20-07-11, 09:50 PM | المشاركة رقم: 16 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 16 عن أبى هريرة : أن النبي كان إذا ودع أحدا قال : " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 22 : أخرجه أحمد ( 2 / 358 ) عن ابن لهيعة عن الحسن بن ثوبان عن موسى ابن وردان عنه قلت : ورجاله موثقون , غير أن ابن لهيعة سيء الحفظ وقد خالفه في متنه الليث ابن سعد وسعيد بن أبي أيوب عن الحسن بن ثوبان به بلفظ : " أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه " . وهذا عن " أبي هريرة " أصح وسنده جيد , رواه أحمد ( 1 / 403 ) . ثم رأيت ابن لهيعة قد رواه بهذا اللفظ أيضا عند ابن السني رقم ( 501 ) . وابن ماجه ( 2 / 943 رقم 2825 ) فتأكدنا من خطئه في اللفظ الأول . من فوائد الحديث : يستفاد من هذا الحديث الصحيح جملة فوائد : الأولى : مشروعية التوديع بالقول الوارد فيه " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " أو يقول : " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " . الثانية : الأخذ باليد الواحدة في المصافحة , وقد جاء ذكرها في أحاديث كثيرة , وعلى ما دل عليه هذا الحديث يدل اشتقاق هذه اللفظة في اللغة . ففي " لسان العرب " : " والمصافحة : الأخذ باليد , والتصافح مثله , والرجل يصافح الرجل : إذا وضع صفح كفه في صفح كفه , وصفحا كفيهما : وجهاهما , ومنه حديث المصافحة عند اللقاء , وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه " . قلت : وفي بعض الأحاديث المشار إليها ما يفيد هذا المعنى أيضا , كحديث حذيفة مرفوعا : " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " . قال المنذري ( 3 / 270 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ورواته لا أعلم فيهم مجروحا " . قلت : وله شواهد يرقى بها إلى الصحة , منها : عن أنس عند الضياء المقدسي في " المختارة " ( ق 240 / 1 - 2 ) وعزاه المنذري لأحمد وغيره . فهذه الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة : الأخذ باليد الواحدة فما يفعله بعض المشايخ من التصافح باليدين كلتيهما خلاف السنة , فليعلم هذا . الفائدة الثالثة : أن المصافحة تشرع عند المفارقة أيضا ويؤيده عموم قوله " من تمام التحية المصافحة " وهو حديث جيد باعتبار طرقه ولعلنا نفرد له فصلا خاصا إن شاء الله تعالى , ثم تتبعت طرقه , فتبين لي أنها شديدة الضعف , لا تلصح للاعتبار وتقوية الحديث بها , ولذلك أوردته في " السلسلة الأخرى " ( 1288 ) . ووجه الاستدلال بل الاستشهاد به إنما يظهر باستحضار مشروعية السلام عند المفارقة أيضا لقوله : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم , وإذا خرج فليسلم , فليست الأولى بأحق من الأخرى " . رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بسند حسن . فقول بعضهم : إن المصافحة عند المفارقة بدعة مما لا وجه له , نعم إن الواقف على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر وأقوى من الأحاديث الواردة في المصافحة عند المفارقة , ومن كان فقيه النفس يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة , فالأولى سنة , والأخرى مستحبة , وأما أنها بدعة فلا , للدليل الذي ذكرنا . وأما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة كما علمت .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 09:51 PM | المشاركة رقم: 17 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 17 " إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثمان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان , فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه : وما ذاك ? قال : منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له , فقال أيوب : لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان , فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق , قال : وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ , فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلى أيوب أن *( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )* فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى , والله على ذلك ما رأيت أشبه منك إذ كان صحيحا , فقال : فإني أنا هو , وكان له أندران ( أي بيدران ) : أندر للقمح و أندر للشعير , فبعث الله سحابتين , فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 25 : رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 176 / 1 - 177 / 1 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 374 - 375 ) من طريقين عن سعيد بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد أخبرني عقيل عن ابن شهاب عن " أنس بن مالك " مرفوعا و قال : " غريب من حديث الزهري لم يروه عنه إلا عقيل ورواته متفق على عدالتهم تفرد به نافع " . قلت : وهو ثقة كما قال , أخرج له مسلم وبقية رجاله رجال الشيخين . فالحديث صحيح . وقد صححه الضياء المقدسي فأخرجه في " المختارة " ( 220 / 2 - 221 / 2 ) من هذا الوجه . ورواه ابن حبان في " صحيحه " ( 2091 ) عن ابن وهيب أنبأنا نافع بن يزيد . وهذا الحديث مما يدل على بطلان الحديث الذي في " الجامع الصغير " بلفظ : " أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على عبده المؤمن " . وسيأتي تحقيق الكلام عليه في " الأحاديث الضعيفة " إن شاء الله تعالى .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:07 PM | المشاركة رقم: 18 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 18 " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 25 : رواه الطبراني ( 1 / 19 / 1) حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأنا محمد بن أبي نعيم الواسطي أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن " عامر بن سعد عن أبيه " قال : جاء أعرابي إلى النبي فقال : إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو ? قال : في النار , فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال : يا رسول الله فأين أبوك ? قال : فذكره . قال : فأسلم الأعرابي بعد ذلك , فقال : لقد كلفني رسول الله تعبا : ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار . قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون , وطرح ابن معين لمحمد ابن أبي نعيم لا يتلفت إليه بعد توثيق أحمد وأبي حاتم إياه , لاسيما وقد توبع في إسناده , أخرجه الضياء في " المختارة " ( 1 / 333 ) من طريقين عن زيد بن أخزم حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا إبراهيم بن سعد به وقال : " سئل الدارقطني عنه فقال : يرويه محمد بن أبي نعيم والوليد بن عطاء بن الأغر عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد , وغيره يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلا , وهو الصواب . قلت : وهذه الرواية التي رويناها تقوي المتصل " . قلت : وزيد بن أخزم ثقة حافظ وكذلك شيخه يزيد بن هارون , فهي متابعة قوية لابن أبي نعيم الواسطي تشهد لصدقه وضبطه , لكن قد خولف زيد بن أخزم في إسناده فقال ابن ماجه ( رقم 1573 ) : حدثنا محمد بن إسماعيل بن البختري الواسطي : حدثنا يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : جاء أعرابي . الحديث بتمامه . وهذا ظاهره الصحة , ولذلك قال في " الزوائد " ( ق 97 / 2 ) : " إسناده صحيح رجاله ثقات , محمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي , وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين " . قلت : لكن قال الذهبي فيه : " لكنه غلط غلطة ضخمة " . ثم ساق له حديثا صحيحا زاد فيه " الرمي عن النساء " وهي زيادة منكرة وقد رواه غيره من الثقات فلم يذكر فيه هذه الزيادة . وأقره الحافظ ابن حجر على ذلك . قلت : فالظاهر أنه أخطأ في إسناد هذا الحديث أيضا فقال فيه .. عن سالم عن أبيه والصواب عن عامر بن سعد عن أبيه كما في رواية ابن أخزم وغيره , وقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 117 - 118 ) بعد أن ساقه من حديث سعد : " رواه البزار والطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح " . من فقه الحديث : وفي هذا الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه , ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره . ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر حيث ارتكب ذنبا عظيما تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت , وهو الكفر بالله عز و جل والإشراك به الذي أبان الله تعالى عن شدة مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به , و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) , ولهذا قال : " أكبر الكبائر أن تجعل لله ندا وقد خلقك " متفق عليه . وإن الجهل بهذه الفائدة مما أودى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها , فإننا نعلم أن كثيرا من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة , فلا يكتفون بذلك حتى يقصدوا زيارة بعض قبور من يسمونهم بعظماء الرجال من الكفار ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل ويقفون أمامها خاشعين محزونين , مما يشعر برضاهم عنهم وعدم مقتهم إياهم , مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك كما في هذا الحديث الصحيح واسمع قول الله عز وجل : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) الآية , هذا موقفهم منهم وهم أحياء فكيف وهم أموات ) ?! وروى البخاري ( 1 / 120 طبع أوربا ) ومسلم ( 8 / 221 ) عن ابن عمر أنه قال لهم لما مر بالحجر : " لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين , إلا أن تكونوا باكين , فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم " .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:08 PM | المشاركة رقم: 19 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 19 " لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين , فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم " . ( وتقنع بردائه وهو على الرحل ) قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 27 : ( عن " ابن عمر " ) : ورواه أحمد ( 2 / 9 , 58 , 66 , 72 , 74 , 91 , 96 , 113 , 137 ) والزيادة له . وقد ترجم لهذا الحديث صديق خان في " نزل الأبرار " ( ص 293 ) بـ " باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك " . أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا العمل به إنه سميع مجيب .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:09 PM | المشاركة رقم: 20 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 20 " أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ?! فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 28 : رواه أبو داود ( 1 / 400 ) والحاكم ( 2 / 99 - 100 ) وأحمد ( 1 / 204 - 205 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 318 / 1 ) والبيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 2 باب ذكر المعجزات الثلاث ) وابن عساكر في " تاريخه " ( ج 9 / 28 / 1 ) . والضياء في " الأحاديث المختارة " ( 124 - 125 ) من طريق محمد بن عبد الله ابن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عن " عبد الله بن جعفر " قال : أردفني رسول الله خلفه ذات يوم , فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس , وكان أحب ما استتر به رسول الله لحاجته هدف أو حائش النخل , فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل , ( فلما رأى النبي حن وذرفت عيناه , فأتاه النبي فمسح سراته إلى سنامه وذفراه فسكن ) فقال : من رب هذا الجمل ? لمن هذا الجمل ? فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله , فقال : فذكر الحديث . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي وهو كما قالا , بل إنهما قد قصرا فإنه صحيح على شرط مسلم , فقد أخرجه في " صحيحه " ( 1 / 184 - 185 ) بهذا الإسناد دون قصة الجمل , وذكر النووي في " رياض الصالحين " ( ص 378 ) أن البرقاني رواه بإسناد مسلم بتمامه وكأنه لهذا قال ابن عساكر عقبه : " رواه مسلم " . يعني أصله لا بتمامه . والزيادة التي بين القوسين لابن عساكر و الضياء .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:12 PM | المشاركة رقم: 21 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 21 " اركبوا هذه الدواب سالمة وايتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 29 : أخرجه الحاكم ( 1 / 444 و 2 / 100 ) والبيهقي ( 5 / 225 ) وأحمد ( 3 / 440 , 4 / 234 ) وابن عساكر ( 3 / 91 / 1 ) عن الليث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن " سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه " - وكانت له صحبة - مرفوعا. وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي وهو كما قالا فإن رجاله كلهم ثقات , وسهل بن معاذ لا بأس به في غير رواية زبان عنه , وهذه ليست منها . وقد أخرجه أحمد ( 3 / 439 , 340 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا زبان عن سهل به وزاد " فرب مركوبة خير من راكبها , وأكثر ذكرا لله منه " . وهذه الزيادة ضعيفة لما عرفت من حال رواية زبان عن سهل , لاسيما وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف أيضا , ولا تغتر بقول الهيثمي ( 8 / 107 ) عقب هذه الرواية بهذه الزيادة : " رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سهل بن معاذ ابن أنس وثقه ابن حبان وفيه ضعف " . فإن السند الذي ينطبق عليه هذا الكلام إنما هو سند الرواية الأولى التي ليس فيها هذه الزيادة , فتنبه .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:12 PM | المشاركة رقم: 22 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 22 " إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر , فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس , وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 30 : رواه أبو داود ( رقم 2567 ) وعنه البيهقي ( 5 / 255 ) وأبو القاسم السمرقندي في " المجلس 128 من الأمالي " وعنه ابن عساكر ( 19 / 85 / 1) من طريقين عن يحيى بن أبي عمروالسيباني عن أبي مريم عن " أبي هريرة " مرفوعا . قلت : وهذا سند صحيح , يحيى بن أبي عمرو السيباني - بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة , وهو ثقة , ووقع في ترجمة أبي مريم من " التهذيب " " الشيباني " بالشين المعجمة وهو تصحيف . وأبو مريم قال العجلي في " الثقات " ( ص 94 من ترتيب السبكي ) : " أبو مريم مولى أبي هريرة شامي تابعي ثقة " . واعتمده الحافظ فقال في " التقريب " : " ثقة " . ومنه تعلم أن قول ابن القطان المذكور في " فيض القدير " : " ليس مثل هذا الحديث يصح لأن فيه أبا مريم مولى أبي هريرة ولا يعرف له حال , ثم قيل : هو رجل واحد , وقيل : رجلان , وكيفما كان فحاله أو حالهما مجهول فمثله لا يصح " . فمردود بتوثيق العجلي له , وقد روى عنه جماعة كما في " التهذيب " وبقول أحمد : " رأيت أهل حمص يحسنون الثناء عليه " وفي رواية عنه : " هو صالح معروف عندنا , قيل له : هذا الذي يروي عن أبي هريرة ? قال : نعم " . ذكره ابن عساكر . ( تنبيه ) : وقع في نسخة " سنن أبي داود " التي قام على تصحيحها الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد ( ابن أبي مريم ) والصواب ( أبي مريم ) كما ذكرنا .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:14 PM | المشاركة رقم: 23 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 23 " اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة , فاركبوها صالحة وكلوها صالحة " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 31 : رواه أبو داود ( رقم 2448 ) من طريق محمد بن مهاجر عن ربيعة بن زيد عن أبي كبشة السلولي عن " سهل بن الحنظلية " قال : " مر رسول الله ببعير قد لحق ظهره ببطنه , فقال : " فذكره . قلت : وسنده صحيح كما قال النووي في " الرياض " وأقره المناوي . وقد تابعه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني ربيعة بن يزيد به أتم منه ولفظه : " خرج رسول الله في حاجة فمر ببعير مناخ على باب المسجد من أول النهار , ثم مر به آخر النهار وهو على حاله , فقال : أين صاحب هذا البعير ? ! فابتغي فلم يوجد , فقال رسول الله : ( اتقوا الله في هذه البهائم , ثم اركبوها صحاحا , واركبوها سمانا ) كالمتسخط آنفا " . رواه ابن حبان ( 844 ) وأحمد ( 4 / 180 - 181 ) وسنده صحيح على شرط البخاري . ( تنبيه ) : قوله ( كلوها ) قيدوها بضم الكاف من الأكل و عليه جرى المناوي في شرح هذه الكلمة , فإذا صحت الرواية بذلك فلا كلام , وإلا فالأقرب عندي أنها ( كلوها ) بكسر الكاف من وكل يكل كل أي اتركووها , هذا هو المتبادر من سياق الحديث . ويؤيده الحديث المتقدم ( رقم 22 ) بلفظ " اركبوا هذه الدواب سالمة , وايتدعوها سالمة ... " , أي اتركوها سالمة و الله أعلم . ( المعجمة ) : أي التي لا تقدر على النطق فتشكو ما أصابها من جوع أو عطش , وأصل الأعجم : الذي لا يفصح بالعربية ولا يجيد التكلم بها عجميا كان أو عربيا سمي به لعجمة لسانه , و التباس كلامه .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:16 PM | المشاركة رقم: 24 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
جزاك الله خيراً
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-07-11, 10:50 PM | المشاركة رقم: 25 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
جزاكم الله كل خير وجعله في ميزان حسناتكم ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-07-11, 04:29 PM | المشاركة رقم: 26 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 24 " أفلا قبل هذا ! أتريد أن تميتها موتتين ?! " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 32 : رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 140 / 1 ) و" الأوسط " ( 1 / 31 / 1 من زوائده ) والبيهقي ( 9 / 280 ) عن يوسف بن عدي حدثنا عبد الرحيم بن سليمان الرازي عن عاصم الأحول عن عكرمة عن " ابن عباس " قال : " مر رسول الله على رجل واضع رجله على صفحة شاة , وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها , فقال : " فذكره . وقال الطبراني : " لم يصله بهذا الإسناد إلا عبد الرحيم بن سليمان تفرد به يوسف " . قلت : وهما ثقتان من رجال البخاري وكذلك سائر الرواة فالحديث صحيح الإسناد , وقال الهيثمي ( 5 / 33 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح " . وفي نفي الطبراني المذكور نظر بين , فقد أخرجه الحاكم ( 4 / 231 و 233 ) من طريق عبد الرحمن بن المبارك حدثنا حماد بن زيد عن عاصم به ولفظه : ( أتريد أن تميتها موتات ?! هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ?) وقال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " ووافقه الذهبي . وقال في الموضع الآخر " على شرط الشيخين "
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-07-11, 04:29 PM | المشاركة رقم: 27 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-07-11, 04:31 PM | المشاركة رقم: 28 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 26 " والشاة إن رحمتها رحمك الله " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 33 : رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 373 ) والطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 60 ) وفي " الأوسط " ( ج 1 / 121 / 1 من زوائده ) وكذا أحمد ( 3 / 436 , 5 / 34 ) والحاكم ( 3 / 586 ) وابن عدي في الكامل ( ق 259 / 2 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 302 و 6 / 343 ) وابن عساكر ( 6 / 257 / 1 ) من طرق عن " معاوية بن قرة عن أبيه " قال : " قال رجل : يا رسول الله إني لأذبح الشاة فأرحمها , قال ... " فذكره و زاد البخاري " مرتين " وسنده صحيح . وقال الهيثمي في" المجمع " ( 4 / 33 ) : " رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير " و" الصغير " , وله ألفاظ كثيرة ورجاله ثقات " .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-07-11, 04:32 PM | المشاركة رقم: 29 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 27 " من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 34 : رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 371 ) وتمام في " الفوائد " ( ق 194 / 1 ) عن القاسم بن عبد الرحمن عن " أبي أمامة " مرفوعا . قلت : وسنده حسن , وقال الهيثمي ( 4 / 33 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله ثقات " ورواه الضياء المقدسي في " المختارة " كما في " الجامع الصغير " للسيوطي .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-07-11, 04:33 PM | المشاركة رقم: 30 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
بيرق التوحيد
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 28 " عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت , فدخلت فيها النار , لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 34 : رواه البخاري في " صحيحه " ( 2 / 78 طبع أوربا ) وفي" الأدب المفرد " ( رقم 379 ) ومسلم ( 7 / 43 ) من حديث نافع عن " عبد الله بن عمر " مرفوعا . ومسلم و أحمد ( 2 / 507 ) من طرق عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . ( خشاش الأرض ) هي الحشرات والهوام .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|