29-08-11, 04:37 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
المقدمة
الحمد لله هو لكل خير يرتجى، وإليه من كل شر المتلجى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهم اقتدى، وإن هدى الله هو الهدى، من تمسك به اهتدى، ومن حاد عنه ظل وغوى. أما بعد: قد سلف لنا أحاديث عديدة حول ما يتعلق بالمرأة المسلمة، وبعض الموضوعات المتعلقة بها، واليوم حديثنا عن "عائشة ا" يخدم هذا الجانب على وجه الخصوص، وإن كان في موضوع سيرتها ما هو نافع ومفيد للمجتمع المسلم كله رجالاً ونساءً ؛ لأن في مواقفها وتعاملها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ما مر بها من الأحداث والوقائع مع الصحابة رضوان الله عليهم فيه كثير من الدروس والعبر. والحديث الذي يجري في هذا الصدد أيضاً ؛ لأن الحديث عن القدوات في صفوف الرجال يكثر، فقدوات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة العلماء وعن سلف هذه الأمة، ونذكر الإمام أحمد والشافعي وأبو حنيفة والإمام مالك وغيرهم من هؤلاء، ويقلّ ذكر قدوات النساء فلعل ذكر عائشة ا يعتبر مثالاً يحتذى ؛ لما لها من عظيم الفضائل وكثير الخصائص ا وأرضاها. فعائشة ا كما قال الذهبي: " بنت الإمام الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافه عثمان بن عامر "، القرشية التميمية المكية النبوية أم المؤمنين ا، قد حازت الفضل من كل جوانبه ونالت الشرف من سائر وجهه وهي التي ولدت في ظلال الإسلام كما قالت: " لم أعقل أبوي الا وهما يدينان الدين "، فقد ولدت في الإسلام وفي بيئة إسلامية. وحتى ندرك بايجاز أول ما يتعلق بسيرة عائشة ا، نقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد عليها وهي ابنة ست سنين، ودخل بها وهي ابنة تسع سنوات، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثماني عشر سنة، فتأمل هذه السيرة التي أهلّتها بعد ذلك الى أن تكون قدوة من القدوات، وعلماً من أعلام الأمة الإسلامية كلها مع هذه الفترة الوجيزة. لكنها كانت فترة عظيمة؛ لالتصاقها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أهل السير في وصفها أموراً وأوصافاً كثيرة، كما أفاض ذلك ابن كثير في البداية والنهاية، عندما ترجم لها في سنة وفاتها، قال: " أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أزواجه إليه، المبرأة من فوق سبع سموات ا وعن أبيها، وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، وكانت عائشة ا تكنى بأم عبد الله، وإن لم يكن لها ولد ولم تلد مطلقاً، لكنها ربت ابن أختها أسماء - وهو عبد الله بن الزبير - فكانت تكنى به ا.
uhzam pfdfm hglw'tn lrhghj uk Hl hglclkdk
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:39 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
من خصائص عائشة التي ذكرها ابن كثير: وقد أوجز ابن كثير في هذه الترجمة ما سأذكره بإيجاز ثم يأتي تفصيل بعضه، ذكر جملة وافرة من خصائص عائشة ا: 1- لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكر سواها. 2- لم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها. 3- لم يكن في أزواجه أحب إليه منها. 4- قد أتاه الملك بها في المنام في سرقة من حرير مرتين أو ثلاثاً يقول له هذه زوجتك، فتزوج منها بأمر الله ووحي الله سبحانه وتعالى. 5- أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 6- أنه مات في يومها وفي بيتها، وبين سحرها ونحرها صلى الله عليه وسلم، وجمع إليه بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعات الدنيا له عليه الصلاة والسلام وأول ساعة من ساعات الآخرة ثم دفن في بيتها. 7- أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي أعلم نساء الأمة على الإطلاق بلا نزاع في ذلك بين أهل العلم، وقد قال أهل العلم في وصف علمها شيئاً كثيراً يأتي ذكره لاحقاً. عائشة الفاضلة الميزة الأولى: في سرقة من حرير فهذه عائشة ا ربما ذكر في وصفها على سبيل الإجمال و فضائلها كثيرة مشهورة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قد جاء ونزل في حقها آيات تتلى من كتاب الله عز وجل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ا قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أريتكِ في المنام ثلاث ليال جاء بكِ الملك في سرقة من حرير - يعني مغطاة بقطعة من حرير – فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فاقول: إن يك هذا من عند الله يمضه ) وقد أمضاه الله سبحانه وتعالى. الميزة الثانية: القرب من الوحي وفي فضيلة قربها من رسول الله واستيلائها على عظيم محبته، ورد الحديث الصحيح عن عمر بن العاص وهو ممن أسلم في السنة الثامنة للهجرة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال ؟ قال: أبوها. فكانت هي حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليق عليه: " وهذا خبر ثابت صحيح رغم أنوف الروافض، وما كان يحب الا طيباً، وقد قال: ( لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل ) فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله ، فهو حريٌ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله ". لأن الرافضة قالت في عائشة ا أقوالاً مرفوضة مرذولة قبيحة، حتى أن بعضهم قد غالى في ذلك قولاً يكفر به صاحبه إن أعتقده ؛ حيث أنهم فسروا قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67]، قال بعض الغلاة ممن كانوا على هذه النحلة والملة: " هي عائشة "، تعالى الله عما يقولون في كتابه علواً كبيراً. وهذا أيضاً حديث عن هشام بن عروة عن عائشة ا قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة - من معرفة الصحابة لمحبة النبي لعائشة أنهم كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها، حتى يكون ذلك اليوم أكثر سعداً وفرحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم -قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة - وكانت من كبار أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سناً، وسيأتي تفسير الحزبين الذين كانا في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام بحكم طبيعة المرأة وغيرتها - فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمه ذلك له، فسكت فلم يرد عليها، فعادت الثانية فلم يرد عليها، فلما كانت الثالثة قال: ( يا أم سلمه لا تؤذينني في عائشة ؛ فإن الوحي لم يأتيني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ). وهذه فضيلة لها عن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بيان طبيعة فطرة المرأة مع العصمة بالشرع والبعد عن مخالفة أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. الميزة الثالثة: أنها ابنة أبي بكر كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواجه، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله لعائشة، فإذا كانت عند أحد هم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله فأخرّها حتى إذا كان في بيت عائشة بعث بها إلى رسول الله ، فتكلّم حزب أم سلمة مع أم سلمة ؛ لتكلم رسول الله ، فقال لها ذلك القول، فقالت أم سلمة في هذه الرواية: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله. ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله ، فأرسلت إلى رسول الله وقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر فكلمته، فقال: يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟! قالت: بلى ! فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقيل لها: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع، فأرسلوا بعد ذلك زينب بنت جحش ن جميعاً، فأتت رسول الله ، فأغلظت له في القول وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة - أي ببعض القول - وعائشة قاعدة فسبتها - أي ذكرت لها كلاماً شديداً وقاسياً - حتى إن رسول الله لينظر إلى عائشة هل تتكلم. قال: فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها - أي ذكرت لها من القول ما ألجمها وأسكتها - فقال النبي : ( إنها ابنة أبي بكر ). فشهد لها هذا الموقف بفضلها على أزواج رسول الله صلى الله علي وسلم. الميزة الرابعة: أفضل من خديجة وبالجملة فهناك خلاف بين أهل العلم في التفضيل بينها وبين خديجة ن أجمعين، وقد مال الذهبي إلى تفضيل عائشة ا. الميزة الخامسة: الثريد على سائر الطعام ولذلك ورد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ). وهذا تفضيل لها على سائر نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لما كان لها من علم وسبق وفضل كما سيأتي ذكره. الميزة السادسة: زوجة في الجنة وفي مستدرك الحاكم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال أما إنك منهن، قالت: فخيِّل اليّ أن ذاك لأنه لم يتزوج بكراً غيري.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:41 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
وهذا السؤال في حد ذاته ليس مجرد سؤال عابر، بل هو يدل على فطنة عائشة ا وحرصها على الفضل والخير ؛ فإنها كانت ترى أزواج النبي ، وشأنه معهن في هذه الحياة الدنيا وإنه كان يقسم لهن، فأرادت أن ترى ما يكون في الآخرة وما تستشرف لها نفسها من أن تكون في الجنة وأن تكون رفيقة رسول الله ، ومن حسن أدب المصطفى عليه الصلاة والسلام وكمال هديه ولطفه وبره ؛ فإنه أخبر عائشة أنها منهن ولم يفردها بذلك ولم يعرض بغيرها من النساء بل بشرها بذلك، وانقضى ما يدل عليه هدي الرسول وصفة أزواجه أنهن معه في الجنة بإذن الله عز وجل، ولكن في هذا الحديث بشارة واضحة لعائشة ا على وجه الخصوص. الميزة السابعة: قرب حتى آخر لحظة ومن الفضائل التي كانت لها أيضاً أنه كما ورد عنها قالت: " توفي رسول الله في بيتي، وفي يومي وليلتي، وبين سحري ونحري، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه رسول الله ، حتى ظننت أنه يريده فأخذته - أي أخذت السواك - فمضغته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط، ثم ذهب يرفعه اليّ فسقطت يده ، فأخذت أدعوا له بدعاء كان يدعوا له به جبريل صلى الله علي وسلم وكان هو يدعوا به إذا مرض يدعوا به في مرضه ذاك، فرفع عليه الصلاة والسلام بصره إلى السماء وقال: الرفيق الأعلى، وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا ". ومن فطنة وحكمة وعدالة زوجات النبي ، أنهن رأين تعلق المصطفى بعائشة في وقت مرضه، وكان يسأل وهو يمرض عند نسائه عن يوم عائشة، فلما رأين ذلك أجمعن أمرهن على أن يجعلن تمريض النبي في وقت مرضه إلى عائشة في بيتها في كل الأيام والليالي، وهذا يدل على أهمية الحكمة والعصمة بالشرع في أن تكون أسمى وأرفع من طبيعة الغيرة الموجودة لدى النساء. عائشة الفقيهة العالمة هذا الجانب يكاد يكون في غاية الضعف عند نسائنا في هذه الأيام ؛ فإننا إذا تحدثنا عن طلب العلم والحرص على دروس العلم ونحو ذلك فكان الغالب في أذهاننا أن ذلك الحديث مخصوص بالشباب ومن الشابات وبالرجال دون النساء، وكذلك نجد أنه البيئة التي نعيش فيها تظهر فيها نماذج من طلبة العلم والحريصين عليه حفظاً لكتاب الله عز وجل، وحفظا لسنة رسوله واطلاعاً على أقوال أهل العلم وكتب الفقهاء، وغير ذلك نجد ذلك في صفوف الرجال والشباب أكثر منه في صفوف النساء، حتى توهم الناس أنه لا يكون للمرأة قدرة على أن يكون حظها من العلم مثل حظ غيرها من الرجال، بل قد سرى الى بعض الرجال أن المرأة زوجة كانت لهم أو بنتاً أو أختاً أنها دون أن تكون لها صلة بالعلم والإستنباط والفهم والفقه مع أن هذا غير صحيح ونشأ عن هذا فقر مهم وفي نفس الوقت خطير ؛ لأن النساء لهن حاجات ومسائل قد يمنعهن الحياء أن يسألن عنها الرجال وخاصة في أمور المعاشرة مع الأزواج وفي أمور الطهارة الخاصة بالنساء. فلما قل الفقه في النساء أصبح وقوع الخلل منهن لعدم سؤالهن للرجال حياء أو تحرجا أو نحو ذلك أصبح هذا ظاهراً بشكل كبير، وهذا أيضاً مدخل خطير ؛ لأن عدم تهيئ المرأة وإستعدادها وميلها وعلمها بإمكانية طلبها للعلم ونبوغها فيه واجرها في ذلك ونفعها لبنات جنسها، جعلها أكثر مناسبة أو تهيئه لأن يصطادها أعداء الله عز وجل وأن يشغلوها بأفكار ومطالعات وقرارات بعيدة عما ينفعها في دينها ودنياها وفي آخرتها بإذن الله عز وجل. وكذلك في الحقيقة أرى أن جانب العلم سيما في الأمور التي تخص المرأة من المهم جداً أن تندب لها النساء الصالحات القانتات العابدات، وأن يحث الرجل من له عليه ولاية من النساء على أن تأخذ حظها من العلم وافراً لتنفع نفسها وتنفع بنات جنسها، وأن حديث الرجال الى النساء قاصر في تأثيره وفي لمسه لحاجتهن ومعرفته بأحوالهن، ولذا يكون لسان المرأة الى المرأة أبلغ وتعليم المرأة للمرأة أقوى ؛ ولأن قدرتها أو لأن الحوائل الشرعية من الحجاب وغير ذلك تمنع أن يكون التواصل العلمي والتربوي كاملا ؛ فإنه لا يغني ذلك من جانب الرجال الغناء الكامل، بل لا بد أن يكون في صفوف النساء المسلمات عالمات ومربيات وداعيات ؛ لأن علمهن بأحوال النساء وقربهن منهن وقدرتهن على معاشرتهن ومواجهتهن ومكاشفتهن ومصارحتهن تؤدي دوراً أكبر ولذلك أسوق هذه القدوة في العلم للنساء وللرجال كذلك، فان عائشة ا قد كان الرجال من أصحاب رسول الله إذا أشكل عليهم الأمر وأعجزتهم المسألة رجعوا إلى عائشة ا فأخبرتهم حكم وخبر رسول الله فيها، فلذلك قال الذهبي رحمة الله عليه :" أفقه نساء الأمة على الإطلاق ". وذكر أن مسند عائشة من الأحاديث يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث اتفق البخاري ومسلم منها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثاً، ولا يوجد في النساء من هي أكثر رواية لحديث رسول الله من عائشة، لم يكن أزواج النبي بالعدد الكثير من النساء عبثاً، وإنما كان ليطلعن على ما لا يطلع عليه المرأة من زوجها في شأن الأمور الدقيقة، فينقلن هذا العلم والأحكام الشرعية المتعلقة بأخص خصائص ما بين الرجل وزوجته لنساء الأمة ورجالها على حد سواء. ولذلك قال الذهبي: " لا أعلم في أمة محمد بل ولا في النساء مطلقاً إمرأة أعلم منها ". وقال الزهري: " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل ". وقال عطاء بن أبي رباح: " كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة ". وتأمل هذه الجملة الأخيرة، بل تأمل هذا النص كله، كانت أفقه الناس وأعلم الناس بالفقه غير العلم فالعلم حفظ والفقه استنباط فقد جمعت بين الأمرين معاً، وأحسن الناس رأياً في العامة أي أنها تعرف أمور الناس ومجريات الحياة ما ينبغي أن يكون من التوجيه وكيف تكون هذه الأساليب، وقد ورد في مسند الإمام أحمد في سند صحيح: أن عائشة ا استدعت قاص أهل مكة الذي كان يقص لهم القصص، ويعظهم بالمواعظ، وقالت له: لَتعاهدنيّ أو لأقاطعنك - أو معنى كلامها - فقال: علام يا أم المؤمنين أو يا زوج رسول الله ؟! قالت: أن لا تمل الناس وأن لا تنقطهم، وإذا حدثهم فحدثهم يعني يوماً ويوماً. أي لا تملهم بالحديث فقالت له: لاتملهم بطول حديثك وتكراره، ولا تقنطهم بتأييسهم من رحمة الله عز وجل، وإكثار الخوف عليهم دون أن تفتح لهم باب الرجاء، وهذا يدلنا على تلك العبارة أنها كان أحسن الناس رأياً في العامة، وقال عروة: " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة ا ". وهذه الرواية عن عروة تُروى بوجه آخر مفصل يبين لنا أن عائشة كانت على ذكاء وافر وفطنة عجيبة يقول عروة وهو ابن أختها : " صحبت عائشة ا فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآيه أنزلت، ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا بطب منها ". فانظر فقد كانت تعرف الأنساب، ولا غرو في ذلك فهي ابنة نسابة قريش أبي بكر ا، وكونها تعلم علم القرآن والسنة والفقه لاغرو في ذلك لذلك هو يقول: قلت لها: يا خالة الطب من أين عُلّمته ؟ - عرفنا أنك علمت الفقه والأحكام من الرسول والنسب من أبي بكر والشعر من حفظ لكن الطب من أين لك هذا الطب ؟- فقالت: " كنت أمرض فيُنعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فاحفظه ". فكانت - ا - طبيبة قلوب، وطبيبة أبدان، فهذا يدل على الفطنة، ويدل على أن عائشة لم تكن هتماماتها إهتمامات سطحية كحال نساءنا اليوم ؛ فإن بعض النساء عندها فطنة، وعندها ذكاء، وعندها سرعة حافظه، لكنها موجهة توجيهاً غير سليم ؛ فان عندها فطنة بأن تمزج الموديلات في الملابس فتخلط بين هذا وهذا، وتحفظ هذا وذاك، والأول والثاني، وتعرف أن هذا طراز قديم وهذا طراز حديث ! بينما عائشة ا كانت لها أذن واعية، وقلب مستقبل لكل ما فيه منفعة في هذه الدنيا والدين على وجه الخصوص، لذلك قال عروة: " فلقد ذهب عامة علمها لم أسأل عنه ". عروة هو ابن أختها - والذي كان ملازماً لها - والذي روى كثيراً من علمها، يقول: لكثرة علمها وتشعبه أنها ماتت وتوفيت وذهب عامة علمها ولم يستطع أن يسألها عنه لكثرته ومضى الزمان وانتهى عمرها قبل أن يأخذ علمها الغزير، وكانت تحفظ الشعر وترويه كأحسن ما يروي الناس الشعر، ولا تنسوا أن هذا كله والنبي توفي عنها وهي ابنة الثامنة عشر عاماً. ضبطها هذا العمر الذي اليوم ربما ابنة الثامنة عشرة لا همّ لها إلا أن تحسن وجهها، وتنعّم صوتها، وتميل وجهها، وتتكسر في مشيتها، لا تعرف إهتماماً عن أمور الدنيا ولا من أمور الدين، ولا تفكر في آخرة، ولا تحوز علماً، ولا تتأهل الى تربية، ولا تتصدى لفتيا ولا شيئاً من ذلك مطلقاً. وهذا يدلنا على البون الشاسع بينما كانت عليه أزواج النبي ونساء المؤمنين، وبين ما آل إليه الحال - إلا من رحم الله - في عصرنا هذا، ولذلك ينبغي للمرأة أن تفطن إلى ما يتعلق بتحصيل العلم، فقد كانت عائشة ا على هذا النحو الواسع من العلم، ولذلك قال الشعبي: " أن عائشة ا قالت رويت للبيد نحواً من ألف بيت ". وكان الشعبي يذكرها - يعني عائشة - فيتعجب من فقهها وعلمها ويقول: " فما ظنكم بأدب النبوة إذا كان هذا العلم الذي تحفظه ! "، أي فما ظنكم بالتربيه العملية التي تلقتها من رسول الله ، ومن هنا لجأ إليها الصحابة رضوان الله عليهم ونهلوا من علمها، وأخذوا من فقهها كثيراً، كما قال ابن سعد في الطبقات: " كانت عائشة ا أعلم الناس، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله ". وكما قال أيضاً: " ما كان أصحاب رسول الله يشكون في شيء الا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علماً ".
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:44 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
بل قد صنف الزركشي كتاباً كاملاً سماه [ الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة ] أي فيما استدركت عليهم من الأخطاء التي وقعوا فيها أو الأقوال التي خالفتهم فيها بحجة ودليل من رسول الله ، ومن ذلك ما ورد في الصحيح: لما قال عمر عن رسول الله : ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه )، فقالت عائشة ا: رحم الله ابن الخطاب ما قال رسول الله ذلك، وإنما قال: ( إن الكافر ليعذب بكاء أهله عليه )، وكانت تستدرك وتقول: حسبكم كتاب الله ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]. فكان عندها فقه عجيب، وبصر نافذ، وإحاطة شاملة بكثير مما أثر عن رسول الله ، ولذلك كما قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: "ما رأيت أحداً أعلم بسنن رسول الله ، ولا أفقه في رأي إذا احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية نزلت ولا فريضة من عائشة ا ". والمسائل في هذا الباب كثيرة، فلذلك ينبغي للمرأة المسلمة أن تعرف أنها على قدم سواء مع الرجل في التكليف، وفي الفضائل المتعلقة بتحصيل الثواب من كثرة العبادات ومن تحصيل العلم وطلبه ؛ فإن في ذلك خيراً عظيماً لها ولمن وراءها من النساء، وأؤكد على هذه النقطة كثيراً للرجال والنساء ؛ لأننا في الحقيقة مقصرون في تمكين المرأة من أن تحوز العلم ومن أن تحصل ما يحتاج إليه وتنتفع به ؛ وكما أشرت فإن الأب قد يحرص على ابنه أن يدفعه الى من يحفظه القرآن ويعلمه بينما لا يلتفت إلى ابنته، مع أن الأمر لو قيل بالمفاضلة لكانت البنت أولى لأنها أكثر تعرضاً للفتنة وبحكم عاطفتها أكثر تعرضاً للإغواء والإغراء بينما ليس كذلك الفتى. وإن كان المسلم مطالب بأن يعتني بتربية أبناءه ذكوراً وإناثاً وتعليمهم على نفس المستوى قدر المستطاع. عائشة ا الزوجة والابنة وانتقل إلى جانب مهمّ يهمّ الرجال والنساء معاً، ذلكم هو جانب المعاملة الزوجية التي كانت بين رسول الله - أفضل الخلق أجمعين - وبين عائشة ا، وهي مَن علمنا فضلها وخصائصها، جملة من الروايات والقصص في معاملة رسول الله لعائشة تكشف لنا عما ينبغي أن يكون عليه الرجل مع زوجته، وما ينبغي أن تكون الزوجة عليه مع زوجها. الموقف الأول: حسن التودد فقد كان النبي مظهراً لكل جوانب الرقة والحنان والمحبة والتودد لعائشة، ويشهد لذلك ما ورد في الصحيح عن عائشة تقول: " لقد رأيت رسول الله يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه ؛ لكي أنظر الى لعبهم، يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجاريه الحديثة السن الحريصة على اللهو ". فهذا الرسول - وهو مَن هو في عظمته - يتودد إلى عائشة، ويمكّنها من أن ترى بعض ما يدخل السرور لنفسها ويقف لأجلها، حتى يكون رداء وساتراً لها، ولا يتحرك حتى تنتهي من فرجتها ومطالعتها، ومن متعتها وسرورها تلطفاً منه عليه الصلاة والسلام، ومراعاة لها ولسنها، فما بال الرجال يأنفون عن أقل من هذا بكثير ! بل يستكثرون به على أزواجهم، ويظنون أن في ذلك إذهاباً لهيبتهم، وأنه لا بد أن يكون الواحد منهم متجهم الوجه، مقطب الجبين، ينظر بعينه شزرا، وتتقد عينه جمراً وإن لم يكن كذلك فلا يكون رجلاً. هذا لا شك أنه من فرط الجهل في أصول المعاشرة ؛ فإن الإنسان قد يتوقى ويتحرز من الناس البعيدين أو الأغراب أما من تكثر الخلطه معهم فلا بد أن تكون معه على لين وتودد وتلطف وعلى ترسل في المعاملة من غير تكلف وعلى إبداء ما عندك دون حرج ؛ لأنك ستلقاه كل يوم فلو تحفظت وتحرجت وتهيبت ؛ فإنك لا تستطيع أن تستمر على ذلك، قد ترى الإنسان الآن عندما تتعرف عليه أول أمره لا يتكلم معك في خاص أموره، ولا فيما يتعلق ببعض ما يحترز منه من الدعابة والمزاح وكذا، لكن إذا كثرت خلطته وعثرته بدا لك منه كل شيء، فكيف يكون الرجل مع زوجته وهي أقرب الناس إليه وأكثرهم عشرة له، ثم لا يتلطف ولا يتودد ولا يكون في سيرته معها على ما هو طبعه وسجيته دون أن يكون متكلفاً ولا متجهماً. الموقف الثاني: حسن الهجر وكذلك من لطائف هذه المعاملة الزوجية ما ورد في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ! أي أعرف الوقت الذي تكونين فيه غاضبة أو عاتبة علي، فأولاً ليس هناك من غضاضة ولا جرم ولا كبيرة من الكبائر أن تغضب المرأة على زوجها، لما قد يقع من أسباب الإختلاف المعتادة في حياة الناس ولكن انظروا إلى أدب عائشة وإلى فطنة رسول الله . فقالت له: كيف ذلك يا رسول الله ؟ أي كيف تعرف رضاي من غضبي، فقال: ( إذا كنت راضية عني قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم )، فقالت عائشة ا: أجل والله ما أهجر يا رسول الله إلا اسمك. فهنا يدل على أنه قد يقع ما يوجب الخلاف والنزاع، ولكن لا بد أن يكون له حده فلا تتجرأ المرأة على زوجها وتشتمه ولا تنتقصه ولا تذكره بما يسؤوه، ولا تنعته بما لا يحب ولا تصفه بما يكره، ولا تنبزه بما هو عيب وإن كان فيه، لئلا توغل صدره وتجعل كما نقول: " من الحبة قبة " ولئلا تنفخ في نار هذه الشحناء البسيطة والمخالفة اليسيرة، فإذا بها تغدوا مشكلة كبيرة وصراعاً عنيفاً لا يحل بسهولة. ثم انظر إلى أدب عائشة ا وحسن تقديرها وتعظيمها لرسول الله مع إشعارها بمرادها، أليس المراد أن تشعره بأنها غضبى حتى يتلطف معها ؛ فإنها تشعره بأقل القليل الذي يغني عن غيره، فكانت تقول إذا كانت غضبى: " لا ورب إبراهيم " وإذا كانت راضية تقول: " لا ورب محمد "، وما أخطات في القولين كليهما، وإنما أحسنت في الأدب، وانظروا الى رسول الله ، ما قال لها: إني أعرف أنك غاضبة ؛ ليقابل غضبها بغضب، وإنما ليستل هذا الغضب ويدخل هذا المدخل اللطيف الودود المحب، ويقول لها مداعباً وملاطفاً: أني أعرف هذه الحالة وهذه الحالة وبيّن لها أنه قد بلغته رسالتها، وعرف مقصدها، وأراد أن يمحو ما كان من سبب هذا الغضب. الموقف الثالث: قبول الإسترضاء ومن ذلك أيضاً ما ورد في حديث النعمان بن بشير قال: " استأذن أبو بكر على النبي ، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا ابنة فلانة - وهذه أساليب للعرف عجيبة في تعاملهم هي ابنته لكن في هذا الفعل لم يكن راضياً عنها فلم يرد أن ينسبها إليه وهي تفعل فعلاً لا يحبه، فقال: يا ابنة فلانه نسبها الى أمها - ثم قال: ترفعين صوتك على رسول الله ! فحال النبي بينه وبينها، فقد أراد أبو بكر أن يتوجه لعائشة ليضربها ويعنفها ". وقد استنبط بعض أهل العلم أنه يجوز لأبي البنت أن يربيها وأن يزجرها بحضرة زوجها، لكن انظر " فحال النبي بينه وبينها "، مع إن النبي ، هو - إذا صح التعبير - المعتدى عليه، وهي التي رفعت عليه صوتها، ومع ذلك حال بينها وبينه. " ثم خرج أبو بكر فجعل النبي يترضاها – أي يترضى عائشة ويتلطف معها - ويقول: ألم تريني حلت بين الرجل وبينك - يستشفع بالموقف الدفاعي الذي وقفه - ثم إستأذن أبوبكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما - النبي وعائشة ا ـ قد أزال النبي بحسن معاملته هذا الأمر الذي كان سبب هذا الغضب ـ فقال أبو بكر: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما. ما أجمل هذا الموقف! وما أرق رسول الله ! وما أحسن تأتي عائشة ولينها وانكسارها لرسول الله ! ومعلوم أن الحياة الزوجية لا تخلو من المكدرات، ولكن هذه المعاملة هي التي تزيل أسباب الكدر، وإذا كانت هناك مكدرات ؛ فإن هناك مهدئات ومسكنات من هذه المعاملة اللطيفه، فقد رفعت المرأة صوتها على زوجها - ولم يكن زوجها أي أحد بل كان رسول الله - فقبل منها مراعاة لطبيعتها وغضاًَ للطرف عما سبب لها ذلك الغضب، ثم بعد ذلك حال بينها وبين أبيها، ثم جعل يترضّاها ويستشفع لها بما كان منه من موقف تجاهها ثم تضاحك الزوجان مرة أخرى وعاد الوئام في لحظات. وإلا فإنه من الممكن أن يطول الأمر والخلاف ؛ فإن الكلمة تجر أختها وأحيانا الحركة تجد غيرها وتزداد الشقة والخلاف والنزاع . الموقف الرابع: سابقني فسابقته ومن لطيف أيضاً حسن معاملة النبي ، والحديث هنا لعله يكون أكثر توجيهاً للأزواج والرجال أكثر منه للنساء كل هذه المواقف تربيه في سيرة عائشة والنبي لكل الجنسين، ففي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ا قالت: سابقني النبي فسبقته ما شاء - يعني أكثر من مرة - حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: ( يا عائشة هذه بتلك ). موقف جميل جداً لعل الواحد منا يستكثر ما هو أقل منه ! ويرى أن ذلك خرماً لمرؤته، وجرحاً في عدالته، وإنزالاً من منزلته، فإذا ظن ذلك فليستغفر ؛ فإن رسول الله قد فعل ذلك، ولنا فيه قدوة وأسوة حسنة ؛ فإنه كان يتطلف بهذا. وهذا يدلنا أيضاً على عظمة رسول الله من وجه آخر ؛ فإنه كان يجيّش الجيوش، ويدرّس الدروس، ويربي الأجيال، ولم يشغله كل ذلك وغيره عن أن يكون مؤدياً الحق لأهله، ومراعياً لزوجته حتى في تفرقه لمسابقتها ومداعبتها وملاعبتها وغير ذلك من الأمور التي ينشغل عنها الناس اليوم، ولا يفطنون لها، ولا يتوددن بها إلى أزواجهم، فتبقى الحياة كاحتكاك الحديد بالحديد ليس هناك بينهم التآلف الذي هو من حسن التودد والتلطف، والذي يزيل هذا الإحتكاك، ويجعل المسائل على أحسن وجه ؛ مما يجعل الحياة الزوجية هانئة سعيدة. الموقف الخامس: يضع فاه على موضع فمها ومن لطفه وعظيم محبته لعائشة ا، وهذا حبٌّ فريد منه فهنا يعلمنا ان الحب في ظل الشرع أمر لا حرج فيه ؛ فإنه قد قالت عائشة ا: كان رسول الله - - يعطيني العظم فأتعرقه - أي تأكل عروق العظم ما بقي من اللحم - ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي ). تحبباً وتلطفاً معها وإشعاراً لمنزلتها عنه. الموقف السادس: يا رب سلط عليّ حية هنا أيضاً حادثة لطيفة فيما يتعلق فيما بين الزوجات مع أزواجهن.. الرواية عن القاسم عن عائشة ا، أن النبي كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة معاً وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر – أي نتبادل تجربين هذا البعير وأنا أجرب – فقالت: بلى فركبت، فجاء النبي إلى جمل عائشة و عليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول: يا رب، سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئاً ! ". يعني تبدي ما كان من ندمها في هذا الشأن، فهذه مواقف يسيرة من معامله الرسول لعائشة ا، وحسن أدب عائشة مع المصطفى ، وهذا كله يدلنا على ما ينبغي أن يكون بين الرجل وزوجته، ومن ما يتعلق ببعض الإستنباطات الفقهية من عائشة ا ودقة علمها وهذا نوع من المواجه ؛ حتى ننتقل من مرحله الى أخرى لأن هناك مواقف أخرى سيأتي ذكرها لاحقا. الموقف السابع: يا بنية إنك لمباركة في مسند الإمام أحمد عن عائشة ا قالت: أقبلنا مع رسول الله حتى إذا كنا بتربان بلد بينها وبين المدينة بريد وأميال وهو بلد لا ماء به، وذلك من السحر انسلت قلادة من عنقي فوقعت، فحبس على رسول الله يلتمسها حتى طلع الفجر، وليس مع القوم ماء فلقيت من أبي مالله به عليم من التعنيف والتأفيف - سقط عقدها فانتظر الرسول يبحث عنه حتى طلع الفجر ولم يتحرك القوم وليس عندهم ماء - ، فأنزل الله الرخصة في التيمم، فتيمم القوم وصلّوا، قالت: يقول أبي حين جاء من الله الرخصه للمسمين: والله ما علمت يا بنيه إنك المباركة ! لما جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر. فهذا مما كان في نزول حكم التيمم ولم يكن فرض قبل ذلك، وهذا كان ببركة وبسبب ما حدث لعائشة ا. الموقف الثامن: يُقبّل وهو صائم ومن ذلك أيضاً فيما يتعلق بالأحكام الفقهية المنقوله والملتصقه بسيرة عائشة، عن أبي قيس مولى عمر قال: بعثني عبد الله بن عمر إلى أم سلمة وقال: سلها أكان رسول الله يقبِّل وهو صائم؟ فإن قالت لا ! فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يُقبّل وهو صائـم ! فقالت له أم سلمة لا ! فقال لها ذلك، فقالت له: لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حباً أما إياي فلا ! لأنها كانت ا كبيرة في السن، وهذا حكم أيضاً فقهي فيما يتعلق بهذا. الموقف التاسع: تنزعي مقلتيك ومن ذلك أيضاً ما روته بكرة بنت عقبة: أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة - أي لباس مزين أو فيه صفرة - فسألتها عن الحناء ؟ فقالت: شجرة طيبة وماء طهور، وسألتها عن الحفاء فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيها له أحسن مما هما فافعلي. وهذا من أعظم فقه عائشة بالنسبة للنساء تقول إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك أي عينيك فتصنعينها أحسن مما هما عليه فافعلي، وذلك لكي تكون أقرب وأحب الى زوجها.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:45 AM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
حادثة الإفك هذا موقف في الحقيقة جديرٌ بأن يكون درساً مستقلاً، ولكني أدرجه في هذا الدرس ؛ لأن الحديث عن عائشة يستلزم ذكره وهو ما يتعلق بحادثة الإفك وهي حادثه طويلة، ذكرها الله تعالى في كتابه وبرأ فيها عائشة هذه الحادثة نوجزها: أن عائشة كانت مع النبي وأصحابه في بعض غزواته فلما أرادوا أن ينصرفوا كانت ذهبت لقضاء حاجتها، فجاء القوم ليحملوا هودجها على البعير، وحملوه ولم يشعروا بأنها ليست فيها ؛ لأنها كانت خفيفة الوزن في ذلك الوقت، ومضوا فلما رجعت إلى مكانها وإذا القوم قد غادروا فظلت في مكانها لم تتحرك ؛ لأنهم سيشعرون بها ويرجعون ليأخذوها، وإذا بصفوان بن معطل كان في آخر الجيش، وبعد مضي الجيش بقليل مرّ، فإذا به يرى سواداً فاقترب فإذا هو يرى عائشة ا، قالت: وكان قد رآني قبل أن ينزل الحجاب فاسترجع - أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون - قالت فاستيقظت على إسترجاعه فأناخ جمله،قالت: والله ما كلمني حتى بلغنا القوم، فلما بلغت عائشة ا القوم تكلم المنافقون ورأسهم عبد الله بن أبي بن سلول. وخاضوا في وصم عائشة ا بالفاحشة مع صفوان بن معطل وكانت عائشة ا سليمة القلب سليمة النية، لم تسمع بذلك ولم تشعر به، ثم لما قدمت المدينة وقدم القوم المدينة خاض الناس في ذلك وأشاعوا الكلام، حتى إن النبي أثر فيه هذا القول وقال: من يعذرني في رجل يتكلم في أهلي ؟! وكان هناك خلاف بين الأوس والخزرج في هذا الشأن ؛ لأن عبد الله بن أُبي كان من أحد الفريقين، وكانت مسألة ومحنة عظيمة، ثم إن عائشة ا لم تكن قد شعرت بشيء حتى كانت في يوم من الأيام خرجت لتقضي حاجتها مع أم مسطح بن أثاثه - وكان أحد المهاجرين الذين خاضوا في هذا القول وقالوا بهذه الفرية - فلما رجعت عائشة ا وأم مسطح عثرت أم مسطح في حجرة، فلما عثرت قالت: تعس مسطح، فقالت عائشة ا - بسلامة فطرتها وحسن إسلامها -: بئس ما قلت في رجل من المهاجرين ممن شهد بدراً، تدافع عن مسطح، فقالت لها: إنك لا تعلمين ما قال فيك وعلمت بالخبر بعد ذلك. ثم جاء النبي يقول لها: إن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي فسكتت عائشة ا ولم ترد على رسول الله استعظاما لما قال لها، وظلت - كما تقول عائشة ا في وصف هذا - شهراً كاملا لا يرقأ لها دمع، تبكي وهي حزينة على هذا الأمر حتى أنزل الله سبحانه وتعالى براءتها من فوق سبع سموات، واستأمر النبي قبل ذلك واستشار بعض أصحابه فأما بريرة فاثنت وقالت خيراً، وأما أسامه فقال كذلك، وأما علي فقال: سل الجارية فإن تسألها تصدقك الخبر، وكانت أزمة شديدة تتعلق بعرض رسول الله، ومن حكمة الله عز وجل أنه لم ينزل الوحي في ذلك سريعاً بل أبطأ شهراً كاملاً حتى أظهر الله المنافقين وبين مواقف المؤمنين. وكان درساً عظيماً ذكره الله في سورة النور فيما يتعلق بوجوب التثبت في الأخبار، وفي حسن الظن بالمسلمين، وفي مقارنة المسلم نفسه بأخيه هل يتوقع ذلك من نفسه ؟ هل يرضى ذلك لنفسه ؟ فإن كان الجواب بالنفي ؛ فإنه ينفي ذلك عن أخيه المسلم أيضاً. وفي ذلك أيضاً تعظيم لحرمة المسلم وعدم الإجراء عليه في عرضه أو في ماله أو في نفسه، وكان هذا الدرس العظيم مدرسة كاملة متعددة الجوانب، حتى الإمام ابن حجر رحمة الله عليه لما ذكر هذا الحديث ذكر فيه من الفوائد أكثر من ثلاثين فائدة كل فائدة من هذه الفوائد تحتاج إلى درس طويل. شاهد هذا الأمر هو أن عائشة ا قد كانت قوية الشخصية ؛ فإن بعض النساء من رقتهن وعاطفتهن الغالبة إذا ووجهت بأمر لم تفعله، ثم كثر الكلام ربما غلب على ظنها أن تعترف بهذا الذي لم تفعله وتستغفر منه وتتبرأ منه بعد ذلك ؛ لأنها لن تستطيع أن تواجه الضغوط من أقوال الناس والشائعات وغير ذلك، ولكن عائشة ا لعلمها بطهارتها وبراءتها وقفت هذه الوقفة القوية بل إنها كانت لها وقفة مع رسول الله بل لما نزلت براءتها قال لها أبو بكر : قومي إلى رسول الله أي لتستسمحي وتنهي الأمر، فقالت: والله لا أقوم إليه أبداً فإن الله هو الذي أنزل براءتي، ثبات على الموقف وبيان لما كانت عليه من معرفة نفسها وطهارتها وفي ذات الوقت كان درساً للمسلمين عظيماً جداً يقع الناس فيه كثيراً كما قال الله عز وجل: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ﴾ [النور: 15] وهذا التلقي بالألسنة التلقي يكون بالأذن ولكن قال بعض المفسرين: "إن هؤلاء الذين لا يتثبتون وصف الله تلقيهم بالألسنة ؛ لأنهم من الآذان مباشرة يجرونه على الألسنة لا يمرونه على أقوالهم، ولا يمرونه على الواقع، ولا يتأتون فيه، ولا يستثبتون منه و لا شيئاًَ من ذلك بل ينشرونه مباشرة ". ولذلك بيّن الله عز وجل أن هذا من أعظم الفرية ومن أعظم البهتان الذي ينبغي أن يتوقى عنه المسلم، سيما إذا كان يتعرض بعرض أخيه المسلم الذي أخبر النبي عن شدة وعظمة حرمته بأنه أعظم من حرمة الكعبة نفسها. وإن حرمه المسلم عند الله عز وجل لها أبلغ وأعلى المراتب، ولذلك كان في وصف هذه الحادثة على لسان عائشة ا ما يصور الحالة النفسية التي مرت بها وقوة شخصيتها حتى تجاوزتها وطهارتها عما وصفت به ا وأرضاها. وكما قلت عن الحديث عن حادثة إلافك فيه طول لا يتسع له هذا المقام، ولكن أذكر بعض ما كان من وصف عائشة ا في هذا الحادث لماقال لها النبي : أما بعد ؛ فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ؛ فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ؛ فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه، قالت:فلما قضى مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله فيما قال ! والله ما أدري ما أقول لرسول الله قالت: وأنا يومئذ حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في رؤوسكم من كثره ما قيل وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بـريـئـة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أن بريئة لتصدقوني. نعم كان هذا هو الحال لو اعترفت لكان ذلك أقرب إلى تصديق جميع الناس، ولو أعلنت براءتها لكان أبعد عن التصديق ؛ لأنه قد كثر القول وانتشر وشاع، وهذه سمة الشائعة سمة الشائعات إنها تشيع وتنتشر وتكثر حتى يسمعها الإنسان من أكثر من مصدر، فإذا سئل عنها جزم بها قيل له: أمتحقق قال: نعم متحقق، فإذا سألته عن النسبة للخبر ولمن ينسب ومصدره أو أنه قام بالبحث والتأكد من الخبر وجدته صفر اليدين، إذا سألته ممن سمعت الخبر قال: سمعت كذا وكذا أهو الذي سمع ورأى بنفسه كلا هل سمع ممن وقعت له الحادثة كلا ! فيبقى الأمر في آخر الأمر كما يقولون كما على وكالة يقولون: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ ﴾ [الصافات: 151- 152]. هذه كلمة يقولون وتناقل الأخبار من غير تثبت من أفتك الأسباب بالمجتمعات وإشاعة الشحناء والبغضاء والإختلافات والنزاعات بين الناس، ولذلك قالت عائشة ا بعد أن عجز أبوبكر وعجزت أمها عن أن ترد على رسول الله قالت هذه المقالة قالت: والله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف - نسيت إسم يعقوب من شدة حزنها وما وقع لها من البلاء -: { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }. ثم تقول عائشة: تحولت فاضجعت إلى فراشي ما تكلمت في هذا القول. وهنا يدل على قوة شخصيتها ا وأرضاها، وكان ممن حُد في ذلك حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش ومسطح بن أثاثة أما غير أولئك فكانوا من المنافقين، وقد كفر أولئك عن ذنبهم بالحد الذي أخذوه ثم بالتوبة الصادقة وقال حسان في مدح عائشة ا: رأيتك وليغفر الله لك حرة من المحصنات غير ذات غوائل حصان رزان ما تزال بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل وإن الذي قد قيل ليس بلائق بك الدهر بل قيل إمرؤ متماحل و كيف وودي ما حييت ونصرتي لآل رسول الله زين المحافل وإن لهم عزاً يرى الناس دونه قصاراً وطال العز التطاول عقيلة حي من لؤي بن غالب كرام المساعي مجدهم غير زائل مهذبة قد طيب الله خيمها وطهَّرها من كل سوء وباطل
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:47 AM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
فهذه الحادثة كانت من أعظم الحوادث في سيرة عائشة ا وأرضاها. من صفات عائشة الزاهدة المنفقة في سبيل الله عز وجل وهذا أمر مهم بينما عائشة ا تضرب المثل في ذلك في أبلغ صورة حتى أنه يهدى إليها الشيء وتهدى إليها الأموال الكثيرة الوفيرة ثم تنفق منها كما ورد: أنها جاءها مال فأنفقت منه، ثم لما جاء المغرب قالت لمولاتها: ائتي لنا بطعام الفطور - تفطر من صومها – قالت: لو أبقيت لنا شيئاً حتى نشتري طعاماً، قالت: لولا ذكرتني قد نسيت. لما كان منها من أمر الإنفاق وحب الإنفاق في سبيل الله عز وجل، ولذلك كانت رضي الله عنها على هذا النحو من الإنفاق في سبيل الله تعالى، وذكر في ذلك كثير من الأحاديث التي تبين أيضاً مشاركة المرأة لزوجها فيما يتعلق بشظف العيش وما يكون من الشدة التي تمر به أحياناً فقد قالت عائشة ا أنه: ( ما كان يوقد في بيت رسول الله نار الهلال والهلالان والثلاثة ) وكما قالت ا: كان طعامهم الأسودان:التمرو الماء. بل كانت هي أول من خيرها النبي في حادثة التخيير المشهورة أن يعطيهن من النعيم والمتاع وكذا أو يكون لهن اتباع رسول الله فآثرن رسول الله، وقد كان الصحابة يؤثرونها بالعطايا في ما بعد وفاة رسول الله، ومن ذلك أن معاوية بعث لها ثياباً رقاقاً فبكت ا وقالت: ما كان هذا على عهد رسول الله ! ثم تصدقت به. وهذا يدلنا على طبيعتها التي تريد للمرأة المسلمة اليوم أن لا تغرها الأموال، وأن لا تغرها لين الثياب، بل تكون أسمى من ذلك وأرقى، خاصة وأن النبي قد أخبر أن أكثر أهل النار من النساء، وكذلك ينبهن دوماً الى التصدق فكانت عائشة ا مثالاً راقياً وعالياً في هذا الأمر الذي يتعلق بشأن الإنفاق في سبيل الله عز وجل وأيضاً وصفت بأنها: " كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية ". وقد أوصاها النبي كما في سنن الترمذي: بأن يكون زادها في هذه الحياة الدنيا كزاد الراكب. ولذلك كانت على هذا النحو من التخفف من الدنيا والإنفاق في سبيل الله عز وجل، وقد كان عمر يتعهدها بالعطايا، وقد ورد في حديث مرسل: أنه جاء له درج في بعض المعارك - درج في بعض الجواهر واللالئ - واختلف الصحابة في تقسيمه فقال: ما قولكم أن يكون لعائشة ا ؛ فإنها كانت حبيبة رسول الله ! قالوا: الأمر كذلك فعُهد به إلى عائشة ا فبكت وقالت لعله ألا يصلي عطاؤه من قابل. أي أرادت أن لا يكون الأمر كذلك، ولكنها عائشة ا وأرضاها فهذا ما كان مروياً أو بعض ماكان مروياً من زهدها ا وإنفاقها في سبيل الله عز وجل، وعن عروة بن الزبير أنه قال في وصفها:" رأيتها تقسم سبعين ألفاً وهي ترقع درعها ". العابدة القانتة: كانت عابدة لأنها عاشت في بيت النبوة ورأت رسول الله يقوم الليل فقالت لعبد الله بن قيس وهذا من وصاياها: " لا تدع قيام الليل ؛ فإن رسول الله كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ". وعند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن أبي موسى قال: أرسلني مدرك لعائشة ا لأسألها، فجئت وهي تصلي فقلت أقعد حتى تفرغ، ثم قلت: هيهات أي متى ستفرغ من صلاتها ! أي من شدة طولها. وكانت ا ربما تقرأ الآية فتكررها، كما أثر عنها أنها كانت تقرأ قول الله عز وجل في صلاتها ﴿ فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ﴾، فتكررها وتبكي وتقول: " اللهم منّ عليّ وقني عذاب السموم ". المشاركة في الجهاد وهذا يدلنا على أن المرأة المسمله لها دور بارز في جوانب شتى من الحياة، فقد ورد أنها كانت مع نساء المسلمين في يوم أحد في إغاثة المسلمين ومعاونة جرحاهم وسقيا الماء، كما ورد في حديث أنس: رأيت عائشة ا وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما - خدم واحدة الخلخال - تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواههم - يعني في أفواه الرجال من الجرحى - ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم. وقد ورد لها موقف فريد أيضاً في وقعة الخندق فقد كانت من النساء اللاتي كن في المدينة وقد كن يحصن في البيوت، وكانت فيها جرأة ا فخرجت في أثناء غزوة الخندق تتبع بعض آثار القوم تؤمن؟ بعض الأماكن وجاء في إثرها بعض الصحابة فمروا بها فابتعدت عنهم قليلاً، ثم دخلت على حديقة ومعها عصا أو وتد، فلقيت عمر أمامها فقال لها. ما جاء بك لعمر الله ؟ لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء أو يكون تحوز ـ أي تحيز إلى فئة يفر الناس وكذا ـ تقول عائشة: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت بي ساعتئذٍ ثم كان في القوم طلحة فرد على عمر وخفف عنها.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:50 AM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
زواج عائشة ا أختم بمسألة مهمة آثرت إرجاءها وهي ما يتعلق بزواج عائشة ا، قد خطبها النبي وهي إبنة ست سنين وبنى بها ودخل عليها وهي إبنة تسع سنين، وكان ذلك في العام الثاني للهجرة بعد عودته من غزوة بدر وكما قال بعض الكتاب: "لما انتصر رسول الله وأعز الله الإسلام والمسلمين وخرج الرسول بذلك واطمانت أقدامه في المدينة كان الوقت مناسباً أن يبني بعائشة ا، وفي وصف تلك الحالة تذكر عائشة ا ما كان من شأن تغير الجو على المسلمين المهاجرين من مكة لما جاءوا الى المدينة استوخوموا هواءها وأصابتهم حماها، حتى إن عائشة ا تدخل على أبو بكر وبلال ا، وبلال يقول من شدة شوقه إلى مكة ومن شدة معاناته لهذا المرض كان يقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي المحول أذخر وجليل و هل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامه وطفيل شامة وطفيل جبال من جبال مكة. و أبوبكر كانت تدخل عليه وهو من شده الحمى يقول: كل إمرئ مصبَّح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وقد أصاب عائشة ا مرض حتى تساقط شعرها وكانت جميعة شعرها قليل الشعر المجموع يعني القليل، وعن ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا فيها وفي صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها إلى الجحفة ). تقول عائشة ا: فلما شفيت كانت أمي تهيؤني للزواج وكانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تسمنها بعد أن ضعفت بسبب هذه الحمى قبل أن تدخلني على رسول الله فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب فسمنت كأحسن سمنة ثم قالت: فجائتني مرة وأنا العب مع صويحباتي فقالت: هات هات - تعني تعالي - فجئت حتى حسنتني ثم حتى أخذت نفسي ثم جاءت بي رسول الله، وقالت: أهلك يا رسول الله. وذكرت عائشة ا في ما كان في وليمة عرسها ومهرها وما كان من بساطة ذلك قالت: " والله ما ذبح جزور ولا شاة وإنما كان طعام يتهادى به سعد بن عبادة رسول الله، فلما جاء به دعا رسول الله إلى القوم ". ومن لطائف ما ورد وإن كان فيه إنقطاع وبعضه، وهذه الرواية ترد بحديث قد يجبر هذا الضعف: أن بعض نساء الأنصار كنّ يزينّ عائشة ا، وكان عند النبي لبن وأراد أن يعطيهن، فقلن لا نريد فقال: لا تجمعن جوعاً وكذبا، فقد كن يحببن ذلك اللبن ولكنهن يمتنعن حياءً من الرسول. هنا الأمر متعلق بالزواج المبكر الذي يحتقره بعض الناس ويذكرونه ذكراً فيه إزدراء وانتقاد، وما يعلمون أن في هذا الإنتقاد إنتقاد لفعل رسول الله وأقول أن الزواج المبكر خير كثير. من فوائد التبكير في الزواج 1- عصمة ووقاية من الإنحراف والمعاصي سواء للرجل والمرأة وبالنسبة للمرأة حتى لا يكون هناك مجال للتعرض للفتنة أو الإعتداء عليها أو نحو ذلك. 2- مصلحة الإستقرار النفسي المبكر بدلاً من أن يبقى الحال كما هو حال الناس اليوم تبلغ الفتاة وهي ابن عشر وتتزوج وهي إبنة ثلاثين وتبلغ سن اليأس وهي إبنة أربعين فيكون ما مضى من عمر في الحرمان أكثر مما مضى في نعمة الزواج والمعاشرة، وهذه الفطرة البشرية لا تكون مستقرة الا بما يحقق غايتها ورغبتها وفق شرع الله عز وجل، ولذلك نجد اليوم جنوحاً في الأفكار وشطحاً في العواطف واختلالاً في التفكير واضطرابا في المعاملة كله ناشئ على أن النفس لم تجد بغيتها وحاجتها الغريزية الفطرية في الوقت المناسب وفي الهيئه المناسبة التي شرعها الله عز وجل. 3- تكثير النسل والتقارب ما بين الأب وأبنائه فتكثير النسل لأن هذا يمتد مداه طويلاً فكما قال الشافعي: "رأيت جدة ولها إحدى وعشرين سنة "، جدّة وعمرها واحد وعشرين سنة ؟ الآن عمرها واحد وعشرين سنة ولم تتزوج بعد! كيف هذا قد سبق أن ذكرت ذلك مرة تزوجت وعمرها تسع سنوات وولدت بعد سنة فكان عمرها عشر سنوات ثم بعد تسع سنوات تزوجت إبنتها، وبعد سنة أخرى ولدت فكان عمر الأم انتهى إلى الواحد والعشرين وصارت جدة بذلك، فهذا تكثير للنسل.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:52 AM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
زواج عائشة ا أختم بمسألة مهمة آثرت إرجاءها وهي ما يتعلق بزواج عائشة ا، قد خطبها النبي وهي إبنة ست سنين وبنى بها ودخل عليها وهي إبنة تسع سنين، وكان ذلك في العام الثاني للهجرة بعد عودته من غزوة بدر وكما قال بعض الكتاب: "لما انتصر رسول الله وأعز الله الإسلام والمسلمين وخرج الرسول بذلك واطمانت أقدامه في المدينة كان الوقت مناسباً أن يبني بعائشة ا، وفي وصف تلك الحالة تذكر عائشة ا ما كان من شأن تغير الجو على المسلمين المهاجرين من مكة لما جاءوا الى المدينة استوخوموا هواءها وأصابتهم حماها، حتى إن عائشة ا تدخل على أبو بكر وبلال ا، وبلال يقول من شدة شوقه إلى مكة ومن شدة معاناته لهذا المرض كان يقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي المحول أذخر وجليل و هل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامه وطفيل شامة وطفيل جبال من جبال مكة. و أبوبكر كانت تدخل عليه وهو من شده الحمى يقول: كل إمرئ مصبَّح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وقد أصاب عائشة ا مرض حتى تساقط شعرها وكانت جميعة شعرها قليل الشعر المجموع يعني القليل، وعن ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا فيها وفي صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها إلى الجحفة ). تقول عائشة ا: فلما شفيت كانت أمي تهيؤني للزواج وكانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تسمنها بعد أن ضعفت بسبب هذه الحمى قبل أن تدخلني على رسول الله فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب فسمنت كأحسن سمنة ثم قالت: فجائتني مرة وأنا العب مع صويحباتي فقالت: هات هات - تعني تعالي - فجئت حتى حسنتني ثم حتى أخذت نفسي ثم جاءت بي رسول الله، وقالت: أهلك يا رسول الله. وذكرت عائشة ا في ما كان في وليمة عرسها ومهرها وما كان من بساطة ذلك قالت: " والله ما ذبح جزور ولا شاة وإنما كان طعام يتهادى به سعد بن عبادة رسول الله، فلما جاء به دعا رسول الله إلى القوم ". ومن لطائف ما ورد وإن كان فيه إنقطاع وبعضه، وهذه الرواية ترد بحديث قد يجبر هذا الضعف: أن بعض نساء الأنصار كنّ يزينّ عائشة ا، وكان عند النبي لبن وأراد أن يعطيهن، فقلن لا نريد فقال: لا تجمعن جوعاً وكذبا، فقد كن يحببن ذلك اللبن ولكنهن يمتنعن حياءً من الرسول. هنا الأمر متعلق بالزواج المبكر الذي يحتقره بعض الناس ويذكرونه ذكراً فيه إزدراء وانتقاد، وما يعلمون أن في هذا الإنتقاد إنتقاد لفعل رسول الله وأقول أن الزواج المبكر خير كثير. من فوائد التبكير في الزواج 1- عصمة ووقاية من الإنحراف والمعاصي سواء للرجل والمرأة وبالنسبة للمرأة حتى لا يكون هناك مجال للتعرض للفتنة أو الإعتداء عليها أو نحو ذلك. 2- مصلحة الإستقرار النفسي المبكر بدلاً من أن يبقى الحال كما هو حال الناس اليوم تبلغ الفتاة وهي ابن عشر وتتزوج وهي إبنة ثلاثين وتبلغ سن اليأس وهي إبنة أربعين فيكون ما مضى من عمر في الحرمان أكثر مما مضى في نعمة الزواج والمعاشرة، وهذه الفطرة البشرية لا تكون مستقرة الا بما يحقق غايتها ورغبتها وفق شرع الله عز وجل، ولذلك نجد اليوم جنوحاً في الأفكار وشطحاً في العواطف واختلالاً في التفكير واضطرابا في المعاملة كله ناشئ على أن النفس لم تجد بغيتها وحاجتها الغريزية الفطرية في الوقت المناسب وفي الهيئه المناسبة التي شرعها الله عز وجل. 3- تكثير النسل والتقارب ما بين الأب وأبنائه فتكثير النسل لأن هذا يمتد مداه طويلاً فكما قال الشافعي: "رأيت جدة ولها إحدى وعشرين سنة "، جدّة وعمرها واحد وعشرين سنة ؟ الآن عمرها واحد وعشرين سنة ولم تتزوج بعد! كيف هذا قد سبق أن ذكرت ذلك مرة تزوجت وعمرها تسع سنوات وولدت بعد سنة فكان عمرها عشر سنوات ثم بعد تسع سنوات تزوجت إبنتها، وبعد سنة أخرى ولدت فكان عمر الأم انتهى إلى الواحد والعشرين وصارت جدة بذلك، فهذا تكثير للنسل.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-08-11, 04:53 AM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
- أنه يكون قرب بين الأب والأم وبين الأبناء ومن حيث السن لا يكون الفارق كبيراً فإن الفارق الكبير في بعض الأحيان كما نرى أن الرجل الكبير يتزوج وهو متاخر يأتي أبناؤه صغاراً فيكون عنده العاطفة والشفقة الشيء الكثير فيغلب جانب حبهم والعطف عليهم دون أن يكون موجهاً أو مربياً لهم ويكون فارق التفكير والإهتمامات بين الأب وإبنه كبيراً بينما في غير هذه الصورة في الزواج المبكر يكون على غير هذا النحو والنهج. ثم هذا كله يدلنا على ما كان من التيسير في الأمور دون التعقيد فيها فهذه جملة من المواقف التي تتعلق بسيرة عائشة ا وما طويت ذكره أكثر مما ذكرته وأذكر هنا لا يتسنى لنا وقت للإجابه على الأسئلة، ولكن أعلق على ما طلب من ذكر الكتب والأشرطة عن حياة عائشة ا. للإستزادة من خبر عائشة ا 1- سير أعلام النبلاء للذهبي. 2- البداية والنهاية لابن كثير. 3- فصل في فضائل عائشة ا من كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد رحمة الله عليه. 4-"عائشة ا أم المؤمنين" ضمن سلسلة أعلام المسلمين. 5- "الإجابة فيما استدركته عائشة اعلى الصحابة" للزركشي. 7- رسالة في مسألة الزواج المبكر والرد على من نفوه وبيان فوائده وجوازه ومشروعيته، للدكتور ملا خير خاطب. وأكتفي بهذا وأسال الله عز وجل أن يكون في عائشة ا وغيرها من أزواج رسول الله ونساء الصحابة قدوة لنسائنا وأن نكون أيضاً نحن عاملين على تنشئة أزواجنا وبناتنا وأخواتنا على هذا النهج وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30-08-11, 02:06 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
باااااارك الله فيك وجزاااااك الله خيراااااا يابنت عائشه اااااا ووفقتي فيمااااا تكتب سلمت يدااااااااك والله يقويك
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-09-11, 07:54 PM | المشاركة رقم: 11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
ا وعن أبيها ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-09-11, 09:46 PM | المشاركة رقم: 12 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
رضي الله عن أم المؤمنين وجمعنا بها في جنة النعيم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-09-11, 09:57 PM | المشاركة رقم: 13 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
اا وجمعنا واياها في جنات النعييييم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01-02-12, 04:38 AM | المشاركة رقم: 14 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أساس الغلا
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|