الحلقة الثالثة عشر
بدون ترتیب ولكي نخلط الأوراق سوف نسابق الزمن في الذھاب
على طائرات المیراج السریعة ھنا وھناك لكي یكون المسافر غیر
مضطجر من طول الرحلات ...
قلت للسید العاملي - دام االله ظلھ الشریف - لماذا تنقمون على السید
فضل االله ..؟..
قال : ھو الذي نقم على نفسھ فھو القائل عن كتابھ وحي القرآن إن كل
ما فیھ صحیح ، علماً أ نھ ذكر أن یحیي لیس نبي ، وقال إ نھ سقط سھواً
وكذا وكذا...
قلت :یا سیدنا ، وھل تعلم أن فضل االله بشر یخطئ ، فأنت لما تقول أن
القرآن كلھ صحیح فأنت تعني ذلك وتؤمن بھ لأن ھ منزل من رب
العالمین ، ولكن عندما تقول أن أوثق كتاب ھو الكافي فأنت أطلقت
وصفاً عاماً یحتمل النقد ؛ لأنھ كتاب مكتوب من بشر معرض للخطأ ..
فھو یقصد أنھ كل ما فیھ صحیح نعم ، ولكن لو حدث خطأ فھو إما أن
یكون فھم خاطئ من المتلقي أو یكون خطأ في وجھات نظر المتلقي
ضد فضل االله ..
قال : ارجع لكتابھ وكلماتھ عن قصة كسر الضلع ، فتجده لا یأبھ
للصحیح من مرویاتنا ، وینكر حدوث ذلك ولو من بعید ..
قلت : وباالله علیك سیدي وقرة عیني ، ھل قرأت للكاشاني ؟ وھل قرأت
لغیره من سادات الحوزات الأولین عندما نقلوا روایات تفید بالتناقض
في مضمون القصة ؟
قال : یا بني ، المضمون واحد ولو اختلفت القصة ، ولكن یبقى
الاعتداء حادث وقع من عمر وأبو بكر ..
قلت : یا سیدنا ، وھل أنا عندما أقرأ التاریخ للقصة یجب علي أن
أصدق أن علي - علیھ السلام - انشغل في زوجتھ الزھراء - علیھا
السلام - عندما سقطت ، أو ن الزبیر حاول ولكنھ منع من القدرة أم
أقتنع أن الحدث أجبر أمیر المؤمنین - علیھ السلام أب - ن لا قوة لھ
علیھم لأنھم أكثر منھ ؟ ..
كل ما جاء في الأخبار المشروحة للقصة من ساداتنا وعلمائنا یفید
البحث عن عذر عدم ردة الفعل لعلي ع - لیھ السلام ..
لا توجد روایة تفید السبب الرئیسي في عدم ردة فعلھ المقبولة التي
یتقبلھا العقل فھذه زوجتھ ولیست جاریتھ ..
أبو بكر مثلاً كانت ردة فعلھ عندما ھجم المشركون في الكعبة على
النبي - صلى االله علیھ وآلھ - طبیعیة شجاعة لم یفكر في أنھم أكثر
عدد اً وأقوى بدناً ، ولكنھ رمى نفسھ في سبیل االله ودفاعاً عن أفضل
خلق االله - علیھ وآلھ الصلاة والسلام ..
ھذا ما یجب أن یكون من علي - علیھ السلام ..
أما البحث عن عذر فھذا لیس شأننا ، ولكنھ شأن أحفاده وأبنائھ الذین لم
یبینوا سبب عدم الدفاع الأصلي ، ولكنھم جالوا في مخیلات العلماء ،
وكل عالم التمس العذر واختلف عن غیر ه من العلماء فیھ ..
واحد یقول كذا والآخر یقول كذا ونحن ماذا نقول لمن یعیب علینا ھذا
الأمر !؟
قلت لھ - : قبل أن یتم كلامھ بمقاطعھ فنیة مني لھ - یا سیدنا المفضال ،
أنت قلت أن عذره كان أنھ لما وقعت الزھراء انشغل في الإمساك بھا ،
ومن شدة الصدمة لم یكن یوجد وقت لكي یتقاتل معھم ، ونرى في
المقابل أنھ أذعن للبیعة تقیة منھ لأبو ب كر ، وقاتل معھ المرتدین ومن ثم
بایع عمر تقیة ..
فھل الضرب الذي حصل لفاطمة - علیھا السلام – لا یوجد لھ مبرر
شرعي یجعلھ یطالب بالقصاص لھا ؟
نعلم أن الصحابي سواد بن غزیة اقتص من النبي - صلى االله علیھ
وآلھ - لما ضرب بطنھ ضربھ خفیفة في غزوة بدر ، وقد وافق النبي
صلى االله علیھ وآلھ على القصاص ..
ولكن القصة كما تعلم انھ أراد التقبیل لبطنھ الشریف ، ولا یھمنا من
القصة أن إلا الضرب لھ قصاصھ في الشریعة ...
فلماذا لم یطالب أمیر المؤمنین أو یشتكي بأن یقتص من الذین ضربوا
زوجتھ !؟
ستقول یا سیدنا ، أنھم ظلم ة ولا یؤخذ الحق منھم ..
فأقول لك یا سیدنا المفضال ، إنھ إن كان یعتقد أنھم ظلمة ولا یعطونھ
حقھ لو اشتكى علیھم ، فلماذا إذن یبایع الظالم والظالم في كتاب االله لا
یحق لھ الخلافة !؟
ستقول تقیة فأقول لماذا وینتھي بنا المطاف أن العذر الأوحد لتاریخ
الشیعة والرد على مخالفیھم من العامة ھو التقیة ...
فكلما نتحرج ولا نجد جواباً نقول تقیة وتقیة ، ونحن نعلم أن التقیة كما
جاء على لسان شیخي الطھراني ھي للاستخدام عن د الحاجة الضروریة
فقط ...
فھل نحن الآن بحاجة ضروریة لكي نتقي في الجواب أم آن الأوان
لإظھار الحق ، ونحن الآن في منع ة في دیننا بفضل االله وحمده ؟ ؟؟ ..
فماذا ذكر التاریخ لنا لكي نقولھ یا سیدنا المفضال .؟
تلعثم السید جعفر العاملي ، ولكنھ لم یكن بالذي یستسلم من الحجج
والبحث عن مخارج ؛ لأنھ كان عالماً كبیراً في أعذار التقیة ....
ولنا لقاء قریب مع السید العلامة التبریزي حجة وقتھ وفلت ة زمانھ
محقق المقاصد بموضوع قصیر ولكنھ شرفي بالنسبة لي ..
------------------------------------------------------------