البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-02-22, 07:37 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
العلمانية والحرية الدينية
الفتوى رقم ( 18396 ) س: إن العقيدة الحنيفية في بعض البلاد تتعرض لخطر تحديات العلمانية وما ينبعث منها من ضلالات متنكرة في لباس تفسير ماكر، على أنها ليست إلا اجتناب عن التعصب الديني، واعتراف بحرية العقيدة لكل إنسان إن شاء آمن وإن شاء كفر. أما في الحقيقة فإن مفهوم العلمانية لا ينحصر في هذا القدر فحسب، وإن كان ينطوي على إفساد العقيدة بمحض هذا المضمون، بل يتجاوز إلى تأويلات مختلفة يمكن أن نقول فيها بالإيجاز: إن العلمانية مذبذبة بين كل ما يمكن أن يضاف إليها من معانٍ شتى على حد ما يقوله المدافعون عنها وما يبدون فيها من آراء، وهي لا تقل عن خمسة حدود: أولاً: أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع انتماء المعترف بها إلى دين معين واعتبار دينه حقًّا وما سواه باطلاً، وهذا يعني أنه لا مانع من ارتداد المسلم عن دينه، وأن ذلك حق له يتصرف فيه. ثانيًا: أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع الانتماء إلى دين معين، ولكن عدم تفضيل أي منها على الآخر. ثالثًا: أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع خلو الربقة تمامًا من كل دين، وحياد كامل أمام كافة الأديان والمعتقدات. رابعًا: أنها عدم اعتراف بأي دين وموقف محايد وعدم تدخل في شأن أي دين من الأديان، وحياد كامل أمام المواقف المتباينة من الديانات. خامسًا: أنها عدم اعتراف بأي دين أو عقيدة مع اتخاذ الموقف السالب منها ومناصرة كل موقف مضاد للأديان. هذا ونلتمس من كرمكم الإجابة بنص لحكم الإسلام في العلمانية ومن يعتنقها على ضوء هذه التأويلات، كل على حدة وإرساله بوجه سريع، نظرًا لظروف المسلمين وما يواجهون من عجز في جدال المشركين والمرتدين من أهل بلادنا، ومزاحمة الكفار منهم لإحباط أعمال المسلمين في هذه الأيام. ج: ما يسمى بالعلمانية التي هي دعوة إلى فصل الدين عن الدولة، والاكتفاء من الدين بأمور العبادات، وترك ما سوى ذلك من المعـاملات وغيرها، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية، فمن أراد أن يدين بالإسلام فعل، ومن أراد أن يرتد فيسلك غيره من المذاهب والنحل الباطلة فعل، فهذه وغيرها من معتقداتها الفاسدة دعوة فاجرة كافرة يجب التحذير منها وكشف زيفها، وبيان خطرها والحذر مما يلبسها به من فتنوا بها، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم. نسأل الله العافية والسلامة منها وأهلها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو صالح الفوزان عضو بكر أبو زيد عضو عبد الله بن غديان نائب الرئيس عبد العزيز آل الشيخ الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
hguglhkdm ,hgpvdm hg]dkdm >>> hgg[km hg]hzlm ,;fhv hguglhx hg]hzlm hg]dkdm hguglhx hguglhkdm ,hgpvdm |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16-02-22, 10:16 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
19-04-22, 10:48 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
بارك الله فيك على جهودك الواضحة ونفع الله بك
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-04-22, 10:53 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
جزاك الله خيراً |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:09 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:10 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:11 PM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:12 PM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
العلمانية حقيقتها وخطورتها حقيقة العلمانية الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد: فكلمة «العلمانية» اصطلاحٌ لا صلةَ له بلفظ العلمِ ومشتقَّاته مطلقًا، وإنما هي اصطلاح غربي موضوع يتبلور من خلاله انتصار «العلم» على الكنيسة النصرانية التي قمعت التطور، وحاربت التقدم والتحضر في الغرب باسم دينهم المحرف الذي يحرم العلم التجريبي والاكتشافات والاختراعات المتولدة عنه. وتعني العلمانيةُ في جانبها السياسي بالذات اللَّادينية في الحُكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنَّفات الإسلامية بأنَّها: «فصل الدين عن الدولة» وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة. لذلك يمكن التعبير عن مدلولها بعبارة أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنَّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضِّ النَّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثِّرة بالنصرانية(١) المحرَّفة أو الاشتراكية؛ فإنَّ العلمانية اللَّادينية مذهب دنيوي جاهلي يرمي إلى عَزْلِ الدِّين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساسٍ مادِّيٍّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلِّ ميادين الحياة اعتمادًا على المبدأ الميكيافيلي «الغاية تبرِّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدِّين ونواهيه التي تبقى مرهونةً في ضمير الفرد لا يتعدَّى بها العلاقة الخاصَّة بينه وبين ربِّه، ولا يرخّص له بالتعبير عن نفسه إلَّا في الشعائر الدِّينية أو المراسم المتعلِّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها. فالعلمانيةُ القائمةُ على أساس النَّزعة المادية لم تَلبث أن فاضت عن المذهب اللَّاديني الذي جعل غايتَه محاربةَ الدين وإقصاءَه عن مختلف مجالات الحياة العامَّة، وإقصاءَ أهلِ الدين وحماتِه، والحدَّ من تأثيرهم بعزْلِهم عن المرافق التربوية والمؤسَّسات والمعاهد العلمية ومنع التعليم الديني، فغايتها إقامة دولة ومجتمع ينحصر فيها الدين على الصعيد الفردي، وتجعل أبناء المجتمع المسلم يشعرون بأخوّة في الوطن بصرف النظر عن كونِهم غير إخوة في الدين. هذا، ولم يُصِبْ عينَ الحقيقةِ من قسَّم العلمانيةَ إلى مُلحدة تنكر وجودَ الخالقِ أصلًا ولا تعترف بشيء من الدِّين كليَّةً، وإلى علمانيةٍ غيرِ مُلحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا، وتنكر وجود علاقةٍ بين الله تعالى وحياةِ الإنسان، وتنادي بعَزْلِ الدِّين عن الدنيا والحياة، وتُنكر شرعَ اللهِ صراحةً أو ضِمْنًا؛ لأنَّ العلمانيةَ في جميع أشكالها وصُوَرها مُلحدةٌ، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: المَيْلُ والعُدولُ عن دينِ اللهِ وَشَرْعِهِ، ويَعمُّ ذلك كلَّ مَيْلٍ وحَيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولًا أَوَّلِيًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرَّمه اللهُ وترك شيء ممَّا أوجبه الله(٢)، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله. خطورة العلمانية إنَّ دعوةَ العلمانيةِ تمثِّل خطرًا عظيمًا على دِين الإسلام والمسلمين، وحملتُها ضخمةٌ على الألوهية والأخلاق والبعث، فهي تسعى إلى هدم الدين في المجتمع أو إخراجه إخراجًا كاملًا من مضامينه وقِيَمِهِ، وتعمل على تحطيم السدود الأخلاقية التي تحول دون استشراء الإباحة والإلحاد، فكان هدف العلمانية الأول هو احتواء التربية والتعليم من أجل بعث أجيال لا تعرف الدين ولا الأخلاق. وساعد سريانَ العلمانية في العالم الإسلامي انحرافُ كثيرٍ من المسلمين عن العقيدة السليمة، وانتشار البدع والأهواء وضآلة الفقه في الدِّين، وانبهار المسلمين بتقدُّم الغرب الواسع في ميدان العلم المادِّي والقُوَّة العسكرية، خاصَّة بعد ضعف شوكة المسلمين واحتلال الغرب الغاشم لأراضيه وأوطانه التي عمل فيها على إقصاء الإسلام وإبعاده من واقع الحياة وسياسة الدولة والحكم، وترسيخ الركائز العلمانية، وإحلال المناهج الإلحادية محلَّها، وتمكن الغرب من دعم المخدوعين من ذوي الثقافات الغربية وأصحاب الاتجاهات المنحرفة بمزاعم الكفار بأنَّ الدِّين معيق للعلم، وأنَّ تقدُّم بلادهم متوقِّفٌ على فصل الدِّين عن الدولة والحياة. وغالبية المسلمين يجهلون حقيقة العلمانية لتَسَتُّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرِها من الأفكار والإيديولوجيات السياسية، كما تختفي العلمانية وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوُّرية(٣) وغيرها، ويتعلَّق مناصروها بأدلَّة علميَّة ثابتة ـ زعموا ـ وما هي إلَّا شبه ضعيفة يردُّها العقل والواقع ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٤١﴾ [العنكبوت]. وخاصَّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيِّد للدِّين تضليلًا وتلبيسًا على عوامِّ المسلمين، فلا تمنع الحجَّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، ولا تبدي محاربة للدِّين ولا عداءً له مع محاولةٍ جادَّة لحصر الدِّين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة. مظاهر العلمنة ومجالاتها فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أُبعِد الدِّين عنها: •السياسة والحكم، وتطبيق العلمنة فيهما جَليٌّ لا يخفى على مبصر، حيث تُعنى بفصل الدين عن الدولة وعن الحياة كلها، وترك العمل بأحكام الدين ومبادئه وحدوده. •التعليم ومناهجه، وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقلٌ، حيث تغذِّي الإلحاد، والتنكُّر للدِّين، وعدم الإيمان به، وإثارة الشبهات حوله، ونشر الرذائل في مختلف مراحل التعليم والدراسة، ومحاربة الحشمة والفضيلة في الأوساط التعليمية والتربوية، والدعوة إلى التبرج والاختلاط. •الاقتصاد والأنظمة المالية، وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للعيان. •قوانين الاجتماع والأخلاق والمدنية، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالًا للريبة والشكِّ، فضلًا عن إعجاب العلمانيِّين بمظاهر الحياة الغربية وتقليدها، وظهور المعاصي على سلوكهم ومظاهرهم وأقوالهم، يعرفون بالاستهانة بالدِّين والاستخفاف بأحكامه والاستهزاء بالملتزمين به. فالعلمانية تجعل القِيَمَ الروحية قِيَمًا سلبيةً، وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب، وإشاعة الفواحش والشذوذ والإباحية والفوضى الأخلاقية، ومحاربة الحدود الشرعية والاستهانة بالسنن، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرَّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى هدم كيان الأسرة وتشتيت شملها، وبهذا النَّمط والأسلوب تربّى الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الدِّيني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ، ويحلُّ محلَّه هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادِّية دون اعتبار للقيم الروحية. فالصلة المُحكمة التي تربط الدين بالسياسة والحكم وبالأنظمة المدنية والمالية والتربوية والتي هي من خصائص الإسلام ومميِّزاته لا تحظى بالقَبول عند كثير من بني جِلدتنا المتشبِّعين بالثقافة الغربية، والذين نشأوا على أساس الاعتقاد بأنَّ لكلٍّ من مسائل الدِّين والحياة العلمية نمطها الخاصّ، حيث تبقى تعاليم الشريعة ومضامين الإسلام مسطّرة لتنظيم العلاقة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان والإنسان وَفْقَ نظامٍ مُحدّد للسلوك الاجتماعي والأخلاقي يُفْرَض على المسلم ويُلْزَم باتباعه. تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالَم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وحملات التنصير والتبشير، وبغفلة من المغرورين مِن بني جلدتنا الذين رفعوا شِعارَها، ونفذوا مخطَّطاتِ واضعيها ومؤيِّديها، الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم، متمثِّلةً في: •الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوَّة. •دعوى جمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنَّ أوربا لم تتقدَّم حتى تركت الدِّين. •دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، وأنه يدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر. •الزعم بأنَّ الدِّين الإسلامي قد استنفد أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة طقوس وشعائر روحية. •دعوى تخلُّف اللُّغة العربية عن مسايرة العلم والتطوُّر، وعجزها عن الالتحاق بالرَّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنَّ العربية وإن كانت هي اللُّغة الرسمية في البلدان العربية إلَّا أنَّها هُمِّشت في معظم المؤسَّسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيَّة في البلدان المغاربية خاصَّة، وحَلَّت اللُّغة الفرنسية محلَّها فأصبحت لغة تخاطبٍ واتصالٍ فعلية في الميدان، وتقهقرت اللُّغة العربية تدريجيًّا بحَسَب المخطَّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية. •الزعم بأنَّ الشريعة مطبقة فعلًا في السياسة والحكم وسائر الميادين؛ لأنَّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني ـ زعموا ـ. •دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد وغيرها، واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللَّادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشدَّ رأفة. فهذه مُجْمَل الدعاوى التي تعلَّق بها أهلُ العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلَّات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصلِ دينه الحنيف عن حياة المجتمع برُمَّته، وحصرِه في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعًا للغرب في توجّهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عُرى الإسلام والتحلّل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صِلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدِّين وانتمائهم لأُمَّتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد، واستبدال القِيَم والمفاهيم والمصطلحات والتصوُّرات الإسلامية الأصيلة بقِيَمٍ ومفاهيمَ ومصطلحاتٍ وتصوُّراتٍ غربية، ليكون أسلوب المعيشة والحياة مُسايِرًا للنمط الغربي، وتغيير أسلوب التفكير والعمل لتصبح طريقته موافقةً للتفكير والعمل الغربي، وتكريس دعوى التجديد بهذا المفهوم من تغيير أساليب التعامل الأخلاقي والاجتماعي وتجديد الأنظمة التشريعية والقضائية والجزائية على نحوٍ يتلاءم مع الأسلوب الحضاري باستمدادها من الأنظمة والتشريعات الغربية، كلّ ذلك تحت غطاء التطوّر والتجديد. وقد استطاعت موجة العلمانية أن تجرف معظم المجتمع الإسلامي، وتصيبه في الصميم في ميدان النُّظُم والحُكم وفي مجال الشريعة والقضاء وعلى ساحة التعليم بما أثارته من شبهات حول الإسلام وقُرْآنِهِ ورسوله ولغتِه السالفة البيان، وقد تأثَّرت كثيرٌ من المؤسَّسات الاجتماعية والسياسية بهذه المفاهيم الخبيثة، وَسَعَتْ إلى النهوض بمجتمعاتها بالتركيز على علمانية الدولة، متشكّلة بصورة الوطنية أو الاشتراكية أو القومية أو غيرها، أمَّا المؤسّسات الأخرى ذات الطابع الإسلامي فقد تأثّرت هي الأخرى بموجة العلمانية ـ إلَّا من رحم ربُّك ـ حيث جعلت مفهوم الدين مقصورًا على الإسلام الحضاري. إنَّ الإسلام دِينٌ ودولةٌ ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدُّها رِدَّةً، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع، بما يدَّعونه من التجديد بتقليد الغرب في مفاهيمه وقيمه وأساليبه الذي هو عين الانحراف والجمود والتبعية الذليلة، فالدين والحكم في الإسلام منذ أَوَّلِ يوم تشكَّلَ فيه المجتمع الإسلامي لله خالصًا، ومُصلِحًا لكلّ زمان ومكان مهما بلغ من تطوّر الحياة وأساليب المعيشة من رُقِيٍّ، فهو دينٌ ربَّاني عالمي لا يصطدم مع أي تطوُّر نافع من جهة، ولا يُقِرُّ حرية الإلحاد، ويأبى أن تكون حريته منفصلة عن التربية الدينية والأخلاق من جهة أخرى. إنَّ الإسلام مع ما يحتويه من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق جاء بنظام قائم على الحقِّ يتّفق مع صميم طبيعة الحياة الإنسانية، ويمسّ بشموله كافةَ مناحي حياة الإنسان على اختلافها من المَهْدِ إلى اللَّحْدِ، ويأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلِّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرُّفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ [الأنعام]. والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٠١ شوال ١٤٢٦ﻫ الموافق ﻟ: ٠٣ نوفمبر ٢٠٠٥ﻣ ------------------------------------------------------- (١) ممَّا تنادي به النصرانية: إعطاء سلطة الدولة لقيصر، وسلطة الكنيسة لله، ومنه يتجلَّى مبدأ: «فصل الدين عن الدولة». وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: «أعْطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، وهذا ما تتَّفق فيه النصرانية المحرَّفة مع العلمانية. بينما الدِّين والحكم في الإسلام تشكَّل في مهده لله خالصًا لا يستجيب للفصل بين الدِّين والدولة، ولا بين الدِّين والمجتمع لاختلاف طبيعة الإسلام ـ دِينًا ونظامَ مجتمع ـ عن النصرانية في أصلها، وهي مجموعة وصايا، وبالنسبة لها كتطبيق في المجتمعات الرومانية التي كان الدِّين فيها لله، والحكم لقيصر. (٢) «أضواء البيان» للشنقيطي (٥/ ٥٨ ـ ٥٩). (٣) النظرية الداروينية نسبة إلى شارلز داروين باحث إنجليزي، نشر كتابه «أصل الأنواع» سنة ١٨٥٩م، الذي يدور على جملة من الافتراضات، ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء حيث تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقَّة والتعقيد، وأنها تتدرَّج من الأحطِّ إلى الأرقى، معتبرًا أنَّ أصلَ الحياة خليةٌ كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، وقد تطوَّرت هذه الخلية ومرَّت بمراحلَ منها مرحلة القرد انتهاءً بالإنسان، وجعل بين الإنسان والقرد نسبًا، بل زعم أنَّ الجدَّ الحقيقيَّ للإنسان هو خليةٌ صغيرة عاشت في مستنقعٍ آسنٍ، وهو بذلك يريد أن يَنْسِف عقيدةَ أهل الحقِّ في أنَّ الإنسان ينسب إلى آدم وحواء ابتداءً، وقد خلَّفت هذه النظرية قَلَقًا عارمًا، وشعورًا باليأس والضياع، وظهرت أجيالٌ حائرة مضطربةٌ ذات خَوَاءٍ روحي، وكان من نتيجة النظرية أن تولَّدت عنها نظرية «ماركس» المادية حيث نادت بمادية الإنسان وخضوعه لقوانين المادة مُهمِلةً بذلك جميع العوامل الروحية، كما كان للنظرية أثرٌ في ميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي حيث استمدَّ فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان، وأَنَّه حيوان جنسي لا يملك إلَّا الانصياع لأوامر الغريزة، وإلَّا وقع فريسة الكَبْتِ المدمِّر للأعصاب، وأصبح التطوُّر عند فرويد مفسّرًا للدِّين تفسيرًا جنسيًّا. وقد استفادت النظريات الأخرى ـ أيضًا ـ من نظرية داروين فائدةً هَدَّامة كنظرية «سارتر» في الوجودية، ونظرية «برجسون» في الروحية الحديثة، واعتمدت على ما وضعه داروين في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك. وقد أثبت العلمُ التجريبي إفلاسَ نظرية داروين وبطلانَها بأدلة قاطعةٍ، بل ليست نظرية علمية على الإطلاق وخاصَّة بعد كشف النقاب عن قانون «مندل» الوراثي، واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات)، وقد جاء في القرآن الكريم ما يقرِّر أنَّ بَدْءَ خلقِ الإنسان من سلالة من طين ثمَّ خلقه من نطفة في قرار مكين، فكان مادة الخلق الأولى للكائنات هي الماء، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ ﴾ [النور: ٤٥]، ﴿وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ﴾ [الأنبياء: ٣٠]، ويبقى الإنسان إنسانًا بجميع مقوّماته: شكله وصفاته وعقله لا يتطوَّر ولا يتحوَّل وهو ما يدلُّ على أنَّ الخالق الباري واحدٌ ﴿ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ ٧ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ ٨﴾ [السجدة]. https://ferkous.com/home/?q=art-mois-13 __________________ |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:13 PM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:14 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:14 PM | المشاركة رقم: 11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
السؤال ما هي العلمانية؟ الحمد لله. "العلمانية: مذهب جديد ، وحركة فاسدة تهدف إلى فصل الدين عن الدولة ، والانكباب على الدنيا ، والانشغال بشهواتها وملذاتها ، وجعلها هي الهدف الوحيد في هذه الحياة ، ونسيان الدار الآخرة والغفلة عنها ، وعدم الالتفات إلى الأعمال الأخروية أو الاهتمام بها ، وقد يصدق على العلماني قول النبي صلى الله عليه وسلم : (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ) رواه البخاري (2887) . وقد دخل في هذا الوصف كل من عاب شيئاً من تعاليم الإسلام قولا وفعلا ، فمن حَكَّم القوانين وألغى الأحكام الشرعية فهو علماني ، ومن أباح المحرمات كالزنى والخمور والأغاني والمعاملات الربوية واعتقد أن منعها ضرر على الناس ، وَتَحَجُّرٌ لشيء فيه مصلحة نفسية ، فهو علماني ، ومن منع أو أنكر إقامة الحدود كقاتل القاتل ورجم أو جلد الزاني والشارب ، أو قطع السارق أو المحارب ، وادعى أن إقامتها تنافي المرونة ، وأن فيها بشاعة وشناعة ، فقد دخل في العلمانية . أما حكم الإسلام فيهم فقد قال تعالى في وصف اليهود : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) البقرة/85 . فمن قبل ما يناسبه من الدين كالأحوال الشخصية وبعض العبادات ورَدَّ ما لا تهواه نفسه ، دخل في الآية . وهكذا يقول الله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ) هود/15، 16 . فالعلمانيون هدفهم جمع الدنيا والتلذذ بالشهوات ولو محرمة ولو منعت من الواجبات ، فيدخلون في هذه الآية ، وفي قوله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) الإسراء/18 . ونحو ذلك من الآيات والأحاديث . والله أعلم" . فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله . "فتاوى كبار علماء الأمة " ص (78) . https://islamqa.info/ar/answers/1215...86%D9%8A%D8%A9 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:15 PM | المشاركة رقم: 12 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
أود أن أعرف ما هو رأي الإسلام في الليبرالية ، وما أقصد الصورة التي يرسلها الأشخاص ، أقصد المعنى والمبدأ نفسه ؟ الجواب الحمد لله. أولا : مقدمة في تعريف الليبرالية ونشأتها الليبرالية مصطلح أجنبي معرب مأخوذ من (Liberalism) في الإنجليزية ، وهي تعني " التحررية ". وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية ، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد ، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين ، مثل حرية التفكير ، والتعبير ، والملكية الخاصة ، والحرية الشخصية وغيرها. ولهذا يسعى هذا المذهب إلى وضع القيود على السلطة ، وتقليل دورها ، وإبعاد الحكومة عن السوق ، وتوسيع الحريات المدنية. ويقوم هذا المذهب على أساس علماني يعظم الإنسان ، ويرى أنه مستقل بذاته في إدراك احتياجاته . تقول " الموسوعة الأمريكية الأكاديمية ": إن النظام الليبرالي الجديد ( الذي ارتسم في فكر عصر التنوير ) بدأ يضع الإنسان بدلا من الإله في وسط الأشياء ، فالناس بعقولهم المفكرة يمكنهم أن يفهموا كل شيء ، ويمكنهم أن يطوروا أنفسهم ومجتمعاتهم ، عبر فعل نظامي وعقلاني . ويقول جميل صليبا : مذهب الحرية (Liberalism) مذهب سياسي فلسفي ، يقرر أن وحدة الدين ليست ضرورية للتنظيم الاجتماعي الصالح ، وأن القانون يجب أن يكفل حرية الرأي والاعتقاد . نشأت الليبرالية كردة فعل غير واعية بذاتها ، ضد مظالم الكنيسة والإقطاع ، ثم تشكلت في كل بلد بصورة خاصة ، وكانت وراء الثورات الكبرى في العالم الغربي ( الثورة الإنجليزية ، والأمريكية ، والفرنسية )، ولكن نقاط الالتقاء لم تكن واضحة بدرجة كافية ، وهذا يتبين من تعدد اتجاهاتها وتياراتها . تقول الموسوعة البريطانية : نادراً ما توجد حركة ليبرالية لم يصبها الغموض ، بل إن بعضها تنهار بسببه . وإذا ذكر اسم " الليبرالية " فإنه – كما يقول رسل - : تسمية أقرب إلى الغموض ، يستطيع المرء أن يدرك في ثناياها عددا من السمات المتميزة . ومن أهم أسباب غموض مصطلح الليبرالية غموض مبدأ الحرية ، فكثرة كلام الناس فيه ، لا يمكن تحديده وضبطه ، لأن أصحاب الأفكار المختلفة في الحرية الليبرالية يعتمد كل واحد منهم على " الحرية " في الوصول لفكرته....... وقد خرجت أفكار مضادة لليبرالية ، من رحم الحرية التي تعتبر المكون الأساسي لليبرالية ، مثل الفاشية ، والنازية ، والشيوعية ، فكل واحدة من هذه المذاهب تنادي بالحرية ، وتعتبر نفسها الممثل الشرعي لعصر التنوير ، وتتهم غيرها بأنه ضد الحرية. وقد حصل التنازع بين اتجاهات الليبرالية في تكييف " الحرية "، والبرامج المحققة لها ، ومن هذا المنطلق جاء المفهوم السلبي ، والمفهوم الإيجابي للحرية. ثانيا : تسلل الليبرالية إلى الفكر الإسلامي كل المذاهب التي ظهرت في أوروبا في العصر الحديث : خرجت من الفكر العقلاني الذي يعتقد باستقلال العقل في إدراك المصالح الإنسانية في كل أمر ، دون الحاجة إلى الدين. فالليبرالية حقيقة مركبة تركيبا تاما من " الحرية الفردية العقلانية "، ولكون هذه الأسس المكونة لحقيقتها مجملة ، تعددت تصورات الليبراليين في تفصيلاتها الفكرية ، فضلا عن آثارها العملية ، والطريقة التطبيقية أثناء العمل السياسي أو الاقتصادي . ونلاحظ : أن الاعتماد على العقل ، وتحييد الدين : جاء بصورة متدرجة ، ولكنه استحكم في عصر التنوير ، وزاد ترسيخه كمصدر وحيد للمعرفة في القرن التاسع عشر ، الذي هو قمة الهرم الليبرالي . وقد أصبح الاعتماد على العقل المجرد ، وإقصاء الدين والقيم والأخلاق : سمة من أبرز سمات الفكر الأوروبي المعاصر . تسللت الليبرالية إلى البلاد الإسلامية من خلال " الجمعيات السرية " التي كونها أفراد تأثروا بالفكر الغربي وانبهروا بحضارته المادية. وقد كانت بقية الأمة الإسلامية ثابتة على دينها لا تحتاج إلى الأفكار والنظم الغربية ، وهي معتزة بدينها ، واثقة بصحته وصلاحيته للحكم والعمل في كل زمان ومكان . ولكن وجدت عوامل أضعفت ثقة الأمة بدينها ، وهيأت المجتمع الإسلامي لتقبل الليبرالية وعدم مقاومتها . وهذه العوامل هي : الانحراف العقدي ، والاستبداد السياسي ، والجمود والتقليد . وهي ليست أسبابا مباشرة في وجود الليبرالية ، ولكن هذه العوامل أوجدت أرضية متقبلة ، ومناخا مناسبا للرضى بالليبرالية ، والسكوت عليها. ولا شك أن السبب المباشر لدخول الليبرالية في العالم الإسلامي هو " الاستعمار وأذنابه " من دعاة التغريب ، والمنبهرين بالحضارة الغربية ، ولكن دخولها لم يكن له أن يتم ، لولا وجود عوامل معينة ساعدت على عدم الوقوف الجاد في وجه هذه الأفكار الإلحادية . ويجمع هذه العوامل " الانحراف "، وقد تم هذا الانحراف على يد الفرق الضالة كالمرجئة والصوفية ودعاة المذهبية ، فهذه الانحرافات ساعدت على وجود الفكر الليبرالي عندما قدم مع الاستعمار ، وقد استغل المستعمرون هذه الانحرافات أبشع استغلال ، ووظفوها في خدمة أهدافهم. ولما احتلت بلاد المسلمين فرضت الليبرالية عليها في النظام السياسي والاقتصادي ، ولما رأى الاحتلال عدم تقبل المسلمين لأي أمر غير مرتبط بالإسلام جاء بفكرة " تطوير الإسلام وتحديثه "، ومن هذه الفكرة خرج " مشروع الإسلام الليبرالي ". ثالثا : أفكار الليبرالية وعقائدها 1ـ تقديس العقل في مقابل التهوين من شأن النصوص . 2ـ تقديم المصلحة المتوهمة على النص ؛ حيث اعتقدوا أن العقل له الصلاحية الكاملة والأهلية التامة في أن يستقل بإدراك المصالح والمفاسد ، بعيدا عن نور الوحي . 3ـ دعوى تعدد قراءات النص الواحد؛ فالفلسفة المعاصرة أخذت في بعض تقاريرها بهذا المذهب الفاسد ، فصححوا كل الأديان والمذاهب الباطلة ، ولم يجعلوا لنصوص القرآن والسنة منزلة ولا حرمة . 4. القطيعة التامة مع مصادر التلقي والاستدلال عند المسلمين والتزهيد , بل التشويه المتعمد للتراث الإسلامي عقيدة وشريعة . 5. إحياء التراث الفلسفي والعقلي ، على حساب التراث النقلي . 6. الهزيمة النفسية أمام الأعداء من خلال إلغاء أصول الولاء والبراء ، وقواعد الجهاد ، والترويج بأن المسلمين متخلفون , ولا يمكن أن يتقدموا أبدا . 7. طمس معالم الأخلاق الإسلامية , وذلك عن طريق الانحلال والتفسخ الأخلاقي 8. إقصاء الشريعة عن الحكم وعزلها عن الحياة , وحصرها في نطاق المسجد والعبادات الشخصية , وهو ما يعرف بـ (العلمانية) أو اللادينية . فالدعوة الليبرالية في حقيقتها هي : العلمانية , وإن وجد فاصل بينهم فهو رقيق جدا ، وكأنهما وجهان لعملة واحدة ، واسمان لمسمى واحد. ما سبق جميعه باختصار من " موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة " في موقع " الدرر السنية ": http://www.dorar.net/enc/mazahib/238 رابعا : الحكم الشرعي لهذا المذهب الفكري ومما سبق يتبين لنا أن الليبرالية بهذا المفهوم الذي يشرحه المفكرون والمؤرخون ، تشتمل على الكثير مما يخالف الإسلام . وقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال الآتي : ما قول فضيلتكم في الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية . وهو الفكر الذي يدعو إلى الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ، فيساوي بين المسلم والكافر بدعوى التعددية ، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة كما زعموا ، ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه ؛ كالأحكام المتعلقة بالمرأة ، أو بالعلاقة مع الكفار ، أو بإنكار المنكر ، أو أحكام الجهاد .. الخ الأحكام التي يرى فيها مناقضة لليبرالية . وهل يجوز للمسلم أن يقول : ( أنا مسلم ليبرالي ) . وما نصيحتكم له ولأمثاله ؟ فأجاب بقوله : المسلم هو المسلم لله بالتوحيد ، المنقاد له بالطاعة ، المتبرئ من الشرك وأهله . فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي : هذا متمرد على شرع الله ، يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت ، فلا يكون مسلماً . والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة ، من الفرق بين المسلم والكافر ، ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة ، وينكر الأحكام الشرعية من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله : هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام ، نسأل الله العافية . https://islamqa.info/ar/answers/2013...84%D9%8A%D8%A9 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:16 PM | المشاركة رقم: 13 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-08-22, 03:16 PM | المشاركة رقم: 14 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18-02-24, 06:28 PM | المشاركة رقم: 15 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
العلمانيون هل كفرهم أكبر ؟
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
السليماني, الشـــامـــــخ, rabeh5, عزتي بديني |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|