تُزال اللوزتان عادةً للحد من أنواع العدوى والالتهاب التي تتسبب في آلام الحنجرة ومشكلات البلع. وتُجرى عملية إزالة اللوزتين أيضاً لمساعدة الأطفال على التنفس بشكل أفضل خلال النوم. وعلى الرغم من إدراك الآباء والأطباء أن هذه العملية الجراحية التي يضطر بعض الأطفال إلى إجرائها لا تخلو من أعراض جانبية ومخاطر صحية، فإنهم لا يترددون في الموافقة على إجرائها باعتبارها أقل الضررين. وقد أشارت آخر الدراسات حول الأضرار الجانبية لعملية إزالة اللوزتين إلى أنها تجعل جسم الطفل أكثر قابليةً لزيادة الوزن.
وتوصل باحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليلهم بيانات تسع دراسات سابقة حول عمليات إزالة اللوزتين شملت 795 طفلاً خضعوا جميعهم إلى هذه العملية، وكان منهم من استُئصلت لحميته ومنهم من لم تُستأصل. وتابع الباحثون الحالة الصحية لكل طفل من هؤلاء الأطفال إلى أن شارفوا 18 سنةً. فلاحظوا أن أوزانهم كانت تُصنف إما في خانة "الوزن الطبيعي" أو "السمنة المفرطة". ففي السنوات الأولى بعد إجرائهم العملية، اكتسب غالبية هؤلاء الأطفال أوزاناً فاقت بكثير المعدل الطبيعي وبدت أوزانهم غير متناسبة مع أطوالهم. وسجل الباحثون أن وزن أكثر من نصف هؤلاء الأطفال زاد بنسبة 46% إلى 100%. أما الباقون، فزادت أوزانهم كذلك، لكن بمعدلات أقل، علماً أن الشبان الذين كانوا يعانون من السمنة أثناء خضوعهم للعملية وهم أطفال لم يُلاحظ عليهم زيادة أو نقصان في الوزن عقب إجراء العملية.
ويُعد التهاب اللوزتين من الأمراض الشائعة لدى الأطفال ولعل إصابتهم بها باستمرار وتأثيرها على صحتهم من بين الأسباب التي تجعل الأبوين يقرران إجراء العملية لطفلهما. ورغم أن الإحصاءات تشير إلى أن عمليات إزالة اللوزتين لم تعد تُجرى بكثرة كما كان عليه الحال قبل عقود خلت، إلا أن عدد الأطفال الذين يخضعون لها في مختلف الدول لا يُستهان به، إذ يبلغ في الولايات المتحدة لوحدها نصف مليون طفل سنوياً. وتخلُص الدراسة إلى نتيجة مفادها وجود علاقة بين عملية إزالة اللوزتين وزيادة الوزن المطردة فيما بعد.
ومع زيادة أعداد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ينصح الباحثون الآباء في خلاصة دراستهم إلى إضافة مسألة زيادة الوزن إلى قائمة الأضرار الجانبية التي تنجم عن هذه العملية، وذلك حتى يأخذوها بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار إخضاع أبنائهم لهذه العملية من عدمه.