المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.03 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
27 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الداعيـــات
نَفَحاتُ إلى الأخوات الداعيات
بقلم/ أ. نبيل جلهوم .
الدعوة إلى الله شرف لاتناله إلا من أحبّها الله ؛فما هي إلا استعمالٌ من الله أراده للمرأة الداعية لتنال بذلك شرف التأسي بالأنبياء والسير على نهج الصالحين والتمتع بحلاوة القرب منه سبحانه وتعالى ,فإذا أردتِ أختي الداعية أن يحبكِ الله فاسأليه دائما أن يستعملكِ لا أن يستبدلكِ , وقد قال تعالى في محكم آياته: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. [يوسف 108]
بداية :
اعلمي أختي الداعية أن العبادة لله تعالى هي المهمة العظمى التي خلقنا الله من أجلها في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات 56] ,وهى الناموس الذي يسير الكون على نسقه ومقتضاه لتكوني قانتة خاشعة لله مسلمة ساجدة مسبحة , وعبادة الله هي الطريق السوي الذي يصل بكِ إلى الجنة, وماعداه فهو الشذوذ والانحراف .
ثانياً :
احرصي على توظيف المهام العظيمة للعبادة؛ فالعبادة حياة الروح , وإنما تتربى الروح بحسن عبادتها وتَعبّدها لله بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء؛ فالعبادة تربي الروح فتصفو النفوس وترق القلوب ويتربى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبته .
ثالثاً :
اعلمي أن العبادة الصحيحة لله تعالى بشتى صورها من صلاة وزكاة وحج وصيام وجهاد وغيرها لابد وأن تكون ذات أثر , ويجب أن تؤتى ثمارها في شتى المناحي والأمور :
1/ فهى تزيد الإيمان لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال2] ,وإذا زاد الإيمان ظهرت آثاره الواضحة على النفس في معتقدات صحيحة وأفهام سليمة وأخلاق سامية ومواقف مُتّزنة ربانية معتدلة ونشاط نافع وعلم صالح وصلاح عام ؛فالإسلام أيتها الداعية دين عظيم يتمتع بالشمول والجمال في كل شيء تجعل الداعية المسلمة تسعى دائما للبلوغ بنفسها إلى الكمال الإنساني في العقول والقدرات والطاقات الجسمية والعلمية, وغيره مما يجعلها قادرة على الارتفاع بنفسها والسموّ والرقى بها .
حصول الأمن النفسي ؛فمن نتاج العبادة شعور المسلمة بسعادة وأمن واطمئنان نفس ولذة وجدانية عالية فيظهر ذلك على نفسها وروحها وقسمات وجهها وجوارحها ؛ففي قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} . [الانعام82]
رابعاً :
اعلمي أختي الداعية أن ذكر الله حياةُ للقلوب وراحةُ للنفوس وصفاءُ للذهن , وقد جاء عنه الحديث في القرآن مرتبطا دائماً وأبداً بمن آمن بالله ثم استقام على منهجه , وجاء الحديث عن نسيان ذكر الله ملازماً لمن لم يستقيم في حياته وعمله وسلوكه بشكل عام , والذكر له فوائد ونتائج وثمار باهرة :
1/ فهو يطرد الشيطان .
2/ ويرضى الملائكة والرسول والرب الرحمن .
3/ ويزيل الهم والغم عن القلوب ويقوى القلوب والأبدان .
4/ يُنير الوجه ويجعله كالقمران .
5/ يجلب الفرح والسرور ويأتي بالبيان .
6/ تشهد الأرض بشواهدها لذاكرالله كثيرا لاتراه من كثرة الذكر ظمآن ؛فالذي يذكر ربه في قمة الجبل أو قائماً أو قاعداً أو على الشٌطآن كل ذلك يشهد له بالحب عند رب رحمن , واعلمي أختي الداعية أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال فقط باللسان؛ بل هو حس وروح وإيقاظ للغافل؛ لتتحرك النفس بصاحبها إلى برّ من الأمن والأمان .
7/ روحانية وشفافية وربانية وإيمان .
8/ يتجلى الرب بجميل من كرامات ورضا وغفران ,فتصبح النفس ريحانة كأنها قُطفت من البستان , فالله الله في ذكر كثير تنالي به رحمة وجنان .
خامساً :
احرصي دائما على أن تحجزي بيتا لكِ بالجنة , وكوني دائمة الحذر من الأعداء ألداء الهوى المتبع والإعجاب بالنفس والشح المطاع فهن المهلكات المضيّعات حسبنا الله اللطيف منها .
سادسا :
اعلمي أن تفقدكِ للمريضة من النساء وعودتكِ لهن, ومساعدتكِ لهن وتطييب خاطرهن والوقوف بجانبهن وحملهن على أكتافكِ والمسح على رأسهن ,وجلب الطبيبة والدواء لهن والتسلية عنهن وإدخال السرور إلى قلوبهن وجعل خَدّكِ مَخدّة لهن , اعلمي أنها عبادة عظيمة وإثبات لحسن صلتكِ بربكِ وتجسيد لمعاني الحب والرحمة ؛فالإسلام ماهو إلا حب ودعوة الله ماهي إلا حب وما أحلى الحب والرحمة , وتذكري قول الله تعالى في الحديث القدسي: (يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين , قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده , أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟) . حديث صحيح
سابعاً :
لو سافرتِ سفراً ولم ترجعي منه بربح لبكيتِ فوات أرباحكِ وضياع أوقاتكِ ,ورحلتكِ في أيام الدنيا كذهابكِ للحج ؛ إن لم ترجعي منها أيضاً بربح وفير وذنب مغفور, فلا يكون لكِ إلا أن تبكي على نفسكِ , ابكي على ضياع أوقاتكِ وتعبكِ ومالكِ , ابكِ على جنة أوشكت أن تضيع تفلت من بين يديكِ بعدما كانت في قبضتكِ .
ثامنا :
لو قلنا أن إنساناً يشتاق للجنة ويتمناها ويرجوها سكناً له ومقرّاً ؛فإن ذلك أمر مألوف طبيعي فطرى لاشيء فيه , كذلك فإن الجنة أيتها الداعية تشتاق إليكِ ؛بل إلى كل مؤمن صالح عابد عاملاً لدينه ناصراً لرسوله محباً للصالحين ,إن الجنة تشتاق, نعم تشتاق؛ تشتاق للنساء العابدات, اللواتي سمَت أرواحهن وصفت نفوسهن الذاكرات كثيراً لله ,اللواتي عملن لرفعة دينهن والانتصار لرسولهن , اللواتي {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ},الصابرات فى البأساء والضراء, الكاظمات الغيظ والعافيات عن الناس ,المحسنات الطاهرات المحمديات الربانيات ,اللواتي كُنَّ أولياء الله ,اللواتي كُنَّ جنوداً لله , اللواتي عملن بمراتب التقوى التي قال عنها على وكرّم الله وجهه : (التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل) .
المستعدات ليوم الرحيل؛ فسهرن لله وقُمنَّ لله وأتعبن الوقوف بين يدي الله هؤلاء الذين حملن للدنيا مشاعل الخير وأخذن بأيدي النساء والبنات بُغية إنقاذهن من النار ليلحقن بالنبي الحبيب المختار عليه أفضل الصلوات والتسليم .
تاسعا :
أختي الداعية ارجعي إلى الله دائماً وادخلي في سباق التائبات والمستغفرات والمشمرات, كما قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد 21] , وصلى اللهم على نبينا محمد معلم الناس الخير .
|