المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2011 |
العضوية: |
6073 |
المشاركات: |
2,803 [+] |
الجنس: |
انثى |
المذهب: |
سنيه |
بمعدل : |
0.59 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
22 |
نقاط التقييم: |
359 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
كـلمـة أخيـرة :
اذا تبين لك – أيها الاخ الكريم – ما ذكرت .. وأردت ان تنطلق فى هذا الكتاب " اصول الوصول الى الله تعالى " , فاعلم – اخيرا – انها سفرة .
سفر حقيقى .. ليست رمزية بعيدة .. انما هى حقيقة الحياة ونقلتها .. والانسان حتى فى حياته الاعتيادية ما هو الا بين سفر وسفر طال او قصر , لينبهنا الله بالصغير على الكبير , وبالتافه على المهم وبالطارىء على المستديم .. وقد كان يذكر انه فى الدنيا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها .
والمؤمن مع سفرته الطويلة , فدونها اسفار .. فبعد ان قطع سفرته من الجاهلية الى الاسلام , ثم تسامى بنفسه من المعاصى الى الطاعات شمر عن ساعد الجد حتى سافر من السفوح الهابطة الى القمم السامقة وكان من السابقين بالخيرات .. وهو من هؤلاء الذين ندعوهم الى هذه السفرة .
انه السفر الاهم الموصل الى طريق النجاة الى رضا الله .
" واعلم ايضا ان السائر الى الله لا ينقطع سيره اليه ما دام فى قيد الحياة , ولا يصل العبد ما كان حيا الى الله وصولا يستغنى به عن السير اليه البتة وهذا عين المحال , بل يشتد سيره الى الله كلما زادت ملاحظته لتوحيده , واسمائه وصفاته . ولهذا كان رسول الله أعظم الخلق اجتهادا وقياما بالاعمال , ومحافظة عليها الى ان توفاه الله , وهو اعظم ما كان اجتهادا وقياما بوظائف العبودية , فلو أتى العبد بأعمال الثقلين جميعها لم تفارقه حقيقة السير الى الله , وكان بعد فى طريق الطلب والارادة " .
ولا يزال الرسول يوصى بسؤال الله – تعالى - الهدايا .. وما الهدايا الا لمن وجد الطريق بعد الضلال ..
يقول ابن القيم :
" حيث أمره أن يذكر اذا سأل الله الهدى . الى طريق رضاه وجنته , كأنه مسافر , وقد ضل عن الطريق . ولا يدرى أين يتوجه , فطلع له رجل خبير بالطريق عالم بها , فسأله أن يدله على الطريق , فهكذا شأن طريق الاخرة , تمثيلا لها بالطريق المحسوس المسافر , وحاجة المسافر الى الله – سبحانه وتعالى – الى أن يهديه تلك الطريق اعظم من حاجة المسافر الى بلد الى من يدله على الطريق الموصل لها " .
فلابد لك – أيها السائر الكريم – فى هذا الطريق من صدق اللجأ الى الله .. ان يهديك ويأخذ بيديك فى طريق الوصول اليه .. فدوما تدعو وتتضرع وتفتقر اليه – سبحانه – تمام الافتقار فى كل خطوة وفى كل مرحلة تقطعها على هذه الطريق .
" فالفقر الحقيقى : دوام الافتقار الى الله فى كل حال , وأن يشهد العبد – فى كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة – فاقة تامة الى الله - تعالى – من كل وجه "
فاللهم .. انا نفتقر اليك ونستهديك ,فاهدنا لصالح الاعمال والاخلاق, فانه لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها الا انت .. اللهم اهدنى صراط الوصول اليك .. يا منجى الهلكى ويا منقذ الغرقى .. يا عظيم الاحسان .
الهى .. ان كانت ذنوبى قد اخافتنى , فان محبتى لك قد أجارتنى , فتولّ من أمرى ما انت اهله , وعد بفضلك على من غره جهله .
الهى .. لو أردت اهانتى لما هديتنى , ولو أردت فضيحتى لم تسترنى , فمتعنى بما له هديتنى , وأدم لى ما به سترتنى .
الهى .. وسيدى ومولاى .. اعقد قلبى بحبل محبتك , واستدرجنى الى اقصى مرادك , واسلك بى مسلك أصفيائك , واكشف لى عن مكنون علمك , حتى أصل الى رياض قدسك , وأجتنى من ثمار الشوق اليك , وأتشرب من حياض معرفتك , واتنزه فى بساتين الائك , واستنقع فى غدران ذكر نعمائك .
اللهم .. اجعل قلبى من القلوب التى سافرت اليك , وأنست بك , واجعل نفسى من النفوس التى زالت عن اختيارها لهيبتك , واطلفها من الاسر لتجول فى خدمتك مع الجوالين .
اللهم .. آت نفوسنا تقواها , وزكها انت خير من زكاها , انت وليها ومولاها .
اللهم .. انا نعوذ بك من علم لا ينفع , ومن قلب لا يخشع , ومن نفس لا تشبع , ومن دعوة لا يستجاب لها
آمين .. آمين .. آمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بايمان واحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين ..
|