![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين العلامة المحقق عبدالرحمن العثيمين ومجالسه «السبتية» تعود معرفتي بأستاذنا الدكتور أبي سليمان عبدالرحمن بن سليمان العثيمين رحمه الله إلى نحو عشرين سنة مضت، وبالتحديد إلى عام 1417. فقد كان أول لقاء لي به في إحدى ليالي مجلسه العامر من يوم كل سبت بعد العشاء في بيته في حيّ العوالي بمكة المكرمة... كان مجلسًا عامًّا عامرًا يحضره من شاء، يجتمع إليه ثلة من طلاب العلم على اختلاف تخصصاتهم، يتجاذبون مع أستاذهم ومضيفهم أطرافَ الحديث في العلم والأدب والمخطوطات والكتب والأعلام وما إليها، ثم يتناولون طعام العشاء، فالشاي، فالانصراف راشدين نحو منتصف الليل. لا أدري متى بدأ الشيخ عقد مجلسه الأثير هذا، لكني عَرَفت به من الشيخ د.حاتم العوني، فذهبنا معًا لأول مجلس في أواخر عام 1417، وصادف أن كنا أول من حضر إلى المجلس، وبقينا مع الدكتور لدقائق من الوقت منفردين، فتبادلنا أطراف الحديث، وكانت فرصة للتعرّف على الشيخ عن قرب، ودار بيننا ما يدور بين المهتمين بالعلم. وصادف في ذاك المجلس أن ذكرتُ لأبي سليمان مخطوطة «مشيخة يحيى بن فضل الله العمري»، وقد كنتُ صورتها من أحد أصدقائي من سنتين تقريبًا عام 1415، ولم تكن هذه المخطوطة النفيسة عند أبي سليمان (فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر)، أبدى الشيخ اهتمامًا بالغًا بها، وتوثّق مني عنها، فوصفتها له وصفًا دقيقًا (فيما أحسب). انتهى الحوار الثلاثي بقدوم باقي الزوار، فلما انقضى المجلس انصرف الناس، وابتدرنا الباب للانصراف، إذا بالشيخ يستبقني أنا وحاتم العوني حتى انصرف الجميع، ثم دعانا لغداء يوم غدٍ، واستحثني أن أحْضِر النسخةَ من المشيخه السالفة الذكر معي! وأذكر أني قلت له كلامًا مضمونه ألا تستسمن ذا ورم، وسآتيك بالنسخة بلا ثمن ولا غداء! (مع أني كنتُ حريصًا على اللقاء لكنه تمنّع الراغبين!) لكن مع إصرار الشيخ انصعنا له (راغبين). وهذا الحرص والاستعجال في الحصول على النسخة يدل على من شدّة شغفه بما لم يقف عليه من الكتب والمخطوطات. جئناه من الغد على الوعد، وبصحبتي المشيخة، وكان حديثًا ماتعًا إلى حين وقت الغداء، وانصرفنا عصرًا، وقد توثقت الصلة، وصار حضور «السبتيات» في جدول أعمالي الأسبوعي، وزاده ذانك اللقاءان رغبة وأريحية..! كان هذا اللقاء هو فاتحة معرفتي بأستاذنا أبي سليمان.. لم يكن في مكة المكرمة - فيما أعلم - في تلك المدة مجلسًا يوازي مجلس الشيخ أريحيةَ نفْسٍ وكثرةَ فوائد، على قلة المجالس المماثلة حينئذٍ. لم أنقطع عن مجلسه ذاك لنحو خمس سنين تزيد أو تنقص، غالبًا بصحة د. حاتم العوني، وأحيانًا د. سعود العريفي أومنفردًا، ولم يقطعني عنها إلا عذر قاهر أو سَفَر طارئ للشيخ أو توقف المجالس أيام الإجازات إذ يقضيها الشيخ غالبًا في القصيم، وانقطعتُ عنها نحو عام 1422، لكن صلتي بالشيخ لم تنقطع، وقد زرته في القصيم آخر مرة عام 1434 وكان عائدا من رحلة علاج من ألمانيا، فما تغيّر ولا اختلف عمّا عهدناه محبة للعلم وشغفًا به وبأخباره، مع ما يمرّ به من ظروف صحيّة صعبة! لست الآن بصدد كتابة ترجمة لأبي سليمان (وحقّه أن يُكتَب عنه)، لكني أصِفُ تلك المجالس »السبتية« التي أثرت في ثقافتي وتكويني العلمي، وانتفعت بها كثيرًا. وقد رأيتُ عنه عدة كتابات كُتبت بعد وفاته رحمه الله لم يتطرق أحدٌ منهم للكتابة بتفصيل عن تلك المجالس ووصفها، ربما لأن مَن كتبوا - أو جلهم - لم يحضروا شيئًا منها، وكانت معرفتهم بالشيخ متأخرة بعد تقاعده من الجامعة وانتقاله للقصيم. وأيضًا مَن حضروا تلك المجالس لم يكتبوا عنها، فرأيت حينئذٍ من الوفاء أن أكتب ما تسعف به الذاكرة من حال تلك المجالس، إيقافا للطالب على خبرها وحفظا للتاريخ، ووقوفًا على أطلال أيام جميلة عشناها مع مشايخنا ومفيدينا. وشهودُ تلك المجالس بحمد الله حاضرون اليوم، فليزيدوا أو يستدركوا أو يكتبوا خيرًا مما كتبتُ، فالغرض هو استدعاء الكتابة والحثّ عليها. ومن المؤسف حقًّا أنني لم أدوّن شيئًا يُذكَر من حال تلك المجالس في حينها فالاعتماد فقط على الذاكرة، وما أشدّ مكرها، ولست بصحاب ذاكرة حديدية (كما يقال).. وكان حقي أن أدوّن، ولكن التفريط استبدّ بي، وهل ينفع شيئًا ليت؟! ومهما يكن من أمر، فإني رأيتُ من نفسي نشاطًا لذكر بعض ما تسعف به الذاكرة لئلا يأتي على بقيتها آفة النسيان! كان يرتاد تلك المجالس «السبتية» ثلة من فوََقة طلبة العلم، بعضهم من طلاب الشيخ، وأكثرهم من محبّي العلم على اختلاف تخصصاتهم وبلدانهم، أذكر منهم الآن: (د.حاتم العوني، د.حسن عثمان، د.محمد عبدالرحيم سلطان العلماء، د.سعود العريفي، د.لطف الله خوجه، د.محمد السعيدي، د.فهد الزهراني، د. عبدالله البقمي، و د. صالح الحويس، و د.السواط، د.عبدالرحمن العمري، وكاتب هذه الأسطر) وكان غالب المذكورين في ذلك الحين من طلبة الماجستير أو الدكتوراه. هؤلاء الذين أذكرهم الآن، وليعذرني من لم أذكره، وليس المقصود الحصر والتتبع، وهناك جماعات من الطلاب تحضر المجلس بعد المجلس، وربما غلب عددُ الطلاب الجدد قدماءَ أصحاب الشيخ عددًا في بعض المجالس، وغالب الحضور كان من مكة، وقد يأتي بعضهم من جدة أو الطائف وقليل من غيرها. قد يزور المجلس في بعض الأحيان بعض الأعيان من العلماء أو المثقفين، أو الباحثين، أذكر منهم: د.سليمان العايد، د.سعود الشريم، الشيخ محمد بوخبزة التطواني.. وغيرهم كان المجلس محفلًا ثقافيًا يفيض فيه شيخنا على جلسائه بواسع اطلاعه ومعرفته وخبرته في شتى المعارف العلمية والأخبار الثقافية وحديث الكتب مخطوطها ومطبوعها في فنونه التي اختصّ بها - بما يُبهر الحضور. وأستطيع أن أجزم أن الدكتور أعلم الناس (الذين لقيتهم) بالسِّيَر والتراجم خاصة الحنابلة منهم، ومن أعرفهم بالكتب خاصة كتب النحو واللغة والتواريخ والتراجم والسير والطبقات والمعاجم مخطوطها ومطبوعها. وما كان خبيرًا بها فقط بل كان قارئًا من الطراز الأول، وكم مرة سمعتُه يقول: إنه طالع الكتاب الفلاني كاملًا وهو مخطوط لم يطبع حتى اليوم!
ul]m hglprrdk hgughlm uf]hgvplk fk sgdlhk hguedldk vpli hggi >>> hggi hgughlm hguedldk vpli sgdlhk ugdm
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
![]()
مِن أمتع ما سمعناه من أبي سليمان في مجالسه تلك: أولا: أحاديثه عن رحلاته في مصر وتركيا والعراق، وقصصه في تصوير المخطوطات، ودخول المكتبات والصعوبات التي واجهها، وكيف تيسرت له الظروف في غالب الأمر، مع تشدد كثير من المكتبات في التصوير وضعف الخدمات وشروط المكتبات التعجيزية أحيانا لتصوير كتاب أو ورقات من مخطوط. الأمر الثاني الذي امتعنا به: حكاياته في لقاء الأعلام من المحققين الكبار مثل محمود شاكر، وحمد الجاسر، ومصطفى جواد، وأحمد راتب النفاخ، والطناحي، والحلو وغيرهم. ولم أر الشيخ محتفيًا بأكثر من علَمَين جليلين: حمد الجاسر ومحمود شاكر رحم الله الجميع. الأمر الثالث: ما كان يذكره من نوادر المخطوطات التي اكتشفها أو علم عنها، وكيف اكتشفها. الأمر الرابع: آراؤه في المصنفات والأعلام والمحققين، لكني للأسف الشديد لم أقيد كثيرًا من هذه الأخبار وإن علق بالذهن كثير منها، ولعل سبب تراخي القلم عن التقييد: تكرار الشيخ لكثير من المعلومات والقصص، وقرب الشيخ منّا، وتتابع المجالس؛ ففترت الهمة واتّكلتُ على الذاكرة، وما كان أفْسَدَها من خطة قاد إليها التواني والكسل!! لم يكن الشيخ ممن يتشبّع بما لم يُعط أو يتكلم في غير فنه إلا بما يقتضيه المقام، كان هذا غالب أمره، وكان إذا طُرِحت مسألة فقهية أو حديثية أو عقدية وكان في المجلس متخصص فيه سأله أو أحال عليه في الجواب، أو قال: لا أدري. بل كان يحيل في بعض كتبه في تخريج الحديث إلى بعض المشتغلين فيه. مكتبة الشيخ كانت في غُرَف المنزل الداخلية، لم أرها، كان أحيانًا يدخل إليها ليُحضر كتابًا أو مخطوطًا إذا جرى نقاش فيه أو اقتضى قراءة نصّ من الكتاب أو غير ذلك من الأغراض. لم تكن مكتبة الشيخ شاملة لكل المراجع في الفنون المختلفة، لكنها مستوعبة لكل المراجع التي يختصّ بها الشيخ ويكتب فيها. وأذكر مرة أنه استعار بعض مجلدات كتاب «التمهيد» لابن عبدالبرواستغربت حينها ألا يكون الكتاب عنده! وكان تعجبّي أشدّ حينما علمتُ أن «فتح الباري» للحافظ ابن حجر ليس عنده أيضًا، ولم يكن الشيخ يرى ذلك نقصًا ولا عيبًا، ويقول: إنني لا أحتاجه في أعمالي فلا أقتنيه، ولكن إن احتجته رجعتُ إليه. رحم الله شيخنا أبا سليمان، وغفر له، وسقى الله جدثه شآبيب الرحمة، وشكر الله له ما استفدناه منه من علم وخُلق، وقد غرس في قلوبنا حبّ العلم وتراث سلفنا وكتب علمائنا، لا لغرض دنيوي ولا لمطمع ماديّ، بل في سبيل العلم والمعرفة. علي بن محمد العمران 18 /3 /1437 هـ منقول
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
![]() |
|
السليماني |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|