بيت شبهات وردود لايسمح بالنقاش او السؤال هو فقط للعلم بالشبهة وماتم الرد عليها من أهل العلم والمتخصص بهذا الشأن |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-12-11, 04:16 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت شبهات وردود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا: مَا حَكَى اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ -مَعَ إِسْلامِهِمْ وَعِلْمِهِمْ وَصَلاحِهِمْ- أَنَّهُمْ قَالُوا لِمُوسَى: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾(1). وَقَوْلُ أُنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَحَلَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ هَذَا مِثْلَ قَوْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا﴾). (وَلَكِنْ لِلْمُشْرِكِينَ شُبْهَةٌ يُدْلُونَ بِهَا عِنْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ، وَهِيَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكْفُرُوا بِذَلِكَ. وَكَذَلِكَ الَّذِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. لَمْ يَكْفُرُوا. فَالْجَوَابُ أَنْ نَقُولَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ. وَلا خِلافَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَكَفَرُوا). (وَكَذَلِكَ لا خِلافَ فِي أَنَّ الَّذِينَ نَهَاهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوْ لَمْ يُطِيعُوهُ، وَاتَّخَذُوا ذَاتَ أَنْوَاطٍ بَعْدَ نَهْيِهِ لَكَفَرُوا، وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ). (وَلَكِنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ تُفِيدُ: أَنَّ الْمُسْلِمَ -بَلِ الْعَالِمَ- قَدْ يَقَعُ فِي أَنْوَاعٍ مِنَ الشِّرْكِ لا يَدْرِي عَنْهَا، فَتُفِيدُ التَّعَلُّمَ وَالتَّحَرُّزَ، وَمَعْرِفَةَ أَنَّ قَوْلَ الْجَاهِلِ: التَّوْحِيدُ فَهِمْنَاهُ. أَنَّ هَذَا مِنْ أَكْبَرِ الْجَهْلِ وَمَكَائِدِ الشَّيْطَانِ). (وَتُفِيدُ أَيْضًا: أَنَّ الْمُسْلِمَ الْمُجْتَهِدَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلامِ كُفْرٍ وَهُوَ لا يَدْرِي، فَنُبِّهَ عَلَى ذَلِكَ، فَتَابَ مِنْ سَاعَتِهِ: أَنَّهُ لا يَكْفُرُ، كَمَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَالَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). (وَتُفِيدُ أَيْضًا: أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكْفُرْ، فَإِنَّهُ يُغَلَّظُ عَلَيْهِ الْكَلامُ تَغْلِيظًا شَدِيدًا، كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). (وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا: مَا حَكَى اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ -مَعَ إِسْلامِهِمْ وَعِلْمِهِمْ وَصَلاحِهِمْ- أَنَّهُمْ قَالُوا لِمُوسَى: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾(2). وَقَوْلُ أُنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَحَلَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ هَذَا مِثْلَ قَوْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا﴾). -------------------------------------------- المقصود هنا: أن بني إسرائيل قد أنجاهم الله -عز وجل- من فرعون، فمروا على قوم يعكفون على أصنام لهم، فهذا شرك بلا خلاف، فلما مروا ورأوا هذه الأصنام قالوا: ﴿ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾(3). فطلبوا الشرك طلبًا صريحًا، فرد عليهم -عليه الصلاة والسلام: ﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلاَءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(4). فمن الجهالة ومن رداءة الفهم ومن سوء التصور أن تطلب الشرك طلبًا. أما ما يتعلق بالذي وقع من الصحابة -- لما مروا بسدرة كبيرة يعظمها المشركون -كما أن من المتأخرين مَن يعظم بعض الأشجار- هذه السدرة كانت في الجاهلية، وكانوا ينوطون بها أسلحتهم، أي: يعلقون السلاح عليها، فيرى أنه إذا علق السيف يكون ماضيًا قويًّا، أي أن في هذه السدرة بركة! وقد وقع هذا والنبي -- ذاهب إلى حنين، وكان معه بعض حديثي العهد بالكفر -وليس كبار الصحابة، فحاشاهم ذلك. فكما في حديث أبي واقد الليثي(5) -- قال: خرجنا مع رسول الله -... ثم بيَّن عذره فقال: ونحن حدثو عهد بالكفر. وذلك لأن النبي -- دخل مكة، ومكث بها أيامًا، ثم اتجه إلى حنين، فأسلم أهل مكة، والإنسان إذا أسلم قد يكون عنده بعض الرواسب، فلما مروا بالسدرة، تذكروا ما كانوا فيه في الجاهلية، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط! أي: اجعل لنا شجرة نتبرك بها، ونعلق بها الأسلحة، كما أن للمشركين مثل هذه الشجرة. فقاس النبي -- حالهم على حال الذين طلبوا الصنم، فقال: « اللهُ أَكْبَرُ! إِنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾(6)». فقال: « إِنَّهَا السُّنَنُ»(7). بحيث يتأسى أناس في هذه الأمة بأناس ممن سبقوا. فهذا فيما يتعلق بما حكى الله عن بني إسرائيل، وما حكى الله عن هؤلاء الصحابة -- وما حكى أبو واقد عن الصحابة حديثي العهد بالكفر -رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- ولا شك أنها ذَلَّة وخطأ من بني إسرائيل، وخطأ من حديثي العهد بالكفر -- وسيأتي لها بقية كلام -إن شاء الله. (وَلَكِنْ لِلْمُشْرِكِينَ شُبْهَةٌ يُدْلُونَ بِهَا عِنْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ، وَهِيَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكْفُرُوا بِذَلِكَ. وَكَذَلِكَ الَّذِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. لَمْ يَكْفُرُوا. فَالْجَوَابُ أَنْ نَقُولَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ. وَلا خِلافَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَكَفَرُوا). هنا شبهة يدلي بها هؤلاء القوم فيقولون: ألا ترى أن بني إسرائيل طلبوا طلبًا شركيًّا واضحًا، ومع ذلك لم يكفرهم موسى، وهكذا حديثو العهد بالكفر -- الذين طلبوا هذا الطلب من النبي -- فإن النبي -- لم يكفرهم، ولا نستطيع أن نقول: إن هؤلاء كفار. يقول المصنف: هذا صحيح، فلا يُقال: إنهم كفار. لكن هؤلاء طلبوا أم فعلوا؟ هم طلبوا طلبًا، وظنوا أن هذا الطلب صالح، وأن فيه نوعًا من المصلحة والفائدة، سواء بطلب القربى، أو بأن في هذا نوعًا من الفائدة أو البركة... لذلك طلبوه طلبًا. يقول: لكن لا خلاف أنهم لو أصرُّوا وفعلوا لكفروا. فلو أن بني إسرائيل اتخذوا هذا الصنم إلهًا ألا يكفرون؟! يكفرون بلا شك. وهكذا حديثو العهد بالكفر لو قالوا: كلامك يا رسول الله لن نطيعك فيه، وسنتخذ ذات الأنواط على الاعتقاد الشركي. فلا شك أن مَن فعل هذا يكفر، فهم طلبوا طلبًا وهم حديثو عهد بالكفر، وأخطؤوا خطئًا، لكنَّهم لما نُبِّهُوا من قِبَل رسول الله -- لم يفعلوا، ولم يعيدوا الطلب؛ لأنه اتضح لهم أن طلبهم كان خطئًا. (وَكَذَلِكَ لا خِلافَ فِي أَنَّ الَّذِينَ نَهَاهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوْ لَمْ يُطِيعُوهُ، وَاتَّخَذُوا ذَاتَ أَنْوَاطٍ بَعْدَ نَهْيِهِ لَكَفَرُوا، وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ). فيوجد فرق بين الطلب وبين الفعل نفسه، وسيأتي الكلام عنه -إن شاء الله. (وَلَكِنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ تُفِيدُ: أَنَّ الْمُسْلِمَ -بَلِ الْعَالِمَ- قَدْ يَقَعُ فِي أَنْوَاعٍ مِنَ الشِّرْكِ لا يَدْرِي عَنْهَا، فَتُفِيدُ التَّعَلُّمَ وَالتَّحَرُّزَ، وَمَعْرِفَةَ أَنَّ قَوْلَ الْجَاهِلِ: التَّوْحِيدُ فَهِمْنَاهُ. أَنَّ هَذَا مِنْ أَكْبَرِ الْجَهْلِ وَمَكَائِدِ الشَّيْطَانِ). هذه القصة فيها فائدة، وهي: أن المسلم قد يقع في ضرب من الشرك وهو لا يدري، وقد جاء في الحديث: « إِنَّ الشِّرْكَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ»(8). فيكون الشرك خفيًّا في بعض الأشياء، فيقتضي فهم نية تعلم التوحيد، وضرورة أن يصرف المسلم همته في المقام الأول، ويبدأ طالب العلم في المقام الأول بأمور الاعتقاد، ويحرص على تحقيقها؛ لأن المسلم -بل مَن قد يكون لديه علم- قد يقع في بعض أمور الشرك وهو لا يدري. والدليل: قصة هؤلاء الصحابة -- أليسوا عربًا خلصًا؟ أليسوا يعرفون أن كلمة "لا إله إلا الله" تعني نفي المعبود المستحق؟! ومع ذلك خفي عليهم أن الشجرة لو تبركوا بها أن ذلك يخالف "لا إله إلا الله". فهذا من المسائل التي قد تخفى، وهذا يدل على أن قول الجاهل -ولم يقل الشيخ: قول العالم- لأن العالم إذا قال: التوحيد بحمد الله وضح. لا يُنكر عليه؛ لأنه ليس غريبًا أن يكون على دراية بالتوحيد. ولكن قول الجاهل ممن كانوا زمن الشيخ؛ كابن مويس وأمثاله ممن كانوا يقولون: التوحيد يعرفه صبيان أهل بلدنا، وهو شيء سهل وواضح. وإذا قيل له: ما التوحيد؟ لا يعرف! ما الشرك؟ لا يعرف! ما العبادة؟ لا يعرف! فيقول الشيخ: إن هذه من مكائد الشيطان؛ ولهذا فتهوين بعض الناس من التوحيد، والقول بأن التوحيد أمره واضح... نقول: التوحيد أمره واضح لمن كان من أهل العلم وتعلَّمه. ومثل ما ذكرنا بالأمس: فكثير من الناس عند التفصيل يتبين عدم علمه بالشرك وخطورته، فلو قيل له: إن الشرك أعظم من الزنا. يقول: صحيح، الشرك أعظم من الذنوب. لكن إذا قيل: هؤلاء الذين عند القبور يطوفون بها، ويحسرون عن رؤوسهم كما يحسر المحرم الغطاء عن رأسه، ويأكلون ترابها، ويقبلون عتباتها، ويذبحون لأهلها، ويدعونهم.. لو قلت: إن عملهم من شرك. يقول: لا، فهؤلاء قصدهم طيب، وترى فيهم الصلاح، وترى فيهم التدين! سبحان الله العظيم! أنت الآن تقول: إن الشرك أعظم من الزنا، وعند التفصيل بدأت تقول فيهم وفيهم... فصلاحهم الذي تزعمه وصلاتهم التي تزعمها لا تستر قبح الشرك؛ ولهذا نقول لك: إن كثيرًا من مسائل الشرك يهون منها بعض الناس لا خبثًا وسوء منهج، لكن يهون منها؛ لأنه لا يعي خطورتها. خذ على سبيل المثال: الحلف بغير الله، فبعض الناس يقول: المسألة سهلة. نقول: أتدري أن النبي -- لما حلف سعد -- باللات والعزى واعتذر إلى النبي -- وقال: يا رسول الله، إن العهد كان قريبًا. يعني: ما أسلمت إلا منذ أيام، وإني حلفت باللات والعزى. قال له -: « قُلْ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»(9). وجاء عند النسائي أن سعدًا -- لما حلف باللات والعزى، قال: فقال لي بعض أصحابي: ما نراك إلا كفرت؛ حلفت باللات والعزى! فلما أتى النبي -- أمره أن يقول: لا إله إلا الله.(10) والأمر كما قال سعد -- إن العهد كان قريبًا. يعني: حداثة العهد، واللسان قد اعتاد هذا الكلام، فلا ينبغي التساهل في الحلف بغير الله، أو أن يُقال: الحلف بغير الله أمر اعتادت عليه الألسنة، وليس فيه مشكلة.. فلا ينبغي التساهل في مثل هذه الأمور، والنبي -- يقول: «مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ»(11). وكل شيء فهو دون الله، والنبي -- حين يقول: « فَقَدْ أَشْرَكَ». فإنه يعظِّم ويشنِّع من أمره. والصحابي الجليل ابن مسعود الذي تخرج في مدرسة محمد -- يقول: لأن أحلف بالله كاذبًا -وهي كبيرة من الكبائر- أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقًا(12). أي: لو خُيِّرْت بين أمرين: أن أحلف بالله كاذبًا، أو أن أحلف بغير الله وأنا صادق. مع أن ابن مسعود هو الذي روى حديث اليمين الغموس(13)، ومع ذلك يقول: لكن أن أحلف بالله وأنا أكذب أفضل من أن أحلف بغير الله وأنا صادق! هكذا ينبغي فهم الشرك وخطورته، وفهم التوحيد وأهميته. يتبع بإذن الله تعالى .
hgu`v fh[ig td lshzg hgj,pd] >
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09-12-11, 04:24 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت شبهات وردود
التتمة . (وَتُفِيدُ أَيْضًا: أَنَّ الْمُسْلِمَ الْمُجْتَهِدَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلامِ كُفْرٍ وَهُوَ لا يَدْرِي، فَنُبِّهَ عَلَى ذَلِكَ، فَتَابَ مِنْ سَاعَتِهِ: أَنَّهُ لا يَكْفُرُ، كَمَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَالَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). هذا الموضع في الحقيقة فيه فوائد وليس فائدة، ومن أهم ما في هذا الموضع: أنه ينبغي أن يُعرض هذا الموضع على الموضع السابق، الذي قال فيه المصنف -رحمه الله: (إنَّ الشخصَ قد يتكلمُ بالكفرِ ولا يُعذرُ بالجهلِ). فهنا المصنف -رحمه الله تعالى- يفيد أن المسلم إذا تكلم بكلام كُفْر ونُبِّه من ساعته فتنبه، فإنه لا يكفر بسبب أنه جاهل، فهذا يدل على أن المصنف -رحمه الله- يُفصِّل في أمر العذر بالجهل. وهذا أيضًا يعطي طالب العلم فائدة كبيرة، وهي: أنه يجمع كلام أهل العلم بعضه إلى بعض، وألا يجتزئ، وألا يأخذ بعض الكلام دون بعض؛ لأن هذا فيه فتنة كبيرة تؤدي إلى سوء فهم مراد المصنف. فينبغي أن يُعرف أن المصنف -رحمه الله تعالى- إذا ضُمَّ كلامه بعضه إلى بعض تبينت الأمور، وإلا فهو هنا يقول: هذا فيه فائدة، أي: يؤخذ من الحديث فائدة، وهي: أن الإنسان إذا أخطأ وطَلَب مثل هذا الطلب الشركي، ثم نُبِّه من ساعته فتنبه واستغفر فإنه لا يكفر، ولا يُستعجل عليه بالتكفير؛ لأنه وقع منه جهلاً، فإذا لم يصر فإنه لا يكون كافرًا، فهذه فائدة من جهة بيان منهج المصنف -رحمه الله- في أمر العذر بالجهل. وأهمية أخرى نكتسبها، وهي: جمع كلام أهل العلم بعضه إلى بعض، وأهم من ذلك جمع النصوص؛ فتُجمع نصوص القرآن والسنة بعضها إلى بعض؛ حتى لا يركز الإنسان على بعض ويترك بعضًا؛ لأن الذي ينتقي في النصوص انتقاءً، ويرغب في نصوص ويترك نصوصًا أخرى هذا لا شك أنه من أهل الهوى. (وَتُفِيدُ أَيْضًا: أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكْفُرْ، فَإِنَّهُ يُغَلَّظُ عَلَيْهِ الْكَلامُ تَغْلِيظًا شَدِيدًا، كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). هذه فائدة أخرى؛ فالنبي -- هل غلظ عليهم؟ إي والله غلظ تغليظًا ليس بالهين، فقال: « قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى».. ماذا قال قوم موسى؟ طلبوا صنمًا وطلبوا إلهًا! والمعنى: أنكم قلتم مقولة مثل هذه، ثم كبَّر -عليه الصلاة والسلام- متعجبًا مستعظمًا، فقال: « إِنَّهَا السُّنَنُ».(14) فهذا كله تغليظ؛ لأنه قاس هذا الفعل على فعل أولئك. يقول المصنف: تفيد هذه فائدة أنه حتى لو أخطأ وكان غير متعمد، فإن يُغلظ عليه في الكلام حتى يعي ويفهم خطورة الكلمة التي قالها، فتقول: لقد قلت كلمة عظيمة جدًّا، فعليك أن تتقي الله، ثم تتوب منها. ولهذا فرسول الله -- لما قال له رجل: يا رسول الله، ما شاء الله وشئت. فلم يسكت النبي -- بل قال أمام الناس: « أَجَعَلْتَنِي للهِ نِدًّا! قُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ»(15). فمثل هذه الأمور ليست مسائل مجاملة، بل مسائل عظيمة خطيرة جدًّا تتعلق بالتوحيد وبالشرك. فهؤلاء مع أنهم حديثو عهد بالكفر، ومع أن النبي -- يعي الجهل الذي كانوا فيه، إلا أنه غَلَّظ عليهم، فإذا غُلظ على مَن عنده هذا الجهل ألا يغلظ على المصر؟! وقد يقول قائل: أنا جاهل، وما كنت أعلم، وأستغفر الله! أفلا يُغلظ على المصر المعاند، الذي يصنف الكتب، ويطبعها بالألوف ويوزعها، ويحرض على الشرك ويدعو إليه، ويبذل في ذلك الأموال الكثيرة؟! فلا يُتعجب إذا غُلِّظ عليه. وإذا غلظ النبي -- على هؤلاء الأصحاب وهم متوجهون في جهاد للقتال مع رسول الله -- ولهم شرف الصحبة -- ومع ذلك غلظ عليهم، فكيف بهؤلاء الذين يصرون على الشرك ويبررونه؟! منقول من شرح كشف الشبهات لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري ------------------------- (1) الأعراف: 138. (2) الأعراف: 138. (3) الأعراف: 138. (4) الأعراف: 138 - 139. (5) هو: الصحابي أبو واقد الليثي، صاحب النبي -- سماه البخاري وغيره: الحارث بن عوف، وقيل: عوف بن الحارث. وقيل غير ذلك. شهد بدرًا وفتح مكة. توفي سنة ثمان -وقيل: خمس- وستين. انظر: الاستيعاب (ص865 ترجمة 3190)، وأسد الغابة (6/ 320 ترجمة 6335). (6) الأعراف: 138. (7) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (21897، 21900)، الترمذي: كتاب الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم (2180) قال الترمذي: حسن صحيح، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح. (8) حسن لغيره: أخرجه أحمد في المسند (19606) من حديث أبي موسى الأشعري، حسنه الألباني في صحي الترغيب (36)، وفي الباب من حديث ابن عباس، معقل بن يسار. (9) ضعيف: أخرجه أحمد في المسند (1590، 1622)، النسائي: كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف باللات والعزى (3777)، ابن ماجه: كتاب الكفارات، باب النهي أن يحلف بغير الله (2097) من حديث سعد به، قال الألباني في ضعيف النسائي: ضعيف. (10) ضعيف: أخرجه النسائي: كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف باللات والعزى (3776)، من حديث سعد به، قال الألباني في ضعيف النسائي: ضعيف. (11) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (329)، الحاكم في المستدرك (1/117) من حديث ابن عمر به، صححه الألباني انظر الإرواء (8/283)، وأصله في الصحيحين. (12) صحيح موقوفا: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (15929)، ابن أبي شيبة في المصنف (12414)، الطبراني في الكبير (8902)، صححه الألباني في الترغيب (2953). (13) أخرجه البخاري: كتاب الديات، باب قول الله ﴿ ومن أحياها..﴾(6870، 6920) من حديث عبد الله بن عمرو بذكر اليمين الغموس. والحديث متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب المساقاة، باب (2357، 2147، 2516، 2667، 2670، 2673، 4550، 6659، 6676، 7188، 7445)، مسلم: كتاب الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة... (138) عن ابن مسعود بمعناه. (14) سبق تخريجه من حديث أبي واقد الليثي. (15) حسن صحيح: أخرجه أحمد في المسند (1839، 1964، 2561، 3247)، ابن ماجه: كتاب الكفارات، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت (2117)، من حديث ابن عباس بنحوه، قال الألباني في صحيح ابن ماجه: حسن صحيح، وفي الباب من حديث جابر .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09-12-11, 04:28 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت شبهات وردود
جزاكم الله خيرآ كثيرآ وجعله في ميزان حسناتكم ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09-12-11, 05:15 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت شبهات وردود
آمين وإياك أختنا الفاضلة .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09-12-11, 07:16 AM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت شبهات وردود
جزاك الله خيرا فوائد كالدرر نفعك الله بها في الدارين
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-12-11, 06:31 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت شبهات وردود
آمين وإياك أختنا الفاضلة .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18-12-11, 10:27 AM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت شبهات وردود
الآخ الكريـــم ابو صالح_1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|