إنْ مات على المعاصي ولم يتب فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له، وإن شاء أدخله النار حتى يُطَهَّر من سيئاته، فإذا طُهِّرَ منها في النار أخرجه الله من النار إلى الجنة بفضل رحمته جلَّ وعلا، ولا يبقى في النار إلا الكفَّار، لا يُخلَّد فيها إلا الكفرة الذين قال فيهم سبحانه: ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة:167]، ويقول فيهم جلَّ وعلا: ( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) [المائدة:37]، هذه حال الكفرة، أما العُصاة فلهم مخرجٌ، إذا عُذِّبوا قدر معاصيهم لهم مخرج، يُخرجهم الله من النار ولو بقوا مدةً طويلةً، يُخرجهم الله من النار إلى الجنة بتوحيدهم الذي ماتوا عليه، وإسلامهم الذي ماتوا عليه.
شرح رياض الصالحين (149 من حديث: أن النبي ﷺ -ومعاذ رديفه..)