17-07-13, 04:21 AM | المشاركة رقم: 271 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل التاسع : الـــصـــحـــف . المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد . المطلب الثاني : الأدلة من السنة. ____________________________________ وقد أرشد أمته إلى أمور إذا فعلها العبد كتب الله له بسببها الأجر العظيم، كما في حديث أبي هريرة : أن رسول الله قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر". رواه البخاري (6405)، ومسلم (2691) وعن مصعب بن سعد قال: حدثني أبي قال: كنا عند رسول الله قال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة". مسلم (2698) وفي هذه الأحاديث التي عرضناها دلالة صريحة على كتابة كل ما يصدر عن العبد, وتسجيله في سجله الخاص خيراً كان أم شراً. الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/847 ( الدرر السنية ) --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-07-13, 04:24 AM | المشاركة رقم: 272 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل التاسع : الـــصـــحـــف . المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك . المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك. ____________________________________ وبعد عرض ما تقدم من إثبات تسجيل الملائكة لكل ما يصدر عن الشخص من أقوال وأفعال نورد هنا إثبات قراءة كتاب الأعمال في يوم القيامة، كما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية. الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ). [ الإسراء:13-14] يخبر سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنه ما من إنسان إلا وسيجد كتاب أعماله ملازماً له، ينشر عليه في يوم القيامة ويقال له : اقرأ كتابك وأنت حسيب نفسك، بعد أن تقف على كل أعمالك التي عملتها في الدنيا، وهذا هو العدل التام, والإنصاف الكامل. الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 ( يتبع في الدرس القادم بمشيئة الله تعالى ... <) ( الدرر السنية ) --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-12-13, 04:56 PM | المشاركة رقم: 273 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل التاسع : الـــصـــحـــف . المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك . المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك. ____________________________________ ( 2 ) الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 قال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَة فِي جَنَّةٍ عَاليةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَاليةِ وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَاليهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ). [ الحاقة:19-29 ] وهذا وصف من الله جل وعلا، وتقسيم كذلك لحال الناس بالنسبة لإيتائهم كتبهم : قسم يأخذه بيمينه، ثم يعبر عن سروره وغبطته, وما يصير إليه حاله من النعيم العظيم, والفوز الكبير. وقسم آخر يأخذه بشماله، ثم يعبر عن حسرته وندامته وتمنيه أنه لم يكلف بقراءة كتاب ولم يوقف لحساب أو تمنيه كذلك لأن تكون موتته التي ماتها هي القاضية فلا يبعث ولا يحاسب ثم يتذكر بعض الأسباب التي كانت تحول بينه وبين السعادة في الآخرة والتي منها اغتراره بالمال والسلطان، وهما آفة الكثير ممن يقع عليهم شدة الحساب ووقوع العذاب. الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 ( يتبع في الدرس القادم بمشيئة الله تعالى ... <) ( الدرر السنية ) --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-12-13, 05:02 PM | المشاركة رقم: 274 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل التاسع : الـــصـــحـــف . المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك . المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك. ____________________________________ ( 3 ) الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 قال تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ). [الكهف:49] وهذا تصوير بديع لحالة وقوف الناس على كتبهم خائفين وجلين، وكأنهم قد اطلعوا على ما فيها من تسجيل كامل لجرائمهم التي كانوا يتفننون في ارتكابها، ومع هذا الخوفالشديد, والرهبة الكاملة فهم لا يخفون انزعاجهم من دقة هذا الكتاب، الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها, ووضحها تمام الوضوح، ولكن هذا صنع من يريد العدل – سبحانه وتعالى -بعباده، فليس هناك خوف من الظلم، فليطمئن كل مخلوق إلى أنه سوف لا يقع عليه إلا ما قدم لنفسه. الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 ( يتبع في الدرس القادم بمشيئة الله تعالى ... <) ( الدرر السنية ) --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-12-13, 05:19 PM | المشاركة رقم: 275 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل التاسع : الـــصـــحـــف . المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك . المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك. ____________________________________ ( أخيراً ) الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 قال تعالى : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ). [الإسراء: 71] يخبر سبحانه وتعالى أنه في يوم القيامة، في موقف فصل القضاء، يدعو كل أمة بإمامهم، ثم يعطون كتب أعمالهم، على ما سبق وصفه، إما باليمين أو بالشمال، وأخبر سبحانه أنه لا يقع على أي مخلوق ظلم أو نقص من عمل، حتى وإن كان شيئاً تافهاً لا يسترعي الانتباه، كالفتيل ومثقال الذرة وما إلى ذلك. وقال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا ). [ الانشقاق: 7-12] الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859 ( الدرر السنية ) --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-12-13, 05:22 PM | المشاركة رقم: 276 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل التاسع : الـــصـــحـــف . المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك . المطلب الثاني : الأدلة من السنة النبوية. ____________________________________ أما ما جاء في السنة النبوية في إثبات ذلك، فقد تقدم حديث ابن عمر الثابت في الصحيحين حينما سئل عن النجوى وتقرير الله لعبده بذنوبه، وفيه: ((فيقول سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته)). كما في لفظ البخاري. رواه البخاري ( 4685 ) وفي لفظ مسلم ((فيعطى صحيفة حسناته)) الحديث . رواه مسلم (2768) وكذلك ... حديث البطاقة، وفيه: ((فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر))(1) ... الحديث ، وغيره من الأحاديث . وللاستزادة ( اضغط هنا ). --------------------------------------- رواه الترمذي (2639)، وابن ماجه (3488)، وأحمد (2/213) (6994)، والحاكم (1/46). من حديث عبد الله بن عمرو ا. قال الترمذي، والبغوي في ((شرح السنة)) (7/490): حسن غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وابن الملقن في ((شرح صحيح البخاري)) (33/595)، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (5/173) كما أشار لذلك في المقدمة وصححه السفاريني الحنبلي في ((لوائح الأنوار السنية)) (2/197)، وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (5/22): رجاله موثقون وقال الشوكاني في ((فتح القدير)) (2/273): حسن، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (11/176) وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح. ( الدرر السنية ) --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-01-14, 03:46 AM | المشاركة رقم: 277 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل العاشر : الحساب والجزاء . المبحث الأول : تعريف الحساب في اللغة والشرع . ____________________________________ أولاً : تعريف الحساب في اللغة . والحاصل أن أقوال أهل اللغة في المراد بالحساب، تشير إلى أنه يرد بمعنى الكثرة في الشيء، والزيادة فيه، والعدد، والإحصاء، والدقة في العدد دون زيادة ولا نقصان. * وللإطلاع أكثر على أقوال أهل اللغة في المراد بالحساب لغةً : ( اضغط هنا ) . الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/905 ثانياً : تعريف الحساب في الشرع . ويراد بالحساب والجزاء أن يوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف وطاعة وعصيان وما يستحقونه على ما قدموه من إثابة وعقوبة، وإيتاء العباد كتبهم بأيمانهم إن كانوا صالحين وبشمالهم إن كانوا طالحين. ويشمل الحساب ما يقوله الله لعباده وما يقولونه له وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين وشهادة الشهود ووزن للأعمال. والحساب منه اليسير ومنه العسير ومنه التكريم ومنه التوبيخ والتبكيت ومنه الفضل والصفح ومتولي ذلك أكرم الأكرمين. * وللإطلاع أكثر على المراد بالحساب في الشرع : ( اضغط هنا ) . القيامة الكبرى لعمر بن سليمان الأشقر – ص: 193 ---------------------------- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-01-14, 03:48 AM | المشاركة رقم: 278 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل العاشر : الحساب والجزاء . المبحث الثاني : أدلة إثبات الحساب / تمهيد . ____________________________________ لقد حظي ذكر الحساب بنصوص كثيرة في كتابالله – عزوجل – وفي سنة نبيه ، وأجمع عليه جميع أهل الإسلام، إذ هو من المسائل الأخروية المعلومة من الدين بالضرورة. وقد أكثرالله من ذكره في القرآن الكريم، في مواضع كثيرة، بعبارات متنوعة، ودلالات مختلفة مصوراً هول ذلك، أو مخبراً عنه ومبشراً به، كل ذلك لزيادة العناية وللفت أنظار الناس إليه ليكونوا على بينة من أمرهم فيستعدوا له بالعمل الصالح إذ أنه من أهم الأمور التي تحدث في يوم القيامة، بل هو المراد ببعث الناس(1)وقيامهم من قبورهم وفي الموقف(2). وبه يتميز الناس فيسعد من يسعد، ويشقى من يشقى، حينما يفصلالله بين خلقه في أكمل صور العدل وأجلها، ونعرض في الدرس القادم إن شاء الله تعالى أدلة إثباته من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. الحياة الآخرة لغالب عواجي ( 2/913 )
المصدر : موقع الدرر السنية . ---------------------------------- والله أعلى وأعلم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-01-14, 03:50 AM | المشاركة رقم: 279 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل العاشر : الحساب والجزاء . المبحث الثاني : أدلة إثبات الحساب . المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم . ____________________________________ الأدلة في القرآن الكريم على وقوع الحساب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها كلها غير أننا سنقتصر على إبراز أهم الجوانب التي جاءت في أمر الحساب، فمن ذلك: 1ـ ما جاء في إخباره عز وجل عن سرعة وقوع الحساب، فقال تعالى: وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [المائدة:4] وقال تعالى في بيان أن سرعة ذلك الحساب يكون مع تمام العدل: لِيَجْزِي اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [إبراهيم: 51] اليوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ اليوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر: 17] وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47] 2ـ والحساب تارة يكون يسيراً على أهل الإيمان والطاعات, وتارة يكون عسيراً على أهل الكفر والمعاصي. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا [الانشقاق: 7 - 9]. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيهْ [الحاقة: 19 - 20] وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ [الحاقة: 25 - 26] لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [الرعد: 18] يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ص: 26] وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [النور: 39] 3ـ وقال تعالى في بيان إحاطة علمه بكل ما يصدر عن العباد ظاهراً أو باطناً: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 284] وقد عفا الله عما يضمره الإنسان في قلبه فلا يحاسبه عليه. 4ـ وقال تعالى في مدح المؤمنين وخوفهم من هول الحساب: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ [الرعد: 21] 5ـ وقال تعالى في مدح الصابرين وبيان أجرهم: قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10] 6ـ وقال تعالى في ذم المكذبين بالحساب: إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا [النبأ: 27]. وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ [غافر: 27]. وأما ما ورد من قولهم: رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص: 16] فإنما هو قول على سبيل الاستهزاء (1) أو التحدي للرسول أن يريهم صكاكهم (2) بحظوظهم من الخير أو الشر الذي وعد الله عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدنيا استهزاء بوعيد الله (3). ونكتفي بما تقدم ذكره من الآيات التي تدل على وقوع الحساب في يوم القيامة, وبها يتبين مدى عناية القرآن الكريم بذكره وعظيم شأنه. ونضيف إلى ما تقدم من الأدلة الواردة في القرآن الكريم أدلة أخرى من السنة النبوية فيما يأتي: الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/ 913 ----------- (1) انظر: ((تفسير القرآن العظيم)) (4/ 29). (2) أي كتب أعمالهم. (3) انظر: ((جامع البيان)) (23/ 135).
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 08-01-15 الساعة 10:42 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08-01-15, 10:57 PM | المشاركة رقم: 280 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
( الموسوعة العقدية ) . . الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر . الباب الثالث : القيامة الكبرى . الفصل العاشر : الحساب والجزاء . المبحث الثاني : أدلة إثبات الحساب . المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية . ____________________________________ وكما حظي ذكر الحساب في القرآن الكريم بكثرة العناية بذكره وإيراده في أكثر من موضع كما رأينا فيما سبق عرضه فقد حظي كذلك بالذكر والعناية والاهتمام على لسان المصطفى فقد وردت أحاديث كثيرة بشأنه وسنذكر منها ما يتبين به صدق ما قدمناه وذلك فيما يلي: قال في الحث على الاستعداد بالعمل الصالح, ومحاسبة النفس وعدم تركها ترتع كيف شاءت، وهو ما ورد عن شداد بن أوس عن النبي أنه قال: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها, وتمنى على الله الأماني)) (1). قال الترمذي: (ومعنى قوله : ((دان نفسه)) يقول: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة) (2). فإذا لم يستعد العبد بالعمل الصالح, ولم يسلك ما أمره الله به ولم ينته عما نهاه عنه بل كفر بربه ولقائه, فإنه سيندم يوم القيامة ويتمنى أن لو كان له ملء الأرض ذهباً ويفتدي به لو نفعه حين يحاسب بين يدي الله تبارك وتعالى. كما جاء في حديث أنس أن نبي الله كان يقول: ((يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك)) (3). وقدجاء عن النبي في سهولة الحساب ويسره وتجاوز الله تعالى: عن عائشة ا أن رسول الله قال: ((ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق: 7 - 9]. فقال رسول الله : إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب)) (4). وفي بعض روايات هذا الحديث: ((من حوسب عذب)) إلخ الحديث (5). وقال في تجاوز الله تعالى عمن يتجاوز عن الناس في الحساب, وييسر عليهم, وتخفيف الله عن عباده عن أبي مسعود البدري أنه قال: قال رسول الله : ((حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر. قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه)) (6). وعن عائشة ا قالت: ((سمعت رسول الله يقول في بعض صلاته: اللهم حاسبني حساباً يسيراً، فلما انصرف قلت: يا نبي الله ما الحساب اليسير؟ قال: أن ينظر الله في كتابه فيتجاوز عنه، من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك، وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله عز وجل به عنه حتى الشوكة تشوكه)) (7). ------------- (1) رواه الترمذى (2459)، وابن ماجه (4983)، وأحمد (4/ 124) (17164)، وأبو نعيم فى ((الحلية)) (1/ 267)، والطبراني (7/ 281) (7141) والحاكم (1/ 125)، والبيهقي (3/ 369) (6306). قال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخارى. وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (7/ 333). (2) ((سنن الترمذي)) (5/ 449). (3) رواه البخاري (6538)، ومسلم (2805). (4) رواه البخاري (103). (5) رواه البخاري (6538)، ومسلم (2805). (6) رواه مسلم (1561). (7) رواه أحمد (6/ 48) (24261)، وابن خزيمة (2/ 30) (849) وابن حبان (16/ 372) (7372)، والحاكم (1/ 385) وقال: صحيح على شرط مسلم وقال الألباني في ((أصل صفة الصلاة)) (3/ 1007): إسناده جيد.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-05-15, 02:15 AM | المشاركة رقم: 281 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
(الموسوعة العقدية) الكتاب السادس: الإيمان باليوم الآخر الباب الثالث: القيامة الكبرى الفصل العاشر: الحساب والجزاء المبحث الثالث: قواعد محاسبة العباد على أعمالهم المطلب الأول: العدل التام الخالي من الظلم _____________________________ يوفي الحق عز وجل عباده في يوم القيامة أجورهم كاملة غير منقوصة ولا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة:281]. وقال لقمان في وصيته لابنه معرفا إياه بعدل الله: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [لقمان:16] وقال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )[الزلزلة:7-8] فقد أخبر الحق تبارك وتعالى في هذه النصوص أنه يوفي كل عبد عمله وأنه لا يضيع منه ولا ينقص منه مقدار الذرة. (1)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-05-15, 02:19 AM | المشاركة رقم: 282 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
(الموسوعة العقدية) الكتاب السادس: الإيمان باليوم الآخر الباب الثالث: القيامة الكبرى الفصل العاشر: الحساب والجزاء المبحث الثالث: قواعد محاسبة العباد على أعمالهم المطلب الثاني: لا يؤخذ أحد بجريرة غيره _____________________________ قاعدة الحساب والجزاء التي تمثل قمة العدل ومنتهاه أن الله يجازي العباد بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولا يحمل أحدا وزر غيره قال تعالى: (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) [الإسراء:15].
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-05-15, 02:22 AM | المشاركة رقم: 283 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
(الموسوعة العقدية) الكتاب السادس: الإيمان باليوم الآخر الباب الثالث: القيامة الكبرى الفصل العاشر: الحساب والجزاء المبحث الثالث: قواعد محاسبة العباد على أعمالهم المطلب الثالث: اطلاع العباد على سجلات أعمالهم ___________________ حتى يحكموا على أنفسهم فلا يكون لهم بعد ذلك عذر قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا )[آل عمران:30] وقال: ( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )[الكهف:49] (1)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-05-15, 02:29 AM | المشاركة رقم: 284 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
(الموسوعة العقدية) الكتاب السادس: الإيمان باليوم الآخر الباب الثالث: القيامة الكبرى الفصل العاشر: الحساب والجزاء المبحث الثالث: قواعد محاسبة العباد على أعمالهم المطلب الرابع: مضاعفة الحسنات دون السيئات ___________________ ومن رحمته أن يضاعف أجر الأعمال الصالحة ( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) [التغابن:17] وأقل ما تضاعف به الحسنة عشرة أضعاف: ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام:160] أما السيئة فلا تجزى إلا مثلها ( وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا )[الأنعام:160]. وهذا مقتضى عدله تبارك وتعالى. ومن الأعمال التي أخبر الرسول أنها تضاعف عشرة أضعاف قراءة القرآن عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)) (1) وغير ذلك كالصلاة، والصوم. ومن فضل الله أن المسلم الذي يهم بفعل الحسنة ولكنه لا يفعلها تكتب له حسنة تامة وأن المسلم الذي يهم بفعل السيئة ثم تدركه مخافة الله فيتركها تكتب له حسنة تامة. عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)) (2) . وتبلغ رحمة الله بعباده وفضله عليهم أن يبدل سيئاتهم حسنات عن أبى ذر قال: قال رسول الله : ((إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها. فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة. فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا)). فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه (3) . (4)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-05-15, 02:36 AM | المشاركة رقم: 285 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
(الموسوعة العقدية) الكتاب السادس: الإيمان باليوم الآخر الباب الثالث: القيامة الكبرى الفصل العاشر: الحساب والجزاء المبحث الثالث: قواعد محاسبة العباد على أعمالهم المطلب الخامس: إقامة الشهود ___________________ وقد أشارت أكثر من آية إلى الشهداء الذين يشهدون على العباد كقوله تعالى: ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) [غافر:51] وقوله تعالى: ( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء ) [الزمر:69]. وأول من يشهد على الأمم رسلها فيشهد كل رسول على أمته بالبلاغ: ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا ) [النساء:41] ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء ) [النحل:89] وقوله: ( شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ) هم الرسل لأن كل أمة رسولها منها، كما قال تعالى: ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ) [التوبة:128] وكما يشهدون على أممهم بالبلاغ يشهدون عليهم بالتكذيب ومن الأشهاد الأرض والأيام والليالي تشهد بما عمل فيها وعليها ويشهد المال على صاحبه كما تشهد الملائكة: ( وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ ) [هود:18]. (1)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 0 والزوار 20) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
الشـــامـــــخ, خواطر موحدة, omloay |
|
|