كانت قريش معروفة بين القبائل بالتجارة، وكانت خديجة بنت خويلد واحدة من أشهر تاجرات قريش، تستأجر الرجال للخروج في رحلات تجارتها للشام مقابل الأجر.
في هذا الوقت كان النبي قد ناهز العشرين من عمره، وأصبح شابًا جلدًا قويًا، بهي الطلعة، معروفًا بحلو الشمائل، وكرم الأخلاق.
أرسلت السيدة خديجة إلى النبي لما علمت عن أخلاقه، ودعته ليخرج في مالها وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره، ومعه غلامها ميسرة.
قَبِل محمد عليه الصلاة والسلام هذا العرض فرحل إلى الشام، وقيل بأن عمه هو من أقنعه، وقد حالفه التوفيق وعاد إلى خديجة بأرباح مضاعفة. [السيرة النبوية لمحمد أبوشهبة]
لم تنس السيدة خديجة[/url] ا ما قصه عليها غلامها ميسرة، بعد العودة من الرحلة للشام مع محمد؛ فقد ذكر لها رفض النبي القسم باللات والعزى خلال جدل مع أحد التجار اليهود، وجاء في رواية أن احد الرهبان ويدعى نسطور قد قال بنبوءة محمد في بصرى، كما جرت كرامات عدة للنبي ومنها ما رواه ابن اسحاق وابن هشام من الغمامة التي ظللته في الحر الشديد.. [ابن هشام]
ولما دخل محمد مكة في ساعة الظهيرة، وخديجة في مجلس مرتفع، شاهدته على بعيره تكسوه المهابة والجلال، وقد أخبرها بخبر التجارة وما ربحت، فسُرت لذلك سرورًا عظيمًا، وأجزلت له في العطاء، ولكن شيئًا خفيًا كان يزيدها سعادة بما سمعت!