المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
خادم الإسلام |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2010 |
العضوية: |
7 |
المشاركات: |
1,057 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
0.20 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
18 |
نقاط التقييم: |
140 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
موقع البرهان
من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت رسول الله, ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله.
والأدلة على هذا الأصل كثيرة، قال يزيد بن حيان: انطلقت أنا وحصين بن سبرة, وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه، قال له حصين: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا, رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ, لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَقَدُمَ عَهْدِي وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ:
«أَمَّا بَعْدُ، أَلا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ(1) أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ, فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي, أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي, أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي, أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي». فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِه؟ِ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ, وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ, وَآلُ عَقِيلٍ, وَآلُ جَعْفَرٍ, وَآلُ عَبَّاسٍ. قَالَ: كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ(2).
وقال أبو بكر الصديق : ارقبوا محمدًا في أهل بيته(3).
قال ابن حجر رحمه الله: المراقبة للشيء المحافظة عليه, يقول: احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم(4).
والأحاديث في فضائل آل بيت النبي ومناقبهم كثيرة جدًّا, وهي مبسوطة في الصحيحين والسنن والمسند وغيرها من كتب الحديث(5). وقد أفرد الإمام أحمد كتابًا في فضائل أهل البيت.
وآل بيت النبي هم الذين تحرم عليهم الصدقة كما تقدم, وقد حرم الله الصدقة على آل محمد تعظيمًا لقدرهم؛ لأن الصدقة أوساخ الناس, قال: "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد, إنما هي أوساخ الناس"(6).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وآل محمد هم الذين حرُمت عليهم الصدقة, هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء(7).
وعلى هذا فآل بيت النبي هم:
بنو هاشم بن عبد مناف, وبنو المطلب بن عبد مناف. وبنو هاشم أربعة هم: أبو طالب، وعبد المطلب، وعبد الله، وأبو لهب. وأبناء أبو طالب هم: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر. وأبناء عبد المطلب هم: آل العباس، وآل الحارث. وعبد الله لم يترك إلا محمدًا, وأبو لهب لا كرامة له؛ لأنه لم ينصر النبي كغيره, فلا تحرم الصدقة على أبنائه, وقد تقدم أن مناط التحريم هو التكريم, وأبو لهب لا كرامة له.
وبنو المطلب قد أشركهم النبي مع بني هاشم في سهم ذوي القربى, ولا يكون إشراكهم معهم إلا لأنهم ممن حُرِم الصدقة, والصدقة لا تحرم إلا على آل محمد, فيدخلون في وصفهم بآل محمد, أو آل البيت.
قال في "سيرة النبي المختار"(8): وأخذ أبو طالب يحشد بطون بني عبد مناف وهم أربعة: بنو هاشم, وبنو المطلب, وبنو عبد شمس, وبنو نوفل, فأجابه بنو هاشم وبنو المطلب, وخذله بنو عبد شمس وبنو نوفل, وانسلخ أيضًا من بني هاشم أبو لهب.
ثم قال: قال العلماء: ولأجل نصرة بني المطلب لبني هاشم وموالاتهم لهم شاركوهم في التشريف بتسميتهم أهل البيت, وفضل الكفاءة على سائر قريش, واستحقاق سهم ذوي القربى, وتحريم الزكاة, دون البطنين الآخرين, إذ لم يفترقوا في جاهلية ولا إسلام.
وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم بن عدي بن الحارث بن نوفل بن عبد مناف قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان -أي: ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف- إلى رسول الله فقلنا: «يا رسول الله! أعطيت بني المطلب –أي: ابن عبد مناف- وتركتنا, ونحن وهم منك بمنزلة واحدة! فقال: إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد». وفي رواية: «أعطيت بني المطلب من خمس خيبر». وفي أخرى: ولم يقسم النبي لبني عبد شمس ولا لبني نوفل شيئًا(9).
وزوجات النبي داخلات في آل البيت بنص القرآن, قال تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) [الأحزاب:33].
قال ابن كثير رحمه الله: وهذا نص في دخول أزواج النبي في أهل البيت ها هنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "ولا ننكر الوصاة بأهل البيت, والأمر بالإحسان إليهم, واحترامهم وإكرامهم, فإنهم من ذرية طاهرة, من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ونسبًا, ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية, كما كان عليه سلفهم, كالعباس وبنيه, وعليّ وأهل بيته وذريته رضوان الله عليهم أجمعين"(10).
وقال ابن تيمية رحمه الله: "ولا ريب أن لآل محمد حقًّا على الأمة لا يشركُهم فيه غيرهم, ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش, كما أن قريشًا يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل, كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم, وهذا على مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم, وفضل قريش على سائر العرب، وفضل بني هاشم على سائر قريش, وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره(11).
ثم ذكر حديث واثلة بن الأسقع الذي دل على التفضيل المذكور(12).
وقد جعل الله لآل البيت حقًّا في الخمس والفيء, عوضًا عما حرموا من الصدقة, فقد روى البخاري عن جبير بن مطعم قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي, فقلنا: يا رسول الله! أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا, ونحن وهم بمنزلة واحدة. فقال رسول الله: "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد"(13).
ومن دلائل توقير آل البيت؛ أن النبي علّم أمته أن يقولوا في التشهد: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". فهل بعد الدعاء لهم في الصلوات الخمس توقير أفضل من هذا التوقير؟!
ولما سأل الصحابة النبي كيف يصلون عليه، قال: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"(14).
فالصلاة على النبي حق ولآله دون سائر الأمة.
وقد ضرب السلف المثل الأعلى في توقير آل بيت النبي, فعن أبي بكر الصديق : والذي نفسي بيده؛ لقرابة رسول الله أحب إليَّ أن أصل من قرابتي(15).
والمؤمنون يتولون أهل البيت ويحبونهم, لا كما يزعم الروافض أنهم المخصوصون بحب أهل البيت وحدهم, وأن غيرهم ظلموهم, فالحقيقة أن الروافض هم الذين ظلموا أهل البيت ظلمًا لا نظير له, فهم الذين خذلوهم وغروهم, وتسببوا في ردّ كثير من روايات أهل البيت؛ بسبب ما اشتهر عن أولئك الروافض من الكذب على آل البيت.
ثم إن الروافض يحصرون محبتهم في نفر قليل من أهل البيت, أما أهل السُّنَّة المستقيمون عليها يحبون أهل البيت كلهم ويتولونهم, ثم إن الذين يبغضهم الروافض من أهل البيت أكثر بكثير ممن يحبونهم.
اللهم إنا نشهدك على حب آل بيت النبي وأصحابه أجمعين.
______________________________
(1) قال ابن الأثير رحمه الله: سماهما ثقلين؛ لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لكل خطير نفيس: ثقل، فسماهما ثقلين؛ إعظامًا لقدرهما وتفخيمًا لشأنهما. انتهى. وكلمة الثقلين تطلق أيضًا على الجن والإنس.
(2) رواه مسلم (2408).
(3) رواه البخاري (3713).
(4) فتح الباري، شرح الحديث المتقدم.
(5) انظر: "الصحيح المسند من فضائل آل بيت النبوة" لأم شعيب الوادعية.
(6) رواه مسلم (1072) عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث.
(7) مجموع الفتاوى (3/407).
(8) (1/180- 182)، "حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار"، تأليف محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي، دار النشر: دار الحاوي - بيروت - 1998م، الطبعة الأولى، تحقيق محمد غسان نصوح عزقول.
(9) قال البخاري: وقال ابن إسحاق: عبد شمس وهاشم. انتهى.
(10) تفسير قوله تعالى: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى" (الشورى: 23).
(11) منهاج السنة النبوية (4/599).
(12) ونصه: قال: سمعت رسول الله يقول: "إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". رواه مسلم (2276) وغيره.
(13) رواه البخاري (3140).
(14) أخرجه البخاري (3370)، ومسلم (406)، عن كعب بن عجرة .
(15) رواه البخاري (3712)، ومسلم (1759).
توقيع : أبو محمد |
|
|