في جماعة سواهم من الضلال وكل العلماء يقولون في من سميناهم أنهم أئمة الكفر ورؤساء الضلالة. ومن رؤسائهم أيضا - وهم أصحاب القدر -: معبد الجهني وغيلان القدري وثمامة بن أشرس وعمرو بن عبيد وأبو الهذيل العلاف وإبراهيم النظام وبشر بن المعتمر في جماعة سواهم أهل كفر وضلال يعمّ. ومنهم: الحسن بن عبد الوهاب الجبائي وأبو العنبس الصميري. ومن الرافضة: المغيرة بن سعيد وعبد الله بن سبأ وهشام الفوطي وأبو الكروس وفضيل الرقاشي وأبو مالك الحضرمي وصالح قبة. بل هم أكثر من أن يحصوا في كتاب أو يحووا بخطاب ذكرت طرفاً من أئمتهم ليتجنب الحدث ومن لا علم له ذكرهم ومجالسة من يستشهد بقولهم ويناظر بكتبهم. ومن خبثائهم ومن يظهر في كلامه الذّبّ عن السنّة والنصرة لها وقوله أخبث القول: ابن كلاب وحسين النجار وأبو بكر الأصم وابن علية([60]) أعاذنا الله وإياكم من مقالتهم وعافانا وإياك من شرور مذاهبهم))([61]). وقال الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت:444): أهون بقول جهم الخسيس ........ وواصل وبشر المريسي ذي السخف والجهل وذي العناد ... معمر وابن أبي دؤاد وابن عبيد شيخ الإعتزال ......... وشارع البدعة والضلال والجاحظ القادح في الإسلام ...... وجبت هذي الأمة النظام والفاسق المعروف بالجبائي .......والنجله السفيه ذي الخناء واللاحقي وأبي الهذيل ........... مؤيدي الكفر بكل ويل وذي العمى ضرار المرتاب ........ وشبههم من اهل الإرتياب جميعهم قد غالط الجهالا ............ وأظهلر البدعة والضلالا وعد ذاك شرعة ودينا ........ فمنهم لله قد برئنا وعن قريب منهم سينتقم ....... ومن مضى من صحبهم سيندم .(1) وقال الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي السَّلَفي(2): فلا تصحب سوى السني دينا .......... لتحمد ما نصحتك في المآل فما وجانب كل مبتدع تراه .................. إن عندهم غير المحال ودع آراء أهل الزيغ رأسا ........... ولا تغررك حذتقة الرذال فليس يدوم للبدعي رأي ......... ومن أين القر لذي ارتحال يوافى حائرا في كل حال .............. وقد خلى طريق الإعتدال ويترك دائبا رأيا لرأي........... ومنه كذا سريع الإنتقال وعمدة ما يدين به سفاها ......... فأحداث من أبواب الجدال وقول أئمة الزيغ الذي لا .............. يشابهه سوى الداء العضال كمعبد المضلل في هواه ........... وواصل أو كغيلان المحال وجعد ثم جهم وابن حرب ......... حمير يستحقون المخال وثور كإسمه أوشئت فاقلب ......... وحفص الفرد قرد ذي افتعال وبشر لا رأى بشرى فمنه ............ تولد كل شر واختلال وأتباع بن كلاب كلاب ............ على التحقيق هم من شر آل كذاك أبو الهذيل وكان مولى .......... لعبد القيس قد شان الموالي ولا تنسى إبن أشرس المكنى ......... أبا معن ثمامة فهو غالي ولاابن الحارث البصري ذاك ال ....... مضل على اجتهاد واحتفال ولا الكوفي اعنيه ضرار ب.............ن عمرو فهو للبصري تالي كذاك بن الأصم ومن قفاه وعمرو..... من أوباش البهاشم النغال هكذا اعني ابن بحر.................... وغيرهم من أصحاب الشمال فرأي أولاء ليس يفيد شيئا .......... سوى الهذيان من قيل وقال وكل هون ومحدثة ضلال ............ ضعيف في الحقيقة كالخيال فهذا ما أدين به إلهي ............... تعالى عن شبيه أو مثال وما نفاه منخدع وزور .............. ومن بدع فلم يخطر ببالي فهذا هو منهج أهل السنة التحذير من البدع ومن أهلها على السواء من غير تفريق، ولو كان التحذير منهم للبدع وحدها لما أجمعوا على هجر أهل البدع كما سيأتي نقل الإجماع عنهم. بل إن دواوين الجرح والتعديل والكتب المختصة بالرجال كالضعفاء والتاريخ الكبير للبخاري والضعفاء للنسائي والعقيـلي، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والميزان وديوان الضعفاء للذهبي وغير ذلك من كتب أئمة السنّة، وكذلك كتب العقائد وخاصة الردود منها كرد الدارمي على بشر المريسي، وردود شيخ الإسلام ابن تيميّة كالرد على البكري والأخنائي والرازي وغيرها ورد ابن عبـد الهادي على السبكي الموسوم بالصارم المنكي، وردود الأئمة على النبهاني كغاية الأماني لمحمود الألوسي، ورد نعمان الألوسي على ابن حجر الهيتمي في كتابه جلاء العينين وردود أئمة الدعوة في نجد كردودهم على ابن جرجيس وغيره، وكردود الأئمة على الكوثري وأبي غدة، كرد المعلمي في تنكيله وغيره، وردودهم علـى ضـلالات سيــد قطـب كرد العلامـة عبد الله الدويش ورد محمود شاكر وردود العلامة ربيع بن هادي المدخلي، وغير ذلك من كتب الردود السلفية التي قامت على كتاب الله وسنّة نبيه --. كل هذه الكتب قائمة على نقد الأشخاص بأعيانهم وما يحملون من ضلالات وبدع، ولو أغلقنا هذا الباب كما يريد أهل الفتن والأهواء والسفسطة لأدى ذلك إلى هدم الإسلام وانتشار الشرك والبدع والخرافات، وهذا هو الذي يريدون. فاعجب بعد ذلك كل العجب ممن قال: لا تتكلم على أهل البدع، وإنما التحذير من البدعة وحدها، ومن قال بهذا فقد تنكب طريق السلف الصالح وخالف سبيلهم ومنهجهم وافترى عليهم الكذب وقال بالبهتان. فليتق الله هؤلاء القوم وليرجعوا إلى منهج أهل السنّة الواضح، الذي ليله كنهاره لا يزيغ عنه إلا هالك. والله أعلم. يتبع... ------------------------------------------------([1]) آل عمران : 102 ([2]) الأنعام : 153 ([3]) النساء : 69 ([4]) النور : 52 ([5]) الأحزاب : 71 ([6]) آل عمران : 132 ([7]) النساء : 59 ([8]) الأنعام : 159 ([9]) الشورى : 13 ([10]) رواه أبو داود ( 4607 ) ، والترمذي ( 2676 ) ، وابن ماجة ( 43 ) . ([11]) رواه مسلم ( 1715 ) ، ومالك في الموطأ ( 2/ 990 ) واللفظ له . ([12]) النساء : 115 ([13]) سورة التوبة : 128 . ([14]) الاعتصام للشاطبي ( 1/37 ) . ([15]) مقدمة صحيح مسلم ( 1/12 ) . ([16]) آل عمران : 7 . ([17]) رواه البخـاري في صحيحـه ، حـديث (4547 ) ، ومسلــم ، حديث(2665) . ([18]) سورة الأنعام : 68 . ([19]) سورة النساء : 140 . ([20]) الإبانة لابن بطة ( 2/431 ) . ([21]) تفسير الطبري ( 7/229 )، وتفسير القرطبي (7/12). ([22]) ( 5/330 ) . ([23]) انظر موقف أهل السنّة والجماعة من أهل الأهواء والبدع للشيخ إبراهيم الرحيلي(1/9). ([24]) رواه مسلم ( 8 ) . ([25]) الإبانة ( 2/438 ) ([26]) شرح السنّة للالكائي ( 4/712 )، والبيهقي في السنن الكبرى (10/205). ([27]) سنن أبي داود (4/203)، والشريعة للآجري (1/443-445)، والحلية لأبي نعيم (5338). ([28]) سنن الدارمي (1/120)، شرح السنة للالكائي (1/134)،والسنة لعبدالله بن أحمد (1/137)، والإبانة لابن بطة ( 2/435 ) . ([29]) الإبانة ( 2/436 ) . ([30]) الإبانة ( 2/439 ) . ([31]) الإبانة ( 2/441 ) . ([32]) الإبانة ( 2/443 ) . ([33]) الإبانة ( 2/444 ) . ([34]) طبقات ابن سعد (7/172)، وسنن الدارمي (1/121)،وشرح السنة للالكائي (1/133)، والإبانة لابن بطة (2/444) . ([35]) الإبانة ( 2/475 ). ([36]) المعرفة والتاريخ للفسوي ( 3/491-492 )، وشرح السنة للالكائي (1/133). ([37]) رواه البخاري ( 3610 ) ، ومسلم ( 2452 ) . ([38]) مجموع الفتاوى ( 28/233 ) . ([39]) مناقب مالك للزواوي ( ص : 147-148 ) . ([40]) مناقب مالك للزواوي ( ص : 148 ) . ([41]) مناقب مالك للزواوي ( ص : 134 ) . ([42]) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253 ) . ([43]) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص : 251-252 ) . ([44]) طبقات الحنابلة ( 1/234 ) . ([45]) ( ص : 355 ) برقم ( 1707 ) . ([46]) انظر تاريخ بغداد ( 14 / 350 ) ، والسير للذهـبي ( 12/ 478 ) . ([47]) معرفة علوم الحديث ( ص : 4 ) ، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص:247)، وطبقات الحنابلة ( 1/38 ) . ([48]) السنّة لعبد الله بن أحمد ( 1/165-166 ) . ([49]) مناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ) . ([50]) تاريخ بغداد ( 8/374 ). ([51]) الميزان للذهبي ( 3/273 ) . ([52]) الميزان ( 3/275 ) . ([53]) الميزان ( 4/329 ) . ([54]) الميزان للذهبي ( 1/97 ) . ([55]) الميزان للذهبي ( 1/374 ) . ([56]) السير للذهبي ( 11/344 ) . ([57]) الإبانة لابن بطة ( 2/449 ) . ([58]) الإبانة ( 2/450 ) . ([59]) السير ( 7/364 )، وتهذيب الكمال ( 6/182 ). ([60]) هو إبراهيم بن الإمام إسماعيل بن علية. ([61]) الشرح والإبانة ( ص : 348-352 ). (1) الأرجوزة المنبّهة للداني ( ص : 182-184 )، وانظر السير ( 18/82-83). (2) السير ( 21/34-36 )، وانظر أيضاً في التحذير من أهل البدع بأعيانهم رسالة السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ( ص: 220-223 ). الموضوع الأصلي: حصري:: إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء || الكاتب: الشـــامـــــخ || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد pwvd:: Y[lhu hguglhx ugn hgi[v ,hgjp`dv lk Hig hgHi,hx hguglhx hgi[v Y[lhu
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 07-04-18 الساعة 12:10 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
أبـو عـبـد الـرحـمـن, الشـــامـــــخ, خواطر موحدة, عزتي بديني, عقيدتي نجاتي |
|
|