بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلينن سيدنا وحبيبنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبة وسلم تسليما كثيرا
اما بــــــــعد:
شبهة
تاخر بيعة علي
للصديق ا
ومن هذه الشبهات الإستشهاد بالروايات التي تتحدث عن
تأخر علي عن
بيعة الصديق –
ا – إلى ما بعد وفاة فاطمة –
ا.
فالرد: هذه البيعة التي ذكرها المحاضر هي البيعة الثانية لعلي –
– وذلك أن عليا –
– بايع أبا بكر بيعتين، الأولى : بعد وفاة الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم. والثانية: بعد وفاة فاطمة –
ا.
ومن هنا جاء الالتباس فحسب البعض أن علياً لم يبايع أبا بكر إلا بعد وفاة فاطمة ، رضوان
الله عليهم أجمعين؛ وفي ذلك يقول ابن كثير – رحمه
الله : ( ولكن لما وقعت هذه البيعة الثانية ، اعتقد بعض الرواة أن علياً لم يبايع قبلها فنفى ذلك ، والمثبت مقدم على النافي كما هو مقرر ، والله أعلم).
أما البيعة الأولى فقد أخرجها الحاكم ، والبيهقي ، وفيما يلي نصها : عن أبي سعيد الخدري –
– قال : ( لما توفي رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم قام خطباء الأنصار ، فجعل الرجل منهم يقول : يا معشر المهاجرين ، إن رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا ، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان ، أحدهما منكم ، والآخر منا ، قال : فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك ، فقام زيد بن ثابت فقال : إن رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم كان من المهاجرين ، وإن الإمام يكون المهاجرين ، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم.
فقام أبو بكر –
– فقال : جزاكم
الله خيراً يا معشر الأنصار ، وثبت قائلكم ، ثم قال : أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، ثم انطلقوا.
فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فسأل عنه ، فقام ناس من الأنصار فأتوا به ، فقال أبو بكر : ابن عم رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم وختنه ، أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول
الله ، فبايعه.
ثم لم ير الزبير بن العوام فسأله عنه حتى جاؤوا به. فقال : ابن عمة رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم وحواريه ، أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، فبايعاه).
قال الحاكم : (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
وقال البيهقي : ( قال أبو علي الحافظ : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث : فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال : هذا حديث يسوى بدنة ، فقلت : يسوى بدنه ، بل يسوى بدرة !)
وقال ابن كثير: (هذا إسناد صحيح).
وهنا توجب سؤال عن سبب تجديد علي –
– البيعة لأبي بكر –
–؟
وجواب ذلك أن فاطمة –
ا – كانت أشد الناس توجعاً لوفاة رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، حيث حزنت لفراق والدها صلى
الله عليه وآله وسلم حزناً شديداً ، وأخذت تذبل – رضوان
الله عليها – من جراء ذلك يوماً بعد يوم ، حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم.
قال ابن كثير عن توجع فاطمة –
ا – : ( ويقال: إنها لم تضحك في مدة بقائها بعده
، وأنها كانت تذوب من حزنها عليه ، وشوقها إليه).
وقد أدى ذلك إلى كثرة ملازمة علي –
– لأم الحسنين – رضوان
الله عليهم أجمعين – وقلة ملازمته لأبي بكر الصديق –
– فأشاع المنافقون أن علياً –
، كاره لخلافة الصديق –
– مما دفع علياً إلى تجديد بيعته لأبي بكر الصديق بعد وفاة فاطمة – رضوان
الله عليهم أجمعين – وذلك حسماً منه لمادة الفتنة ، ورداً عملياً على هذه الشبهة.