صحو طرقاتها كل يوم على إسقاط حقوق أهلها المنهوبة، وتمييزهم بدرجات تتأرجح بين الطبقة المخملية والأخرى السحيقة التي سقطت بُجرم العرق واللغة، دولة الملالي التي جعلت الإعدام أرقى هدية تقدمها لشعبها الأعزل في الأحواز في أقوى انسلاخ معاصر على الاتفاقية الدولية للقضاء على أشكال التمييز العنصري المعتمدة بقرار الجمعية العامة رقم 2106 (د – 20) في 21 ديسمبر 1965م.
وأكد مختصون أن المشهد في إيران ينبئ عن حدوث انفجار ضد النظام في ظل الحال التي يرزح تحتها الشعب الإيراني بمكوناته المختلفة من فقرٍ وتمييز عنصري.
حول ذلك قال يونس الكعبي -أحوازي-: "ما زال الشعب الإيراني في ظل معاناته من النظام لا سيمّا الأعراق غير الفارسية، كما عانى من الفقر المدقع، وذلك بسبب دعم إيران الميليشيات الإرهابية المختلفة في الوطن العربي طيلة عقود، تلا ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة جرّاء العقوبات الدولية، حيث توسعت الأزمة الاقتصادية بشكل أكبر وأصبحت الأوضاع خانقة بشكل لا يمكن تصوّره، وقد قامت التظاهرات المختلفة وما زالت في أغلب المدن الإيرانية، كما تم إغلاق أسواق ومحلات تجارية مما ينبئ بمستقبل يحمل في طيّاته سقوط النظام الإيراني".
وتابع الكعبي، شهدت إيران تحركاً للشعوب غير الفارسية التي تعاني هي الأخرى أشد أنواع الاضطهاد القومي والديني والثقافي والاقتصادي، وإذا استمرت الأوضاع على هذه الحال ستسقط إيران بانتفاضة الشعب بمكوناته الفارسية وغير الفارسية.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي فهد ديباجي الجميع يعلم أن إيران تغلي نتيجة الظلم والاضطهاد الذي يعيشه الشعب الذي يبحث دوماً عن أي فرصة للثورة والخلاص من نظام الملالي، وهو الأمر الذي يستلزم مد يد العون لهم حتى وإن كانت كلمة حق تقال في هذا النظام الفاسد المجرم الطائفي والعنصري، فمن المؤكد أن النظام الإيراني سيسقط إذا تضافرت الجهود من أجل إسقاطه في كل المدن والمحافظات مع دعم خارجي إعلامي من أجل تقديم الحماية للمتظاهرين،
وأوضح ديباجي أنه إن لم يُقطع دابر المشروع الإيراني وتجمّد رؤوس أموالهم وإعلامهم ويبعد أكابرهم، فإنهم سيحدثون بالمسلمين والعرب أعظم مما أحدثه التتار والصليبيون وأعظم مما أحدثته اتفاقية سايكس بيكو بالعرب، إيران لم ولن تتوقف عن التدخل في شؤون جيرانها وحياكة المؤامرات ضد أنظمتها، وتشكيل خلايا سرية مناهضة لها وتزويدها بالأسلحة تمهيداً للاستيلاء على الحكم فيها، حيث سبق أن قامت بعمليات إرهابية في معظم الدول الخليجية والعربية، وساهمت أطماعها التوسعية في تأجيج القتال الطائفي، كما استغلت دوماً حال الضعف العربي في الاحتلال أو الهيمنة على القرار في بعض الدول العربية، ومن الجانب الإعلامي فهناك قنوات إعلامية معروفة صامتة أمام ما يحدث في إيران من تظاهرات وأعمال شغب، ولو كان ذلك في وطن عربي آخر لذللّت السبل من أجل نقل وقائعه بشكل مباشر.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]