بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 14 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
![]()
المبحث العاشر: اختياره صلّى الله عليه وسلّم الرفيق الأعلى عن عائشة ![]() كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخيَّر بين الدنيا والآخرة, فسمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بُحَّةٌ([1]) [شديدة] يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}([2]) قالت فظننته خير حينئذ([3]). وفي رواية عنها ![]() كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو صحيح يقول: ”إنه لم يقبض نبي قط حتى يُرى مقعده من الجنة ثم يخيَّر“ قالت: فلما نزل برسول الله صلّى الله عليه وسلّم([4]) ورأسه على فخذي غُشِيَ عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصرهُ إلى السقف ثم قال: ”اللهم في الرفيق الأعلى“ فقلت: إذاً لا يختارنا, وعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح, قالت: فكان آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”اللهم مع الرفيق الأعلى“([5]). وقالت ![]() سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو مسند إليَّ ظهره يقول: ”اللهم اغفر لي وارحمني, وألحقني بالرفيق الأعلى“([6]) وكان صلّى الله عليه وسلّم متصل بربه وراغباً فيما عنده, ومحبّاً للقائه, ومحبّاً لما يحبه سبحانه, ومن ذلك السواك؛ لأنه مطهرة للفم مرضاة للرب، فعن عائشة ![]() "إن من نعم الله عليَّ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توفي في بيتي, وفي يومي, وبين سحري([1]), ونحري([2])، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته, دخل عليَّ عبد الرحمن [بن أبي بكر] وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [إلى صدري]([3]) فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك, فقلت: آخذه لك؟ ”فأشار برأسه أن نعم“ فتناولته فاشتد عليه, وقلتُ أُليّنه لك؟ ”فأشار برأسه أن نعم“ فلينته [وفي رواية: فقصمته, ثم مضغته([4]) [وفي رواية فقضمته ونفضته وطيبته([5]) ثم دفعته إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فاستنَّ به([6]) فما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استن استناناً قَطْ أحسن منه]([7]) وبين يديه ركوة([8]) أو علبة([9]) فيها ماء, فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: ”لا إله إلا الله إن للموت سكرات“ ثم نصب يده فجعل يقول: ”في الرفيق الأعلى“ حتى قبض ومالت يده"([10]) صلّى الله عليه وسلّم. وقالت عائشة ![]() مات النبي صلّى الله عليه وسلّم وإنه لبين حاقنتي([11]) وذاقنتي([12]), فلا أكره شدة الموت لأحد أبداً بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم([13]). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ([1])البُحةُ: غِلظٌ في الصوت. انظر: شرح النووي 15/219. ([2]) سورة النساء، الآية: 69. ([3])البخاري برقم 4436, 4437, 4463, 4586، 6348, 6509, ومسلم برقم 2444. ([4])وفي البخاري ”فلما اشتكى وحضره القبض“ رقم 4437. ([5])البخاري برقم 4437, 4463 ومسلم 2444. ([6])البخاري برقم 4440, 5664. ([7])سحري: هو الصدر, وهو في الأصل: الرئة وما تعلق بها. الفتح 8/139, والنووي 15/218. ([8])ونحري: النحر هو موضع النحر. الفتح 8/139. ([9])في البخاري رقم 4438. ([10])في البخاري برقم 980. ([11])طيبته: بالماء, ويتحمل أن يكون تطييبه تأكيداً للينه, الفتح 8/139. ([12])أي استاك به وأمره على أسنانه. ([13])في البخاري برقم 4438. ([14])الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء. انظر: النهاية في غريب الحديث 2/260. ([15])شك بعض الرواة وهو عمر, انظر: الفتح 8/144. ([16])البخاري 2/377, برقم 890, وأخرجه البخاري في تسعة مواضع, انظر: 2/377, ومسلم برقم 2444. ([17])الحاقنة: ما سفل من الذقن وقيل غير ذلك, الفتح 8/139. ([18])والذاقنة: ما علا من الذقن وقيل غير ذلك, الفتح 8/139, والحاصل أن ما بين الحاقنة والذاقنة: هو ما بين السحر والنحر, والمراد أنه مات ورأسه بين حنكها وصدرها. الفتح 8/139. ([19]) البخاري برقم 4446 , ومسلم برقم 2443.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|