العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت موسوعة طالب العلم

بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-13, 03:14 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
حفيدة عائش
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 6073
المشاركات: 2,803 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنيه
بمعدل : 0.59 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 22
نقاط التقييم: 359
حفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جدا

الإتصالات
الحالة:
حفيدة عائش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم



الخطبة الأولى:
الحمد لله منشئ الأيام والشهور، ومفني الأعوام والدهور، ومقلب الليل والنهار، ومغير الأحوال من حر إلى برد، ومن برد إلى حر، ويديل الأيام بين عباده، عبرة لذوي العقول الأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله الغفور الشكور، الذي لا ند له ولا نظير ولا ظهير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، الشافع المشفع، الذي عمر سنينه وشهوره وأيامه ولياليه بطاعة ربه ومولاه، وعبادة خالقه وبارئه، فغُفرت له جميع الذنوب والزلات، ونال المنازل العالية، وجزيل المكْرُمات، فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آل بيته وأصحابه الدائبين في طاعته، ما تكررت الأعوام والساعات، وتعاقب الليل مع النهار.

أما بعد، فيا أيها الناس:
اتقوا الله تعالى بامتثالكم لأوامره، واجتنابكم لمناهيه، وتوددوا إليه بالإكثار من الصالحات، والمسارعة إلى الطاعات، وولوذوا بجنابه متذللين منكسرين، وتائبين من ذنوبكم مستغفرين، تنالوا مغفرته وعفوه ورحمته، وتفوزوا بثوابه ونعيمه، وتكونوا من المفلحين، وتبصروا في هذه الأيام والشهور والأعوام، وكيف تصرمت يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام، ونحن في غفلة كبيرة عن الآخرة، وتنافس شديد على الدنيا العاجلة، وضعف في الإقبال على الله والإنابة إليه، وتقصير في الأعمال الصالحة، وتقليل من الحسنات الزاكية، وإكثار من السيئات المهلكة، ألا وإنه قد آذن بالإنصرام إلى غير رجعة عام من أيام بقائكم في هذه الدنيا، فمن أودعه صالح العمل من قيام بالعبادات والحقوق والواجبات، وإحسان في المعاملات، وبعد عن الشركيات والبدع والمحرمات والمنكرات القولية والفعلية فالخير بشراه، ومن فرط فيه فملأه بالتهاون في العبادات، والتقصير في الحقوق والواجبات، والإساءة في المعاملات، والتسويد بالشركيات والبدع والمحرمات والمنكرات، وإلإكثار من الذنوب والأثام فأحسن الله عزاه.
أيها الناس:
اتقوا الله تعالى بالمبادرة إلى الأعمال الصالحات المنجيات، والمسارعة إلى الحسنات النافعات، والإحسان في العبادت والمعاملات، واستدركوا عمراً ضيعتم أوله، فلا تخرموا بالسيئات ما بقي منه، وقد ثبت عن غُنيم بن قيس - رحمه الله - أنه قال: (( كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ بِأَرْبَعٍ، كُنَّا نَقُولُ: اعْمَلْ فِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ، وَاعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لشُغْلِكَ، وَاعْمَلْ فِي صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ، وَاعْمَلْ فِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ )).
فرحم الله عبداً اغتنم أيام الشباب والقوة، وأقات الصحة والفراغ، فأسرع بالتوبة والإنابة قبل طيِّ الكتاب، وأكثر من الطاعات قبل دنو الأجل، قبل أن يتمنى ساعة من ساعات العمر والحياة، ليستدرك ما قصر فيه أو يزداد ليترقى في النعيم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
أيها الناس:
إنكم داخلون بعد أيام قليلة جداً في أحد الأشهر الأربعة الحرم، ألا وهو شهر الله المحرم، الذي شرفه الله وفضله، وأضافه النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض إلى الله وعظمه، فاستدركوا فيه ما وقع من تقصير فيما مضى من العمر بالإكثار من الصيام فيه، فقد صح عن النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض أنه قال: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ ))، بل إن صيام يوم العاشر منه يكفر ذنوب سنة كاملة، فقد صح عن النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض قال: (( وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ )).
واحذروا ـ سلمكم الله وسددكم ـ أن تظلموا أنفسكم في هذا الشهر وبقية الأشهر الأربعة الحرم بالسيئات والخطايا، بالشركيات والبدع والضلالات، بالذنوب والمعاصي، بالفسق والفجور، بالظلم والعدوان، بالغش والكذب، بالغيبة والبهتان، بالنميمة والحقد الحسد، فإن الله ـ جل شأنه ـ قد زجركم ونهاكم عن ذلك فقال: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، فإن السيئات من البدع والمعاصي تعظم وتشتد، وتكبر وتتغلظ في كل زمان أو مكان فاضل، وقد ثبت عن قتادة بن دعامة ـ رحمه الله ـ أنه قال: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْراً مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ )).
أيها الناس:
هذه ثلاث وقفات طيبات نافعات مهمات، يجدر بالمسلم - سدده الله وفقهه - أن يتنبه لها، ويفقه حكمها، ويتبصر بواقع الناس معها.
الوقفة الأولى / عن بداية العمل بالتأريخ الهجري.
قال الإمام محمد بن صالح العُثيمين ـ رحمه لله ـ: ولم يكن التاريخ السنوي معمولاً به في أول الإسلام حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ واتسعت رَقعة الإسلام، واحتاج الناس إلى التأريخ في أُعْطِياتهم وغيرها، ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ كتب إليه أبو موسى الأشعري ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ: أنه يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ فجمع عمر الصحابة ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ فاستشارهم، فقال بعضهم: أرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها، كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده، فكره الصحابة ذلك، فقال بعضهم: أرخوا بتاريخ الروم، فكرهوا ذلك أيضاً، فقال بعضهم: أرخوا من مولد النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض، وقال آخرون: من مبعثه، وقال آخرون: من هجرته، فقال عمر ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ: الهجرة فرَّقت بين الحق والباطل فأَرِّخُوا بها، فأرَّخوا من الهجرة، واتفقوا على ذلك، ثم تشاوروا من أي شهر يكون ابتداء السنة، فقال بعضهم: من رمضان، لأنه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وقال بعضهم: من ربيعٍ الأول، لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً، واختار عمر وعثمان وعلي ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ أن يكون من المحرم، لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة، الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام أركان دينهم، والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم، والعزيمة على الهجرة، فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام.
الوقفة الثانية / عن بعض المحرمات التي تقع من الناس عند قرب دخول العام الهجري الجديد أو حلوله.
ومن هذه المحرمات:
الاحتفال في المساجد أو البيوت أو الاستراحات أو الطرقات أو غيرها من الأماكن بذكرى هجرة النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض من مكة إلى المدينة.
والمحتفل بهذه الذكرى لا يسير في احتفاله هذا على سنة النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض، بل هو مشاق لها ومخالف، لأنه الله المحرم وتخصيص العام ببعض لم يحتفل، ولا حث أمته ودعاهم إلى الاحتفال.
المحتفل بهذه الذكرى لا يسير على هدي السلف الصالح من أهل القرون الثلاثة الأولى، وعلى رأسهم الصحابة ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ، لأنهم لم يحتفلوا، ولا دعوا من في عهدهم ولا من بعدهم إلى الاحتفال.
المحتفل بهذه الذكرى لا يسير على طريق الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ـ رحمهم الله ـ ولا غيرهم من أئمة الإسلام الأوائل، ولا يتابعهم، لأنهم لم يحتفلوا، ولا دعوا أحداً إلى الاحتفال ولا رغبوه فيه.
والعلماء العارفون بنصوص القرآن والسنة يحكمون على ما كان هذا حاله من الأمور بأنه بدعة، والبدعة من أشد المحرمات، وأغلظها جرماً، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحذر منها في خطبه فيقول: (( وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )).
وثبت عنه الله المحرم وتخصيص العام ببعض أنه قال للناس في خطبته الوداعية: (( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )).
وثبت عن عمر بن الخطاب ـ الله المحرم وتخصيص العام ببعض ـ أنه قال: (( وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, أَلَا وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ))، ولا ريب عند الجميع بأن ما وصِف بأنه شر، وأنه ضلالة، وتُوعِّد عليه بالنار، يدخل في المحرمات والسيئات، والمنكرات والخطيئات.
واعلموا - سددكم الله - أن المحتفل بهذه الذكرى متشبه بصنفين من الناس:
الصنف الأول: أهل الكفر بجميع مللهم، فهم من جرت عادتهم على الاحتفال بالحوادث، ووقائع الأيام، وتغيرات الأحوال.
الصنف الثاني: أهل الضلال والانحراف من الباطنية والرافضة وأضرابهم، فهم من أحدث هذا الاحتفال وغيره من الاحتفالات في بلاد المسلمين.
وقد ذكر الفقيه الشافعي والمؤرخ المصري المشهور بالمقريزي - رحمه الله - في كتابه "الخِطَط": أن الاحتفال برأس السنة الهجرية كان من جملة احتفالات الدولة العبيدية الباطنية الإسماعيلية الرافضية الخارجية التي استولت على بلاد المغرب ومصر، وفعلت بعلمائها ومؤذنيها وسكانها من الجرائم مالا يكاد يوصف من القتل والتمثيل بالجثث وسبي الحريم، وأخذ الأموال، وإفساد الممتلكات وتخريبها وتحريقها، حتى إن من زعمائها من ادعى الربوبية، ومنهم من أظهر سب الأنبياء والصحابة، وأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد، ومنهم: من أمر بحرق المصاحف ومساجد أهل السنة، بل قال عنهم مؤرخ المسلمين شمس الدين الذهبي الدمشقي الشافعي - رحمه الله - في كتابه "سير أعلام النبلاء" إنهم: قلبوا الإسلام، وأعلنوا الرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية.اهـ
ثم نقل عن القاضي عياض المالكي - رحمه الله - أنه قال في شأنهم: أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة.اهـ
ولا ريب أن التشبه بهذين الصنفين شر على فاعله، وخسارة وبوار، فقد ثبت عن النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض أنه قال: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ))، فهل يرضى محب للسنة النبوية، ولنبي الأمة الله المحرم وتخصيص العام ببعض، ولأصحابه الميامين، ومجل له ولهم وموقر، أن يكون هؤلاء القوم، ومن هذه فعالهم وخصالهم، ومن هذا تاريخهم، وهذه سيرتهم، قدوته في هذا الاحتفال وسلفه.
وإنا - بحمد الله - في باب الاحتفال بهذه الذكرى وغيرها سنتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصحابة والتابعين وغيرهم من أهل القرون الأولى فنتركه ونهجره كما تركوه ولم يفعلوه، عسى أن نلحق بهم، ولن نتشبه بأهل الكفر ولا بأهل الضلال والانحراف من الباطنية الإسماعيلية الرافضية الخارجية.
ثم إن هجرة النبي الله المحرم وتخصيص العام ببعض إلى المدينة لمن له عقل وإدراك لم تكن في شهر الله المحرم، ولا في أول يوم منه، وإنما كانت في شهر ربيع الأول كما ذكر أهل التأريخ والسِّير، والذي وقع من الصحابة إنما هو تحديد السنين الإسلامية بسنة الهجرة بجعلها أول السنين، وليس التحديد بيوم الهجرة، وأنه هو أول أيام السنة.
ومن هذه المحرمات:
تخصيص آخر جمعة من العام بمزيد من العبادات والطاعات، وتخصيصه بدعاء يسمى دعاء آخر العام أو دعاء أول السَّنة، يدعى به في آخر سجدة أو بعد الركوع من آخر صلاة في العام المنصرم أو أول صلاة في العام الجديد، وقد يدعى بهذا الدعاء في أماكن الاحتفال بذكرى الهجرة أو يتناقله الجاهلون بأحكام الشريعة عبر رسائل الجوال أو الوتس آب أو الفيس بوك أو البريد الإلكتروني أو مواقع الإنترنيت.
ولا ريب في حرمة هذا التخصيص إذ لم يأت له ذكر لا في القرآن ولا في السنة النبوية، ولم يفعله أهل القرون الأولى المفضلة، وعلى رأسهم الصحابة - رضي الله عنهم ـ، ولا قرره أئمة المذاهب الأربعة، ومن في أزمنتهم من أئمة أهل الفقه والحديث، ولو كان فعله مما يحبه الله ورسوله، ويحسن بالمسلم فعله، وله فيه الأجر والثواب، لكانوا من أوئل من يفعله، ومن السَّباقين إليه، والناشرين الداعين له.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاغفر لنا ربنا وارحمنا واعف عنا وتجاوز، وأنت خير وأرحم الراحمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أوجب على عباده النصح في العبادات والمعاملات، وحذرهم من الغش والخيانات، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، الذي بلغ شريعة ربه إلى الخلق كاملة، ودعاهم إلى التمسك بالسنة، وحذرهم من البدعة، وعلى آله وأصحابه السائرين على هديه وسنته، ومن تبعه وتبعهم هم في كل حالاته وأفعاله وأقواله وأوقاته إلى يوم الدين.
أما بعد، يا أيها الناس:
فلا يزال الحديث معكم متواصلاً عن بعض ما يقع في آخر العام من محرمات، فأقول مستعيناً بالله ربي:
الوقفة الثالثة / حول ما يتناقله بعض الناس في آخر السنة عبر رسائل الجوال أو الوتس آب أو الفيس بوك أو البريد الإلكتروني أو مواقع الإنترنيت فيها هذا القول: (( احرص على أن تطوى صحيفة أعمالك آخر السنة: باستغفار وتوبة وعمل صالح )) ونحو هذه الكلمات.
وهذه الرسالة وأمثالها مما يحرم على المسلم أو المسلمة إرسالها وتناقلها ونشرها بين الناس، وذلك لأمور ثلاثة:
الأمر الأول: أن فيها دعوة الناس إلى تخصيص آخر العام بشيء من العبادات، وتخصيص آخره بعبادة لم يأت لا في القرآن العزيز ولا في السنة النبوية ولا نقل عن السلف الصالح، فعلى هذا يكون من البدع المحرمة، وتكون هذه الرسالة دعوة إلى إحياء البدع ونشرها بين الناس.
الأمر الثاني: أن القول بأن صحائف الأعمال تطوى في آخر كل عام قول يحتاج من صاحبه إلى دليل من القرآن أو صحيح السنة، لأن طي الكتاب من الأمور الغيبية، فأين دليل مرسل هذه الرسالة على هذا الطي، حتى يسارع ويسابق إلى إرسالها ونشرها من غير ترو ولا مراجعة ولا خوف من الله ومراقبة، ثم إن التأريخ الهجري لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب - الله المحرم وتخصيص العام ببعض - فيا ترى متى كانت تطوى صحائف أعمال من كان قبل وضعه؟.
الأمر الثالث: أن المقرر عند أهل العلم أن صحائف أعمال العبد إنما تطوى بالموت، ولا تزال صحيفته يُكتب فيها ما عمل من خير أو شر حتى ينتهي أجله.
هذا وأسأل الله الكريم أن يجنبني إياكم الشرك والبدع، اللهم ارزقنا لزوم التوحيد والسنة والاستقامة عليهما إلى الممات، وطهر أقوالنا وأسماعنا وجوارحنا عن كل ما يغضبك، واشرح صدورنا بالسنة والاتباع، وآمنا في مراكبنا ومساكننا ومساجدنا وأعمالنا وأسفارنا، وأصلح ولاتنا وأهلينا وأولادنا، وثبتنا في الحياة على طاعتك، وعند الممات على قول لا إله إلا الله، وفي القبور عند سؤال منكر ونكير، ويوم الحشر حين المرور على الصراط، اللهم لين قلوبنا قبل أن يلينها الموت، واجعلها خاشعة لذكرك وما نزل من الحق، اللهم ارفع الضر عن المتضررين من المسلمين، اللهم ارفع عنهم القتل والاقتتال، وأزل ما بهم من خوف جوع، وقهم الأمراض والأوبئة، وأعذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، و { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.
خطبة جمعة ألقاها:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.
المصدر



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





aiv hggi hglpvl ,jowdw Nov hguhl ffuq hgufh]hj ,hghpjthghj ,hgvshzg











التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 19-04-18 الساعة 08:13 AM
عرض البوم صور حفيدة عائش   رد مع اقتباس
قديم 04-11-13, 12:22 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
مهرة وصال
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مهرة وصال


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 4025
المشاركات: 2,457 [+]
الجنس: انثى
المذهب: من أهل السنة والجماعة
بمعدل : 0.50 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 20
نقاط التقييم: 251
مهرة وصال عطاءه مستمرمهرة وصال عطاءه مستمرمهرة وصال عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
مهرة وصال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حفيدة عائش المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
جزاكِ الله خير










توقيع : مهرة وصال

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور مهرة وصال   رد مع اقتباس
قديم 04-11-13, 06:54 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
حفيدة عائش
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 6073
المشاركات: 2,803 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنيه
بمعدل : 0.59 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 22
نقاط التقييم: 359
حفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جدا

الإتصالات
الحالة:
حفيدة عائش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حفيدة عائش المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

واياكِ اختي الفاضله نفع الله بالجميع .










عرض البوم صور حفيدة عائش   رد مع اقتباس
قديم 09-11-13, 02:14 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 27
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حفيدة عائش المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس
قديم 11-11-13, 02:13 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
حفيدة عائش
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 6073
المشاركات: 2,803 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنيه
بمعدل : 0.59 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 22
نقاط التقييم: 359
حفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جدا

الإتصالات
الحالة:
حفيدة عائش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حفيدة عائش المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

بارك الله فيك .










عرض البوم صور حفيدة عائش   رد مع اقتباس
قديم 11-11-13, 01:05 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
أم ندى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أم ندى


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 6855
المشاركات: 930 [+]
الجنس: انثى
المذهب: أهل السنة والجماعة
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 15
نقاط التقييم: 156
أم ندى مدهشأم ندى مدهش

الإتصالات
الحالة:
أم ندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حفيدة عائش المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي


موضوع مهم وقيّم
وفقك الله وبآرك بك
وجزاك خير الجزاء










توقيع : أم ندى


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور أم ندى   رد مع اقتباس
قديم 11-11-13, 07:18 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
صوت الحق -1
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صوت الحق -1


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11171
المشاركات: 8 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 10
صوت الحق -1 على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
صوت الحق -1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حفيدة عائش المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم و بارك الله في جهودكم










توقيع : صوت الحق -1

[OVERLINE] اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي [/OVERLINE]

عرض البوم صور صوت الحق -1   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 :
الشـــامـــــخ, عبق الشام
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 08:31 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant