{ لوثــات شيعية /26/ طقوس الجنازة }
كلما سرنا قليلاً مع الجنازة أمر بإنزالها ثم صاح في أذن الميّت (( يافلان ))
إذا سألك منكر ونكير منو إمامك قول علي بن أبي طالب إمامي ....... ثم يأمر
بحمل الجنازة وبعد أن يسير المشيعون بها أمتاراً قليلة يأمر المعمم بإنزالهــــا
مـــرة أخرى ...
(( يافلان إذا سألك منكر ونكير من إمامُك فقل الحسـن إمامي ....))
ثم تـُحمل الجنازة مرة ثالثة وبعد أمتار يتم إنزالها .... الحسين إمامي ..
وهكذا يتم حملها وإنزالها وفي كل مرّة ... زين العابدين إمامي ...موسى
الكاظم ... جعفر الصادق ........ إلى أن يكتمل عدد أئمتنا المعصومين ..
اقتربت الشمس من الغروب وصاحبنا يلقن الميّت دروسـاً في حفظ أسماء الأئمــة
(( افتهمت يافلان ..!! موتنسى ..!! )) (( تذكّر إذا سألك منكر ونكير ))
(( احفظ أسماء الأئمة عدل )) ...
كان أحد المشيّعين من كبار السن قد تعب من كثرة الطقوس ..ويبدو أنه كــــان
صديقا للمتوفى .. ويعلم أنـّه كان أطرشاً لايسمع عندما كان حيـّاً فقال .......
(( شيب أبو أصلك ... !!!! )) (( هوّ بالدنيا أطرش مايسمع ...... تريـــده
يسمع بعد ما مات !!))
المعروف أن كثرة الطقــوس تجعل ذوي الميّـت يشعرون بأن هـــذا الملقـّن قد أدّى
الواجب وزيادة مع ميّتهم .. فيكرمونه بالمال ويزيدون ...
المرحلة الأخيرة هي السمـــاح للنساء من بناته وأخواته وقريباته أن ينظرن إليــــه
نظرة الوداع الأخيرة ... وعندما اقتربن منه اشتغل الصراخ والنحيــب واللطم
...و ..أعوذ بالله ..!!
بعد جهد جهيد وعناء طويل ومشقّــة تم إزاحة النساء ثم أدخلوا الميّــت في حفرته
ووضعوا في فمـــه (( التربة ))حتى تكون شاهداً له أنه من أتباع الأئمة ..!!!
من الملاحظ أننــا نخالــــف أهل السنة حتى في طريقة دفن الموتى .......
ونخالف في شكل القبور ليس من الخارج فقط وإنما مــن الداخل أيضــاً ....
فلايوجد اللحد في قبورنا أبــداً وإنما يشق في جانب القبر من الداخل شقــا طوليـًّا
ثم نقذف بالميت فيه ...
وبعد الإنتهاء من الدفن نقــوم برش ماء الورد وتعطير التراب والترخيم والتجميل
والزهور ...!!
والبعض يتكلف ويتعاهد القبر بماء الورد والزهور لمددٍ طويلة من الزمان ....
فترى أن بعض القبور لها أكثر من عشرين عاماً وعليها من الزهور والورود والعطور
مايجعلك تحس أن الميّت قد توفي البارحة ..!!!
أحياؤنا لايرزقون بدرهــمٍ *** وبألف ألفٍ تـُرزق الأموات
نظرت حولي فأحسست أنني لست في مقبرة وإنما في حدائق بابــل المعلقة ...
وقد نسيَ جماعتي أو تناسوا على الأقل أن ذلك كلـــه لاينفع الميّت في شيء وإنما
ينفعه عمـلُه .. فإن كان من أهل النار فلا ينفعه ذلك أبداً .... وإن كان
من أهل الجنـّة فهو لايحتاج ذلك أبداً ... إنما هو استخفاف أكلة لحوم البشر
بطائفتنا المسكينة واستحلاب أموالهم بالباطل ... واستغلال عاطفتهم الدينيـــة
وحبهم لآل البيت ...