17-10-14, 11:22 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . فائدة: الغوص في دقائق المعاني وتجاوز قالب اللفظ من له غوص من دقائق المعاني يتجاوز نظره قالب اللفظ إلى لب المعنى، والواقف مع الألفاظ مقصود على الزينة اللفظية. فتأمل قوله تعالى: { إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى }، كيف قابل الجوع بالعري والظمأ بالضحى والواقف مع القالب، ربما يخيل إليه أن الجوع يقابل بالظمأ والعري بالضحى. والداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى الفصاحة والحلالة، لأن الجوع ألم الباطن والعري ألم الظاهر فهما متناسبان في المعنى، وكذلك الظمأ مع الضحى، لأن الظمأ موجب لحرارة الباطن والضحى موجب لحرارة الظاهر. فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرًا وباطنًا. وفي هذا الباب حكاية مشهورة وهي أن ابن حمدان قال يومًا للمتنبي: قد انتقد عليك قولك: وقفت وما في الموت شك لواقف *** كأنك في جفن الردى وهو نائمُ تمر بك الأبطال كلمى هزيمة *** ووجهك وضاح وثغرك باسمُ قالوا: ركبت صدر كل بيت على عجز الآخر وكان الأولى أن يقول: وقفت وما في الموت شك لواقف ** ووجهك وضاح وثغرك باسمُ تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ** كأنك في جفن الردى وهو نائمُ فليتم المعنى حينئذ، لأن انبساط الوجه ووضوحه مع الوقوف في موقف الموت أشبه بأوصاف الكماة، والسلامة من الردى مع مرور الأبطال كلمى هزيمة أعجب في حصول النجاة. وهذا كما انتقد على امرىء القيس قوله: كأني لم أركب جوادًا للذة *** ولم أبتطن كاعبًا ذات خلخالِ ولم أسبا الزق الروي ولم أقل *** لخيلي كُرّي كرة بعد إجفالِ فلو قال: كأني لم أركب جوادًا ولم أقل ** لخيلي كري كرة بعد أجفالِ ولم أسبا الزق الروي للذة ** ولم أبتطن كاعبًا ذات خلخالِ كان أشبه بالمعنى، لأن ركوب الخيل أشبه بالكر على الأبطال وسبا الزق أليق بتبطن الكواعب. فقال المتنبه -يعني قائل الشعر المدعو بالمتبي الكذاب-: اعلم أن القزاز أعلم بالثوب من البزاز، لأن القزاز يعلم أوله وآخره، والبزاز لا يرى منه إلا ظاهره. وهذا الانتقاد غير صحيح، فإني قلت: * وقفت وما في الموت شك لواقف * فذكرت الموت وتحقق وقوعه في صدر البيت ثم تممت المعنى بقولي: * كأنك في جفن الردى وهو نائم * والردى الموت بعينه، فكأني قلت: وقفت في مواضع الموت ولم تمت، كأن الموت نائم عنك فحصل المعنى مناسبًا للقصد. ثم قلت: تمر بك الأبطال كلمى هزيمة، ومن شأن المكلوم والمنهزم أن يكونا كاشحي الوجوه عابسيها خائبي الأمل، فقلت: * ووجهك وضاح وثغرك باسم * لتحصل المطابقة بين عبوس الوجه وقطوبه ونضارته وشحوبه، وإن لم تكن ظاهرة في اللفظ فهي في المعنى يفهمها من له في إدراك دقائق المعاني قدم راسخ. وأما قول امرىء القيس: * كأني لم أركب جوادًا للذة * فإنه لما ذكر الركوب في البيت الأول تممه بما يشبهه ويناسبه من ركوب الكواعب ليحصل لذة ركوب مهر الحرب وركوب مهر اللذة. وأما البيت الثاني فمن شأن الشارب إذا انتشا أن تتحرك كوامن صدره ويثور ما في نفسه من كوامن الأخلاق إلى الخارج. فلما ذكر الشرب وحاله وتخيل نفسه كذلك فتحرك كامن خلقه من الحماسة والشجاعة فأردفه بما يليق به. ثم ذكر الآية وتكلم عليها بنحو ما تقدم. ------------- من بدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله .
thz]m: hgy,w td ]rhzr hgluhkd ,j[h,. rhgf hggt/ >
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23-10-14, 05:08 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دعوة الاسلام
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29-11-14, 03:18 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دعوة الاسلام
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|