<< نــور الكهف >> متجدد إن شاء الله تعالى .....

[تــقــى]

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}
فائدة: الرقيم هو اللوح الذي كتبت فيه أسماء أصحاب الكهف.

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}
مع كل الإعجاز في قصتهم فلا تظن أنها عجيبة، فهناك آيات أعجب منها كخلق السماوات والأرض.

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}
مع قيامهم بأسباب النجاة، لم ينفكوا عن سؤال الله فواتح التيسير.

{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}
السمع هي الحاسة الوحيدة التي لا تتوقف عند النوم، وهنا إشارة إلى أن الله تعالى ضرب عليها وأوقفها لحكمة أرادها.

{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى

}

اصدق مع الله .. وستتوالى عليك العطايا والنفحات.

{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}
ليست نقيصة في حقهم أن يكونوا صغارًا .. كم من صغير فاق بإيمانه الكبار.

{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} لولا أن الأمر عَجَب لما خصهم الله بقوله: {فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}، فكان عطاؤه أكمل لهم: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}

[تــقــى]

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطًا}
الصدع بالحق .. بين يدي ذي سطوة .. من أعظم طرائق الجهاد .. ومن صدق ربط الله على قلبه.




{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}
من لطف الله تعالى بهم أن وفقهم للإيمان والهدى والصبر والثبات والطمأنينة، وذلك لصدقهم وتمام معرفتهم بربهم.




{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}
الله مَن يتصرّف بقلبك، يغارُ عليك أن تُعرض عنه .. فإذا انشغل قلبُك بغيره؛ سلّط عليك أنواعَ الهموم حتى ترجع!








{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}
لا تنظرْ بمقاييسك؛ رُبَّ أمرٍ ترى فيه هلاكَك، وهو في الحقيقةِ محلُّ نجاتك وراحتك وسعادتك!




{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}
قد تتجلى رحمة الله .. في تغييبك عن شهود الفتنة .. ولو بالنوم!



{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}
إذا أشرق القلب بالإيمان .. فإن أضيق الأماكن يكون أرحبها .. وبالذنب يضيق كل واسع:
{حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ}.

[تــقــى]

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}
الشمس، المخلوق العظيم، سخّرها الله لعباده الصّالحين .. لا تسأل عمّا قد يحدث إذا أرضيتَ الله!




{ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}
ستمر بك في الحياة آيات وعِظات .. فإن أحسنت التفكر والتدبر فقد وُفقت وهُديت.




{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ}
للطواغيت مع الناس خياران: الكفر أو الموت.

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا}
لما كان إثبات البعث من أعظم رسائل القرآن .. تنوعت طرائق الاستدلال عليه .. حتى في سياق القصص.




{قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا}
لا تستغرق في النقاشات الخليّة من الثمرة.




{قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا}
خيرٌ لك فيما لا تعلَمْهُ يقينًا؛ أن تُحيل علمَه إلى الله .. ليس نقصًا أن تتَّصِف بهذا!

[تــقــى]

{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ}
عزيمة العبد متوقفة على إذن سيده.



{وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}
ارقمها في فؤادك .. فإنها قانون الحياة القلبية.



{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}
اعجب أيها العبد .. لعظيم سمع ربك .. وعظيم بصره .. إن التدبر في أسماء الله وصفاته .. أرحب ميادين التدبر.

{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ}
درس القصة الأول هو الثبات على الدين .. وهذا إقليد الثبات.



{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}
في طريقك إلى الآخرة استكثر من الصحبة الصالحة ليعينوك على الطاعة.



{وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}
مجرد أن تزيغ عينك مصيبة؛ فكيف إذا انصرف قلبك عنهم؟!



فرَّ الفتية أصحاب الكهف حفاظًا على توحيدهم ..
فحفظ الله لهم كل شيء: أجسادهم، عقولهم، دينهم..
بل حتى ذكرهم حفِظَه في القرآن إلى يوم القيامة.





لما لجأ الفتية الى الكهف فرارًا بدينهم ..
جعل الله أوائل سورة الكهف عصمةً من الفتنة الكبرى (المسيح الدجال) ..
لمن اراد العصمة من فتنته!

[تــقــى]

{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ}
في الجنَّة؛ الحُليّ للجميع، الذكور والإناث .. إنَّها الجنَّة؛ وفيها ما تشتهيهِ الأنْفُس!



{نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}
ما ظنُّك بثوَابٍ أعدَّه الله؛ ثم هو سبحانه يُثني عليه؟!







{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}
وإنْ كان كهفًا! لكنهم وجدوا فيه الرحمة والسعادة..
فلننضم إلى كهف السعداء؛ ذاك هو كهف الإيمان.




{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}
اجتماعهم على الهدى وفرارهم إلى الكهف معًا من أسباب تنزل الرحمة التي غشيتهم ثلاث مئة سنين.

[تــقــى]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}
في ضيافةِ الله لن تقلق .. لن تحزن .. ستذوب في أكمَلِ نعيم.

{خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا}
كلُّ الأشياءِ في الجنّة تُعجِبهم .. يذوقون أكمل لذّة .. لا يفكرون في الانتقالِ عنها!

[تــقــى]

{فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ}
كلُّ مُتعِ الدّنيا تبدو سخيفةً حين تُسلّي نفسَك بما أعدّه الله لمن أطاعَهُ واتّقاه!






{فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ}
فقير لا مال له ولا نفر، ولا جنة عنده ولا ثمر، لكنه معتز بما هو أبقى وأعلى، معتز بعقيدته وإيمانه. (سيد قطب)






{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا}
أغفلنا قلبه حين اتجه إلى ذاته وماله وأبنائه ومتاعه ولذائذه وشهواته، فلم يعد في قلبه متسع لله. (سيد قطب)







{قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}
أدرك الخضر أنه سيقوم بأعمال تثير الدهش والأسئلة فنبه موسى قبل ذلك.. لا تعاتب تلاميذك قبل تنبيههم!





{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}
قلة صبرك وكثرة عتابك .. قد تُفقدك أحبابك.

[تــقــى]

{وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}
ارقمها في فؤادك .. فإنها قانون الحياة القلبية.





{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا}
غفلوا هم عن ذكر الله، فكان العقاب لهم من الله بأن أغفلهم عن لذّة ذكره، والجزاء من جنس العمل.

{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَبًا}
يا الله!! كيف يصل الكِبْر بصاحبه بأن يستعلي على خالقه!





{وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَبًا}
جمع بين سوء العمل والرجاء المذموم، بخلاف المؤمن:
{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}.

[تــقــى]

إذا رأيت أمرك شتيتًا، ونفسك حيرى تائهة؛ فسل الله سؤال الفتية:
{رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}

{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء}، {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ}
جبل مرتفع لا يعصم من ماء، وكهف مكشوف يعصم من القتل!
السؤال الأهم في درب الرهبة: هل الله معك؟

صلاحك دُعامة عظيمة وركيزَة أساسية لصلاح ذريتك، وشافعٌ لهدايتهم وعون الله لهم،

قال تعالى:

{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}

فاتقِ الله فيهم بتركك الذنب.

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}
لن يربط الله على قلبك وهو مُلتَفتٌ إلى غيره.

{إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
لن تقول الحق دون صدعٍ به وقيامٍ عليه ودعوةٍ إليه.

[تــقــى]

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا}
أخَصّ ما يُرزَق العالِم مِن الشمائل صفة الرحمة؛ فإنها تسوق باقي الفضائل!

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}
إذا أطعت ربك .. وأنبت لمولاك .. سخر لك حتى الأفلاك!







{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
ذكر الله شرف لا يؤتاه كل قلب.