بيت فـرق وأديـان قسم مخصص لجميع الفرق والأديان التي تنسب نفسها للإسلام وغير الإسلام أيضاً |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
27-06-14, 10:44 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبو فراس السليماني
المنتدى :
بيت فـرق وأديـان
ويجادلنا هؤلاء بقول رابعة: "ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعاً في جنتك، وإنما عبدتك لذاتك"، ثم يهتفون لرابعة شهيدة العشق الإلهي! رابعة التي تزعم أنها تجردت من كل رغبة، أو رهبة أو طمع، أو خوف!. هؤلاء ينسون أن رابعة بهذا السحر الصوفي الفاتن تستشرف عِزة الألوهية! وتفتري لنفسها الشائنة مقاماً يسمو عن مقام الرسل الذين جعل الله من صفاتهم أنهم يدعونه: رَغَباً ورَهَباً، أو خوفاً وطمعاً، يقول الله عن زكريا وآله: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات، ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً ، وكانوا لنا خاشعين) ثم تأمل هذه الآيات التي تنجيك من سحر رابعة: ( وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين) وصَفَ الله من يدعونه خوفاً وطمعاً بأنهم محسنون، والإحسان أسمى مراتب العبادة، وأكمل مقامات العبودية، والعبودية هي غاية الحب، مع غاية التذلل ، فما الحب الذي تطفح به مشاعرُ رابعة ؟! ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذُكِّروا بها، خَرُّوا سُجَّدًا، وهم لا يستكبرون، تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا، ومما رزقناهم ينفقون) أرأيت في صور القديسين الناسكين أروع من صور هؤلاء الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لذكر الله؟! ومن أخص صفاتهم دعاء الله خوفاً وطمعاً! فما حب رابعة؟! من أخص خصائص البشرية أنها ترغب وترهب، حتى بشرية الأنبياء والرسل. ترهب وهي أسمى مقاماتها، ومن أصدق الدلائل على الحب المسيطر القاهر، أن يمتلىء القلب رغبة في المحبوب ورهبة منه. رغبةً في رضاه، ورهبة من غضبه ( 1 ) أو جفاه ، فإذا لم تكن ثَمَّ رغبة في نواله، فقد سئمته، وإذا لم تكن ثَمَّ رهبةٌ من عقابه فقد احتقرته، وكلما تسامى الحب، قويت الرغبة في نوال المحبوب، واشتدت الرهبة من حرمانه. الرغبة والرهبة جناحا الحب اللذان يُحَلِّق بهما فوق الذرى، فإذا تجردت منهما كان حبك كاذباً ، لا يقهر منك شعوراً، ولا يُوَجِّه إرادة. ولكن رابعة تزعم أنها تجردت من تلك البشرية الطهور، بشرية القديسين، بشرية أولى العزم من الرسل! فماذا وراء هذا الزعم؟ وراءه أنها في قمتها العليا لا تدنو منها مكانة المصطفين الأخيار من أنبياء الله، وراءه أنها ليست بشراً، بل إلهاً، فالملائكة أنفسهم يرغبون، ويرهبون! وراءه اتهامٌ صريح لمن نَزَّل القرآن – وتعالى الله عن إفك رابعة – بأنه أخطأ حين أمرنا أن ندعوه خوفاً وطمعاً، ودَاجَى حين رغَّبَنَا في الجنة، وخَوَّفنا من النار. دعواها التجرد شعورٌ منها – وما أخبث هذا الشعور وأكذبه – بأنها ساوت من تحب!! ثم مَنْ رابعة هذه ؟ أليست هي التي تقول عن الكعبة: "هذا الصنم المعبود في الأرض "؟. ( 2 ) ثم اقرأ هذه الآية: ( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون، إذ قالت : ربِّ ابْنِ لي عندك بيتاً في الجنة ) هذه القدِّيسة العظيمة التي طيب الله ذكرها، وخلَّده في كتابه، وضربها مثلاً للذين آمنوا، إنها تضرع إلى الله؛ ليبني لها بيتاً في الجنة، أما رابعة التي لا تزن في القيمة خاطرة من امرأة فرعون، فتستعلي أن تطلب الجنة! واقرأ النور في قوله سبحانه: ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقْتَلُون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل) وَعْدٌ كريم عظيم من الكريم القادر، يشتري به نفسَ المؤمن ومالَه، وما ذلك الوعد؟ أن تكون له الجنة، وقد وصف وعده في ختام الآية بقوله تعالى: "وذلك هو الفوز العظيم" ولكن رابعة في تعاليها الجاحد، لا تراه فوزاً عظيماً، فتطلب غيره! أليس هذا اتهاماً للكريم بالبخل، أو بأنه لم يحسن الوعد، ولا شراء نفسِ المؤمن ومالِه بالجنة ؟! ***************** ( 1 ) وجزاء رضوان الله في الآخرة الجنة، وجزاء غضبه فيها النار، فإذا لم ترغب في جنته، فأنت غير راغب في رضاه، وإذا لم ترهب ناره، فأنت لا ترهب غضبه، وإذا لم ترغب الرضا، وترهب الغضب، فأنت دَعي حبٍّ كذوب ( 2 ) ص 38 وما بعدها كتاب شهيدة العشق الإلهي للدكتور بدوي الموضوع الأصلي: دعاوى الصوفية وأدعيتهم || الكاتب: أبو فراس السليماني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد ]uh,n hgw,tdm ,H]udjil
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 70 ( الأعضاء 0 والزوار 70) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
محب الاسلام العظيم, السليماني, الشـــامـــــخ, omloay |
|
|