((هذه بعض الفوائد من سورة الكهف أسأل الله أن ينفعني وإياك بها وأن يرزقنا جميعآ العلم النافع والعمل الصالح .. آمين !
* في أول سورة الكهف قال تعالى :
( ولم يجعل له عوجآ ) بعدها قال (قيمآ) أي : مستقيمآ لا ميل فيه ولا زيغ وعليه فهو تأكيد لقوله : ( ولم يجعل له عوجآ ) لأنه قد يكون الشيء مستقيمآ في الظاهر و هو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر ، ولذا جمع تعالى بين نفي العوج واثبات الإستقامه .
( الشنقيطي )
2) * في قول فتية أهل الكهف : ( و هيئ لنا من أمرنا رشدآ ) طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدآ ، مع كونه عملآ صالحآ ، فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه أو يرجع على عقبيه أو يورثه العجب والكبر !
( محمد بن عبد الوهاب )
3) * (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبته و مخالطته للصالحين ـ حتى أخبر الله عنه في كتابه ـ فما ظنك بالمؤمنين الموحدين المخالطين المحبين للصالحين !؟ بل في هذا تسلية للمقصرين المحبين للرسول .
( القرطبي )
4) * قال الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) : إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئآ مفيدآ ولا نافعآ ، ولم تجد بركة في الوقت فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى : ( و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا ) أي : انفرط عليه وصار مشتتا ، لا بركة فيه ، وليعلم أن البعض قد يذكر الله لكن يذكره بقلب غافل لذا قد لا ينتفع .
5) * ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء ) إنما شبه تعالى الدنيا بالماء ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع وكذلك الدنيا لا تبقى على حال واحده ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحده وكذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى و يذهب وكذلك الدنيا تفنى / و لأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله و لا يبتل ؛ كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها / ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعآ منبتآ ، وإذا جاوز المقدار كان ضارآ مهلكآ وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع و فضولها يضر .
( القرطبي )
6) * قوله تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) إنما كان المال و البنون زينة الدنيا ؛ لأن في المال جمالآ و نفعآ وفي البنين قوة و دفعآ ، فصارا زينة الحياة / لكن مع قرينة الصفه للمال و البنين لأن المعنى : المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم .
( القرطبي )
7) * في قوله تعالى :{ و وضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } قال قتادة : اشتكى القوم كما تسمعون من الإحصاء ، ولم يشتك أحدا ظلما ، فإن الله لا يظلم أحدا فإياكم ومحقرات الذنوب ، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه.
8) * { ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } قال عون بن عبدالله : ضج - والله - القوم من الصغار قبل الكبار !
فتأمل هذه اللفته من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها الكثير !
9) * من أجمل صفات المؤمنين :استعمال الأدب مع الله حتى في الألفاظ فإن الخضر أضاف العيب لنفسه ( فأردت أن أعيبها )أما الخير أضافه إلى الرب ( فأراد ربك أن يبلغا ) .
( السعدي )
10) * قال مطرف بن عبد الله في قوله: ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانآ وكفرا) قد فرحا به يوم ولد وحزنا عليه يوم قتل ولو عاش لكان فيه هلاكهما فليرض الرجل بما قسم الله له ، فإن قضاء الله للمؤمن خير من قضائه لنفسه ، و قضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب ” أ.ه
11) * قوله تعالى : ( وكان أبوهما صالحآ ) فيه فوائد منها : أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وذريته وما يتعلق به ومنها أن خدمة الصالحين و عمل مصالحهم أفضل من غيرهم لأنه علل أفعاله بالجدار بقوله : ( وكان أبوهما صالحا )
( السعدي )
12) * ( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ) جاءت كلمة [ وعرضنا ] نكرة والمعنى : أن يصلح الإنسان مابينه وبين الله ؛ وأن يخاف من ذلك اليوم و يستعد له وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه ..
" ابن عثيمين - رحمه الله -"
13) * من فوائد قصة موسى مع الخضر : أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم / فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم / ومن استعمل الصبر ولازمه أدرك به كل أمر سعى فيه .
” ابن سعدي ”
14) * في إنكار موسى أكثر من مرة على الخضر / وعدم صبره / دليل على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر / لأن موسى وعد الخضر بالصبر ، فلما رأى ما رأى أنكره عليه .
( القصاب )
15) * تأمل كيف نسب الله في - سورة الكهف -الكلب إلى الفتية لأنهم صالحين،بينما في - سورة الفيل - نسب أبرهة وجيشة إلى الفيل لحقارتهم عند الله ..
16) * قال تعالى عن أهل الفردوس : ( خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) ، فإن قيل : قد علم أن الجنة كثيرة الخير ، فما وجه مدحها بأنهم لا يبغون عنها حولا ؟ فالجواب : أن الإنسان قد يجد في الدار الأنيقة معنى لا يوافقه ، فيحب أن ينتقل إلى دار أخرى ، و قد يمل ، والجنة على خلاف ذلك .
( ابن الجوزي )
أخيرآ / جعلني الله وإياك ووالدينا و من أحببنا و من أحبنا فيه من أهل الفردوس الأعلى .. ( آمين )