بيت شبهات وردود لايسمح بالنقاش او السؤال هو فقط للعلم بالشبهة وماتم الرد عليها من أهل العلم والمتخصص بهذا الشأن |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-01-11, 02:38 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت شبهات وردود
د. راغب السرجاني مع كل ما سبق عرضه، إلا أننا نجد المغرضين لا يعجبهم ذلك، فقد أكثرت طوائفهم، وفرقهم، من شيعة، وعلمانية، ومستشرقين، من وضع الشبهات، وأكثروا من الطعن في كل رموز الإسلام، في أبي بكر، في عمر، في علي، في عائشة، في سعد بن عبادة، وفي غيرهم ولعلنا نضع هنا سؤال: - إذا لم يكن الصديق فمن غيره يكون خليفة؟! وهذا ليس مجرد عصف ذهني، أو مجرد طرح نظري لأسماء أخرى، ولكن هذا السؤال؛ لأن هناك طوائف مختلفة من المشككين في خلافة الصديق طرحت أسماء أخرى؛ للطعن في خلافة الصديق ، ولتشويه الصورة الجميلة للجيل الأول، ولأهداف أخرى كثيرة، كثير من المستشرقين فعل ذلك وسار على نهجهم بعض المستغربين من أبناء المسلمين، وكثير من طوائف الشيعة أيضًا فعلت ذلك ولم يطعنوا في خلافة الصديق فقط، بل في خلافة عمر وعثمان أيضًا أجمعين. وتكاد تنحصر الأسماء المرشحة في شخصين: الأول: هو علي بن أبي طالب ، والثاني: هو سعد بن عبادة زعيم الخزرج والأنصار. أما سعد بن عبادة فقد تحدثنا عن تفصيلات موقفه، ولماذا كان مرشحًا للخلافة؟ وكيف نزل الأنصار عن رأيهم بترشيحه؟ والعدول بعد ذلك إلى ترشيح أبي بكر الصديق ؟ وكيف بايعوا جميعًا بما فيهم سعد بن عبادة ؟ وأما عمر بن الخطاب ، فلم يطرح اسمه حقيقة من أحد، اللهم إلا من أبي بكر الصديق نفسه يوم السقيفة، لما رشحه للخلافة وقال: أنت أقوى مني. فقال عمر: قوتي مع فضلك. والجميع يعلم أن أبا بكر مقدم على عمر، وعمر نفسه كان يقول: والله لئن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك من إثم، أحب إلى علي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر. كما أن الشدة المعروفة عند عمر لم تكن مناسبة للأمة، وهي خارجة من المصيبة الكبيرة بوفاة الرسول . شبهة أحقية علي بن أبي طالب بالخلافة إذن يبقى اسم واحد محل كلام ونقاش وجدال، وهو البطل الإسلامي العظيم علي بن أبي طالب ، هذا الصحابي الجليل أشاع كثير من الشيعة أنه كان أحق بالخلافة من أبي بكر الصديق ، وأعجبت الفكرة كثير من المستشرقين فذكروها في كتبهم على أساس أن الخلافة حق منهوب من علي بن أبي طالب، بل إن بعض الشيعة المتطرفة تجاوزت الحدود في علي بن أبي طالب وادعت أنه كان أولى بالرسالة من رسول الله ولهم في ذلك تخاريف عظيمة بل إن طائفة أخرى تجاوزت هذا الأمر إلى تأليه علي بن أبي طالب ، تعالى الله عما يصفون هذا الغلو في علي بن أبي طالب ظهر في أواخر أيام عثمان بن عفان ، في بدايات الفتنة واتساع رقعة الإسلام، ودخول الكثير من المغرضين في دين الله ومحاولتهم هدم الإسلام من جذوره وأصوله، دخل في دين الله كثير من اليهود والمجوس الذين أرادوا أن يقسموا الدولة الإسلامية إلى طائفتين متنافرتين من جهة وأن يطعنوا في رموز الصحابة من جهة أخرى، وقد يكون عبد الله بن سبأ اليهودي هو أول من أشاع بين الناس فكرة التشيع لعلي بن أبي طالب، وإنه أولى بالخلافة من عثمان بن عفان بل ومن أبي بكر وعمر أجمعين، وكان لعبد الله بن سبأ أعوان من قبائل شتى، كلها تنقم على الإسلام لأسباب مختلفة وكثير منهم من أرض فارس حيث الأقوام الذين أكل الحقد قلوبهم، لانهيار دولتهم على أيدي المسلمين بقيادة أبي بكر، ثم عمر ا. وما زالت إلى الآن هذه المغالاة في علي بن أبي طالب ، وأكثر طوائف الشيعة اعتدالًا ترى شرعية خلافة الصديق، وعمر على سبيل جواز إمامة المفضول للفاضل أي أنهم يزعمون أن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان، لكن يجوز أن يتولى الخلافة الأقل فضلًا هذا الفكر المتشيع لعلي بن أبي طالب لا يقتصر فقط على طوائف الشيعة، بل كما ذكرنا أعجبت الفكرة المستشرقين، فذكروها في كتبهم، وأفردوا لها البحوث، والتحليلات وانتقل هذا الفكر إلى طائفة من المسلمين المحسوبين على أهل السنة، والمتعلمين على أيدي هؤلاء الغربيين، والله لقد قرأت في هذا الموضوع كتابات يقشعر منها البدن ويكاد المرء يصاب بالغثيان من أولئك الذين يطعنون في صحابة رسول الله بهذه الصورة، وما زال هذا الفكر يدرس إلى الآن في جامعات إسلامية وغربية كثيرة. وسؤال هام قد يطرأ على الذهن: لماذا اختار عبد الله بن سبأ اليهودي، أو غيره ممن ابتدع هذه الفكرة، لماذا اختاروا اسم علي بن أبي طالب ليدعوا أنه كان أحق بالخلافة؟ لماذا لم يختاروا أي صحابي جليل آخر، وما أكثر الصحابة؟ لقد فكر هؤلاء في أنه لكي يقتنع الناس بشخصية أخرى غير الصديق ، وعمر، وعثمان ا لا بد أن يأتوا باسم تهفو له نفوس المسلمين بصفة عامة ويشعرون بعاطفة كبيرة نحوه، ونفوس المسلمين قد تهفو إلى كل الصحابة، إلا أن علي يتميز عنهم بأمرين هامين جعلا المغرضين يختارونه لهذا الأمر، أما الأول: فهو لقرابته من رسول الله ، فهو ابن عمه ومن بني هاشم وأقرب إلى الرسول من أبي بكر وعمر وعثمان. وأما الثاني فهو أنه زوج ابنة رسول الله ، وأبو أحفاده الحسن والحسين ا أولاد السيدة فاطمة ا، وليس هذا لأحد غيره نعم تزوج عثمان بن عفان ابنتين لرسول الله ، لكنه لم يكن له أولاد من السيدة رقية والسيدة أم كلثوم يحملون نسل الرسول . لهذين السببين اختاروا على بن أبي طالب كي يستغلوا اسمه في تفريق المسلمين إلى طائفتين شيعة، وسنة وما زال هذا التقسيم إلى الآن موجودًا. وقبل أن نرد على هذين الأمرين فإننا نريد أن نقول أننا لا يجب أن يدفعنا حبنا للصديق ورفضنا لفكرة الإشاعة بأن علي بن أبي طالب كان أحق بالخلافة من الصديق لا يجب أن يدفعنا هذا الأمر إلى التقليل من شأن الصحابي الجليل العظيم على بن أبي طالب ، فله من المناقب والآثار ما نعجز عن وصفه في مجلدات ومجلدات وهو أول من أسلم من الصبيان، وله مواقف مشهورة في تاريخ الإسلام، وفي الهجرة، وفي كل الغزوات، وكان مقربًا لقلب رسول الله وله مواقف عظيمة حتى بعد وفاة الرسول في خلافة الصديق، وعمر، وعثمان ، ثم في خلافته هو وفي الجملة فهو من أفضل الصحابة على الإطلاق، بل يجزم كثير من العلماء المسلمين أنه رابعهم في الفضل بعد الصديق أبي بكر، وعمر الفاروق، وذي النورين عثمان جميعًا إذا وضعنا هذه الخلفية في عقولنا، فإننا نكون في مأمن من التقليل من حجم شخصيته، وهذا هو عين الصواب في التعامل مع جيل الصحابة بأكمله، أجمعين. ونعود إلى الأمرين اللذين تميز بهما علي بن أبي طالب على غيره من الصحابة، وهما قرابته من رسول الله ، وزواجه من ابنته فاطمة ا. أما الأمر الأول: قرابته من رسول الله : فهل تكفي القرابة لتقديم شخص على آخر؟ وهل تاريخ الرسول يشير من قريب، أو بعيد في جعل هذا الأمر لقرابته؟ ألم يقل : الْأَئِمَّةُ فِي قُرَيْشٍ. ولو أراد لقال الأئمة في بني هاشم، لكنه لم يرد ذلك، دعوة الإسلام ليست دعوة قبلية، ولو أخذها علي بن أبي طالب لكان ذلك دليلًا على القبلية لا يقاوم ومنذ متى تنفع القرابة أو تجدي، حتى وإن كانت قرابة الرسول ؟ بل ألم نشاهد أبا طالب العم القريب إلى قلب الرسول يظل كافرًا حتى آخر لحظة من حياته فيدخل النار، كما أخبر بذلك رسول الله ؟ وهل كانت العقليات والكفاءات في عائلة رسول الله أعلى وأكبر من العقليات والكفاءات خارجها؟ لقد حاول رسول الله طيلة حياته أن يرسخ في أذهان الأمة أن المرء بعمله لا بنسبه فلو أخذها رجل من بني هاشم مع وجود من هو أعلى منه كفاءة وأعظم فضلًا أكان ذلك يرضيه ؟ هذا كله ولا شك لا يقلل من فضل علي بن أبي طالب ، ولكن ولا شك أن الخلفاء الثلاثة الأوائل قد فاقوه في الفضل بإجماع الأمة وقتها وبعد ذلك ولم يكن للقرابة أن تغير من هذا الفضل أبدًا. ثم هل كان يتقدم علي بن أبي طالب ، وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره إلا بقليل على الأشياخ الكبار بالنسبة له كأبي بكر وعمر وعثمان؟ علي بن أبي طالب كان يبلغ من العمر وقت وفاة الرسول حوالي 31 سنة بينما كان الصديق في الواحدة والستين من عمره نعم تولى قيادة بعض الجيوش الإسلامية شباب كثير، لكن قيادة الجيوش شيء وقيادة الأمة شيء آخر، ولا شك أن الخبرات المتراكمة لرجل مثل الصديق كانت نفعًا للأمة والأمة لم تخسر طاقات الشباب، فالصديق الإمام يوجه، وينظم، ويخطط، والجميع في الأمة ينفذ. والأمر الثاني: هو زواج عليّ من فاطمة بنت النبي ، أكان ذلك الأمر يؤهله للخلافة؟ إذا كان رسول الله لا يغني عن فاطمة نفسها ا شيئًا، ولا تنجو إلا إذا عملت، أفيغني رسول الله عن زوج ابنته إلا إذا عمل؟ - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال:قام رسول الله حين أنزل الله عز وجل: [وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ] {الشعراء:214} قال: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ- أو كلمة نحوها- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةَ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍٍ، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مِالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. وهكذا فإن الرسول وضح أن هذه العلاقات لا تقدم ولا تؤخر في فضل المؤمنين، وإن التفاضل بين الناس لا يكون إلا بالتقوى والعمل الصالح، والكفاءة وغير ذلك من الأمور المكتسبة، ولا يتفاضل الناس بحسب الأشياء التي لا دخل لهم فيها، كالنسب، واللون، والجنس، والحالة المادية، وغير ذلك من أمور التفاضل. ولعل هذا هو الحكمة أو جزء من الحكمة التي من أجلها لم يعش لرسول الله أولاد من الذكور، فإذا كان الناس تشيعوا هكذا لعلي بن أبي طالب واستخلفوه للتفريق بين المسلمين، فماذا كان يفعل المسلمون مع ابن الرسول لو عاش لا شك أن طائفة الشيعة هذه كانت ستجد فيه، وفي ذريته ذريعة للاتباع ,وتفريق المسلمين تحت قيادات مختلفة. ولا شك أن الذين أشاعوا هذه القضية كانوا يعلمون أن حجتهم ليست بالقوية، فهم يطلبون خلافة لعي بن أبي طالب على أساس القبلية والقرابة وهي مؤهلات غير مقبولة في الشرع الإسلامي، فماذا يفعلون حتى يثبتوا خلافة في غير موضعها؟ لقد بحثوا عن مصداقية أخرى لهذا الأمر فوجدوها. ادعاء وصية النبي لعلي بالخلافة فها هي فرية أخرى ابتدعوها ابتداعًا، تلك الفرية هي: الادعاء بأن الرسول قد أوصى لعلي بن أبي طالب بالخلافة من بعده نشرت طوائف كثيرة من الشيعة هذه الإشاعة، وأعجبت المستشرقين، والعلمانيين حتى درّسوها في المدارس والجامعات حتى يوهموا الدارسين أن المخالفات بين الصحابة كانت مبكرة جدًا، بعد وفاة الرسول ، للأسف الشديد فإنني وجدت مثل هذه المناهج تدرس وبشدة في أكثر من جامعة، ووجدت أيضًا كتبًا كثيرة تتبنى هذا الفكر مع كونه مغايرًا للحقيقة تمامًا. للرد على هذه الإشاعة أو الشبهة، شبهة أن الرسول قد أوصى لعلي بن أبي طالب بالخلافة نقول: أولًا: لم يرد بهذه الوصية نقل صحيح، كل الروايات التي ذكرت هذه الوصية روايات في غاية الضعف، بل هي موضوعة من الأصل ونحن كمسلين حريصين على ديننا يجب أن نحرص أن ننقل الصحيح فقط من الروايات، وخاصةً في هذه القضايا الشائكة، وهذه الأمور التي يطعن بسببها في صحابي أو أكثر ومن أراد أن يخرج علينا بفكرة الوصاية هذه، فليأت بدليل صحيح وإلا فما أسهل الكلام. ثانيًا: إذا كانت هناك وصية معلومة من رسول الله إلى علي بن أبي طالب للزم أن نفترض أن الصحابة جميعًا اتفقوا على مخالفتها ومخالفة وصية كهذه تكون مخالفة صريحة للشرع، فيلزم هنا الاتهام الصحابة جميعًا بالمخالفة الشرعية للإسلام، وفي أمر خطير كهذا، وهذا ما لا يعقله عاقل كيف يتفق جيل بأكمله على خلافة رجل، وإنكار خلافة رجل آخر مع وجود الوصية بغير ذلك، مع العلم أن أبا بكر الصديق وعلي بن أبي طالب ا كلاهما من قريش فلا مجال لترجيح واحد على الآخر إن كان هناك وصية بذلك، وكيف يتفق الأنصار مع القرشيين ضد علي بن أبي طالب؟ هذه تساؤلات لا رد عليها عند طوائف الشيعة التي تتبنى فكرة الوصية لعلي بن أبي طالب، ولم يستطيعوا أن يخرجوا من هذا المأزق إلا بأمر عجيب: هو أنهم فَسّقوا، وأحيانًا كَفّروا كل جيل الصحابة إلا مجموعة تعد على أصابع اليدين منهم، وهذا من المستحيل أن يستساغ عقلًا، فضلًا عن غياب النقل الصحيح بذلك. وهذا الموقف في غاية الخطورة ترتبت عليه نتائج خطيرة، فهذه الطوائف الشيعية المتجاوزة قالت: إن كل هؤلاء الصحابة بدّلوا وغيّروا في أمر خطير كهذا، فكيف يقبل منهم بقية الأمور؟ ولذلك قالوا أنهم لا يجب أن ينقلوا عنهم حديثًا، ولا دينًا، ولا تشريعًا، ولا فقهًا، فحرموا أنفسهم وأتباعهم من آلاف الأحاديث التي نقلت عن طريقهم، قالوا: لا نأخذ عن عائشة، لا نأخذ عن أبي هريرة، لا نأخذ عن عمر بن الخطاب، لا نأخذ عن عبد الله بن عمر، لا نأخذ عن عبد الله بن عمرو، لا نأخذ عن كامل الأنصار، إذن أين الدين؟ أين الشرع الذي تتبعون؟ لا يأخذون إلا ما جاء عن طريق علي بن أبي طالب، وعدد محدود جدًا لا يزيد عن العشرة من صحابة الرسول وينقل عنهم بواسطة طرقهم الخاصة التي هي في غالبها ضعيف، بينما يعرضون كلية عن كل الطرق التي قبلها علماء السنة المسلمين؛ لأنهم كما يقولون نقلوا عن الصحابة الذين تآمروا في زعمهم على علي بن أبي طالب، من ثم فهم لا يعترفون بالبخاري ولا بمسلم ولا بسنة أبي داود أو الترمذي أو النسائي أو ابن ماجه والإمام أحمد، أو غيرهم من أئمة الحديث عند المسلمين، وهذه بالطبع كارثة، هاوية سحيقة، بل هي ضرب للدين في أصوله. ثالثًا: إذا كان هناك فعلًا وصية لعلي بن أبي طالب ، فلماذا لم يصرح بها علي بن أبي طالب؟ أو حتى يكتفي بالإشارة أو بالتلميح، ألا يعد علي بن أبي طالب هنا كاتمًا لما أوصاه به رسول الله ؟ إذا كانت هناك وصية لأحد فكتمها يعد مخالفة للشرع، أيفعل علي بن أبي طالب ذلك؟ قالت الشيعة: إنه كتم هذا الأمر تقية. أي يتقي الصحابة فكتم الأمر خوفًا على نفسه إلى أن تأتي الظروف، ويتمكن من الحكم، لا حول ولا قوة إلا بالله، أي مجتمع هذا الذي تصفون؟ ثم ألم يكن علي بن أبي طالب شجاعًا مقدامًا لا يخاف في الله لومة لائم؟ أيكتم هذا الأمر تقية؟ ثم من يتقي؟ هل علي بن أبي طالب الهاشمي، وقبيلته التي هي أعظم قبيلة في قريش، هل يتقي أبا بكر التيمي وقبيلته بني تيم التي من أضعف بطون قريش؟ لا أعتقد أن أحدًا يقبل ذلك عقلًا. رابعًا: هل كانت فاطمة بنت محمد ا بعيدة عن سرير أبيها رسول الله ، لقد كانت بجواره حتى آخر اللحظات فهل لم تعلم منه شيئًا خطيرًا كهذا حتى تخبر به بعد ذلك؟ وهل منع علي بن أبي طالب من زيارة الرسول حتى لا يخبره بهذا الأمر؟ من الواضح بدراسة كل الملابسات أن هذه الوصية ما هي إلا قصة مختلقة لم يعرف بها أحد إلا بعد أن وضعت، وألفت، ولفقت لرسول الله . إرسال علي بسورة براءة في موسم الحج شبهة جديدة قالوها في هذا المضمار أيضًا، قالوا لقد أرسل رسول الله عليًا بن أبي طالب بسورة (براءة) ليقرأها على الناس في الحج
يقطع بها عهود المسلمين معهم، وفي ذلك كما زعموا إشارة إلى استخلاف علي بن أبي طالب ومن المعروف أن أمير الحج في هذا الموسم هو أبو بكر الصديق ، فقالوا: لو لم يكن يقصد أن يستخلف عليًا لجعل أبا بكر هو الذي يقطع العهود، وسبحان الله ما أبسط الشبهة وما أتفهها. أولًا: نزلت سورة براءة بعد خروج أبي بكر بوفد الحج، وكان أبو بكر هو الأمير، فلما نزلت السورة أرسل رسول الله رجلًا من رجاله لم يكن في الحج وهو علي بن أبي طالب بالسورة حتى يصل بها إلى الناس المجتمعة في الحج. ثانيًا: من عادة العرب أن الذي ينقض عهد رجل لا بد أن يكون من قبيلته، فلكي يقطع عهد محمد لا بد أن يكون الناقض من قبيلته وهو علي بن أبي طالب والحديث هنا في موسم الحج ليس للمسلمين فقط حتى يكلف الرسول أبا بكر، ولا ينظر إلى تقاليد العرب في نقض العهود. بل إن الحديث المقصود موجه إلى المشركين في الأساس، فلا بد أن يصل إليهم بالصورة التي يقبلوها دون جدال ولا نقاش. ثالثًا: لقد تعلق المغرضون بإشارة خفية في إرسال علي بن أبي طالب، وأغفلوا أمرًا جليًا واضحًا في ذات القصة وهي أن علي بن أبي طالب لما جاء إلى أبي بكر الصديق في مكة قال له أبو بكر الصديق : أمير أم مأمور؟ فقال علي بن أبي طالب: بل مأمور. فكيف يعتقدون في استخلاف المأمور علي بن أبي طالب، ويتركون الأمير أبا بكر الذي يُعلّم الناس أمور حجهم، والذي يقود الجميع بما فيهم علي بن أبي طالب نفسه؟ من الواضح أن هذه القصة حجة عليهم، لا لهم، لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. الموضوع الأصلي: شبهات حول استخلاف أبي بكر الصديق || الكاتب: الشـــامـــــخ || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد afihj p,g hsjoght Hfd f;v hgw]dr
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
الشـــامـــــخ, ابو يقين |
|
|