الطفل حمزة علي الخطيب يصبح وجه الثورة السورية

**حاسب نفسك قبل أن تحاسب** · 29-06-11, 01:24 PM

الطفل حمزة علي الخطيب يصبح وجه الثورة السورية

الطفل حمزة علي الخطيب يصبح وجه الثورة السورية

لندن، دمشق- نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم الاربعاء تقريرا أعده مراسلها خالد علي

الطفل حمزة علي الخطيب يصبح وجه الثورة السورية

لندن، دمشق- نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم الاربعاء تقريرا أعده مراسلها خالد علي جاء فيه انه بينما كان الرئيس السوري بشار الاسد يعرض عفواً عن السجناء الذين اعتقلوا قبل نهاية الشهر الماضي، تحول الطفل حمزة الخطيب الذي عذبه انصار النظام ومثلوا بجثته رمزاً لثورة الشعب السوري على نظام الاسد. وهنا نص التقرير: "ظهر الرئيس السوري بشار الأسد الليلة الماضية على شاشة التلفزيون الرسمي لعرض عفو عام عن المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في الشهرين الماضيين للمطالبة بإنهاء حكمه.
وحتى حين كان الرئيس يتحدث، لم تظهر قواته الأمنية التي اتخذت إجراءت صارمة ضد المتظاهرين أي إشارة الى وقف قصف بلدة الرستن وسط سوريا، حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة وأطلقت وابلا من القذائف على المنازل والبنايات. وقتل شخص واحد على الأقل وفقا لناشطين حقوقيين.
وبدأت وحدات الجيش عملياتها في الرستن وتلبيسة القريبة يوم الإثنين. ووقع المدنيون في البلدتين، وكلتاهما قريبتان من مدينة حمص – إحد مراكز حركة المعارضة- تحت نيران المدفعية الثقيلة بينما حاصرت الدبابات والقوات المنطقة. ووردت أنباء الليلة الماضية عن أن القناصة تمركزوا على أسطح المباني في الرستن.
وقال تقرير التلفزيون السوري إن عفو الرئيس يشمل ما وصفه بالجرائم التي ارتكبت قبل الحادي والثلاثين من أيار (مايو). وقال ناشطون إن ذلك العفو يمكن أن يسري على 10 آلاف شخص ممن اعتقلوا خلال المظاهرات.
ويأتي هذا العرض في اليوم الأول من مؤتمر المعارضة السورية الذي ينعقد في تركيا. وقال المجتمعون في المؤتمر في مدينة أنطاليا إن اللقاء فرصة لإظهار جبهة موحدة تضامنا مع الناشطين السوريين- على الرغم من أن بعض الشخصيات لم تحضر المؤتمر ما يعكس الخلافات الموجودة بين المعارضين المنفيين.
وكان احد المشاركين في المؤتمر محمد العبد الله، وهو مدون اعتقله نظام البعث ذات مرة بسبب تشكيله لجنة لمساعدة عائلات السجناء السياسيين داخل سوريا، وقال للـ"اندبندنت" إن انظار الشعب السوري تتركز على المؤتمر.
وأضاف: "يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه الشعب في سوريا، لكننا لسنا هنا لتشكيل جماعة سياسية مثل المعارضة الليبية، ليس ذلك مطروحا على الطاولة". وقد حكم بشار الأسد، ووالده من قبله، سوريا لمدة 40 عاما.
ويقول ناشطون إن 16 شخصا قتلوا خلال الهجوم العنيف الذي شن على محافظة حمص خلال الأيام الماضية. وجاء العنف في الرستن وتلبيسة في اعقاب موجة استياء شعبي داخل سوريا بعد وفاة حمزة علي الخطيب، وهو طفل في الثالثة عشرة من عمره من مدينة درعا الجنوبية المحاصرة.
وكان حمزة واحدا من مجموعة اشخاص احتجزوا نهاية نيسان (ابريل) الماضي بعد أن شاركوا في مظاهرة في قرية الجيزة. ولم تسمع عائلته أي أنباء عنه حتى الأسبوع الماضي، حين وصل مسؤولون إلى بيتهم وأخبروهم أنهم يمكن أن يستعيدوا جثة حمزة إذا وافقوا على عدم الإعلان عن مقتله.
ووافقت العائلة على ذلك، لكنهم روعوا بحالة جثة الطفل حين أعيدت إليهم حتى انهم اتصلوا بناشط حقوقي، قام بتصوير الجثة ورفع الصور إلى موقع "يوتيوب".
ويظهر الفيلم، الذي شاهده الآلاف حتى الآن، جثة حمزة المنتفخة والمشوهة بتفصيل دقيق. وبينما تتحرك الكاميرا عبر جسده تكشف عن إصابات بالرصاص، وحرق وعدد من الكدمات التي سببها معذبو الصبي الصغير – وهم ينتمون على الأرجح إلى قوات المخابرات السورية المخيفة- وقد قطع عضوه.
ووفقا لصحافي سوري يقيم في دمشق طلب عدم الكشف عن اسمه فقد أصبح حمزة علي الخطيب "وجه الثورة السورية".
وأضاف: "يتظاهر الناس من أجله بشكل يومي الآن، لقد غير حمزة سلوك الأمة، المزيد من الناس الذين كانوا مع النظام أصبحوا الآن ضد النظام"، وقال إن الناس داخل سوريا رأوا الصبي باعتباره مثل خالد سعيد، الشاب المصري الذي ضرب حتى الموت من قبل الشرطة العام الماضي والذي أطلق شرارة حركة المعارضة.
وقالت رزان زيتونة، وهي محامية في حقوق الإنسان في سوريا: "قضية حمزة أظهرت للناس أنه يمكن أن يأخذ النظام اطفالهم أو عائلاتهم أيضا، وأن الوضع لم يعد آمنا. لقد سبب ذلك صدمة لكل من لم يكن قد حدد موقفه بشأن ما يحصل".
ووفقا لوسام طريف، المدير التنفيذي لمنظمة "إنسان" الحقوقية السورية، فقد انطلقت المظاهرات عبر سوريا هذا الأسبوع كردة فعل في ما يبدو لمقتل حمزة علي الخطيب.
وأضاف: "لقد سار مئات الأشخاص في الشوارع في دمشق واللاذقية حاملين صور حمزة، وصعدوا أسطح المنازل وهتفوا: "الله أكبر، حمزة حمزة". لقد أصبح رمزا للثورة".
وقد نشرت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي مقطع فيديو قالت إنه يظهر قوات الأمن تطلق النار على المتظاهرين وتقتلهم، وتهاجم الجرحى في الشوارع. وقد رفضت الحكومة السورية باستمرار إصدار تأشيرات لمندوبي وسائل الإعلام العالمية.