29-11-11, 02:20 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
محاور مشارك |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2011 |
العضوية: |
5905 |
العمر: |
41 |
المشاركات: |
721 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
أهل السنة |
بمعدل : |
0.15 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
16 |
نقاط التقييم: |
124 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين آمرك بـ ( لا إله إلا الله ) فإن السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة و وضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله . و سبحان الله و بحمده فإنها صلاة كل شيء و بها يرزق الخلق . و أنهاك عن الشرك و الكبر . قال : قلت : أو قيل : يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر ? قال : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ? قال : لا . قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ? قال : لا . قيل : يا رسول الله فما الكبر ? قال : سفه الحق و غمص الناس “ .
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 209 : رواه البخاري في “ الأدب المفرد “ ( 548 ) و أحمد ( 2 / 169 170 , 225 ) و البيهقي في “ الأسماء “ ( 79 هندية ) من طريق الصقعب ابن زهير عن زيد بن أسلم قال : حماد أظنه عن عطاء بن يسار عن “ عبد الله بن عمرو “ قال : كنا عند رسول الله فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج فقال : ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس قال يريد أن يضع كل فارس ابن فارس و يرفع كل راع ابن راع . قال : فأخذ رسول الله بمجامع جبته و قال : ألا أرى عليك لباس من لا يعقل , ثم قال : فذكره . و قلت : و هذا سند صحيح . و قال الهيثمي ( 4 / 220 ) : “ رواه أحمد و الطبراني بنحوه , و زاد في رواية : و أوصيك بالتسبيح فإنها عبادة الخلق , و بالتكبير . و رواه البزار من حديث ابن عمر , و رجال أحمد ثقات “ . غريب الحديث مبهمة ) أي محرمة مغلقة كما يدل عليه السياق . و لم يورد هذه اللفظة من الحديث ابن الأثير في “ النهاية “ و لا الشيخ محمد طاهر الهندي في “ مجمع بحار الأنوار “ و هي من شرطهما . ( قصمتهن ) . و في رواية ( فصمتهن ) بالفاء . قال ابن الأثير : “ القصم : كسر الشيء و إبانته , و بالفاء كسره من غير إبانة “ . قلت : فهو بالفاء أليق بالمعنى . و الله أعلم . ( سفه الحق ) أي جهله , و الاستحفاف به , و أن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان و الرزانة . و في حديث لمسلم : “ بطر الحق “ . و المعنى واحد . ( غمص الناس ) أي احتقارهم و الطعن فيهم و الاستخفاف بهم . و في الحديث الآخر : “ غمط الناس “ و المعنى واحد أيضا .
فوائد الحديث :قلت : و فيه فوائد كثيرة , اكتفي بالإشارة إلى بعضها :
1 مشروعية الوصية عند الوفاة .
2 فضيلة التهليل و التسبيح , و أنها سبب رزق الخلق .
3 و أن الميزان يوم القيامة حق ثابت و له كفتان , و هو من عقائد أهل السنة خلافا للمعتزلة و أتباعهم في العصر الحاضر ممن لا يعتقد ما ثبت من العقائد في الأحاديث الصحيحة , بزعم أنها أخبار آحاد لا تفيد اليقين , و قد بينت بطلان هذا الزعم في كتابي “ مع الأستاذ الطنطاوي “ يسر الله إتمامه .
4 و أن الأرضين سبع كالسماوات . و فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين و غيرهما , و لعلنا نتفرغ لنتبعها و تخريجها . و يشهد لها قول الله تبارك و تعالى : ( خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن ) أي في الخلق و العدد . فلا تلتفت إلى من يفسرها بما يؤول إلى نفي المثلية في العدد أيضا اغترارا بما وصل إليه علم الأوربيين من الرقي و أنهم لا يعلمون سبع أرضين ! مع أنهم لا يعلمون سبع سماوات أيضا ! أفننكر كلام الله و كلام رسوله بجهل الأوربيين و غيرهم مع اعترافهم أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به , و إذ يقول : ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
5 أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء . بل هو أمر مشروع , لأن الله جميل يحب الجمال كما قال بمثل هذه المناسبة , على ما رواه مسلم في “ صحيحه “ .
6 أن الكبر الذي قرن مع الشرك و الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه إنما هو الكبر على الحق و رفضه بعد تبينه , و الطعن في الناس الأبرياء بغير حق . فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر كما يحذر أن يتصف بشيء من الشرك الذي يخلد صاحبه في النار .
توقيع : الشاهين |
(( الطاعات الخفية من أعظم أسباب صلاح النية ، فاحرص رعاك الله على الإكثار من العبادات الخفية حتى تكون من أصحاب القلوب السليمة والأحوال المستقيمة )) د . سليمان الرحيلي |
|
|
|