أفعال وأعمال بعض المتصوفة تؤكد أنهم يتعاطون السحر
النموذج الأول : ما ذكره النبهاني في ترجمة ابن عربي في جامع كرامات الأولياء قال : (( قال ( السراج ) : وأخبرنا الشيخ الصالح حيدر بن أبي الحسين بن حيدر الجعبري ثم البغدادي قال : أخبرني السيد زين الدين الحسيني البغدادي قال : أخبرني السيد زين الدين رشيد الحلبي قال : أخبرني الشيخ عز الدين الدامغاني الخرساني وكان من العلماء العاملين قال : كان بخرسان شخص يكثر من ثلب الشيخ محيي الدين ويؤذيه ويؤذي من ينتمي إليه بكل طريق خارج فاحش ، فأكثر المؤمنون الشكاية منه إلى الشيخ إلى أن قالوا : لا صبر لنا على هذا ، إلى أن جاء الأمر إلى الشيخ بانفاذ القدر ، فقال لشخص ناولني الخنجر الذي من صفته كيت وكيت ولم يكن يعرفه ، وأخذ ورق قد قصت على شكل إنسان فذبحها بالخنجر وقال : يا جماعة قد ذبحت هذه الساعة ذلك الرجل المتعدي علينا بخرسان ، وقد رفعت جسرا من سقفه داره عن الجدار ، ووضعت الخنجر تحته لا يرفعه أقل من عشرين رجلاً ، وكتبت على الخنجر بدمه : ذبحه محيي الدين بن عربي ، فذهب من حضر ذلك من الشاكين فوجدهم في خرسان يقولون : ذبح فلان في اليوم الفلاني في تلك الساعة بعينها ، فأخبروهم بالقصة ، فخلص كثير التهمة ورفعوا رأس الجسر كما ذكر ، فوجدوا الخنجر والكتابه كما قاله السراج في " تفاح الأرواح )) [ ص 162 – 163 / 1 ]
لهذا الفعل عمل وطلسم معروف في كتب السحر جاء في كتاب الكبريت الأحمر ما نصه : (( وإذا صورت من تريد قلته من الفاسقين داخل المخمس وجعلت حرف الطاء موضع الجلوس موضع قلبه ثم خذ خنجرا من الحديد الخاص نصله ونابه وانقش عليه ستة عشر طاء هندية سطرا واحدا في يوم الثلاثاء ساعة المريخ فإن المطلوب يهلك في وقته وساعته ... الخ )) [ ص 20 ]
إذن هذا الفعل الذي عده النبهاني والسراج من كرامات ابن عربي هو من عمل السحرة ، فيفهم من فعل النبهاني والسراج أنهم لا يفرقون بين خرق العادة إذا كان كرامة أو من فعل السحرة ، إلا إذا كانا يعتبران السحر لا محذور فيه وأنه من علوم الأولياء كما قال ابن عربي !!
النموذج الثاني . قال الشعراني في كتاب الطبقات في ترجمة أبي الخير الكليباتي : (( كان من الأولياء المعتقدين وله المكاشفات العظيمة مع أهل مصر، وأهل عصره، وكانت الكلاب التي تسير معه من الجن، وكانوا يقضون حوائج الناس، ويأمر صاحب الحاجة أن يشتري للكلب منهم إذا ذهب معه لقضاء حاجته رطل لحم، وكان أغلب أوقاته واضعاً وجهه في حلق الخلاء في ميضأة جامع الحاكم، ويدخل الجامع بالكلاب ... الخ )) [ ص 480 – 481 ]
وكذلك الحلاج كان يتعامل مع الجن قال : ابن باكويه سمعت محمد بن خفيف : سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول : (( دخل الحلاج مكة ومعه أربع مئة رجل فأخذ كل شيخ من شيوخ الصوفية جماعة فلما كان وقت المغرب جئت إليه قلت : قم نفطر فقال : نأكل على رأس أبي قبيس فصعدنا .
فلما أكلنا قال الحسين : لم نأكل شيئا حلوا قلت : أليس قد أكلنا التمر ؟ فقال : أريد شيئا مسته النار فهام وأخذ ركوة وغاب ساعة ثم رجع ومعه جام حلواء فوضعه بين أيدينا وقال : بسم الله فأخذ القوم يأكلون وأنا أقول قد أخذ في الصنعة التي نسبسها إليه عمرو بن عثمان .
فأخذت قطعة ونزلت الوادي ودرت على الحلاويين أريهم تلك الحلواء وأسألهم حتى قالت لي طباخة : لا يعل هذا إلا بزبيد إلا أنه لا يمكن حمله فلا أدري كيف حمل فرجع رجل من زبيد إلى زبيد فتعرف الخبز بزبيد هل ضاع لأحد من الحلاويين جام علامته كذا وكذا وإذا به قد حمل من دكان إنسان حلاوي فصح عندي أن الرجل مخدوم )) [ سير أعلام النبلاء ص 320 – 321 / 14 ، وأخرجها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ص 125 – 126 / 8 ]
النموذج الثالث . تطور وتشكل أولياء الصوفية قال الشعراني في ترجمة حسين أبي علي : (( وكان كثير التطورات تدخل عليه بعد الأوقات تجده جندياً ثم تدخل فتجده سبعاً ثم تدخل فتجده فيلا ثم تدخل فتجده صبياً، وهكذا ومكث نحو أربعين سنة في خلوة مسدود بابها ليس لها غير طاقة يدخل منها الهواء، وكان يقبض من الأرض، ويناول الناس الذهب والفضة، وكان من لا يعرف أحوال الفقراء يقول: هذا كيماوي سيماوي )) [ الطبقات الكبرى ص 403 – 404 ]
النموذج الرابع . الأحوال والأفعال الشيطانية التي يفعلها بعض منتسبي الصوفية مثل الرفاعية قال العلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني : (( وما يشاهد من وقوعه لبعض المنتسبين إلى حضرة الولي الكامل الشيخ أحمد الرفاعي قدس سره من الفسقة الذين الذين كادوا يكونون لكثرة فسقهم كفاراً فقيل إنه باب من السحر المختلف في كفر فاعله وقتله فإن لهم أسماء مجهولة المعنى يتلونها عند دخول النار والضرب بالسلاح ولا يبعد أن تكون كفراً وإن كان معها ما لا كفر فيه ، وقد ذكر بعضهم أنهم يقولون عند ذلك تلسف تلسف هيف هيف أعوذ بكلمات الله تعالى التامة من شر ما خلق أقسمت عليك يا أيتها النار أو أيها السلاح بحق حي حلي ونور سبحي ومحمد أن لا تضري أو لا تضر غلام الطريقة ، ولم يكن ذلك في زمن الشيخ الرفاعي قدس سره العزيز فقد كان أكثر الناس اتباعاً للسنة وأشدهم تجنباً عن مظان البدعة وكان أصحابه سالكين مسلكه متشبثين بذيل اتباعه قدس سره ثم طرأ على بعض المنتسبين إليه ما طرأ )) [ ص 69 / 17 ]
وقد عقد عبد الحي أبو كرش البحطاوي في كتابه الدرر المرضية في كيفية سلوك الطريقة الرفاعية فصلا بالأقسام التي يقولها طائفة الرفاعية لفعل أحوالهم الشيطانية وقد مر معنا أن التعزيم والأقسام من أنواع السحر كما في النوع السابع والثامن ، ونذكر بعض الأمثلة :
المثال الأول : قال : (( قسم الصاج والسحق ، تقرأ الفاتحة لسيدنا الخليل وفاتحة لسيدنا الرفاعي وأتباعه الكرام بسم الله الرحمن الرحيم { قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم } يا الله يا الله يا الله يا جبار يا جبار يا جبار يا جابر المكسورين يا سيدي أحمد يا رفاعي يا بن علي المكي )) [ الدرر المرضية في كيفية سلوك الطريقة الرفاعية ص 75 ]
وفيه هذا القسم المحدث سووا فيه بين الله عز وجل وبين أحمد الرفاعي قال يا الله ويا أحمد يا رفاعي ، وقد قال الله تعالى في سورة الشعراء : (( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) ))
المثال الثاني : قال : (( قسم السيف ، بسم الله الرحمن الرحيم اللهم سخر لنا الحديد كما سخرته لداود وكما سخرت لسليمان الإنس والجن سخر لنا كل شيء يا ودود يا مسخر النفوس والجود دستور يا سيدي أحمد يا رفاعي يا أبا العلمين اضرب ولا تخف )) [ الدرر المرضية ص 74 ]
وهذا القسم كسابقه تسويه بين الله عز وجل وبين أحمد الرفاعي ، والشيطان لا يريد أكثر من ذلك .
المثال الثالث : قال : (( لمنع خروج الدم ، إذا أردت أن لا يسيل [ الدم ] من ضرب الحديد ولا يحصل وجع بإذن الله تعالى فاقرأ على ما تريد الضرب به من الحديد والبولاد : اجهطيل مهططيل انوخ شنوخ نوخ توكل يا نوخ بدخول هذا السيف أو الدبوس في الجلد وبخروجه من غير دم ولا وجع آمين بدم بدم بدم { لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون } )) [ الدرر المرضية ص 78 ]
وفي هذا القسم استعانة أسماء شياطين يستعين بهم في خرق العادة وهذا يحتوى على النوع السادس استعانة بالشياطين .
النموذج الخامس : كثيرا ما نقرأ أن كرامات الولي الفلاني يطير في الهواء والولي الفلاني يمشي على الماء وهذه تحصل لهم عن طريق استخدام الشيطان عن طريق الطلاسم قال البوني : (( وإذا أردت أن تستخدم روحانية طمخلش للإخفاء والمشي على الماء والطيران في الهواء وغير ذلك من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا من وقف على هذه الحكمة اللدنية فاكتب الطلسم الآتي ... الخ )) [ منبع أصول الحكمة ص 225 ]
واكتفي بهذا القدر فما بعد هذا البيان بينان وما بقي إلا التصديق أو المكابرة والتعصب ورفض الدليل والله ولي التوفيق ، والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وسلم .
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر :
التصوف العالم المجهول
المصدر : التصوف العالم المجهول