العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-12, 04:34 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
خواطر موحدة
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 3393
المشاركات: 7,543 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.61 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 29
نقاط التقييم: 106
خواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريبخواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
خواطر موحدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام

ومضى عام
عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين

الحمد لله بارِئِ النسمات، والحمد الله مصوِّرِ المخلوقات، والحمد لله فاطر الأرض والسموات، والحمد لله فالقِ الحبِّ والنوى، والحمد لله فالق الإصباح، وجاعلِ الليلِ سكنًا، والحمد لله على ما أسبغ من النِّعم، ودفع من النقم، والحمد لله على ما تفضل من الهبات والعطايا، وعلى ما صرف من البلايا والرزايا، والحمد لله يخفض ويرفع، ويُعطي ويمنع، فله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، فله الحمد كله، وله الثناء كله، وله المجد كله، كما يحب ربنا ويرضى، وله الحمد ملأ السموات والأرض، وملأ ما يشاء ربنا بعد {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) } [سورة الروم 30/18].
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلِّبُ الليل والنهار، ومكوِّرُ النهارِ على الليل، ومكور الليلِ على النهار، يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا، وإليه يرجعون.
وأشهد أن محمدًا ‘ عبده ورسوله، أحيا الله به القلوب الميتة، وأضاء به الطرق المظلمة، وأنقذ به من المسالك المهلكة، فما من خير في الدينا، ولا فضل ولا نعمة، ولا سعة ولا راحة إلا من بركة دعوته، وما من شر وبلاء وقحط وفتنة إلا من الإعراض عن دينه وشرعته.. صلى الله عليه عدد ما مدحه المادحون، وعدد ما ذكره الذاكرون، وعدد نجوم السما، وعدد ما خلق ربنا وبرى.. وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
فهذا قلبُكَ ينبِض بالإرادةِ والحياة، وهذهِ أنفاسُكَ تترددُ في جوفِكِ، وهذه عينُك تُبصِر، وأُذُنُكَ تسمع، ويدُكَ تبْطِشُ، ورِجلُك تَمْشي، وهذه شمسٌ تشرِقْ، وهذا هلال يهِل، وهذا نهارٌ يُضيء، وهذا ليلٌ يظلم، فهل شَعُرْتَ يومًا أن هذه جميعًا تتعاون وتتعاضد لتقودَكَ إلى أجلك المحتوم..

وما هذه الأيامُ إلا مــــــراحــلُ *** يحُثُّ بها حادٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجبُ شيءٍ لو تأملتَ أنها *** منازلُ تُطـوى والمُســـافِرُ قــــاعِدُ

تذهبُ بك جوارحُك إلى سوق الغُدوِّ والرواح، في المساء وفي الصباح، فتبيعك بأبخس الأثمان وأزهدها، أو بأغلى الأثمان وأرفعها، فإما أعتقتك، أو أهلتك، عن ‏ ‏أبي مالك الأشعريِّ قال: ‏قال رسول الله ومضى عـــام ((‏الطُّهورُ ‏شطْرُ ‏الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ‏أو تملأ ‏‏ما بين السماوات والأرض، والصلاةُ نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآنُ حجةٌ لك أو عليك، كلُّ الناس ‏يغدو ‏فبايع نفسه فمعتقها، أو موبقها)). رواه مسلم (223).
قال الحسن البصري: )ابنَ آدم! إنك تغدو أو تروحُ في طلبِ الأربَاح؛ فليكن هَمُّكَ نفْسَكَ؛ فإنك لن ترَبَح مِثْلها أبدًا(.

كيف انقضى العام ؟!

ما أسرع تصرم الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، كيف مضى عام بهذه السرعة؟ كنا بالأمس في أول العام، ونحن اليوم في منتهاه، بل قد انقضى ودخل غيره!!
هل ذهبت بركة
الأوقات فلم نشعر بتصرِّمها؟!
أم أننا قد أدركنا علامة من علامات الساعة؟! تكون السنة فيها كالشهر؟ فوالله كأن سنيننا شهورٌ.
أم أنها نعمة من نعم الله على عباده، قد وسَّعَ لهم في الرزق، وعافاهم في البدن، وأنعم عليهم بالأمن؛ فلم يشعروا بمضي الأوقات، ولا بتعاقب الليل والنهار؟!
عن عبيد الله بن مُحصِن الأنصاري _ قال: قال رسول الله ومضى عـــام ((من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
فهل يشعر بمضي الساعات من سلم من الأسقام؟
وهل يحس بمرور الأيام من كُفِي هم الرزق؟ وهل يُحس بانقضاء الشهور من أمِنِ في ماله ونفسه وعرضه؟
كم من المسلمين يفقدون إحدى هذه الخصال أو كلَّها، فكيف تكون أيامهم، وكيف تمر بهم الساعات، وعلى أي شيء تنقضي الشهور؟
قال ومضى عـــام: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك, وحياتَك قبل موتِك, وفراغَكَ قبل شُغْلِك, وصِحَّتَك قبل مرضِك, وغِنَاك قبل فقرك))([1]).
وكان ابن عمر يقول: )اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك( رواه البخاري.
سنة كاملة بساعاتها، وأيامها، وشهورها، فكم عملنا فيها من أعمال قد نسيناها، لكنها عند الله محفوظة، وفي صحائف الأعمال مرصودة، وغدًا سنوفاها، يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [سورة المجادلة 58/6]

هل زادت أعمارنا أو نقصت؟!
هل انقضاء الأعوام يزيد في الأعمار أم يُنقصها؟ إن للعمر طرفان، طرفٌ من قِبَل المولِد، وطرفٌ من قِبَل الأجل؛ فكلما انقضى عام ابتعدت عن يوم مولِدِك، واقتربت من يوم نهايتك، وأنت منذ أن خرجت إلى الدنيا، وأنت تهدِمُ في عُمُرِك و تُنقِصُ من أجلِك.
أرأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام، أو نعلقه على حوائطنا، إنه مليء بالأوراق، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط، وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدةَ فقط، هكذا عُمْري و عُمْرُك يا أخي؛ مجموعة أيام، ومجموعة ليالي، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة نقصت أعمارنا، ونقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد، ثم نغادر هذه الدنيا.
كم يتمنى المرء تمامَ شهرِه! وهو يعلم أن ذلك يُنقص من عُمُرِه؟ كيف يفرح بالدنيا من يومُه يهدِمُ شهْرَه؟ وشهرُه يهدِم سنتَه؟ وسنتُه تهدِم عُمُرَه؟ كيف يفرح من يقودُه عمرُه إلى أجلِه، وتقودُه حياتُه إلى موتِه؟
قال الحسن البصري ’: يا ابن أدم إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.

إنـا لنفـرح بالأيـامِ نقـطَعُها *** وكـلُّ يومٍ مضى يُدْني من الأجلِ
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا *** فإنما الرِّبح والخسران في العمل

قال الفضيل بنُ عياضٍ لرجل: كم أتى عليك؟
قال: ستون سنة.

قال: فأنت مُنذ ستين سنة تسير إلى ربك؟! يوشِكُ أن تبلُغ.
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الفضيل: أتعرف تفسيره؛ تقول: إنا لله و إنا إليه راجعون!! فمن علِم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع؛ فليعلم أنه موقوف، ومن علِم أنه موقوف؛ فليعلم أنه مسئول، فليُعِدَّ للسؤال جوابا.
فقال الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيرة.
قال: ما هي؟
قال: تحسن فيما بقي يغفرْ لكَ ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخِذتَ بما مضى وما بقي، والأعمالُ بالخواتيم
.
ومن لم يزده الســنُّ ما عاشَ عبرةً *** فذاك الذي لا يســتنير بنــــــورِ

عام كامل بين العلم والعمل!!

سنةٌ كاملةٌ من عُمُرِ الإنسان قد طويت، وصحيفةُ عامٍ كامل قد ملئت، ووضعت في رِقٍ، ثم خُتِم وطُبِع، فلن يُكسر إلاّ يومَ القيامة.
كلُّ المخلوقات تنتهي أعمارها، وتُطوى آجالها، وتُمزَّق صحائفها، إلا الإنسان فإنه يبقى متبوعًا بعد رحيله، موقوفًا للجزاء والحساب.
كم آيةً من القرآن حفِظتَها، وعرفتَ تفسيرها، واستمعت إلى كلام أهل العلم فيها، وكم حديثًا عن نبينا ومضى عـــام قرأته، وشُرِحَ لك معناه، وما فيه من الفقه، وكم قرأت من أحكام الحلال والحرام، وكم قرأت من علم العرب وآدابهم، مما فيه عون على فهم كلام الله وكلام رسوله ومضى عـــام ، كم بحثًا بحثته، وكم ورقةً كتبتها، كم ساعةً جلستها في الدرس والبحث،
بل كم من الأيام قضيتها في الذهاب والإياب، والجلوس والاستماع، والقراءة والحفظ؟!
فبالله الذي لا إله غيره، ماذا أردت بكل ذلك، ومن أردت؟! هل أردت الله والدار الآخرة؟ هل أردت رفع الجهل عن نفسك وأهلِك؟ هل كان آخرُ عهدك بالآية آخرَ قطرةٍ من الحبر وضعتها على ورقة الاختبار؟ وهل كان آخرُ عهدك بالحديث والفقه والنحو والأدب حين حَصَلت على شهادة تأكل بها؟
إن كنت قد نسيت علمَك والوقت الذي أنفقته فيه، فهو عند الله لم يُنس، وضع في صحائف الأعمال، وقد كتب عليه ما قصده صاحبه، ومن أريد به.
قال ومضى عـــام : ((القرآن حجة لك أو عليك))، وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً (82)}
[سورة الإسراء 17/82].
قال بعض السلف: ما جالس أحدٌ القرآن فقام عنه سالمًا؛ بل إما أن يربح، أو أن يخسر، ثم تلا هذه الآية.
وقال أبو موسى الأشعري: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا، وكائن عليكم وزرًا، فاتبِعوا القرآن، ولا يتبِعُكُم القرآن؛ فإنه من اتَّبعَ القرآنَ هَبَطَ به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زَخَّ في قفاه فقذفه في النار.
وكم أتعب مدرس نفسه، واستعد لدرسه، وإفهام طلابه، فكم من الساعات قضينا في إعداد الدروس وإلقائها، وكتابة الأسئلة وتصحيحها؛ فأين هي الآن؟ وهل كانت لنا أو علينا؟
وكم جلس إداري خلف مكتبه، وأنجز من الأعمال، وكتب من الأوراق، فماذا أراد، ومن أراد؟
هل حظنا من علمنا وأعمالنا مال نأخذه؟ أو جاه ندركه؟ أو صيت نرتفع به؟
في صحيح مسلم عن أبي هريرة ومضى عـــام عن النبي ومضى عـــام قال: ((يقول الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه)).

بين الحياة والموت
عامٌ تولى و انصرم، بين مولود ومفقود، وباك وضاحك، كم استبشرنا فيه بمولود فرح به أهله وأقاربه، فمن مهنٍ ومن مهدي، ملأ عليهم بيتهم، وغمرهم بالفرحة والأنس، فهم به فرحون، وعليه خائفون، وبتربيته قائمون.
وكم ودعنا فيه من أحبة، و فقدنا فيه من أعزة، أسلمناهم إلى الردى والبِلى، وتركناهم في مكان موحش مظلم، ووالله كما ودَّعنا فسوف نُودَّعْ، وكما بكينا فسوف يُبكى علينا، وكما حَمَلْنا فسوف نُحمَل، وكما تَركنا أحبتنا فسيتركوننا.
أتيتُ القبورَ فناديتُها ... أين المعظَّمُ والمحتقر!
تفانوا جميعا فما مخبرٌ ... وماتوا جميعا ومات الخبر
قال عمر بن عبد العزيز: إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله على أهلها منها الظَّعَن- أي التحول والانتقال، والسير منها إلى غيرها-، فكم من عامرٍ موثَّقٍ عما قليل يْخرَبُ، وكم من مُقيمٍ مغتبِطٍ عما قليل يظْعَنُ؛ فأحسنوا رحمكم الله منها الرِّحَلة بأحسنِ ما بِحَضْرَتِكُم من النُّقْلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
أهذه هي الدنيا؟!! قد فضحها والله الموت؛ فأي هناء فيها ليس الموت مفسده، وأي نعيم فيها ليس الموت قاطعه؟!

فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها *** منازلُكَ الأولى، وفيها الْمُخيَّم
ولكننا سبْيُّ العدوِّ؛ فهل تَرى *** نعودُ إلى أوطانِنا ونسلمُ؟!
وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأَى *** وشطَّتْ به أوطانُهُ فهو مُغْرمُ
وأيُّ اغترابٍ فوقَ غُربتِنا التي *** لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ

عام بين اللذة والألم
عامٌ انصرمَ بما فيه من اللذائذ والآلام، عبثَ فيه العابثون، وتلذذ فيه بالشهوات اللاهون، وأخذوا من الدنيا ما يشاؤون.
وأجادَ فيه المخلصون، وتصبروا عن فعل المحرمات، ونهوا النفس عن ارتكاب المنكرات، وخافوا من يوم عبوس قمطرير، ترتج له الأرض، وتتفطر من هوله السموات.
أما الصالحونَ فادخروا أجَلَّ الحسنات، وأما المبطلونَ فكنزوا أقبحَ السيئات، فسوف يرى كلٌ بضاعتَه يوم يُبعثرُ ما في القبور، ويُحصَّلُ ما في الصدور {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الْذين ابْيَضَّتْ وجُوهُهم ففي رَحْمةِ اللهِ هُمْ فيهَا خَالِدُون}.
الطائع تحمل مشقة الطاعة، وصبر على القيام بأمر الله، وصبر عن الحرام، وصبر على قضاء الله وقدره؛ فأين هو اليوم من ذلك التعب والمشقة؟
زال التعب، وذهبت المشقة، وبقي الأجر والفرح والراحة {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)} [سورة فاطر 35/35].
وهذا العاصي الذي ركِبَ هواه، وفعل الحرام، وتلذذ بالآثام، أين هو اليوم من تلك اللذة؟! هل يشعر بها؟ هل يستمتع بها؟ ذهبت اللذة والمتعة، وجاء الألم والشقاء {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}
الطائع طلب الراحة بتعب جسده في طاعة الله فوجدها.
والعاصي طلب الراحة في معصية الله فما وجدها، وإنما وجد التعب والنصب والحزن.
إذا دعتك اللذة والشهوة إلى المعصية فتذكر ما يأتي بعدها من الحسرة والندامة، وارفع رأسك، وانظر ببصرك إلى مستقبلك الحقيقي، إلى الحياة الحقيقية التي خُلقت لها حتى لا تقول كما قال الخاسر يا ليتني قدمت لحياتي، قال الله تعالى {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) } [سورة القيامة 75/20-36]
وإذا أصابك الفتور والضعف، وتثاقَلتْ نفْسُك عن الطاعة؛ فتذكر يومًا تقف فيه بين يدي الله لا ينفعك فيه إلا العمل الصالح، قال الله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) }
[سورة الإنسان 76/5-13]

لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه
أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال: )لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشرُّ منه، وفي رواية شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم(.
فهذا الخبر من أعلام النبوة؛ لإخباره ‘ بفساد الأحوال، وذلك من الغيب الذي لا يُعلم بالرأي وإنما يُعلم بالوحي.
والمقصود: لا يأتي زمان إلا والذي بعده أَشَرُّ، مثلُ كثرة الفتن وابتعاد الناس عن معين الشريعة، وانغماسهم في المعاصي كلما مرت السنون والأعوام، وهذا من حيث الأعم الأغلب.
يقول عبد الله بن مسعود: (لست أعني رخاء من العيش يصيبه، ولا مالاً يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله؛ فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر؛ فعند ذلك يهلكون).
وروي عنه أنه قال: (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شر مما كان قبله؛ أما إني لا أعني أميرًا خيرًا من أميرٍ، ولا عامًا خيرًا من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفًا, ويجيء قوم يفتون برأيهم).
وروي عنه أنه قال: (وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها، ولكن بذهاب العلماء, ثم يحدُثُ قومٌ يُفتون في الأمور برأيهم؛ فيثلِمُونَ الإسلامَ ويهدِمُونَه).
ومصداق ذلك قول الرسول ‘ ((إنَّ الله لا يقبِضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ من صدور العِبَاد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناسُ رُؤوسًا جُهالاً فسُئلوا؛ فأفْتَوا بغير علم، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)).
فهل من مشمر عن ساعد الجد في طلب العلم؛ ليكون من خير عباد الله، وأنفعهم للناس، ويحفظ أمته من الهلاك، ويجري له عمله في حياته وبعد موته، ما انتفع الناس بعلمه؟


العام بين العبرة والتهنئة
ذهب جمع من أهل العلم إلى جواز رد التهنئة بالعام الجديد؛ لأنه من العادات التي جرى عليها أمر الناس، وليس المقصود بها التعبد، لكن لا يبتدئ التهنئة به؛ لعدم ورود ذلك عن السلف، ولأن العبرة في الأزمان بالعمل فيها، لا ببلوغها.
لكن هل نهنئ بعضًا بحلول الأعوام، أو نذكِّر بعضًا بحلول الآجال، وقُربِ الرحيل؟!
إن في ذهاب الأعوام موعظةً يجب أن نعتبرها، وأن نسعى سعي المسافر الغريب في البلاد البعيدة يستحث نفسه للرجوع إلى بلده وموطنه، وليس شيء أعظم من العلم المصدَّقِ بالعمل ينقذكم مما أنتم فيه {
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)} [سورة الكهف 18/110].
اللهم إنا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، ونستغفرك مما تبنا إليك منه، ثم عدنا فيه، ونستغفرك مما جعلناه لك على أنفسنا ثم لم نوف لك به، ونستغفرك مما زعمنا أنا أردنا به وجهك فخالط قلوبنا منه ما قد علمت.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد ‘ عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبد ونبيك ومضى عـــام .
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك ما قضيت لنا من قضاء أن تجعل عاقبته رَُشَْدًا.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه.
اللهم أنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.

-------------
[1] رواه الحاكم، وصححه، ورجح بعض أهل العلم إرساله، وأن في سنده عند الحاكم خطًأ. انظر: تعليق محقق جامع العلوم والحكم (718).


الموضوع الأصلي: ومضى عـــام || الكاتب: خواطر موحدة || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





,lqn uJJJhl










توقيع : خواطر موحدة

ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

عرض البوم صور خواطر موحدة   رد مع اقتباس
قديم 12-11-12, 02:48 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
عزتي بديني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5178
المشاركات: 4,486 [+]
الجنس: انثى
المذهب: أهل السنة والجماعة
بمعدل : 0.93 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 27
نقاط التقييم: 510
عزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمر

الإتصالات
الحالة:
عزتي بديني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خواطر موحدة المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

اللهم آمين
بارك الله فيك وأحسن إليك










عرض البوم صور عزتي بديني   رد مع اقتباس
قديم 12-11-12, 09:40 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
علي السلفي
اللقب:
<font color="#FF00000">العبــد الفقيــر</font>
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية علي السلفي


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 87
المشاركات: 4,403 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني سلفي
بمعدل : 0.86 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 29
نقاط التقييم: 615
علي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميع

الإتصالات
الحالة:
علي السلفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خواطر موحدة المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

اقتباس:
وكم ودعنا فيه من أحبة، و فقدنا فيه من أعزة، أسلمناهم إلى الردى والبِلى، وتركناهم في مكان موحش مظلم، ووالله كما ودَّعنا فسوف نُودَّعْ، وكما بكينا فسوف يُبكى علينا، وكما حَمَلْنا فسوف نُحمَل، وكما تَركنا أحبتنا فسيتركوننا.
جزاك الله خيرا ونفع بك










توقيع : علي السلفي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لمن ضاقت به الدنيا

عرض البوم صور علي السلفي   رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:39 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
الشاهين
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 5905
العمر: 41
المشاركات: 721 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: أهل السنة
بمعدل : 0.15 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 16
نقاط التقييم: 124
الشاهين سيصبح متميزا في وقت قريبالشاهين سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
الشاهين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خواطر موحدة المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

في الحقيقة إن هذا الموضوع فعلا قيم .

نسأل الله أن يجزل لكم المثوبة على هذا النقل الموفق .

شكرا جزيلا لكم .










توقيع : الشاهين

(( الطاعات الخفية من أعظم أسباب صلاح النية ، فاحرص رعاك الله على الإكثار من العبادات الخفية حتى تكون من أصحاب القلوب السليمة والأحوال المستقيمة ))
د . سليمان الرحيلي

عرض البوم صور الشاهين   رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 09:21 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
درر الشهد
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 3947
المشاركات: 7,014 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سنية
بمعدل : 1.43 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 32
نقاط التقييم: 480
درر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمر

الإتصالات
الحالة:
درر الشهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خواطر موحدة المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ










توقيع : درر الشهد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور درر الشهد   رد مع اقتباس
قديم 24-12-12, 06:31 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
خواطر موحدة
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 3393
المشاركات: 7,543 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.61 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 29
نقاط التقييم: 106
خواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريبخواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
خواطر موحدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خواطر موحدة المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : خواطر موحدة

ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

عرض البوم صور خواطر موحدة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 :
خواطر موحدة, عبق الشام

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 03:15 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant