10-10-11, 08:36 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب سابق |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Apr 2011 |
العضوية: |
2663 |
المشاركات: |
1,164 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
0.23 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
21 |
نقاط التقييم: |
522 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حـق حمده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, محمد رسول الله وعبده, الذي بلّغ الرسالة, وأدّى الأمانة, والذي جاهد في الله حق جهاده, حتى أتاه اليقين من عند ربه, فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى أصحابه, الغر الميامين الأخيار, وعلى آله الأطهار. وبعد :
أسد العراق وفارس المثنى بن حارثة الشيباني قاهر الفرس وعدوهم الأول
سيرة من سير القادة الإسلاميين العظام, وهو المثنى بن حارثة بن سلمة الشيباني, من بكر بن وائل, القبيلة الربعية العدنانية. صحابي من كبار القادة. أسلم سنة تسع للهجرة. قاد بني شيبان في معركة ذي قار سنة 614 م وانتصر على الفرس. أول قائد وجهه أبو بكر لفتح العراق, فقاتل من يليه من أهل فارس وأغار بناحية كسكر ثم أمده أبو بكر بخالد بن الوليد, فكان بدء الفتوح. وهو الذي أطمع أبا بكر والمسلمين في الفرس وهون أمر الفرس عندهم. لما تولى شهر براز القائد الفارسي الحكم في فارس بعد قتله الملك الطفل أردشير بن شيرويه جهز جيشا آخر بقيادة بهمن جاذويه والتقوا مع المسلمين في (قس الناطف) على نهر الفرات وبين الطرفين الجسر ,وعبر المسلمون الجسر واقتتلوا ,وفي هذه الوقعة التي عرفت بوقعة الجسر مات المثنى متأثرا بجراحه بعدها وتزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى بنت جعفر, وكان عمر قد أرسل جيشا مددا للمسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص , تلك هي نبذة بسيطة عن المثنى بن حارثة.
أما بعض المواقف قبل إسلامه, تذكر كتب السيرة النبوية أن النبي عرض نفسه على القبائل طلبا للنصرة والحماية حتى يبلغ الإسلام، وكان ممن عرض عليهم ذلك بنو شيبان بن ثعلبة أحد بطون بكر بن وائل، فأخبره سيدهم "مفروق" أنهم "يؤثرون الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله".فأعجب النبي بهم، ودار حديث طويل بينه وبينهم، وكان فيهم المثنى بن حارثة، وكانوا يلقبونه ( بشيخ الحرب في شيبان)، وكان مما قاله للنبي : "وإنا (بنو شيبان) إنما نزلنا بين صَرَيين؛ أحدهما اليمامة، والآخر السمامة"، فقال له النبي: "وما هذان الصريان؟" فقال المثنى: "أنهار كسرى، ومياه العرب؛ فأما ما كان من أنهار كسرى؛ فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى؛ أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا".
فقال النبي : "ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه بجميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم، ويفرشكم نساءهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟" فقال النعمان بن شريك: "اللهم فلك ذلك".ولم يمض وقت طويل حتى أسلم المثنى بن حارثة، وأسلمت شيبان وغالبية العرب.
عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر ، فسأل عن المثنى، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد".
ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى، وعندما أرسل الصديق خالد بن الوليد إلى قتال الفرس كتب إلى المثنى يأمره بالسمع والطاعة لخالد، وعندما أُمر خالد بن الوليد أن يتوجه للقتال في الشام , قال للمثنى: "ارجع رحمك الله إلى سلطانك". فأقام المثنى بالحيرة. وفي سنة 13هـ قام حاكم الفرس الجديد شهربراز ابن أردشير بتوجيه جيش كبير لقتال المثنى بقيادة "هرمز جاذويه" في 10 آلاف، فخرج المثنى من الحيرة وأقام ببابل وأقبل هرمز نحوه، وكتب كسرى شهربراز إلى المثنى كتابا، جاء فيه: "إني قد بعثت إليكم جندا من وحش أهل فارس إنما هم رعاء الدجاج والخنازير".
فكتب إليه المثنى: "إنما أنت أحد رجلين؛ إما باغٍ فذلك شر لك وخير لنا، وإما كاذبٌ فأعظم الكاذبين فضيحة عند الله وفي الناس الملوك وأما الذي يدلنا عليه الرأي فإنكم إنما اضطررتم إليهم فالحمد الله الذي رد كيدكم إلى رعاة الدجاج والخنازير ". قال: فجزع أهل فارس من هذا الكتاب، ولاموا شهريار على كتابه إليه واستهجنوا رأيه، وسار المثنى من الحرة إلى بابل ولما التقى المثنى وجيشهم بمكان عند عدوة الصراة الأولى اقتتلوا قتالا شديدا جدا، وأرسل الفرس فيلا بين صفوف الخيل ليفرق خيول المسلمين فحمل عليه أمير المسلمين المثنى بن الحارثة فقتله، وأمر المسلمين فحملوا، فلم تكن إلا هزيمة الفرس، فقتلوهم قتلا ذريعا، وغنموا منهم مالا عظيما، وفرت الفرس حتى انتهوا إلى المدائن في شر حالة وقد قال الفرزدق في شعره يذكر قتل المثنى ذلك الفيل:
وبيـت المثنـى قـاتل الفيـل عنـوة ** ببـابل إذ فـي فارس ملـك بابل
وشاءت الأقدار أن يذهب المثنى إلى المدينة المنورة قبيل وفاة الصديق ليستأذنه في أن يستعين بمن حسنت توبته من المرتدين في قتال الفرس؛ لأنهم أنشط للقتال من غيرهم، فاستدعى الصديق عمر بن الخطاب وقال له: "إني لأرجو أن أموت يومي هذا، فإذا مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى، ولا تشغلنكم مصيبة عن أمر دينكم ووصية ربكم".
ومات أبو بكر من ليلته، وكان أول ما قام به عمر هو أن ندب الناس للخروج مع المثنى إلى قتال أهل فارس، وكان الفرس أثقل الوجوه على المسلمين في القتال لشدة بأسهم وقوة سلطانهم، واستمر هذا النفير 4 أيام؛ نظرا لقلة المجيبين للنداء، وكان أبو عبيد بن مسعود الثقفي هو أول الملبين للنداء، وتبعه عدد من الصحابة منهم من شهد بدرا.
وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبا في الناس فقال: "أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس، وغلبناهم على خير شقي السواد، ونلنا منهم، واجترأنا عليهم، ولنا إن شاء الله ما بعده".
وطلب المسلمون من عمر أن يولي على الجيش رجلا من السابقين في الإسلام والهجرة، فأبى ذلك، وقال: "والله لا أؤمر عليهم إلا أولهم انتدابا"، فأمّر أبا عبيد الثقفي على الجيش، وقال له: اسمع من أصحاب رسول الله وأشركهم في الأمر، ولا تجتهد مسرعا حتى تتبين، وفي التسرع إلى الحرب ضياع، ولكن الحرب زبون، وإنه لا يصلح لها إلا الرجل المكيث".
وقـعة النمـارق ووقعة الجــسر
في نفس الوقت بعث رستم بعد ما نصب ملكا بالوكالة على الفرس أميرا يقال له: جابان بجيش عظيم, فالتقوا مع أبي عبيد الثقفي بمكان يقال له: النمارق . بين الحيرة والقادسية، وعلى الخيل المثنى بن حارثة، وعلى الميسرة عمرو بن الهيثم، فاقتتلوا هنالك قتالا شديدا، وهزم الله الفرس وأسر جابان, وأحد أمرائه ويدعي مردان شاه. فأما مردان شاه فإنه قتله الذي أسره، وأما جابان فإنه خدع الذي أسره حتى أطلقه، فأمسكه المسلمون وأبوا أن يطلقوه، وقالوا: إن هذا هو الأمير. وجاءوا به إلى أبي عبيد فقالوا: اقتله، فإنه الأمير. فقال: وإن كان الأمير، فإني لا أقتله وقد أمنه رجل من المسلمين. ثم ركب أبو عبيد في آثار من انهزم منهم، وقد لجأوا إلى مدينة كسكر فقهرهم أبو عبيد، وغنم منهم شيئا كثيرا وأطعمات كثيرة جدا، ولله الحمد. وبعث بخمس ما غنم من المال والطعام إلى عمر بن الخطاب بالمدينة.
لما رجع الجالينوس هاربا مما لقي من المسلمين تذامرت الفرس بينهم واجتمعوا إلى رستم، فأرسل جيشا كثيفا عليهم ذا الحاجب بهمن جاذويه، فوصلوا إلى المسلمين وبينهم النهر، وعليه جسر، فأرسلوا: إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم. فقال المسلمون لأميرهم أبي عبيد: مرهم فليعبروا هم إلينا. فقال: ما هم بأجرأ على الموت منا. ثم اقتحم إليهم، فاجتمعوا في مكان ضيق فالتقوا هنالك، فاقتتلوا قتالا شديدا لم يعهد مثله، والمسلمون في نحو من عشرة آلاف، وقد جاءت الفرس معهم بأفيلة كثيرة، عليها الجلاجل والنخل قائمة لتذعر خيول المسلمين، فجعلوا كلما حملوا على المسلمين فرت خيولهم من الفيلة، ومما تسمع من الجلاجل التي عليها، ولا يثبت منها إلا القليل على قسر، ، ورشقتهم الفرس بالنبل فنالوا منهم خلقا كثيرا وقتل المسلمون منهم مع ذلك ستة آلاف وأمر أبو عبيد المسلمين أن يقتلوا الفيلة أولا، فاحتوشوها فقتلوها عن آخرها، وقد قدمت الفرس بين أيديهم فيلا عظيما أبيض، فتقدم إليه أبو عبيد فضربه بالسيف فقطع زلومه، فحمي الفيل وصاح صيحة هائلة وحمل عليه، فتخبطه برجله فقتله ووقف فوقه، فحمل على الفيل خليفة أبي عبيد الذي كان أوصى أن يكون أميرا بعده فقتل، ثم آخر، ثم آخر، حتى قتل سبعة من ثقيف كان قد نص أبو عبيد عليهم واحدا بعد واحد، ثم صارت إلى المثنى بن حارثة بمقتضى الوصية أيضا ، فلما رأى المسلمون ذلك وهنوا عند ذلك، ، ولوا مدبرين، وساقت الفرس خلفهم يقتلون بشرا كثيرا، وانكشف الناس، فكان أمرا بليغا، وجاءوا إلى الجسر، فمر بعض الناس، ثم انكسر الجسر، فتحكم فيمن وراءه الفرس، فقتلوا من المسلمين خلقا كثيرا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وسار المثنى بن حارثة، فوقف عند الجسر الذي جاءوا منه ، فنادى المثنى: أيها الناس، على هينتكم، فإني واقف على فم الجسر لا أجوزه حتى لا يبقى منكم أحد ها هنا. فلما عدى الناس إلى الناحية الأخرى سار المثنى فنزل بهم أول منزل، وقام يحرسهم هو وشجعان المسلمين، وقد جرح أكثرهم وأثخنوا، ومن الناس من ذهب في البرية لا يدرى أين ذهب، ومنهم من رجع إلى المدينة النبوية مذعورا, ثم أرسل المثنى إلى مَن بالعراق من أمراء المسلمين يستمدهم، فبعثوا إليه الأمداد، وبعث إليه عمر بن الخطاب بمدد كثير فيهم جرير بن عبد الله البجلي في قومه بجيلة بكمالها وغيره من سادات المسلمين حتى كثر جيشه.
وقعة البويب التي اقتص فيها المسلمون من الفرس
فلما سمع بذلك أمراء الفرس بكثرة جيوش المثنى، بعثوا إليه جيشا آخر مع رجل يقال له: مهران . فتوافوا هم وإياهم بمكان يقال له البويب . قريب من مكان الكوفة اليوم، وبينهما الفرات فقالوا: إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم. فقال المسلمون: بل اعبروا إلينا. فعبرت الفرس إليهم فتواقفوا، وذلك في شهر رمضان، فعزم المثنى على المسلمين في الفطر، فأفطروا عن آخرهم ليكون أقوى لهم، وعبى الجيش، وجعل يمر على كل راية من رايات الأمراء على القبائل ويعظهم ويحثهم على الجهاد والصبر والصمت والثبات، وفي القوم جرير بن عبد الله البجلي في بجيلة، وجماعة من سادات المسلمين، وقال المثنى لهم: إني مكبر ثلاث تكبيرات فتهيأوا، فإذا كبرت الرابعة فاحملوا. فقابلوا قوله بالسمع والطاعة والقبول. فلما كبر أول تكبيرة عاجلتهم الفرس فحملوا حتى غالقوهم، واقتتلوا قتالا شديدا، وركدت الحرب، ورأى المثنى في بعض صفوفه خللا، فبعث إليهم رجلا يقول: الأمير يقرأ عليكم السلام ويقول لكم: لا تفضحوا المسلمين اليوم. فاعتدلوا، فلما رأى ذلك منهم - وهم بنو عجل - أعجبه وضحك، وبعث إليهم يقول: يا معشر المسلمين، عاداتكم، انصروا الله ينصركم. وجعل المثنى والمسلمون يدعون الله بالظفر والنصر، فلما طالت مدة الحرب جمع المثنى جماعة من أصحابه الأبطال يحمون ظهره، وحمل على مهران فأزاله عن موضعه حتى دخل الميمنة، وحمل غلام من بني تغلب نصراني فقتل مهران وركب فرسه. كذا ذكره سيف بن عمر.
وقال محمد بن إسحاق: بل حمل عليه المنذر بن حسان بن ضرار الضبي فطعنه، واحتز رأسه جرير بن عبد الله البجلي، واختصما في سلبه، فأخذ جرير السلاح وأخذ المنذر منطقته، وهربت المجوس وركب المسلمون أكتافهم يقصلونهم قصلا، وسبق المثنى بن حارثة إلى الجسر فوقف عليه ليمنع الفرس من الجواز عليه ليتمكن منهم المسلمون، فركبوا أكتافهم بقية ذلك اليوم وتلك الليلة، ومن الغد إلى الليل، فيقال: إنه قتل منهم يومئذ وغرق قريب من مائة ألف. ولله الحمد والمنة. وغنم المسلمون مالا جزيلا وطعاما كثيرا، وبعثوا بالبشارة والأخماس إلى عمر . وقد قتل من سادات المسلمين في هذا اليوم بشر كثير أيضا، وذلت لهذه الوقعة رقاب الفرس، وتمكن الصحابة من الغارات في بلادهم فيما بين الفرات ودجلة، فغنموا شيئا عظيما لا يمكن حصره، وجرت أمور يطول ذكرها بعد يوم البويب وكانت هذه الوقعة بالعراق نظير اليرموك بالشام. وقد قال الأعور الشني العبدي في ذلك:
هـاجت لاعـور دار الحـي أحزانـا ** واسـتبدلت بعـد عبـد القيس خفانـا
وقــد أرانـا بهـا والشـمل مجـتمع ** إذ بالنخيلــة قتــلى جند مهرانـا
إذ كـان سـار المثنـى بـالخيول لهم ** فقتـل الزحـف مـن فـرس وجيلانا
سـما لمهـران والجـيش الـذي معه ** حــتى أبــادهم مثنــى ووحدانـا
خالط المثنى جيشه مخالطة كبيرة فيما يحبون وفيما يكرهون؛ حتى شعر الجنود أنه واحد منهم، وكانوا يقولون: "لقد أنصفتنا من نفسك في القول والفعل". وقد سميت معركة البويب بـ"يوم الأعشار"؛ لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم عشرة من الفرس، ورأى المسلمون أن البويب كانت أول وأهم معركة فاصلة بين المسلمين والفرس، وأنها لا تقل أهمية عن معركة اليرموك في الشام.
ومن روعة المثنى أنه اعترف بخطأ ارتكبه أثناء المعركة رغم أنه حسم نتيجة المعركة، فقال: "عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر حتى أحرجتهم؛ فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها؛ فإنها كانت زلة فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع".
ويحمل هذا الاعتراف من المثنى بعدا إنسانيا إسلاميا وآخر عسكريا؛ فالأول أن هدف الإسلام من الجهاد والقتال ليس إبادة الخصم ولكن كسر شوكته عن إيذاء المسلمين، وألا يكون حائطا منيعا بين الناس وحرية الدخول في الإسلام، ومن ثم فالإبادة ليست شعارا للقتال والحرب الإسلامية. والبعد الآخر أن حصر الهاربين يدفعهم إلى أن يقاتلوا قتال اليأس والانتحار وهو ما قد يقلب ميزان المعركة أو يجعل ثمن الانتصار مكلفا للغاية؛ ولهذا كان من روعة خالد بن الوليد أنه كان يترك في معاركه دوما طريقا لهرب العدو؛ لأن ذلك يغري العدو بالفرار من المعركة وليس الثبات فيها؛ لأن الفرار من المعركة يتم بصورة تشبه العقل الجماعي في التصرف بعض كلماته
وقال المرزباني: كان مخضرما وهو الذي يقول:
سألوا البقية والرماح تنوشهم شرقي الأسنة والنحور من الدم فتركت في نقع العجاجة منهم جزرا لساغبة ونسر قشعم.
وكان المثنى إلى جانب مزاياه العديدة، يقول الشعر أحياناً، ولكن أكثر شعره ضاع.
وفاته
لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ( قس الناطف ) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل. القادسية سنة (635 م - 14 هـ)، ا...وقبل وصول سعد بن أبي وقاص، القائد العام الجديد للعراق مع الإمدادات، نفر الجرح الذي كان قد أصابه في معركة «الجسر»، فمات شهيداً قبل وصول سعد، وترك لسعد وصية عسكرية تعدّ عصارة تجاربه وخبرته في الحرب.
واني أضيف الى هذه السيرة العطرة والقول لي أنا الأمير الفقير والله ماتزال وقع سيوفكم وآثارها في نفوس الفرس الى يومنا هذا يتوارثونه جيلا بعد جيل والى أن يشاء الله تعالى
ولحقنا بهم وجعلنا خير خلف لخير سلف وإن شاء الله يعود التأريخ من جديد وتلقى الفرس منا حق الوعيد
منقول بتصرف
|
|
|