البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-13, 04:09 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تــقــى
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 10625
المشاركات: 259 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية ولله الحمد والمنه
بمعدل : 0.06 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 69
تــقــى سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
تــقــى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام




قال الله تبارك وتعالى: { فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ }

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين .

أخي الموحد لكي تعرف أننا في غربة في هذا الزمان أذكرك بأحاديث المصطفى الموحد الحق الغربة .

قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين : قال شيخ الإسلام ((باب الغربة)) قال الله تعالى : { فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ } , استشهاده بهذه الآية في هذا الباب: يدل على رسوخه في العلم والمعرفة ، وفهم القرآن , فإن الغرباء في العالم : هم أهل هذه الصفة المذكورة في الآية , وهم الذين أشار إليهم النبي الموحد الحق الغربة في قوله : ((بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء . قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس)) وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زُهير عن عمرو بن أبي عمرو ـ مولى المطلب بن حَنْطَب ـ عن المطلب بن حنطب عن النبي الموحد الحق الغربة قال : ((طوبى للغرباء . قالوا : يا رسول الله ، ومن الغرباء ؟ قال : الذين يزيدون إذا نقص الناس)) , فإن كان هذا الحديث بهذا اللفظ محفوظاً ـ لم ينقلب على الراوي لفظه وهو ((الذين ينقصون إذا زاد الناس)) ـ فمعناه: الذين يزيدون خيراً وإيماناً وتُقىً إذا نقص الناس من ذلك . والله أعلم ,وفي حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله الموحد الحق الغربة ((إن الإسلام بدأ غريباً. وسيعود غريباً كما بدأ. فطوبى للغرباء. قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: النُّزَّاع من القبائل)) وفي حديث عبد الله بن عمرو قال: قال النبي الموحد الحق الغربة ـ ذات يوم ونحنُ عنده ـ ((طوبى للغرباء. قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس كثير، ومن يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم)) ,قال نافع عن مالك ((دخل عمر بن الخطاب المسجد ، فوجد معاذ بن جبل جالساً إلى بيت النبي الموحد الحق الغربة ، وهو يبكي ، فقال له عمر : ما يُبكيك ، يا أبا عبد الرحمن ؟ هلك أخوك ؟ قال : لا . ولكن حديثاُ حدثنيه حبيبي الموحد الحق الغربة ، وأنا في هذا المسجد . فقال : ما هو ؟ قال : إن الله يُحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء . الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا , وإذا حضروا لم يُعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كُل فتنه عمياء مظلمة . فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ، ولِقلتهم في الناس جداً : سُموا ((غرباء)) فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات ، فأهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء ، وأهل العلم في المؤمنين غرباء ، وأهل السُنَّة ـ الذين يُميزونها من الأهواء والبدع ـ فهم غرباء ، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين : هم أشد هؤلاء غربة ، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم ، وإنما غربتهم بين الأكثرين ، الذين قال الله عزَّ وجلَّ فيهم : {وإن تُطع أكثرَ مَن في الأرض يُضلوك عن سبيل الله} , فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه ، وغربتهم هي الغربة الموحشة ، وإن كانوا هم المعروفين المُشار إليهم ، كما قيل :
فليس غريباً من تناءت ديارهُ ... ولكنَّ من تَنأيْنَ عنهُ غريبُ .
ولما خرج موسى الموحد الحق الغربة هارباً من قوم فرعون انتهى إلى مدين ، على الحال التي ذكر الله ، وهو وحيد غريب خائف جائع ، فقال : ((يا رب وحيد مريض غريب ، فقيل له : يا موسى ، الوحيد : من ليس له مثلي أنيس ، والمريض : من ليس له مثلي طبيب ، والغريب : من ليس بيني وبينه معاملة)) ؛ الغربة ثلاثة أنواع : النوع الأول : غربة أهل الله وأهل سنَّة رسوله بين هذا الخلق، هي الغربة التي مدح رسول الله الموحد الحق الغربة أهلها ، وأخبر عن الدين الذي جاء به : أنه ((بدأ غريباً)) وأنه ((سيعود غريباً كما بدأ)) وأن ((أهله يصيرون غرباء))وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان ، ووقت دون وقت ، وبين قوم دون قوم ، ولكن أهل هذه ((الغربة)) هم أهل الله حقاً ، فإنهم لم يأووا إلى غير الله ، ولم ينتسبوا إلى غير رسوله الموحد الحق الغربة ، ولم يدعوا إلى غير ما جاء به ، وهم الذين فارقوا الناس أحوج ما كانوا إليهم ، فإذا انطلق الناس يوم القيامة مع آلهتهم بقوا في مكانهم ، فيُقال لهم : ((ألا تنطلقون حيث انطلق الناس ؟ فيقولون : فارقنا الناس ، ونحن أحوج إليهم منَّا اليوم ، وإنا ننتظر ربنا الذي كُنا نعبده)) ؛ فهذه ((الغربة)) لا وحشة على صاحبها ، بل هو آنسُ ما يكون إذا استوحش الناس، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا ، فوليه الله ورسوله والذين آمنوا ، وإن عاداه أكثر الناس وجفوه ؛ وفي حديث القاسم عن أبي أمامة عن النبي الموحد الحق الغربة قال ـ عن الله تعالى ـ : ((إن أغبط أوليائي عندي : لمؤمن ، خفيف الحاذّ ِ، ذو حظ من صلاته ، أحسنَ عبادة ربه ، وكان رزقه كَفافاً ، وكان مع ذلك غامضاً في الناس ، لا يُشار إليه بالأصابع ، وصبر على ذلك حتى لقي الله ، ثم حلَّت منيته ، وقَلَّ تُراثه ، وقَلَّتْ بَواكيه)) ؛ ومن هؤلاء الغرباء : من ذكرهم أنس في حديثه عن النبي الموحد الحق الغربة: ((رُبَّ أشعث أغبر ، ذي طِمْرَين لا يُؤْبَهُ له ، لو أقسم على الله لأبَرَّه)) ؛ وفي حديث أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل عن النبي الموحد الحق الغربة قال : ((ألا أُخبركم عن ملوك أهل الجنَّة ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : كُل ضعيف أغْبَر ، ذي طمرين لا يُؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره)) ؛ وقال الحسن : المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا يُنافس في عزها، للناس حال، وله حال، الناس منه في راحة ، وهو من نفسه في تعب ؛ ومن صفات هؤلاء الغرباء ـ الذين غبطهم النبي الموحد الحق الغربة ـ: التمسك بالسنَّة ، إذا رغب عنها الناس ، وترك ما أحدثوه ، وإن كان هو المعروف عندهم ، وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس ، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله ، لا شيخ ولا طريقة ، ولا مذهب ولا طائفة ، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده ، وإلى رسوله بالإتباع لما جاء به وحده ، وهؤلاء القابضون على الجمر حقاً ، وأكثر الناس ـ بل كلهم ـ لائمٌ لهم ، فلِغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهلَ شذوذ وبدعة ، ومفارقة للسواد الأعظم .
ومعنى قول النبي الموحد الحق الغربة : ((هم النزاع من القبائل)) أن الله سبحانه بعث رسوله ، وأهل الأرض على أديان مختلفة ، فهم بين عُبَّاد أوثان ونيران ، وعُبَّاد صور وصلبان ، ويهود وصابئة وفلاسفة ، وكان الإسلام في أول ظهوره غريباً ، وكان من أسلم منهم واستجاب لله ولرسوله : غريباً في حَيِّه وقبيلته ، وأهله وعشيرته , فكان المستجيبون لدعوة الإسلام نُزَّاعاً من القبائل ، بل آحاداً منهم ، تغربوا عن قبائلهم وعشائرهم ، ودخلوا في الإسلام ، فكانوا هم الغرباء حقاً ، حتى ظهر الإسلام ، وانتشرت دعوته ، ودخل الناس فيه أفواجاً ، فزالت تلك الغربة عنهم ، ثم أخذ بالاغتراب والترحل ، حتى عاد غريباً كما بدأ ، بل الإسلام الحق ـ الذي كان عليه رسول الله الموحد الحق الغربة وأصحابه ـ هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره ، وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة ، فالإسلام الحقيقي غريب جداً ، وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس , وكيف لا تكون فِرقة واحدة قليلة جداً ، غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ، ذات أتباع ورئاسات ، ومناصب وولايات ، ولا يقوم لها سوق إلاَّ بمخالفة ما جاء به الرسول ؟ ؛ فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريباً بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم ، وأطاعوا شُحَّهم ، وأُعجب كُلٌ منهم برأيه ؟ كما قال النبي الموحد الحق الغربة : ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيتم شُحَاً مُطاعاً وهوىً متبعاً ، ودُنيا مُؤْثَرة ، وإعجاب كُلَ ذي رأي برأيه ، ورأيت أمراً لا يَدَ لك به ، فعليك بخاصة نفسك ، وإياك وعوامَّهم ، فإن وراءكم أياماً صبر الصابر فيهن كالقابض على الجمر)) ولهذا جُعِل للمسلم الصادق في هذا الوقت ـ إذا تمسك بدينه ـ: أجر خمسين من الصحابة ، ففي سُنن أبي داود والترمذي ـ من حديث أبي ثعلبة الخُشَني ـ قال : ((سألت رسول الله الموحد الحق الغربة عن هذه الآية {يا أيُها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم مَن ضلَّ إذا اهتديتم} فقال: بل ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شُحّاً مطاعاً ، وهوى متبعاً ، ودُنيا مُؤثَرة ، وإعجاب كُل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوامَّ ، فإن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ، قلت: يا رسول الله ، أجر خمسين منهم ؟ قال: أجر خمسين منكم)) وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس ، والتمسك بالسُنَّة بين ظلمات أهوائهم وأرائهم ؛ فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه وفقهاً في سُنَّة رسوله وفهماً في كتابه وأراه ما الناس فيه: من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله الموحد الحق الغربة وأصحابه ، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط : فليوطن نفسه على قدح الجُهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه , كما كان سلفهم من الكُفار يفعلون مع متبوعه وإمامه الموحد الحق الغربة ، فأما إن دعاهم إلى ذلك وقدح فيما هم عليه : فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورَجْله ؛ فهو غريب في دينه لفساد أديانهم ، غريب في تمسكه بالسُنَّة ، لتمسكهم بالبدع ، غريب في اعتقاده ، لفساد عقائدهم ، غريب في صلاته ، لسوء صلاتهم ، غريب في طريقه ، لضلال وفساد طرقهم ، غريب في نسبته ، لمخالفة نِسَبهم ، غريب في معاشرته لهم ، لأنه يُعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم ؛ وبالجملة : فهم غريب في أمور دُنياه وآخرته لا يجد من العامَّة مساعداً ولا مُعيناً فهو عالم بين جُهال ، صاحب سُنَّة بين أهل بدع ، داع إلى الله ورسوله بين دُعاة إلى الأهواء والبدع ، آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قوم المعروفُ لديهم منكر والمنكر معروف . انتهى كلامه رحمه الله .

كلام شيخ الإسلام رحمه الله على الغربة :
يُعلق رحمه الله تعالى على الحديث فيقول : (لا يقتضي هذا أنه إذا صار غريباً يجوز تركه ـ والعياذ بالله ـ! بل الأمر كما قال تعالى : {ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} . وقال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} . وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقاته ولا تموتُنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون}
ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريباً أن المتمسك به يكون في شر ، بل هو أسعد الناس ، كما قال في تمام الحديث: ((فطوبى للغرباء)). (وطوبى) من الطيب ؛ قال تعالى: {طوبى لهم وحسن مئاب} , فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريباً ً. وهم أسعد الناس , أما في الآخرة ؛ فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء عليهم السلام , وأما في الدنيا ؛ فقد قال تعالى: {يا أيُها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} ، أي : أن الله حسبك وحسب متبعك ... فالمسلم المتبع للرسول : الله حسبه وكافيه ، وهو وليه حيث كان ومتى كان , ولهذا يوجد المسلمون المتمسكون بالإسلام في بلاد الكفر لهم السعادة كلما كانوا أتم تمسكاً بالإسلام
وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام ؛ جزع ، وكلَّ ، وناح كما ينوح أهل المصائب ، وهو منهي عن هذا ، بل هو مأمور بالصبر ، والتوكل ، والثبات على دين الإسلام ، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وأن العاقبة للتقوى ، وأن ما يُصيبه فهو بذنوبه فليصبر ، إن وعد الله حق ، وليستغفر لذنبه ، وليُسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار . وقوله الموحد الحق الغربة: ((ثم يعود غريباً كما بدأ)) ؛ يحتمل شيئين :
أحدهما : أنه في أمكنة وأزمنة يعود غريباً بينهم ثم يظهر ؛ كما كان في أول الأمر غريباً ثم ظهر ، ولهذا قال: ((سيعود غريباً كما بدأ)) . وهو لما بدأ غريباً لا يُعرف ثم ظهر وعُرف ، فكذلك يعود حتى لا يُعرف ثم يظهر ويُعرف ؛ فيقل من يعرفه في أثناء الأمر كما كان من يعرفه أولاً .
ويُحتمل أنه في آخر الدُنيا لا يبقى مسلماً إلاَّ قليل ، وهذا إنما يكون بعد الدجال ويأجوج ومأجوج عند قرب الساعة . وحينئذٍ يبعث الله ريحاً تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة ثم تقوم القيامة ,وأما قبل ذلك فقد قال الموحد الحق الغربة: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة)) وهذا الحديث يُفيد المسلم أنه لا يغتم بقلة من يعرف حقيقة الإسلام ولا يضيق صدره بذلك ولا يكون قي شك من دين الإسلام كما كان الأمر حين بدأ , وقد تكون الغربة في بعض شرائعه ، وقد يكون ذلك في بعض الأمكنة , ففي كثير من الأمكنه يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به غريباً بينهم، لا يعرفه منهم إلاَّ الواحد بعد الواحد) انتهى كلامه رحمه الله .

من أقوال السلف في الغُربة وأهلها :
قال الأوزاعي رحمه الله في قوله الموحد الحق الغربة : ((بدأ الإسلام غريباً ... الحديث)) : أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنَّة حتى ما يبقى في البلد منهم إلاَّ رجل واحد .
وقال يونس بن عبيد رحمه الله : ليس شيء أغرب من السنَّة وأغرب منها من يعرفها .
وقال سفيان الثوري رحمه الله : استوصوا بأهل السنَّة فإنهم غرباء .
وقال ابن رجب رحمه الله : وهؤلاء الغرباء قسمان : أحدهما : من يُصلح نفسه عند فساد الناس ، والثاني : من يُصلح ما أفسد الناس وهو أعلى القسمين وهو أفضلهما .
وقال الحسن رحمه الله : المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ، ولا يُنافس في عزها ، له شأن وللناس شأن .
وقال ابن رجب رحمه الله : ومن كلام أحمد بن عاصم الأنطاكي ـ وكان من كبار العارفين في زمان أبي سليمان الداراني ـ يقول : إني أدركت من الأزمنة زماناً عاد فيه الإسلام غريباً كما بدأ ، وعاد وصف الحق فيه غريباً كما بدأ ، إن ترغب فيه إلى عالم وجدته مفتوناً بحب الدنيا ، يحب التعظيم والرئاسة ، وإن ترغب فيه إلى عابد وجدته جاهل في عبادته مخدوعاً صريعاً غدره إبليس ، وقد صعد به إلى أعلى درجة من العبادة وهو جاهل بأدناها فكيف له بأعلاها ؟ وسائرُ ذلك من الرعاع ، همج عوج وذئاب مختلسة ، وسباع ضارية وثعالب ضوارٍ ، هذا وصف عيون أهل زمانك من حملة العلم والقرآن ودعاة الحكمة .

روى الذهبي رحمه الله في السير عن أبي الحسين العتكي قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده : من تعدون الغريب في زمانكم ؟ فقال رجل : الغريب : من نأى عن وطنه . وقال آخر : الغريب : من فارق أحبابه . فقال إبراهيم : الغريب في زماننا : رجل صالح عاش بين قوم صالحين إن أمر بمعروف آزروه وإن نهى عن منكر أعانوه وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه ثم ماتوا وتركوه .
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في غُربة الإسلام :
على الدِّينِ فليبكي ذوُو العِلم والهُدى ... فقدْ طُمسَتْ أعلامُهُ في العوالمِ
وقدْ صارَ إقبالُ الورى واحتيالِهم ... علَى هذه الدُّنيا وجمعِ الدراهمِ
وإصلاحِ دُنياهُم بإفسادِ دِينِهم ... وتحصيلِ ملذُوذَاتِها والمطاعمِ
يُعادُون فيها بل يوالون أهلهَا ... سواءً لديهم ذو التُقى والجرائمِ
إذ انتقصَ الإنسانُ مِنها بما عسَى ... يكونُ له ذخراً أَتى بالعظائمِ
وأبدى أعاجيباً من الحزن والأسى ... على قلَّةِ الأنصارِ من كلِّ حازمِ
وناح عليها آسفاً مُتظلِّماً ... وباح بما في صدرهِ غير كاتمِ
فأمَّا على الدِّين الحنيفي والهُدى ... وملَّةِ إبراهيمَ ذات الدعائمِ
فليس عليها والذي فلق النَّوى ... مِن الناسِ باكٍ وآسٍ ونادمِ
وقد دُرست منها المعالم بل عفت ... ولم يبق إلاَّ الإسم بين العوالمِ
فلا آمرٌ بالعُرفِ يُعرفُ بيننا ... ولا زاجرٌ عن معضلات الجرائمِ
وملَّةُ إبراهيمَ غُودِرَ نهجُها ... عفاءً فأصبحت طامسات المعالمِ
وقد عُدمت فينا وكيف وقد سفت ... عليها السوافى في جميع الأقالمِ
وما الدين إلاَّ الحبُّ والبُغضُ والولا ... كذاك البرء من كُلِّ غاوٍ وآثمِ
وليس لها من سالكٍ متمسكٍ ... بدينِ النبيِّ الأبطحيّ ابن هاشمِ
فلسنا نرى ما حلَّ بالدين وانمحت ... به الملَّةُ السمحاءُ إحدى القواصمِ
فنأسى على التقصير منَّا ونلتجئ ... إلى اللهِ في محوِ الذنوبِ العظائمِ
فنشكوا إلى اللهِ القلوب التي قست ... وران عليها كسبُ تلك المآثمِ
ألسنا إذا ما جاءنا مُتضمِّخٌ ... بأوضارِ أهل الشرك من كُلِّ ظالمِ
نهشُّ إليهم بالتحَّةِ والثنا ... ونهرعُ في إكرامهم بالولائمِ
وقد برء المعصومُ من كُلِّ مسلمٍ ... يُقيمُ بدارِ الكُفرِ غيرُ مُصارمِ
ولكنَّما العقل المعيشيُّ عندنا ... مسالمة العاصين من كُلِّ آثمِ
فيا محنة الإسلام مِن كُلِّ جاهلٍ ... ويا قلة الأنصارِ من كُلِّ عالمِ
وهذا أوان الصبرِ إن كنت حازماً ... على الدين فاصبر صبر أهل العزائمِ
فمن يتمسك بالحنيفيةِ التي ... أتتنا عن المعصومِ صفوة آدمِ
لهُ أجر خمسين امرءٍ من ذوي الهدى ... من الصحبِ أصحابِ النَّبي الأكارمِ
فنح وابكِ واستنصر بربك راغباً ... إليه فإن الله أرحم راحمِ
لينصُرَ هذا الدِّين من بعد ما عفت ... معالمهُ في الأرض بين العوالمِ
وصلِّ على المعصومِ والآلِ كُلُّهم ... وأصحابه أهل التُقى والمكارمِ
بعدِّ وميضِ البرقِ والرملِ والحصى ... وما انهلَّ ودقٌ من خلال الغمائمِ

* * * * *
هذا بعض ما جاء من الآثار في الغربة والغرباء. جعلنا الله منهم ومعهم في الدنيا والآخرة.



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





hgl,p] hgpr td .lk hgyvfm










عرض البوم صور تــقــى   رد مع اقتباس
قديم 31-08-13, 12:47 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ALSHAMIKH
اللقب:
مــشـــرف عـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ALSHAMIKH


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 5543
العمر: 45
المشاركات: 2,657 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: موحد سني سلفي
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 94
ALSHAMIKH سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
ALSHAMIKH غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تــقــى المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : ALSHAMIKH

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ALSHAMIKH   رد مع اقتباس
قديم 31-08-13, 06:48 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
دآنـة وصآل
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 2325
المشاركات: 8,979 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية ولله الحمد
بمعدل : 1.80 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 41
نقاط التقييم: 1070
دآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليل

الإتصالات
الحالة:
دآنـة وصآل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تــقــى المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

بآرك الله فيك ونفع بك الأمة
ننتظر موآضيعك الرآئعة والمميزة










توقيع : دآنـة وصآل



instagram @dantwesal
قال تعالى: ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .

لاتأسوا على أطفال اصبحوا جوعا خائفين ثم أمسوا بإذن الله في الجنة ؛ المسكين من أصبح شبعانا في قصره وأمسى خائنا لدينه وأمته
د.عبدالمحسن الأحمد

عرض البوم صور دآنـة وصآل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
الشـــامـــــخ
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:55 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant