|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-10-15, 06:09 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
يجرُّني قلمي لأعبث بصندوق الذكريات، فوقفت أنا وإيَّاه على منتصفِ المرحلة الابتدائية، حينَ كنتُ في الصف الرابع، وقبل أن أنتشل ذاك الموقف المرعب من قاع الذكريات، أحب أن أقول: إن الكثير يعرف عن الكاتبة حبَّها الشديد لأفلام الكرتون؛ إذ ما زلت أتابعها حتى يومي، ومما يشدني فيها قصة (هايدي) الطفلة اليتيمة، التي تعشق الطبيعة، وتعامل مَن حولها بسجيتها العفوية، فلما انتقلت للمدينة أرهقَ قلبَها أمران: أولاهما: قسوة المدينة المتمثلة بأبنيتها الشاهقة التي حجبت عنها نور الشمس وأنسام الهواء النقي. ثانيهما: قسوة المربية (الآنسة روتن ماير) التي ما برحت تحتدّ وتشطاط غضبا صبّته على تلك الروح الرقيقة. وتنتقل صورة (الآنسة روتن ماير) إلى (الآنسة مِنشن) مديرة مدرسة (سالي) التي أبكت (جيل الطيبين)، لم تختلف (الآنسة مِنشن) لا في الشكل ولا في الطبع، بل كانت أسوأ من (الآنسة روتن ماير) بأضعاف مزيدة. لستُ أمزح في ذكر هذه النماذج الكرتونية؛ لأن ظاهرة (الآنسة مِنْشِن والآنسة رُوتِنْ مايَر) كائنة في مدارسنا، بل حتى في بيوتنا، إنّ الكثير من المربين تلوح في سلوكياتهم رائحة (منشن وروتن ماير). أعود بكم الآن إلى حيث كنتُ في الصف الرابع الابتدائي، ذاتُ عشر سنوات بريئات، وفي يوم ما رنَّ جرسُ الحصة الخامسة، فسألتُ مجاورتي: أهذه الحصة الأخيرة؟ قالت: نعم. فحملنا حقائبنا وخرجنا من الفصل،ذهبت زميلتي إلى بيتها مباشرة؛ لأن الصفوف الأولى (1،2،3) نتصرف مبكرا، أما أنا فألقيت بحقيبتي بجانب أحد الأعمدة في ساحة المدرسة واسْتندتُ عليها. ثم لاح لي من نافذة فصلي وجود الطالبات! وتبيّن لي وجود معلمة! بمعنى أن هناك حصة سادسة أيضا وليس صرفة كما توهمت أنا وزميلتي!، رجف قلبي وترددُت هل أدخل؟ أم أبقى؟ لو دخلت ستعاقبني المعلمة ولو بقيت أيضا ستعاقبني! يا رباه ماذا أفعل؟ حيرة طفلٍ قاتلة. وقررتُ أن لا أدخل، فلما انتهت الحصة السادسة خرج زميلاتي فقالت إحداهن لي: يا ويلك من المعلمة غدا!!. ______________________________________________ ذهبت للبيت وظل قلبي مضطربا لم يسكن، وفي صباح اليوم التالي حين دخلت للمدرسة وبعد انتهاء الإذاعة الصباحية جاءت المعلمة التي كانت في الحصة السادسة وسألتني: أنت نجلاء؟ اختلجَ قلبي وقلت: نعم، وهذه زميلتي زينب (التي ذهبت لبيتها) فقالت المعلمة وهي تقوّس حاجبيها وتبرم شفتيها: تعالا. مشينا وراءها فاستقبلتنا المديرة (الآنسة منشن وروتن ماير) وقالت بصراخ: أهلا! أهلا! ، فتيات يهربن من الفصل! ولم تُتِحْ لنا فرصة لنشرح الموقف بوضوح، ولو أتاحته لما استطعنا لصغر سننا وسوء استقبالها، فما كان منها إلا أن نادت على إحدى المعلمات وكان بيدها مسطرة خشبية غليظة! آه يا رباه! تخنقني العبرة وأنا أستدعي هذا الموقف بتفاصيله، أخذت المسطرة وهوتْ بها على أجسامنا الغضّة، وهي تزفر غضبا وحنقا - تبًّا لها - ، قامت تضربنا بأسلوب وحشيّ لا ينمّ عن إنسانية أبدا. تضرب وتسبّ، تضرب وتسب!. ومن مليح الموقف أنها حين كانت تضربني جاءت أغلب الضربات على الجانب الذي أحمل عليه حقيبتي، فلم أتألم كثيرا، أما زميلتي فواهًا لها مما احتملته. ثم زلفنا إلى الفصل. _________________________________________ أيها القارئ الكريم ألستَ معي في وجود ظاهرة الآنسة مِنْشِن والآنسة رُوتِنْ مايَر في مدارسنا؟ من أيّ شيء قُدَّتْ قلوبُ هؤلاء؟ لماذا هذه السَّادية المتجذّرة في نفوسهم؟ أيعقل إنسان مسلم سويٌّ يتلذّذ بضرب الأطفال؟ هل هؤلاء يستحقون أن يكونوا في المحاضِن التربوية؟! هل فكروا للحظة واحدة في يوم الحساب والقصاص؟ هل للرحمة مكان إعرابيّ في حياتهم؟! لقد رَحِمَ رسول الله الجماد والحيوان قبل الإنسان، فما لهؤلاء غِلاظ الأكباد قُساة القلوب لا تتحرك ذرة من الرحمة في قلوبهم تجاه الأطفال. رأى حُمّرة (نوع من الطيور) تضطرب فقال:"من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها". كيف بمن يفجع الأطفال؟! وصاح الجذع الذي كان يتكئ عليه فضمه إلى صدره بأمي هو وأمي عليه الصلاة والسلام، أفلم يسع هؤلاء المربون – بزعمهم - أن يضمّوا طفلا أخطأ؟! "إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه / فارحمْ ضعافَ الورَى يا صاحِ محترمًا واقصدْ بذلك وجهَ اللهِ خالقِنا / سبحانَه مِن إلهٍ قد برى النَّسما واطلبْ جزا ذاك مِن مولاك رحمتَه / فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رحِما" بل إنه رحم العصاة ورحم الكفار فكيف بك أنت أيها المربي وأيتها المربية تقسو على أطفالٍ مسلمين أبرياء أخطؤوا وجهلوا؟! وإنّ هذه الظاهرة (الآنسة مِنْشِن والآنسة رُوتِنْ مايَر) ليست في مدارسنا فحسب بل إنها تمدّ ظلها الأسود إلى البيوت بين الآباء والأمهات وبين أولادهم، تالله ما القسوة من ديننا في شيء!، إنما ديننا دين الرحمة، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. قال : "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل". متفق عليه. روى أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :̏ لا تنزع الرحمة إلا من شقي". رواه الترمذي وحسنه الألباني. وكن رحيما تألق
/hivm (hgNksm lAkXaAk ,hgNksm vE,jAkX lhdQv) td l]hvskh
التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 04-10-15 الساعة 09:15 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
19-02-18, 07:59 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
قال "من صنع إليه معروفا فقال: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء" سنن الترمذي حكم الحديث: صحيح فجزاكم الله خيراً ونفع الله بكم وبما قدمتم وجعله في موازين حسناتكم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
ALSHAMIKH, تألق |
|
|