![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
أخواني وأخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذي حديث شريف وفيه شرح للشيخ أبو إسحاق الحويني أرجوا أن تستفيدوا منه الحـــــديــــث: جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا . فقالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقل . قالت الثانية : زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف أن لا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره . قالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق . قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة . قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد . قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث . قالت السابعة : زوجي عياياء ، أو غياياء طباقاء ، كل داء له داء ، شجك أو فلك أو جمع كلا لك . قالت الثامنة : زوجي المس ، مس أرنب ، والريح ريح زرنب . قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد . قالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح ، إذا سمع صوت المزهر أيقن أنهن هوالك . قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع ، وما أبو زرع ؟ أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط دائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، فأتقمح أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ، وبيتها فساح ، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبة ، وتشبعه ذراع الجفرة ، بنت أبي زرع ، فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها ، جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيث ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت : خرج أبو زرع و الأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كلفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا ، ركب شريا وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع ! وميري أهلك . فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع . قالت عائشة ![]() ![]() كنت لك كأبي زرع لأم زرع الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: الشمائل المحمدية - الصفحة أو الرقم: 215 خلاصة الدرجة: صحيح الشـــــــــــــرح : خبر المرأة الأولى : بدأت القصة بامرأة أردت زوجها صريعاً بالضربة القاضية في الجولة الأولى تقول: ( زوجي لحم جمل غث ) الغث : هو الرديء ، تشبهه بأنه لحم جمل رديء ومعلوم أن أغلب الناس ليس لهم شغف بلحوم الجمال وهذا اللحم مع أنه لحم غير مرغوب فيه فهو غث أيضاً ، أي : لو كان لحماً جملياً نظيفاً، أو كان لحم قعود صغير لقبلناه على مضض لكنه جمع ما بين أنه لحم جمل وبين أنه غث ورديء أصلاً . تقول : ( زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر ) ، قليل من لحم جمل على قمة عالية ومن الذي سيصعد ويجهد نفسه ويتسلق الجبل لأجل قليل من لحم غث ؟ فهي تقول : ( على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى ) أي : ليس جبلاً سهل المرتقى ، فيمكن الصعود عليه لنأكل اللحم الذي عليه وليت الجبل إذ هو وعر أن يكون هذا اللحم لحم ضأن مثلاً أو نحوه. وهي تريد بهذا أن تقول : إن الرجل جمع ما بين سوء الخلق وسوء المعشر فأخلاقه سيئة جداً لدرجة أنك إذا أردت أن ترضيه كأنك تتسلق جبلاً . وهناك بعض الناس هكذا ، إذا أردت أن ترضيه تبذل جهداً عظيماً حتى يرض عنك فأخلاقه وعرة كوعورة الجبل، فهي تصف زوجها بهذا . خبر المرأة الثانية وقالت المرأة الثانية : ( زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف ألا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره ) . تقول : أنا لن أتكلم، ولا أبث خبره ، ومع ذلك فقد تكلمت ! وفي الرواية الأخرى : ( زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف ألا أذره ) ، يقول العلماء : إن ( لا ) هنا زائدة والمعنى : إني أخاف أن أذره ، أي أخاف أن يطلقني لو أفشيت خبره وإذا تكلمت سأذكر عجره وبجره . وأصل العجر هو : انتفاخ العروق في الرقبة ، والبجر : انتفاخ السرة فكأنها قالت : له عيوب ظاهرة وباطنة ، فكنت عن العيوب الظاهرة بالعجر الذي هو انتفاخ العروق، وهذا فيه تشويه لجمال الرقبة ، فكأنها تصف هذا الرجل أن عيوبه الظاهرة ظاهرة وجلية ومعروفة غير مستترة ، وله عيوب خفية لا تعرفها إلا المرأة وكنت عنها بالبجر، الذي هو انتفاخ السرة . ومنه قول علي - ![]() في يوم الجمل : ( إلى الله أشكو عجري وبجري ) ، وهذه المرأة أيضاً تذم زوجها . خبر المرأة الثالثة ثم قالت المرأة الثالثة : ( زوجي العشنق ) ، العشنق : هو الطويل المغفل الذي بلا منفعة والعلماء يقولون : إن العشنق رأسه صغير وقامته طويلة ، وفيه تباعد ما بين الدماغ والقلب فيمكن أن تنقطع الصلة بينهما فيبقى عنده عقل بلا قلب أو قلب بلا عقل ، تقول : ( زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق ) فلا حيلة لها معه ، وفي الرواية الأخرى : ( وأنا معه على حد السنان المذلق ) أي : تعيش معه على شفا جرف هار، فلا اطمئنان على الإطلاق في حياتها مع هذا الرجل فهذا الرجل بلغ من سوء خلقه أنه لا يتيح لها الفرصة لا لتتكلم ، ولا لتسكت فعلى كلا الحالين إذا سكتت أو تكلمت فإنه سيطلقها ، لكن هي تحبه أو أنها تريد أن تعيش معه ليطعمها ، فهي تسكت على سوء خلقه ولو سكتت فإنه يعلقها فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة . خبر المرأة الرابعة أما المرأة الرابعة فقد وصفت زوجها وصفاً جميلاً ، وهي أول امرأة تصف زوجها بخير تقول : ( زوجي كليل تهامة ) ، ومعروف أن ليل تهامة من أفضل الأجواء .. ( زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة ) ، أي : لطيف المعشر وحسن العشرة ، ( لا حر ) : أخلاقه ليست شديدة ، ( ولا قُر ) : أي : ليس بارداً ( ولا مخافة ولا سآمة ) ، فالمرأة تأخذ راحتها في الحوار ، فتتكلم معه ولا تسكت . خبر المرأة الخامسة وقالت الخامسة : ( زوجي إذا دخل فهِد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد ) . اختلف شراح الحديث هل قولها هذا خرج مخرج الذم أم خرج مخرج المدح ؟ لكن الظاهر أنه خرج مخرج المدح ، فقولها : ( زوجي إذا دخل فهد ) يقولون: من طبع الفهد - وهو الحيوان المعروف - أنه كثير النوم ، فهي تصفه بالغفلة والرجل الذي يزيد ذكاؤه عن الحد، والذي يتتبع كل صغيرة وكبيرة ، رجل متعب جداً فلا بد من شيء من التغافل . قيل لأعرابي : من العاقل ؟ قال : ( الفطن المتغافل ) . يعني : الذي يتجاهل بإرادته ، وليس لازماً أن يُعرفها أنه يعرف ، ولكنه يتجاهل بإرادته لأن هذا يضيع حلاوة التغافل 0 خبر المرأة السادسة وقالت السادسة : ( زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، وإذا اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث ) . ( إذا أكل لف ) : يلف : أي : يأكل من كل الأطباق ولا يترك صنفاً إلا ويأكل منه ، ( وإذا شرب اشتف ) أي : يستمر يشرب حتى لا يبقي شيئاً ، فهو نهوم ، أكول ، وهذا يدل على أن المرأة ماهرة فما ترك شيئاً إلا أكل منه، ويشرب بنوع من النهم، وتكون النتيجة أنه عندما ينام يلتف لوحده ، هذا هو الجزاء ، ولا يشكر هذه المرأة التي طعامها جميل وشرابها جميل ، لدرجة أنه يأكل بشره ، بل يكافئ المرأة بأنه إذا اضطجع التف ، فهي تشتكيه . خبر المرأة السابعة وقالت السابعة - وهذه ما تركت شيئاً في الرجل - : ( زوجي عيايا غيايا طباقا ) ( عيايا ) : من العي ، ( غيايا ) : من الغي ، وهو الضلال البعيد ، ( طباقا ) : مقفل لا يتفاهم ، ( كل داء له داء ) : كل عيوب الدنيا فيه ، كل داء تجده فيه . ( شجك ) يجرح وجهها ، ( أو فلك ) يكسر عظمها ، ( أو جمع كلاً لك ) ، أي : إما يشج رأسها فقط وإما يكسر عظمها فقط ، وإما يكسر عظمها ويشج رأسها ، فهذا الرجل عنيد جداً . خبر المرأة الثامنة وقالت الثامنة : ( زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب ) . وهي تمدحه ( مس أرنب ) أي : ناعم البشرة ، ناعم الملمس ، كجلد الأرنب رفيق رقيق ، ( والريح ريح زرنب ) ، الزرنب : نبات طيب الرائحة وهذا أدب ينبغي أن نتعلمه ، فينبغي على الرجل والمرأة أن يحرصا على أن تكون روائحهما طيبة ، ومن الأشياء المنفرة التي هدمت بيوت بسببها هذا الموضوع.. والرسول عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام مسلم عن شريح بن هانئ قال: قلت لـعائشة : ( بأي شيء كان النبي ![]() قالت : بالسواك ) ، فأول ما يدخل البيت يستاك ، وهذا نوع من إزالة الرائحة الكريهة التي يمكن أن تكون في الفم، فالإنسان ينبغي عليه أن يحرص على هذا فهذه المرأة تمدح زوجها بأنه طيب العشرة ، ولم يفتها أن تصفه بطيب الرائحة . خبر المرأة التاسعة وقالت التاسعة : ( زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد ) وهي أيضاً تمدحه ( رفيع العماد ) أي : طويل ، لكن هناك فرق بينه وبين العشنق فهذا طويل وهذا طويل ، لكن شتان بين طويل وطويل ، فهذا رجل رفيع العماد ، طويل ذو هيئة حسنة ، ( طويل النجاد ) ، النجاد : هو جراب السيف ، فهذا رجل عندما يلبس السيف يكون الجراب الخاص به طويلاً ، وهذا أمر يمتدح به . خبر المرأة العاشرة وقالت العاشرة : ( زوجي مالك ، وما مالك ! ) ، أي : اسمه مالك ثم قالت : ( وما مالك ! ) أي : هل تعرفون شيئاً عن مالك ؟ ( مالك خير من ذلك ) مالك خير من كل ما يخطر ببالك ، وهذا مدح عالٍ ( له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ) ؛ لأنه يتوقع أن يأتيه الضيوف فلا يجعل الغلام يسرح بكل الإبل ؛ لئلا يأتي الضيف فلا يجد شيئاً يذبحه ( له إبل كثيرات المبارك) باركة باستمرار ، ( قليلات المسارح ) قلما يسرحها ( إذا سمعن صوت المزهر ) ، وهي الإبل التي في الزريبة ، إذا سمعن صوت المزهر ( أيقن أنهن هوالك ) ، يعرفن أن إحداهن ستذبح ، فإذا سمعن هذا الصوت علمن أن الضيف وصل ، والرجل يحيي الضيوف ، ويستقبلهم بالطبل البلدي فيعرف الجمل الذي بالداخل أنه سينحر ؛ لأنه قد حل ضيف . والمرأة الأخيرة هي بيت القصيد ، وهي أم زرع التي سمي الحديث بها قالت أم زرع : ( زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! ) هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع ؟ وحيث إننا لا نعرف شيئاً عن أبي زرع، فهي تعرفنا من هو أبو زرع. تقول : ( أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ) . هذا كله غزل ( أناس من حلي أذني ) : النوس يعني الاضطراب والحركة ، ومنه الناس ؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً . ومنه الحديث الذي في البخاري ، قال ابن عمر: ( دخلت على حفصة ونوساتها تنطف) النوسات : هي الظفائر ، تنطف : يعني تقطر ماء ، فقد كانت مغتسلة وإنما سميت الظفيرة بهذا الاسم لأنها تتحرك إذا حركت المرأة رأسها . ( أناس من حلي أذني ) : أي: ألبسها ذهباً في آذانها ، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك في آذانها بعدما كانت خالية ، فهي الآن تحمل ذهباً في كل أذن ( وملأ من شحم عضدي ) : بدأت المرأة بالذهب لأنه أهلك النساء ، الأحمران : الذهب والحرير فالنساء عندهن شغف شديد بالذهب ، ( وملأ من شحم عضدي ) ، تريد أن تقول : إنه كريم .. يعني أنه أخذها نحيلة والآن امتلأت ( وبجحني فبجحت إلي نفسي ) يقول لها: يا سيدة الجميع ! يا جميلة ! يا جوهرة ! حتى صدقت ذلك من كثرة ما بجحها إلى نفسها ، ( فبجحت إلى نفسي ) : أي : فصدقته مع أنها قالت : (وجدني في أهل غنيمة بشق) ، يعني : شق جبل ، أي أنها كانت تعيش في حارة بشق وفي بعض الروايات الأخرى ( بشق ) : يعني كانت تعيش بشق الأنفس فقيرة فقراً مدقعاً تقول : ( وجدني في أهل غنيمة ) ، غنيمة : تصغير غنم أي أن حالتهم كانت كلها كرب ، حتى الغنم صار غنيمة ، دلالة على حقارة المال . قالت : ( وجدني في أهل غنيمة بشق ) ، فنقلها نقلة عظيمة ( فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق ) ، هذه نقلة كبيرة من أهل غنيمة بشق نقلها إلى ( أهل صهيل ) : أصحاب خيل ، ( وأطيط ) : أصحاب إبل لأن الخف الخاص بالجمل لين، فعندما يكون محملاً حملاً ثقيلاً تسمع كلمة : أط أط أط، خلال مشيه ، فهذا يسمى أطيطاً ، والإبل كانت من أشرف الأنعام عند العرب ( ودائس ) أي : ما يداس ، وهذا كناية عن أنهم أناس أهل زرع فلاحون فإن الزارع بعد حصد الزرع يدوس عليه بأي شيء حتى يخرج منه الحب فهو كناية عن أنهم أهل زرع . ( ومنق ) : المنق : هو المنخل فالعرب ما كانوا يعرفون المنخل إنما كان يعرفه أهل الترف تقول عائشة - ![]() ![]() فقال عروة : ( فكيف كنتم تأكلون يا خالة ؟ فقالت : كنا نذريه في الهواء ) فالتبن يطير في الهواء، والذي يبقى مع الشعير يطحنونه كله ويأكلونه والنبي عليه الصلاة والسلام كما قالت عائشة : ( مات ولم يشبع من خبز الشعير ) ليس من خبز القمح ، فإن القمح هذا لم يأكلوه أبداً! تقول : وما أكل خبزاً مرققاً ) . فكلمة ( منق ) فيها دلالة على الترف ، فعندهم من كل المال ، فهم أغنياء عندهم خيل وإبل وزرع ، وعندما يأكلون عندهم منخل لأنهم كانوا لا يفصلون التبن عن الغلة ، فيطحنونها دقيقاً يسر الناظرين . ( فعنده أقول فلا أقبح ) تقول : مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن يقول لي : قبحك الله .. فقد كان عزها من عز الرجل ومكانتها من مكانته، فلا يستطيع أحد أن يرد عليها بكلمة . ( وأرقد فأتصبح ) : تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان معها خدام ؛ إذ لو كانت تعمل بنفسها لما كانت تنام بعد صلاة الفجر ، وهذا كسائر نسائنا ؛ لأنه بعد صلاة الفجر يريد الأولاد أن يذهبوا إلى المدارس ، وتريد أن تصنع الطعام لهم والرجل سيخرج إلى العمل ، فتعمل باستمرار ، فإذا كانت تنام حتى تشرق الشمس وترسل سياطها إلى الأرض وهي نائمة ، فمعنى ذلك أن هناك خدماً يكفونها المؤنة . ( وأشرب فأتقمح ) : وفي رواية البخاري : ( فأتقنح ) ، بالنون وهناك فرق بين اللفظين ، أما لفظ ( فأتقمح ) فإنه يقال : بعير قامح ، أي إذا ورد الماء وشرب ثم رفع رأسه زهداً في الشرب بعد أن يروى فهي بعدما تشرب العصير، تترك نصف الكأس؛ لأنها قد ارتوت وأما ( أتقنح ) أي : تشرب وتأكل تغصباً ، فتأكل حتى تشبع ، فيقال لها : كلي فتتغصب الزيادة ، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب . فقولها : فأتقمح أو أتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته فجمعت بين التبجيح والتعظيم الأدبي وبين الكرم. وصف أم أبي زرع ثم قالت : ( أم أبي زرع فما أم أبي زرع! ) وهي عمتها ، فلم تذكر عنها شيئاً من الكلام الذي نسمعه حول العمات وما إلى ذلك ، بل قالت : أم أبي زرع فما أم أبي زرع .. هل تعلمون شيئاً عنها ؟ هذه السيدة الفاضلة ، وهذا على القاعدة : حبيب حبيبي حبيبي فالمرأة عندما تحب زوجها ، تدين لأمه بالفضل أنها أنجبته وهذه منة في عنق الزوجة للأم أنها أنجبت مثل هذا الإنسان . ( عكومها رداح ) الرداح : هو الواسع ، يردح : أي : يطيل في الكلام ويتوسع في المقالة ، والعكوم : هي الأكياس التي تخزن فيها الأطعمة فمثلاً : عندما تخزن الأرز لا تخزنه في كيس صغير ، بل تخزنه في كيس قطن فقولها : ( عكومها رداح ) فيه دلالة على أن البيت كله خير ، وبيتها فسيح ومن المعروف أن اتساع البيت أحد النعم . وصف ابن أبي زرع ثم قالت : (ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع! ) يفهم من هذا أن أبا زرع كان متزوجاً قبل ذلك .. ( ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة ) مسل الشطبة : عندما تأتي بجريدة النخل وتأخذ منها سلخة للسكين السلخة هذه هي السرير الخاص به، فهذا الولد نحيف ، لكن عضلاته مفتولة والإنسان النحيف مع قوة ممدوح عند العرب ؛ لأن هذا ينفع في الكر والفر فهذا مدح تمدح به الولد ، تقول : إنه مفتول العضلات وليس بديناً، ولا صاحب كرش عظيم بل سريره كمسل شطبة ، فتستدل على جسمه بسريره الذي ينام عليه وإلا فمسل الشطبة لا يكفي واحداً ثقيلاً بديناً . ( ويشبعه جراع الجفرة ) الجفرة : هي أنثى الماعز الصغيرة ، فلو أكل الرجل الأمامية للشاة فإنه يشبع مع أن هذه لا تكفي الواحد ، ومع ذلك فإن هذا الولد يشبع إذا أكل ذراع الجفرة وهذه صفات ممدوحة عند الرجال ، بخلاف النساء . وصف بنت أبي زرع ولما جاءت تصف بنت أبي زرع قالت : ( بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! ، طوع أبيها وطوع أمها ) ، أي : مؤدبة ( وملء كسائها ) مالئة ملابسها ، وهذا مستمدح في النساء بخلاف الرجال ( وغيظ جارتها ) : الجارة هي الضرة ، فقد كان زوجها متزوجاً اثنتين أو أكثر ( فغيظ جارتها ) أي : من جمالها ، وأنها ملء كسائها ، وبذلك تغيظ جارتها . وصف جارية أم زرع قالت : ( جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ! ) والمرأة من حبها للرجل تذكر كل شيء حتى الجارية ، قالت : ( لا تبث حديثنا تبثيثاً ) فأي شيء يحصل في البيت لا يعرف به أحد من الخارج ، فهي أمينة لا تنقل الكلام ( ولا تنقث ميرتنا تنقيثاَ ) أي : لا تبذر في الطعام ، فلا تجد مثلاً الأرز ملقى على الأرض فهي امرأة مدبرة ، تخاف على المال ( ولا تملأ بيتنا تعشيشاً ) أي :البيت ليس فيه زبالة كعش الطائر، فعش الطائر عبارة عن ريش وحشيش وقش وحطب فتقول : بيتنا ليس كعش الطائر ، إنما هو بيت نظيف . وفي بعض الروايات خارج الصحيحين : ( وظلت حتى وصفت كلب أبي زرع ) فالكلام هذا كله غزل ، والغزل هنا مستحب ، ولا أقول : غزل عفيف ، إنما هذا غزل مستحب إذ هي تتغزل في زوجها ، وتعدد فضائل زوجها ، وتشعر بنبرة الحب عالية في كلام المرأة . قالت : ( فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض ) ، كان الوقت ربيعاً ، واللبن كثير والناس يحلبون لبنهم ، وفي هذا الوقت خرج أبو زرع ( فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ) معها اثنان من الأولاد في منتهى الرشاقة ( يلعبان من تحت خصرها برمانتين) ، فأعجبه هذا المنظر فقال : هذه المرأة لابد أن أضمها إلي ، فضمها إليه ، لكن ما الذي حصل ؟ قالت : ( فطلقني ونكحها )، لأنه لايبقي عنده إلا امرأة واحدة ، رجل يحب التوحيد!! 0 الزوج الثاني بعد أبي زرع قالت : ( فنكحت بعده رجلاً ثرياً ) ، من ثراة الناس وأشرافهم ، ( ركب سرياً ) السري : نوع جيد من أنواع الخيل ، كان الأغنياء يركبونه ؛ لأنه كان مفخرة عندهم وحتى تكتمل صورة الأبهة قالت : ( وأخذ خطياً ) ، الخطّي : هو الرمح فهو واضع تحت إبطه رمحاً وراكب على الخيل ، متعجرفاً ومهيباً . وفاء أم زرع لأبي زرع تقول : ( وأراح علي نعماً ثرياً ) ، أي : أعطاها مالاً وفيراً ( وأعطاني من كل رائحة زوجاً ) ، وفي رواية ( وأعطاني من كل ذابحة - أي: ما يصلح أن يذبح - زوجاً وقال : كلي أم زرع وميري أهلك ) ، أي : وأعطي أهلك أيضاً ، فهذا الرجل ليس فيه أي عيب إلا أن المرأة تقول : ( فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ) . فانظر إلى هذا الوفاء ! مع أن المرأة المطلقة لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، وهذا الرجل لم يقصر في حقها بل قال لها : ( كلي أم زرع وميري أهلك ) ، أنفقي على أهلك ، لكنها تقول : ( فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ) 0 ( فهل تجدون في هذا الكون إمرأة بمثل أم زرع لأبي زرع )
ig j[],k td i`h hg;,k YlvHm fleg Hl .vu gHfd ?
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() جزاك ربي كل الخير |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() الله أكبر
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() سلمت يداااااااك وجزاااااك الله خيراااااا
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() جزاك الله خيرا |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() يعطيك العافيه خيو
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() حديث رائع جدا..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|