<< نــور الكهف >> متجدد إن شاء الله تعالى .....

[تــقــى]

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا}
جمع الرب سبحانه بين موسى والفتى في لفظ واحد {فَوَجَدَا}: رافق وصاحب العظماء تغدُ مثلهم عظيمًا.




{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا}
لا يؤبه له .. لم يعلم موسى أنه أعلم منه إلا بوحي! فلا تحتقر من أمامك .. لعل الله آتاه رحمة أو علّمه علمًا أنت تجهله.



{آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا}
أن يرحمك الله شيء .. وأن يؤتيك الرحمة شيء آخر .. في الأولى الرحمات تسكنك .. وفي الثانية تفيض منك.

[تــقــى]

{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
العلم يُؤتَى ولا يَأتِي.



{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
عادة العقلاء معرفة الهدف من أي مشروع يقدمون عليه.



{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
الناس تبع لعلمائهم .. لأن للعلم سيادة أرادها الله ليست للمال ولا للمنصب.



{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
صديق لا يزيدك علما وأدبا وخلقا وابتسامة فدعه ولا تكثر عليه التأسفا.



{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
كونه كليم الله يعلمه الله بلا واسطة لم يمنعه من أن يطلب العلم لدى الخضر .. روايتك عن المفضول تزيدك فضلًا.



{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
القلوب لا تحب وتخضع إلا لمن لان قوله.

[تــقــى]

{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
على العالم أن يزرع في قلوب تلاميذه هيبة العلم الذي قصدوه لأجله.



{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}
إذا حضر الجهل بالشيء حضر معه الضعف في تحمله وإدراكه.



{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}
كلما زاد علم الإنسان زاد صبره.



{قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}
في بداية طلبك لعلم ما .. أكثر من الاستماع وقلل من الأسئلة .. لأن سؤال اليوم قد يجيب عنه درس الغد.

[تــقــى]

{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ...} ... {فَانطَلَقَا....}
لا يليق التراخي بطالب العلم.



{قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}
كم أوقعتْنا العجلة في إصدار الأحكام الخاطئة على الناس!



{قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}
ولم يقل: "لتغرقنا" .. مع أنه كان في السفينة معهم! يفكر بمصير غيره قبل مصيره .. دأب الرسل دومًا!



{قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْرًا}
النفس المؤمنة جُبِلَت على إنكار المنكر وعدم تحمله.

[تــقــى]

{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}
من التعسير والمشقة على من هم تحت يدك أن تحاسبهم على هفواتهم ونسيانهم.



{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}
القصاص مِن شرع مَن قبلنا.




في أول عتاب قال: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} .. وفي الثاني قال: {أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا}
فزاد في العبارة .. لزيادة مقتضى إيرادها.



{قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا}
اعتذارنا بأن هذا الخطأ هو آخر خطأ نقوم به .. له أصل نبوي كريم!



{فَانطَلَقَاحَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ...} ... {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا...} ... {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ...}
العقَباتُ لا تَمنع الواثقينَ من الانطلاقِ في كلّ مرّة!

[تــقــى]

{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ}
لا تعم أهل بلد بحكم أو انطباع أو عقوبة .. لأجل تصرف البعض أو حتى الغالبية.



{فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ}
كن أنت مقيم جدران الحياة .. انطق بحقوق الضعفاء .. دافع عن المشردين .. انتصر لكل مظلوم.




{سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}
أضئ الزوايا الغامضة بنور الإجابات الصريحة.

[تــقــى]

{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ...}
مساكين ويملكون سفينة!! وأحدهم يظنك صرت غنيا لأن في بيتك هاتفًا!!



{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}
درسٌ عمليٌّ في الاصرار والاستمرار .. لم يقفوا عند حدود البَرّ!!



{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}
يعملون في البحر! إن ضاق رزقك في البر فابحث عنه في البحر؛ لا تيأس.



{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا}
كل عيب من تقدير الله .. وراءه رحمة من إرادة الله.



{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا}
لا تكن مشاعر سلبية لمحب قرصك بكلمة في العلن .. فلعله أراد أن يصرف عنك الأسوأ.



{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا}
هذا من التأدب مع الله .. حيث نسب الخضر إرادة العيب إلى نفسه ولم ينسبها إلى الله؛ مع أنه هو الذي قدره.

[تــقــى]

{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
ملك .. ومازال الأخذ إحدى هواياته!



{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
أرادوه أمامهم ليقودهم .. فكان وراءهم لينهبهم!



{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
لا يقتصر دور الداعية على الوعظ والإرشاد؛ بل هموم الناس من اهتماماته.

[تــقــى]

{فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
ليس كل ما نفقده يعد خسارة، قد يريد الله تبديل النعمة بخير منها.



{فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
الموت يفسح مكانًا للحياة.

[تــقــى]

{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}
لا يغرك صخب وأضواء المدينة .. فخلف ذلك البهرج: يتيم جائع .. وأرملة باهتة الملامح .. وفتاة بلا أحلام.




{وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا}
ادّخر لأبنائك.




{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}
صلاح الأب سبب في حفظ حقوق الأبناء من بعده.



{فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا}
لم يستخرجه لهما وإنما تركه ليستخرجاه بأنفسهما: دع الآخرين ليتولوا أمورهم .. فتقوّي المحاولات ظهورهم.




{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}
لا تفعل الغرائب بلا أثرة من وحي .. ثم تقول: فعلتها اجتهادًا.




{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}
كلما كان قرارك وفعلك مبنيًّا على توجيه واستشارة .. كان أقرب للصواب.

[تــقــى]

{قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا}
لا تستعجل قطف الثمرة.




{ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}
لما فسَّر الخضر المشاهد والوقائع لموسى أصبح الأمر واضحًا سهلًا لا لبس فيه؛ فجاء الفعل بالتخفيف: {تَسْطِع}.

[تــقــى]

{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}
لا تحزن على فوات شيء من الدنيا .. فقد أعطاها الله ذا القرنين .. وحرمها كثيرًا من الأنبياء وهم أفضل منه.




{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}
أعظم ملك في الدنيا حدود ملكه لا يتجاوز الأرض .. فدعك من ملوك الأرض .. وانصرف لملك السماوات والأرض وما بينهما.

[تــقــى]

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ....}
الظلم يجعل المظلوم يحسن أن يعبر عما في نفسه .. حتى وإن كان أعجميا!!




{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ...}
لعل هذا من أدلة حجية الإجماع! فلما أجمعوا.. لم يحتج أن يتبين من المتهم.

[تــقــى]

{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ}
إذا أعطاك الله نعمة فثق أنه لا أصلح لحالك منها .. فلا تمدن عينيك لإنعام الله لغيرك.




{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ}
عندما تساعد الآخرين .. أتح لهم المجال ليساعدوا أنفسهم .. ليسدوا حاجاتهم .. لا تصنع من مساعدتك لهم خورًا في أنفسهم.




{ٍأَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}
مشروعية سجن المفسد وحجزه .. كفًّا لشرِّه.

[تــقــى]

{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}
من المعلوم أن الرقي والصعود فوق السور أسهل من نقبه من أسفله؛ فقابل كلًّا بما يناسبه، فجاءت الزيادة في مبنى الكلمة {اسْتَطَاعُوا} تدل على زيادة المعنى وزيادة الجهد والمشقة مقارنة بـ {اسْطَاعُوا}.




{الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا}
أشد مصيبة تحل بالعبد هو أن يحول الله بينه وبين الهداية .. فيسمع القرآن حروفًا .. ولا يتبيّنه هدى ونورًا.




{وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
تنبّه لتعاملك مع غيرك .. فقد تُسيء من حيث أردتَ الإحسان!



{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
بضاعة الأماني ليس لها رواج في الآخرة .. المسألة عمل.