10-08-13, 01:44 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
قصة من قصص الاندلس الحزينه أبكتني كثيراً ..
في ذلك العصر الغابر في الأندلس.. عصر ملوك الطوائف.. الذي جاء بعد موت محمد ابن ابي عامر المنصور ..ذلك الوزير الداهية.. الذي استبد بالحكم بعد موت الخليفة.. الحكم من دون ولده هشام المؤيد بالله. لينهى بذلك حكم بني أمية.. في الجزيرة الذي استمر قرابة اربعمئة عام ..منذ ان اسسها و حكمها عبد الرحمن الداخل. فبعد موت ابن ابي عامر المنصور.. و قد كان حاكما قويا و يدفع له الجزية من قبل ملوك القوت "الاسبان"..ضعفت البلاد.. و حدثت المؤامرات والفتن ..و بدأت القبائل بالإستقلال بالأطراف. و كان أول من بدأ بالاستقلال" بنو عباد في اشبلية".. ثم بنو زيري في غرناطة.. ثم بنو هود في سرقسطة.. ثم بنو ذي النون في طليطلة.. ثم بنو عامر في بلنسية.. ثم بنو الأفطس في بطليوس.. و بقيت قرطبة في يد بني حمود ثم بني جهور.. زواج الامير " محمد بن عباد" بالجارية "اعتماد الرميكة " و في ذلك العصر ..كان "محمد بن عباد" ولد الخليفة المعتضد بالله الطاغية.. ملك اشبلية.. يتمشى مع صاحبه و وزيره ..فيما بعد ابن عمار عند مرج الفضة. و كان على عكس ابيه.. شاعرا رقيق القلب ..يختلط بالعامة.. و بينما هما يتمشيان عند ضفاف النهر ..نظر محمد الى تموجات النهر بفعل الرياح ..و قال "صنع الريح من الماء زرد" و طلب من ابن عمار ان يجز اي ..ان يكمل ببيت اخر من الشعر.. و قد كان ابن عمار نفسه شاعرا. و أخذ ابن عمار يفكر "صنع الريح من الماء زرد" ثم ماذا يا ابن عمار ..و لكن دون جدوى.. كأن الله أراد أن يخرسه.. لينطق تكملة البيت على لسان الجارية"اعتماد" ..التى سمعتهما.. بينما هي تغسل الثياب عند حافة النهر.. فأكملت قائلة.. "أي درع لقتال لو جمد" مكملة صدر البيت الشعري الذي نطق به الامير .. فكان هذا البيت سبب سعدها ..وشقائها فيما بعد. فما ان وقعت عين محمد بن عباد عليها ..حتى افتتن بجمالها ..كما افتتن بسرعه بديهتها وذكائها . و عرف "محمد بن عباد" ..انها جارية عند الرميك ابن الحجاج تخدم زوجه.. فأرسل الخدم و المزينات ليخطبوها له و يحملوها اليه لا كجارية.. و لكن "كزوجة حرة". فلم يكن حاجته اليها حاجه الجسد التي تنقضي بإنقضاء اللذة و لكن حاجته اليها كانت حاجة الجوارح و الفؤاد ..تلك الحاجات التي لا تنقضي الا بمفارقة الروح الجسد ..و لذلك لم يضمها الي جواريه و قد كان ذلك هينا عليه.. و كان محمد ولها بها ..لا يصبر على فراقها ساعة.. يكن لها محبة خاصة .. حتى اذا مات ابوه المعتضد.. و تولى من بعده الحكم ..اشتق لقب الملك من حروف اسمها ..فسمى نفسه.. "المعتمد بالله بن عباد"..من اسم الزوجة " اعتماد" ..الجارية سابقا .. لتخلد محبته لها في اخبار التاريخ ..عاشت معه في رفاهية وعز فاق الوصف.. وحظيت عنده حتى كان لايرد لها طلبا .. قصة المثل " ولا يوم الطين" ..الذي يستعمله مسدي المعروف ..لناكر الجميل .." لا بارك الله في ناكر الجميل.. انى كان وحيث كان" وفي يوم من الأيام .."الملكة اعتماد" ..دائما اذكر " الجارية سابقا" ..رأت نساء من البادية يبعن اللبن ..وقد شمرن عن سوقهن ..وسواعدهن..يخضن في الطين .. فقالت اعتماد : اشتهي أن أفعل أنا وبناتي.. كفعل هؤلاء البدويات .. فما كان من "ابن عباد" ..الملك طبعا..الا ان بادر الى تلبية طلبها.. ولكن بطريقة البذخ ..والتبذير المفرطة.. التي كلفت خزينة دولته أموالا طائلة ..حيث أمر بالعنبر والمسك والكافور.. فسحق بماء الورد.. ليكون في هيئة الطين ..واحضر القرب والحبال.." لاعتماد الملكة" و"بناتها الاميرات".. فحملن القرب والحبال ..ورفعن عن سوقهن ..وخضن في طين العنبر والمسك والكافور . ويقولون : في يوم غاضبها المعتمد بن عباد في بعض الأيام , فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط , فقال : ولا يوم الطين ؟ فاستحيت واعتذرت و انجبت له "اعتماد".. البنين و البنات ..و كان يدعوها "بأم الربيع".لم تكن فقط امرأة جميلة.. و لكنها كانت صاحبة عقل ناضج رغم صغر سنها .. و رأي سديد رغم جهلها باصناف العلوم.. و كان زوجها الملك ..يرجع إليها في كثير من أمور الدولة..و على الرغم من ذلك.. لم ينس العامه قط ..انها كانت جارية.. و ظلت عندهم "اعتماد الرميكية".. التي تغسل الثياب عند النهر.. و في عهد المعتمد توسعت البلاد ..فضم اليه قرطبة و رندة و ماربيلا ..و مع ذلك لم تكن مملكته مملكة قوية.. فقد توسع فيها بمساعدة الفونسو ملك قشتالة.. و كان يعرف عندهم باسم (الأدفونش).. و كان ذلك بدفع الجزيه له و موادعته. وظل الحال هكذا يغير ملوكهم و امرائهم على ما بيد الأخر ..طمعا حتى ضعف أمرهم ..وشتتت شملهم غلبهم على امرهم الأسبان.. فراوا استدعاء المرابطين من المغرب لنجدتهم. و المرابطين هؤلاء.. هم قوم اللثام و الجمال ..الذين استطعوا توحيد بلاد المغرب.. و قد كانت في فرقه ..فخلصت اليهم و كان سلطانهم يوسف بن تاشفين. و كان صاحب الرأي في استدعائهم هو المعتمد نفسه.. فهم يوسف بن تاشفين لنجدة مسلمي الأندلس.. و عبر الى الجزيرة..سنة 479 هجرية بجيوشه الجرارة.. بقيادةقائده دواود بن عائشة..و تقابلت جيوش المرابطين و الأندلسين مع جيوش الفونسو فكانت موقعة هائلة.. انتصر فيها المسلمون انتصارا هائلا.. و عرفت بواقعة "الزلاُقة".. و هرب الفونسو و هو جريح. ثم اصطلح الفريقان و رفع ظلم الإسبان عن مسلمي الأندلس.. و لم يدفعوا لهم الجزية المعتادة كل سنة و تسمى يوسف بن تاشفين.. بعد واقعه الزلاقه باسم أمير المسلمين. و قد غنم المسلمون الشيء الكثير جدا من الأموال.. و الأنفس في هذه الموقعة، فترك ابن تاشفين هذا كله الى أهل البلاد ..و عاد الى بلاده.. و لكن لم يستمر الحال هكذا.. فقد ادرك الفونسو.. ان الحال لن يدوم كثيرا ..فلن يكون بوسع ملوك الأندلس ..طلب النصرة من المرابطين كل مرة ..خشية ان ان يأتوا ..و يمكثوا في الجزيرة..و يسلبوهم الملك ..و قد رأوا خيرات البلاد ..و ذاقوا حلاوتها. فبعث الفونسوا خطاب الى اضعفهم عبدالله بن باديس.. ملك غرناطة.. و طلب منه الجزية.. فتفطن عبدالله الى ما يرمي اليه الفونسو.. فهادنه ..و دفع اليه الجزية.. فكان ذلك سببا في إنقلاب العامة.. و الفقهاء عليه خصوصا ..و قد زادت المغارم و المكوث عليهم لدفعها الى الرومي. فشكا اهل البلاد لإبن تلشفين.. طلبوا منه العودة الى بلادهم لأخذها و توحيدها. فعبر بن تاشفين مرة أخرى سنه 483 هجرية الى الأندلس.. و استولى بسهولة على غرناطةو اسر عبدالله بن باديس و نفاه الى المغرب و فزع المعتمد بن عباد.. و خاف من بن تاشفين ان ينزعه الملك.. فحصن اسوار مدنه ..و كتب الى الفونسو يطلب نصرته.. و عندما علم بن تاشفين بما فعله المعتمد ..حشد جنده الي اشبلية.. و قاتل "المعتمد بن عباد" الذي قاتل قتال اليائس للدفاع عن ملكه.. و لكنه ما لبث ان استسلم على ان يؤمن دمه و دم عياله من القتل. و مع ذلك قتل اثنين من أولاده.. و يقال ثلاث على يد المرابطين ..و كانوا كلهم ابناءه من "اعتماد". و اسره بن تاشفين ..مع من بقي من عياله و اخرجه ذليلا على مشهد و مرأى من الناس ..منفيا الى بلاد المغرب ..غير انه عقابه اشد العقاب لطلبه "النصرة من الرومي" و قتاله اياه فنفاه الى اقصى بلاد المغرب.. الى مدينة اغمات على بغلة يركبها هو و "اعتماد".. بينما حرس المرابطين يركبون الأحصنة..امعانا في ذله.. و اسكنه في بيت وضيع بدائي في المدينة.. وو ضع عليه حارسا غليظا.. وقيد رجليه في الحديد حتى لا يخرج من البيت.. و لم يكتفي بذلك بل منع عنه المال و الأقوات.. فأصبح بناته حفاة عراة.. يغزلون الغزل و يبعيونه في الأسواق.. ولا يجد من يشترونه منهم.. و اصبح الناس يتصدقون عليهم بالمال و الطعام و الملابس و تقول بعض الروايات ..ان حاجبه الذي كان يدفع الناس عن بابه و يخدمه قد هاجر بعد دخول المرابطين الأندلس الى المغرب.. كان يحسن و يتصدق على اولاده. و عادت الرميكية الى سيرتها الأولى.. و ان كانت اشد بؤسا تغسل الخرق البالية.. و تخبز ما يتسنى لها من الخبز الذي يستطيع اولادها الحصول عليه من بيع الغزل.. فبعد ان كانت سيدة القصر تخدمها الجواري ..و الغلامان ..اصبحت وضيعة حقيرة.. تتسول مع اولادها الأمراء ..و من شدة حالهم ..كتب عنهم الشعراء.. و تدخل الناس لكي يعفوا عنهم بن تاشفين ..او ان يوسع لهم في النفقات ..و لكنه ابى ..و وافق فقط على ان يفك قيد الرجل. و رأى المعتمد بعينيه "اعتماد وبناتها" يكشفن عن سوقهن.. ليخضن في الطين ..في ثياب ذل ومهانة ،، فقال : يطأن في الطين والأقدام حافية** وقد كن يطأن المسك و الكافور. و ماتت اعتماد فلم تتحمل الذل.. وحزن المعتمد عليها حزنا شديدا.. و مات حزنا و كمدا عليها.. و على الذل الذي لقيه بعد العز و الملك. و دفنا كلاهما في" مدينة اغمات ..جنوب المغرب.."..و مازال ضريحهما هناك.. و قد كتب عليه هنا دفن "المعتمد بن عباد.. و زوجته اعتماد الرميكية"الذي شاركته افراحه و اتراحه .واوصى ان يكتب على قبره: " قبر الغريب سقاك الرائح الغادي حقا ظفرت باشلاء ابن عباد نعم هو الحق وافاني به قدر من السماء فوافاني بميعاد ولم اكن من ذاك اليوم اعلم ان الجبال تهادى فوق اعواد! و كتب ابن عباد هذه الأبيات يرثى نفسه يوم العيد و هو في الأسر فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ************ فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعة ************يغزلن للناس مـا يملكـن قطميـرا برزن نحوك للتسليم خاشعة *************** أبصارهن حسيـرات مكاسيـرا يطأن في الطين والأقدام حافية ************* كأنها لم تطـأ مسكـاً و كافـورا لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره ***************وقبل كان بماء الورد مغمورا لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ ****************وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا أفطرت في العيد لا عادت مساءتـه ******** فكـان فطـرك للأكبـاد تفطيـرا قد كان دهرك إن تأمره ممتثـلاً *********** فـردك الدهـر منهيـاً ومأمـورا من بات بعدك في ملك يُسَرُّ بـ....... فإنمـا بـات بالأحـلام مغـرورا والله أنها وصفت الحال ,, الابيات حزينة وحزن المعتمد مازال الى الان .. ---------------------------------------------- هذه القصور لطالما جال المعتمد فيها و صال مع حبيبة و زوجه .(( اعتماد )).
rwm lk rww hghk]gs hgp.dki Hf;jkd ;edvhW >> التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 06-04-18 الساعة 07:23 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
31-08-13, 01:05 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02-09-13, 08:25 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
جزآكم الله خير .. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09-09-13, 12:50 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11-09-13, 12:57 AM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
بارك الله فيكم .. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11-09-13, 02:43 AM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
بآرك الله فيك ونفع بك الأمة ننتظر موآضيعك الرآئعة والمميزة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12-09-13, 02:20 AM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
جزآك الله خير |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-04-18, 02:50 AM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
رفع الله قدرك وجزاك خيرا وجعلها بميزان حسناتك ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-01-24, 07:38 AM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حفيدة عائش
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
بارك الله فيكم ...
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
السليماني, الشـــامـــــخ, خواطر موحدة |
|
|