قُمْ ناجِ الإلهَ واسْلُكْ خَلفَ مَنْ بَادُوا...رَقَدَتْ عَلى الرَّمْسِ أَرَوَاحٌ أَجْسَادُ
هَذِه القُبُورُ بُيُوتٌ لا عِمَادَ لهَا...قَفْرُ البِنَاءِ خَالٍ مِنْهَا أَجْنَادُ
فَلا الْمُلُوكُ مُلُوكٌ في أَكِنَّتِهَا...وَلا الثَّرَاءُ مُعِينٌ فِيْهَا وَلا زَادُ
فَكَمْ مِنْ فَقِيْرٍ غَنِيٌ عِنْدَ مَدْخَلِهِ...وكِمْ مِنْ غَنِيٍ لَهُ مِنْ الْمَلَكَيْنِ إرْصَادُ
مَصَارِعُ قَومٍ كَمْ رَغِمَتْ أُنُوفٌ بها...وَكَمْ جَثَا بِتُرْبَتِهَا عُبَّادٌ وَ زُهَّادُ
لَولَا القُبُورُ لَمَا طَابَتْ مَعِيشَتنُا...وَلا سَمَتْ عَلى صَغِيْرِ الإثـْمِ أَعْوَادُ
بَنِي التـُّرَابِ لا تَنَسْونَ اُمَّكُمُ...عُودُوا لِمَحْضَنِها فَلهَا أصْلَانا قَدْ عَادُوا
أَيْنِ الأُولُوا طَافُوا بِسَاحَتِكُمْ...وَكَانَ لَهُمْ فِي قَرَيِبِ الأَمْسِ إرْعَادُ
بِالأمْسِ كُنَّا عَلى الْدِّيبَاجِ نَحْسُدُهُمْ...وَالْيَومَ نَشْهَدُهُمْ عَلى الأَكْفَانِ اعْتَادُوا
مَرَرْتُ عَلى الْمَسْكَنِ الْمَهْجُورِ أَسْاَلُهُ...هَلْ فِي الدّيَارِ أَوِ الْعُمْرَانِ أَوْلَادُ
تَغَّيرَ الْمَسْكَنُ الْمَعْمُورُ واخْتَلَفَتْ...عَلَى الْمَدَاخِلِ أَشْبَاحٌ ثَمَّ أَضْدَادُ
قَالَ الْقَرِينُ وَقَدْ عَايَنَ حَقِيْقَتَهُ...الْمَوتُ حَقٌ لَهُ الإنسَانُ يَنْقَادُ
هِيَ اْلدُّنْيَا دَارُ الْغُرُورِ لِمَنْ...نَسِيَ الإلَهَ وَأضْحَى لِلْشَّهَوَاتِ يَرْتَادُ
أَيَّامٌ هِيَ الإنْسَانُ يَعْبُرُهَا...وَلَهُ فِي قَرَيِبِ مَعَ الْرَّحْمَنِ مِيْعَادُ
إِذَا تَسَامَى فَتَخْفِيفٌ ثَمَّ مَغْفِرةٌ...وإِذَا تَمَادَى فَهُوَ الْظَّالمُ الْصَّادُ