ما زالت دعوات التغريب يوماً بعد يوم تعصف بتلك المرأة المسلمة حفيدة خديجة وعائشة
لتحاول إخراجها من حيائها وعفافها إلى اللاحياء واللاعفاف واللاحشمة ولا أدب !!
وما منال الشريف أو نجلاء الحريري عن مها فتيحي ببعيد !
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ماهذا الغثاء الذي التاعت له الأكباد ؟!
ما هذا الدخان الأسود الذي تلوثت منه القلوب والنفوس ؟!
المرأة المرأة !!
لم يبقى من قضايا الأمة إلا المرأة !
ولم يبقى من مشاكل المجتمع السعودي إلا المرأة !
إنه التفنن في تغريبها !
والتخطيط للتمتع بجسدها !
فيوما طيارة !
ويوما فارسة !
ويوما كاشيرة !
ويوما كشافة !
وآخر سائقة!
ولا نعلم قد تكون يوما مكانيكية في ورشة ترقد تحت السيارة لتصلحها !
أو عاملة في محطة بنزين تمسك بالخرطوم للسيارة فتعبئها !
ولماذا لا تكون بناءة , وحدادة , ونجارة ؟!
ما المانع ياأرباب التغريب , والتنكيس , والتضليل ؟!!
أتسائل ما ذا بقي لها تلك المرأة من أنوثتها ؟!
هن أشباه الرجال والله !
وأقول مادامت المرأة أصبحت هي الشغل الشاغل للأمة , وأصبحت سيرتها هي السيرة العطرة التي تعطر الإعلام المقروء والمسموع والمرئي !!
فانظروا واقرءوا واسمعوا لمن هن نساء فعلا , ولمن سيرتهن عطرة معطرة طيبة مطيبة ولمن قيل فيهن ( حافظات للغيب بما حفظ الله ) ,فالحديث عن هؤلاء مُفرح ومؤنس، يغمر القلوب، ويصقل النفوس، ويُهذب الطباع، ويحث على الفضائل.
فو الله قد سئمنا السير العفنة , والأفكار النتنة التي أزكمت أنوفنا , وأعشت أبصارنا !
1- (أسماء بنت يزيد)
رُوى أنها أتتْ النبي-- ( فقالت: يا رسول اللَّه، إنى رسول مَنْ ورائى من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي، وعلَى مثل رأيي، إن الله تعالى قد بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك. ونحن -معشر النساء- مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم. وإن الرجال فُضِّلوا بالجُمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وَرّبينَا أولادهم، أَنُشَاِركُهُم فى الأجر يا رسول اللَّه؟
فالتفت رسول الله( بوجهه إلى أصحابه، فقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟". فقالوا: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا.
فقال رسول الله ("انصرفى ياأسماء، وأَعْلِمى من وراءك من النساء أن حُسن تبعُّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كلّ ما ذكرت للرجال". فانصرفت أسماء وهى تهلّل وتكبر استبشارًا بما قال لها رسول الله )[ابن عبد البر فى الاستيعاب].
2- (هجيمة بنت حيي)
كانت النساء تأتى لتتعبد عندها، ويقمن الليل معها كله، فإذا ضعفن عن القيام فى صلاتهن تعلقن بالحبال.
ولم تَغْفَل عن ذِكْر الموت يومًا، قالت لشخص تعظه: هل تدرى ما يقول الميت حين يوضع فى قبره؟ يقول: يا أهلي.. يا جيراني.. يا حملة نعشي.. لا تغرنكم الدنيا كما غرتني.[ ابن الجوزي في صفة الصفوة ]
3- (حفصة بنت سيرين)
كان ذِكْرُ الموت لا يفارقها، إنها حَفْصَة بنت سيرين، المحدِّثة الزاهدة، التي أمضت شبابها فى عبادة وتقوي، وكانت تقول: يا معشر الشباب! خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإنى رأيت العمل فى الشباب.
قَرَأَتْ القرآن الكريم، وتدبرتْ معانيه وعمرها اثنتا عشرة سنة، وكان أخوها "محمد بن سيرين" إذا استشكَل عليه شيء من القرآن الكريم قال: اذهبوا إلى حفصة، واسألوها كيف تقرأ؟
واشتهرت حفصة بالزهد، والصبر الجميل على طاعة اللَّه وعبادته، وكانت كثيرة الصيام، طويلة القيام، تدخل مسجدها تصلى فيه، وتتعبد بقراءة القرآن، ولا تخرج من بيتها إلا لحاجة أو لمقابلة من يأتون ليستفتونها، ويتعلمون منها.
4- ( مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ )
أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ السِّيدَةُ، العَالِمَةُ، البَصْرِيَّةُ، العَابِدَةُ، المتفقهة الزاهدة صاحبة الهمة العالية والمحبة الراقية والشوقِ المتزايد من عابدات البصرة، زَوْجَةُ السَّيِّدِ القُدْوَةِ التابعي الجليل صِلَة بنِ أَشْيَمَ.
نشأت قريبة من الصحابة الكرام تنهل من معين علمهم الذي أخذوه عن رسول الله كانت رحمها الله تلميذة لعائشة ا فبوركت بصحبتها لأُم المؤمنين. كانت معاذة العدوية إذا جاء النهار قالت: هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنام حتى تمسي وإذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها فلا تنام حتى تصبح وإذا جاء البرد لبست الثياب الرقاق حتى يمنعها البرد من النوم.
قالت امرأة كانت تخدم معاذة قالت: كانت تحيي الليل صلاة فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار وهي تقول: يا نفس، النوم أمامك لو قدمت لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور , قالت: فهي كذلك حتى تصبح.
كانت معاذة العدوية تصلي في كل يوم وليلة ستمائة ركعة وتقرأ جزءها من الليل تقوم به.
وكانت تقول عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ، وَقَدْ عَلِمَتْ طُوْلَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ القُبُوْرِ.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكثر سواد الصالحات في الأمة، وأن يثبت قلوبهن على الطاعة والملة. , ويصرف عنهن كيد دعاة التغريب والتخريب
اللهم ثبت قلوب نساء المؤمنين على طاعتك يا رب العالمين، اللهم أعذهن من شرور أهل الفتن وأهل المحن، وأسمعنا عنهن كل خير وكل فضل وبر، إنك ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين.
سوزان رفيق المشهراوي
18/6/1432 هــ