البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والمنة بين أيديكم الآن مقال بعنوان: (المطالبة بالتغيير في الميزان الشرعي) للشيخ/د.عبدالله بن عبدالعزيز العنقري وهو أصل محاضرة ألقاها فضيلته بعنوان [المنهج الشرعي للتعامل مع الفتن] ألقاها فضيلة الشيخ/د.عبدالله بن عبدالعزيز العنقري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وذلك يوم الثلاثاء الموافق 28/2/1432هـ في مسجد النخيل بحي العريجاء في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية -حرسها الله وأعزها بالتوحيد والسنة آمين- ثم قام إخوانكم في الشؤون العلمية في مسجد النخيل بتفريغ المحاضرة ومن ثم عرضها على الشيخ/د.عبدالله العنقري وبعد ذلك قام فضيلته بتنسيقها على صيغة مقال وتم نشره في صحيفة الجزيرة عبر هذا الرابط http://www.al-jazirah.com.sa/20110221/rj1d.htm وعبر هذا الرابط يمكنك استماع المقطع الأول من المحاضرة: وعبر هذا الرابط يمكنك تحميل المحاضرة وحفظها وذلك باختيار كلمة بالعربي[حفظ] بالانجليزي[save]بعد الضغط على الرابط التالي: http://www.archive.org/download/AlmanhajAlshar3iFeAtt3amolMa3Alfetan/mp3 للتواصل مع أنشطة مسجد النخيل اكتب كلمة [تواصل] في موضوع الرسالة وأرسلها على البريد الإلكتروني للمسجد (m-al.nakhil@hotmail.com) [الشؤون العلمية بمسجد النخيل] والآن تفضلوا بقراءة المقال ومن ثم نشره وفقكم الله ورحمكم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه...و بعد فقد أصبحت المطالبة بالتغيير ظاهرة عامة تحيط بالمتابع للأحداث في كل وسيلة إعلامية ، وصار التبشير بالتغيير القادم شعارا يهتف به الفرقاء على اختلاف اتجاهاتهم. وذلك يستوجب تأصيلا واضحا للتغيير من الوجهه الشرعية وبيان ماجاءت به النصوص من معيار دقيق للتغيير، ليبني المسلم موقفه من التغيير على أساس علمي سليم ، لاعلى أساس عاطفي جامح يرفض التغيير من حيث المبدأ ، أو يقبل التغيير ، لمجرد الرغبة في تبدل الواقع الذي يعيشه وتجريب واقع سواه 0 وفي هذه الكلمات أتحدث عن التغيير ـ بعون الله ـ من خلال المحاور الثلاثة الآتية : المحورالأول : ماالمقصود بالتغيير من الوجهة الشرعية؟ التغيير يعني : إنكار وضع مخالف للشرع ، والسعي في تبديله ،سواء أكان هذا الوضع متعلقا بأمور الدين أو الدنيا، لقول النبي ![]() ![]() ومن هنا وجب أن يُراعَى في التغيير جميع ما يراعى في التعامل مع المنكر من الشروط ، وأن يكون وفق الدرجات الثلاث المعروفة في علاج المنكر. المحور الثاني : الضوابط الشرعية للتغيير. لايخفى أن دعوات التغيير اليوم تهدف إلى إعادة النظر في أوضاع عديدة ،وتشمل مجالات الحياة المختلفة ، دون استثناء. ومادام التغيير بهذا القدر من الضخامة فلاشك أن الشرع العظيم لابد أن يجعل له - بل لما هو دونه في الضخامة ـ ضوابط دقيقة ، وذلك ليكون التغيير إيجابيا بانياً لاسلبيا مدمراً، وهذه الضوابط على النحو الآتي : أولا/ هل الوسائل المستخدمة في التغيير سليمة أم لا؟ ثانيا/ هل الراية المرفوعة لإيجاد التغيير راية شرعية أم لا؟ ثالثا/ هل عواقب التغيير مأمونة؟ لنتأمل هذه الضوابط مربوطة بالنصوص وسيرة السلف . فأول هذه الضوابط يتعلق بالوسائل المستخدمة في التغيير، فإنها لابد أن تكون وسائل شرعية ، إذ الغاية السليمة للتغيير لاتبرر استخدام وسيلة ممنوعة شرعا ، فإن استخدمت وسائل باطلة للتغيير فهذا التغيير في نفسه منكر ، وإن كان صاحبه يريد إزالة وضع خاطيء لايُقرّه الله تعالى . ولهذا ذكر أهل العلم في شروط تغيير المنكر: أن ألا يؤدي إنكار المنكر إلى منكر أشد منه. فإن أدى إلى منكر أشد فذلك ضررمحض لايُقره الشرع ،لأن المقصود بتغيير المنكر أن يزول أو يَخِفّ لا أن يزداد ويضطرم. ، ولهذا روى( الآجري :48) أن الحسن البصري قيل له:[ خرج خارجي بالخريبة) - وهي محلة في البصرة- فقال:[المسكين رأى منكرا فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه]، فهذا الرجل رأى وضعا خاطئاً فأراد تغييره، ولعل قصده كان طيبا ، لكنه أغفل وسيلة التغيير الشرعية،فوصفه الحسن بالمسكين، تنبيها على سفاهة عقله. ثاني هذه الضوابط:- راية التغيير التي ترفع ما هي؟ هل هي على منهج نبيينا محمد ![]() لاريب أن راية التغيير التي تُرفع ـ ويلتف حولها الجماهير المطالبة بالتغييرـ لابد أن تكون راية واضحة ، هدفها إقامة دين الله ، فإن كانت على خلاف ذلك فقد جاء الحديث الصحيح بالحكم الدقيق عليها ،حيث روى (مسلم 1848) أن النبي ![]() ![]() والعمية - كما في (النهاية لابن الأثير3/304) - من العماء وهي الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء. ولايخفى أن كثيرا من الرايات المرفوعة للتغيير لا ذِكر فيها للإسلام أصلا، كما أن الأهداف المعلنة التي يصرح بها كثير ممن يريدون التغيير لا تتحدث عن إقامة دين الله، ولا عن إحقاق حق وفق شرع الله أو ابطال باطل أبطلته النصوص. وأنبه هنا إلى أني لا أعمم الكلام، ولذا فأنا ملازم لكلمة: [في كثير من الأحيان] وملازم لكلمة:[كثير من الناس] حتى لا أعمم، وعلى هذا فلابد من التدقيق في الراية المرفوعة للتغيير وتقويمها حسب مايقتضيه الشرع ،لإقرار الانضواء تحت هذه الراية أو إبطاله. وها هنا أمر مهم جدا في التغيير: وهو أن مطلب التغيير الذي تُرفع له الرايات يتركز في أحيان غير قليلة على المطالبة بأن يتولى زمام الأمور (فلان) وتُزهق في هذا السبيل أرواح كثيرة ،وهذا ليس مقصدا مشروعا أبدا، لأن الواجب أن يكون الهدف تحقيق أمر الله، لا أن يكون المُلك لفلان أو فلان، ولنتأمل جيدا هذا الحديث العظيم ،الذي رواه النسائي رحمه الله تحت عنوان [تعظيم الدم] من كتاب (السنن7/84) وفيه عاقبة إزهاق الأنفس يوم القيامة لأجل هذه المقاصد الرديئة ، حيث قال النبي ![]() ![]() ![]() وما ذاك إلا لأن الشرع قد عظم من شأن النفس ، وأبى أن تُزهق في سُبل كهذه ، وإنما يكون ذلك في سبيل واحد هو إعلاء كلمة الله . ثالث هذه الضوابط: إذا تأكد مريد التغيير من تحقق الضابطين السابقين ![]() فقد جاء الشرع العظيم بتبصير أهله بأهمية النظر في العواقب والمآلات التي يمكن أن تنتهي إليها الأمور ، وذَمِّت النصوص العجلة والطيش ، وحثَّت على الحكمة والتروي والتأني. ومن هنا حذرت النصوص كثيرا من أمر ( الفتنة ) ونهت عن الاشتراك فيها ، والفتنة في كثير من الأحيان تكون في أمر مُشتبِه غير واضح ،ومع ذلك يطير إلى الاشتراك فيها جموع كثيرة من الناس ،دون تدبر للعواقب ولانظر في المآلات التي يمكن أن توصلهم إليها ، فلذا حذر النبي ![]() وروى حذيفة ![]() ![]() ومن هنا جاء الأمر بكف اللسان عند وجود الفتنة واشتباه الأمور كما روى ابن أبي شيبة ( 7/448) وأبو داود ( 4265) وابن ماجه (3967)أن النبي ![]() ![]() ولذا فإن سعد بن أبي وقاص ![]() ![]() سعد أنه يستحيل أن يدخل في هذا القتال ، كما أنه يستحيل أن يوجد هذا السيف ومما جاء عن السلف في الحث على التروي و النظر في العواقب وترك العجلة ماروى ابن أبي شيبة (7/456) عن ابن مسعود ![]() وروى البخاري رحمه الله في كتاب الفتن من صحيحه في ![]() الحـربُ أولُ مــا تكــونُ فتيـــــةٌ تسعى بزينتها لكـل جَهـُـــول حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها ولَّت عجوزا غير ذات حليــل شمطـــاء يُنكــر لونــها وتغيرت مكروهـــة للشـــم والتقبيــــل ومرادهم بالتمثل بهذه الأبيات تذكُّر أن النفوس أول ما ترد الفتن تكون شغوفة مستعجلة إلى الدخول فيها- دون تدبرللعواقب - ولهذا يخِف كثير من الناس إلى الحرب ، وعدم البحث عن علاج أخف ، ( حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها) يعني: ورأى الناس آثارها وما خلّفت من قتل وتدمير وخوف تبينت حقيقة تلك الفتاة إذ ( ولت عجوزا غير ذات حليل شمطاء ينكر لونها وتغيرت مكروهـة للشــم والتقبيـــل) *ومن نماذج تروي السلف وتؤدتهم ونظرهم الدقيق للعواقب ما رواه البخاري (3882) عن حبيب بن مسلمة عن ابن عمر قال:خطب معاوية ![]() ![]() ![]() يقول ابن عمر:[ فخشيت أن أقول كلمة تُفرِّق بين الجمع، وتسفك الدم، ويُحمل عني غير ذلك ]. وهذا الموقف من معاوية ![]() ![]() فأولا: خشي أن تكون هذه الكلمة سببا في فرقة الجمع ، واللسان في الفتن تقدم أنه أشد من وقع السيف 0 ثانيا: خشي من أمر آخر يعقب هذا، هو أن تسفك الدماء، بسبب هذه الكلمة ، كما هو معتاد كثيرا عقب وقوع الفرقة 0 ثالثا: خشي من أن يُحمل كلامه على غير ما أراد 0 فإنه لو ردَّ على معاوية ![]() *ومن تروي السلف وتؤدتهم وعدم عجلتهم في الفتن: ما رواه ابن سعد (7/143) أن مطرِّف بن عبدالله رحمه الله أتاه الحرورية - وهم الخوارج - يدعونه إلى رأيهم. فقال - على سبيل التعليم والتنبيه لهم-: (يا هؤلاء إنه لو كانت لي نفسان تابعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى ، فإن كان الذي تقولون هدى أتبعتها بالأخرى، وإن كانت ضلالة هلكَت نفس وبقيت لي نفس، ولكنها نفس واحدة ، وأنا أكره أن أغِّرِّر بها). ولا شك أن أمر الحرورية واضح جدا عند مطرف ، لكنه أراد أن يبين لهم أن إزهاق الأرواح والدخول في أمور يكون من آثارها سفك الدماء لا ينبغي أن يكون في الأمور المشتبهة، وإنما يكون في الجهاد الواضح البيّن . ولهذا روى ابن سعد أيضا في هذا الموضع عن مطرّف أنه جاءه ناس يدعونه إلى قتال أظلم ولاة بني أمية، وهو الحجاج بن يوسف –سفّاك الدماء المعروف - فلما أكثروا على مطرف قال: [ أرأيتم هذا الذي تدعونّي إليه هل يزيد على أن يكون جهادا في سبيل الله ؟] قالوا: لا. قال:[ فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها وبين فضل أصيبه ]. أي أن أحسن أحوال خروجي على الحجاج أن يكون جهادا في سبيل الله ، وأنا لا أخاطر بالدخول في هذا السبيل-لا خوفا على نفسي- لكن لأن هذا السبيل سبيل هلكة في الدين ، وأنتم تزعمون أنه جهاد، والجهاد له فضله العظيم، لكن لما تردد الأمر بين الجهاد وبين الهلكة في الدين فلن أغرر بنفسي في تحصيل فضل موهوم، غير واضح المعالم. ولهذا قال رحمه الله أيضا:[ لَأن آخذ بالثقة في القعود أحب إلي من أن ألتمس ، أو قال:أطلب فضل الجهاد بالتغرير] 0 وقد روى ابن سعد(7/188): أن مسلم بن يسار رحمه الله ـ وهو من خيار السلف ـ أكرهه ابن الأشعث على أن يخرج معه للقتال، لكنه لما خرج معه لم يشترك في القتال بتاتا، ، فقال لأبي قلابة - متحدثا بما يرى أنه نعمة من نعم الله عليه -: (أحمد إليك الله أني لم أطعن فيها برمح ولم أرم فيها بسهم ولم أضرب فيها بسيف) . فقال له أبو قلابة : (يا أبا عبدالله فكيف بمن رآك واقفا في الصف فقال: هذا مسلم بن يسار ، والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق. فتقدم فقاتل حتى قُتِلَ؟ فبكى وبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت شيئا) ومراد أبي قلابة أنك وإن لم تدخل في القتال فإنك قد تكون سببا في اشتراك غيرك ، ممن يحسن بك الظن ، فأقر مسلم رحمه الله بهذا الاحتمال ولم يجد جوابا إلا البكاء. المحور الثالث في هذا السؤال الكبير: أين نحن في واقعنا اليوم من هذا الهدي العظيم الذي تقدم في النصوص ، وفي كلام السلف ![]() سأجمل الكلام بحول الله في هذا المحور من خلال الآتي : أولا : لا ريب أن كثيرين يبادرون إلى التغييرالمندفع ، تارة بالقول وتارة بالفعل ، وقد مر الحديث الذي فيه أن وقع اللسان أشد من وقع السيف، وهذا قد تجلى اليوم في عدد من وسائل الإعلام التي أخذت على عاتقها إحداث تغيير، دون نظر في عواقب ذلك التغيير، ولذا صارت تحرص على نوع من التحليلات،مربوطة بنوعية معينة من الضيوف يهيجون الناس ويثيرون بعضهم على بعض، وكأن الهدف أن تُثار الفتنة وتشتعل بنارها البلدان باسم التغيير ! وتارة يكون الاشتراك في التغيير من خلال الفعل ،وذلك بالسعي الحثيث في إيجاد وضع يصدق عليه - شرعاً - اسم ( الفتنة ) 0 و أخطر ما في الموضوع على الإطلاق أن يشترك أحد من أهل العلم الشرعي في تهييج الناس وتحريضهم على سفك الدماء وعلى التدمير بدعوى التغيير، لأن الناس إذا رأوا هذا المقتدَى به يفتيهم بذلك فإنهم يكونون على حال من الاطمئنان الشديد بأن ما هم فيه ما هو إلا نوع من أنواع الجهاد،وقد قدمنا نماذج يسيرة من سعي علماء السلف إلى تسكين الفتن وإطفاء نارها قدر مايستطيعون، وقد تحملوا ![]() ![]() ثانيا:أن كثيرين ممن يطالبون بالتغيير إنما يطالبون به من باب ردة الفعل لإزالة الظلم فيتبنون مفاهيم متحررة لإسقاط هذا الظلم ، وكأن الشرع لا وسط فيه، فبعد أن تنهال عليهم المظالم ينتقلون إلى طرف مقابل فيطالبون بحرية مطلقة، لماذا؟ ليزول الظلم ، ويالله ، ماأعجب هذه المطالبة ! كأن الشرع لا وسط فيه: إما الظلم المحض أو الحرية الفوضوية. لا ريب أن الشرع الكريم ينبذ هذين المسلكين المتعجرفين ، وينأى بأهله عنهما معا. وردة الفعل المتطرفة لايمكن أن تكون هي الطريق الصحيح لإزالة الظلم، لأن الباطل لايزال بباطل مثله ، وكم عانى الناس الأمرّين من الحرية الفوضوية ، كما عانوا من الظلم والتسلط 0 ثالثا :أن كثيراً من المطالبين بالتغيير لايتفطنون للعواقب التي يمكن أن تنشأ لو انفلت الأمن،فإن المجتمعات عموما لاتخلو من مجموعات مخربة لايردعها خوف الله تعالى،ولامروءة أهل الفضل ،وهي بالتأكيد مجموعات في غاية التربص والانتظار لأي انفلات أو فوضى، لتهجم كالسباع الضارية على غيرها : سرقة وسفكاً للدماءٍ وهتكا للأعراض المحرمة وانتقاما لثارات قديمة ، فإذا انفلت الأمن انفتحت الأبواب الواسعة لهؤلاء المفسدين في الأرض لتحقيق مآربهم الإجرامية،وكثير ممن يطلب التغيير لا يريد هذا قطعاً، ، لكنه لا يتفطن إلى أن التغيير المتعجرف البعيد عن منهج الشرع يمكن أن يفتح لهؤلاء المفسدين الباب، وأخطر مافي انفلات الأمن أن باب الفوضى إذا فتح قد لا يُغلق، ويعجز العقلاء لاحقاً عن تلافي آثار ذلك الانفلات، وثمة بلدان انفلت فيها الأمن منذ سنين عديدة وظلت الفوضى هي السائدة فيها إلى اليوم ، وذلك بسبب تغيير متسرع أدى إلى انفلات الأمور ، ومن هنا كثر- بكل أسف - المشردون من بلدانهم، بعد أن كانوا في بلدانهم آمنين مطمئنين، وظل كثير منهم يتذكرون ما كانوا عليه قبل أن تدب فيهم الفوضى ،قائلين: ألا ما أحلى الحال السابق الذي كنا فيه!على حد قول القائل :كم زمان بكيت منه ،ثم بكيت عليه. ولهذا قال ابن مسعود ![]() رابعا : أن كثيرين لا ينتبهون إلى استغلال الجهات الأجنبية للموجة المطالبة للتغيير، فلطالما ركبوا هذه الموجة وحرصوا على تصعيدها بأسلوبهم الخاص، تارة لإضعاف الأمّة ونشر الفوضى والرعب فيها، وتارة لتتقدم هذه الجهات عارضة مبدأها ومُسوّقة له، وكأنها في مقام الشهم الكريم الذي ينتشل المُستضعَف ويحل مشاكله، مع أن هذه الجهات في أحيان كثيرة تمارس سياسة منحازة ضد قضايا الأمة بما لايشك معه عاقل أنها لايمكن أن تُسوّق لمبدأ كريم بيننا ، غير أن الناس من شدة سعيهم إلى التخلص من الفوضى يفتحون قلوبهم لمثل هذه الدعوات ،فتُـفرض حلول ، ويُسوّق لمبادئ ماكان لها أن توجد لولا غفلة المطالبين بالتغيير عن هذه المعضلة. خامساً :أن أكثر الناس لا يَردُّون الأمور إلى مَن أمَرَ الله أن تُردّ إليهم في محكم القرآن ، وهم أهل العلم.قال الله عز وجل : " وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْرَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَيَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ" فأمر الله برد الأمر إلى أهل البصيرة والعلم الذين ينظرون النظرة الشرعية لا النظرة العاطفية ولا النظرة الحاقدة المتربصة؛ ينظرون نظر المشفق الراحم لإخوانه ، و كأنه في وسطهم، وإن كان بينه وبينهم آلآف الأميال، لكن كثيرين لا يردون الأمور إلى أهل العلم،بل يردونها كما قلت إلى وسائل الإعلام، فيتبنون ماتبثه من رأي مُوجَّه يتبناه القائمون عليها، فإن تبنت التحريض تبناه كثيرون ، وإن شجعت جهة ما شجعها كثيرون ، وهكذا، ولهذا فإن وعي المتابع لوسائل الإعلام على جانب كبير من الأهمية ،وهو أمر غائب عن عدد من المتابعين للإعلام الموجًّه بكل أسف . وفي نهاية هذه الكلمات أؤكد على أهمية التروي في أمر ( التغيير ) وعدم المبادرة إلى اتخاذ موقف عاطفي غير علمي منه ، لأن العاقل لا يمكن أن يتبنى كل تغيير، فإن من التغيير مايعد حربا على الشرع وقلبا لموازينه ، على طريقة من ( يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ) فهذا التغيير مرفوض رفضاً تاما ، والفضيلة في الوقوف في وجهه والثبات على المبدأ الذي سعى دعاة التغيير إلى زعزعته ، وقد مدح الله في كتابه من لم يبدّل ولم يغيّر، وذلك في قوله تعالى( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) وفي المقابل فإن من التغيير مايُعد تصحيحا لأغلاط متراكمة وأوضاع مزرية ، مضت على الصمت عليها سنين عديدة وأجيال متعاقبة فهذا التغيير ماهو إلا تجديد لحق قد اندرس وإزاحة لباطل جثم على الصدور ،فحيّهلا بهذا التغيير ، وقوّى الله دعاته وسددهم وأعانهم .ولهذا قلت ويقول كل ذي علم وإنصاف : إن التغيير في ذاته لايُذمّ ولايمدح ـ شرعا ـ إلا إذا اتضحت معالمه وتجلت رايته وتبينت غايته ، أما أن نلتزم موقفا محددا من كل تغيير بقطع النظر عما ذّكِر فليس هذا بالموقف السليم ، بل هو موقف العاطفة الجامحة التي لم يَـزُمَّها العلم ولم تهدها البصيرة. جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ،وهدانا إلى الحق والثبات عليه وصلى الله وسلم على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه. د/ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري. أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض
hgl'hgfm fhgjyddv td hgld.hk hgavud hgl'hgfmKhglki[ |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
النخيل
المنتدى :
البيــت العـــام
![]()
اقتباس:
فوالله أن الجهل وتميع الفتوى والرويبضة والدعاة التي على أبواب جهنم يجعلون المسلمين رايتهم العمية قتلة الجاهلية ولو أختلفت الأسباب والمسميات وبصراحه المقال كبير وفيه من الفائده الشي الكثير نسأل الله أن يبارك في الشيخ وينفع بعلمه وجزا الله خيراً من عمل على التفريغ والنشر خير الجزاء
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
النخيل
المنتدى :
البيــت العـــام
![]() وإياكم ولنشترك في نشر هذا المقال في المواقع والمنتديات فكم من إنسان سيبصر طريق النجاة بعد قراءة هذا المقال؟! |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
النخيل
المنتدى :
البيــت العـــام
![]() وهذا رابط تفصيل محاضرة الشيخ/د.عبدالله العنقري وفقه الله |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
النخيل
المنتدى :
البيــت العـــام
![]() جزاااك الله كل الخير.."
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
النخيل
المنتدى :
البيــت العـــام
![]() بارك الله فيك اخوي |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|