{ لوثــات شيعيـة /12/ إرضاء الأئمة}
كنا خائفين جداً ... ولا نعرف ماهي القصة ... ولم تنفع تطمينات الخال أبو ياسر بإسكات
والدتي .. رجال في مختلف الأعمار ... بعضهم في مثل سني تقريباً بل وأصغر سنـٍّــا أيضا
بل ... وحتى بعض النساء يحملن (( الشـوزل بلهجة أهل العراق )).. أو (( الشوزن )) ..
كانت والدتي خائفة من الطلقات الطائشة ... إنهم يحتفلون بعودتنا .. كانت هذه عادتهـم .
... في الترحيب بالقادمين ..
عندما تنزل سيارة ما من الطريق الرئيسي ...إلى الطريق الرملي المؤدي إلى القــرى العشائرية
المتناثرة ... فاعلم بأن الناس يراقبونك على امتداد البصر ..الكل يريدون معرفة القادم ..
وأين تتجـه السيارة ... وهل تجاوزت آل فلان ووقفت عند بني فلان .....يأمرون أولادهم
بالصعود فوق الغرف الطينية للنظر وإعطاء المعلومات ...!!
في القرى التي تقطنها العشائر العراقية... حالة فريدة .. ومتميزة ..تعود فيها إلى الوراء
ألف سنة ..بيوت مبنية من الطين .. الكهرباء معدومة.. يشربون المياه من الآبار المحفورة
في وسط (( القِرام ))(( مفردها قـَرمة وهي النهر المحفور يدوياً )) .. يعتمدون على
تربية الأغنام في معيشتهم..كل شيء بدائي ....لاتشعر بأنك في القرن العشرين .. وإنما في
أيام حامورابي وبختنصّـر ....
لم أجد عندهم من التطور إلاّ شيئا واحداً .. المصباح اليدوي أو(( التريك )) .. حيث لا
يستغنون عنه أبداً ...الطعام يُطبخ على الحطب .. النسـاء لاتعرف الأسواق أبداً .. إلا بعد
الزواج .. باستثناء الكبيرات في السن .... تجد عندهم الأخلاق العربية الأصيلـة .....
الكرم ..الشجاعة .. الحميّـة ..
ولكن للأسف ..فالشرك بالله بينهم ضرب بأطنابه وعـزّ جنابه .. وتكاثر دعاته ..مجتمع جاهلي
..يشبه مجتمع عنترة بن شدّاد ..ينقصهم التوحيد والسنـّة .. ...سبقنــا إليهم التشيّع ...
ودعاة الحوزة المعممّين ..
لقد استغلهم خفافيش الحوزة .. سود العمائم والقلوب .. أبشع استغلال .. يخمسّون أموالهم
وينشرون وثنيتهم ..فلا تكاد ترى عشيرة من هذه العشائر .. إلاّ ولها وثنٌ يعبد من دون الله عـــزّوجلّ ...
عشائر وقبائل سنيةٌ عربية أصيلة .. تشيعت منذ قرن ونصف فقط ...بعد غفلة من أهل السنة و
ساعد على تشيعهم سياسات دولية طائشة ..أهم أسبابها (( التجنيد الإلزامي )) فحينما كانت
الحروب قائمة على قدم وساق بين الدولة العثمانية وبين الدولة الصفوية الشيعية ...قام العثمانيون
بتجنيــد الفلاحين والبدو العرب في جنوب العراق .. وكانوا يحرصون على تجنيد أهل السنـّة ..
ولايجنـّدون الشيعة أبداً .. خوفا من خيانتهم ..
فكان أن أعلنت الكثير من العشائر تشيّعها ظاهرياًّ...تجنبـّـًا لتجنيد أبنائها ...فاستغلت الحوزة
الشيطانية هذا الأمر .. وهي المعروفة بالإنتهازية واقتناص الفرص فقامت بدعم الشيوخ والكبراء مالياً .. فكان أن انتشر التشيع وانتشرت الأضرحة والكفر بالله ...
نزلنا من الباص .. والناس يهنئوننا على زيارتنا الشركية للمراقد ..وسيول من القبلات والتهاني
تنهال علينا .. وزغاريد النساء تشق السحـّاب .. فالزيارة عندهم بمثابة الحج إلى بيت الله ..
من عادتهم أيضا ذبح الخراف قبل أن يجلس القادمون .. وضعوا أمامنا خروفين .. وذبحوهمــا
سمعت الذي ذبح الخروف يقول (( بسم الله .. لوجه الله والعباس )) .. (( بسم الله
لوجه الله والخضر )) ...
لقد اشترك العباس مع الله في الخروف الأول ... واشترك الخضر مع الله في الخروف الثاني ..
إذا افترضنا أن رضيَ الخضر والعباس على قومي بسبب الخروفين ....فياترى كم سيحتاجون من
الخراف لإرضاء عشرات الألوف من الأولياء والصالحين .. ولماذا عند التقرب ..يختارون وليًّا
يعينونه على مزاجهم .. ولماذا تم اختيار العباس والخضر مثلاً ..ولم يختاروا الحسين والكاظـم
وكيف يضمنون رضا بقية الأولياء .. وقد تم حرمانهم من خروفينا ..
آهٍ لهذا العقل ..لويتفكـّر قليلاً ...كثيراً مانقرأ في كتاب الله (( أفلا يعقلون )) (( أفلا
يتفكرون )) ....سبحان الله متى تصحوا هذه العقول التي ذهبت في سبات عميقٍ .. عميـقٍ
عميــــــق ....!!!
في صباح اليوم التالي ذهبت مع أبناء خالي .. نسير ونلعب في أرضهم الخضراء الممتدة على مرمى البصر .. وعندما أصبح الوقت ضحـىً .....عرضوا عليّ الذهاب إلى مزار (( زينب))
أو (( زنّــوبة )) كما يحبون تدليعها ..كان المزار بعيداً عن المنازل نوعاً مــا .. وكــان
يقوم عليه (( سيّدين إثنين من المعممين )) .. يتولاّن أمر النذور والقرابين .. وهما كما
سمعت أبناء عمومة ... ورثا المزار من أبويهما وجدهما ... جعلهما هذا المزار من أغنـــى
أغنياء المنطقة ..
لم يكن المزار محاطاً بالشبابيك إنما ... غرفة مبنية من الطين يتوسطها أحد القبور ...دخلنــا
فجــأة.. فرأينا امرأتين في الداخل ..ورأيت عندهما شيء عجيب ..!!
لم أشاهده حتى في رحلتنا إلى زيارة المراقد وقبور أئمة أهل البيت ....!!