تتطلب مهنة التربية والتعليم التوفر على ميزات خاصة تؤهل المعلم للقيام بدوره على اكمل وجه.فبالاضافة الى المعرفة اللازمة بالتخصص والطرق البيداغوجية الكفيلة بتمريرة,يجب ان يكون للمعلم صفات شخصية موازية اهمها قوة الشخصية والثبات على المواقف السليمة دون التحجر وادعاء امتلاك المعرفة المطلقة.كما يقتضي العمل التعليمي التوفر على ملكة خاصة متعلقة بالقدرة على محبة الطفل وتحمل تساؤلاته والصبر على اخطاءه دون معالجة الاخطاء بالقمع والتسلط.واهم خطوة لكل من يفكر في الالتحاق بالوظيفة هو ان يتساءل اولا عن امكانية قدرته على ضبط نفسه على ايقاع نفسي واجتماعي جديد لانه لن يستطيع ان يغير كل تلاميذه سلوكيا واجتماعيا الا بعد مذة طويلة ودون ضمانات نجاح ,لكنه يستطيع ان يتكيف مع طبيعتهم السنية ويحسن التصرف معهم حتى يساهم في قيادنهم للتربية السليمة والمعرفة المطلوبة. في خضم الحديث عن شخصية المعلم تبرز انواع مختلفة من الاساتذة امها الاستاذ الرسمي كما يسمى في العرف التربوي وهو ذلك الاستاذ الذي يحرص على ما هو اداري تنظيمي اكثر او بنفس قدر اهتمامه بما هو عملي داخل الفصل.هذا النوع يحرص كثيرا على اداء عمله دون نقص او زيادة كنوع من انواع الواجب الموجب للاجر.هناك نوع نقيض للنوع الاول وهو الاستاذ المبدع الذي يهمه مستوى تلميذه ومصلحته اكثر من اي شيء اخر,فنراه في جل الاوقات اكثر قربا من التلاميذ دون ان يكون لذلك اثر سلبي على قوة شخصيته داخل الفصل.هذا النوع هو اكثر انواع الاساتذة قدرة على التأثير في شخصية المتعلم لكونه يملك سهولة التأثير وقليلا من الحواجز التواصلية.ويمكننا ان نضيف الانواع التي تبدو اكثر سلبية من النوعين الاولين كالاستاذ المستهثر الذي لا يهمه في العمل الا الاجر الشهري بالتالي, فدوره تمضية الوقت والانصراف بنهاية دوامه او التغيب بحجة او بأخرى. والاستاذ المستبد الذي يعتبرالمدرسة مجال لاخظاع الاطفال وليس لتعليمهم وتربيتهم. وهي انواع منتشرة اكثر وتعتبر عالة وسوسا ينخر الجسد التعليمي من الداخل. لا يوجد تصور موحد لشخصية المعلم المثالية.اي انه لا يمكننا ان نتخيل معلما مثاليا بصفات معينة تصلح لكل الازمان والاماكن والفئات.ولكن هذا لا ينفي وجود خصال عامة يجب ان تميز المعلم في التربية والتعليم.فالصبر والتفاؤل والحرص على الواجب مثلا هي صفات لا خلاف عنها.ولا يمكننا ان ننفي الظروف الزمنية والمكانية للعمل وكذلك طبيعة المتلقي وبيئته اثناء التعامل مع العملية التعليمية كسلوك فردي وجماعي.اي ان المعلم مهما كانت شخصيته يجب ان يكون سلسا ومتفهما لطبيعة التلاميذ ومحترما لثقافتهم المحلية حتى يضمن ثقتهم.