كلنا نعرف الاسمنت المسلح من خلال ورش البناء ، نثمن مواصفاته الفريدة، ونقدر دوره ومساهماته الكبيرة في مجال العمارة. ولكن يبدو أن البعض لا يكتفي بالتثمين والتقدير . بل يذهب الى أبعد من ذلك بكثير، ليقول ان قصر دور هذه المواد النقية ، على الأعمدة والأسقف والأرضيات ، هو تقصير بحقها. بل هو إجحاف يجعل منها مواد تقليدية ، ويغيب الكثير من إمكاناتها التي تتعدى كل حدود .
ومن أجل ذلك عمل بعض المصممين على إستدعاء الاسمنت المسلح ، الى داخل البيوت ، وإفساح المجال له للمشاركة في الحركة الزخرفية، بل ودفعه قدماً الىمواقع لم يكن ليصل اليها من دون مخيلة المبدعين الذين عملوا بجدية بالغة وبذلوا جهوداً كبيرة لكي يقدموا لنا أعمالاً تثير الدهشة والأعجاب . لقد منحوا الاسمنت المسلح وظائف جديدة ، وحوّلوه الى عنصر من عناصر الديكور والزخرفة الداخلية ، وأفسحوا له المجال لكي يؤكد مرة جديدة طواعيته وإستجابته المطلقة لأعمال معاصرة ، لا يمكن بعد اليوم تجاهلها .