17-01-12, 10:29 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Dec 2011 |
العضوية: |
6551 |
المشاركات: |
203 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.04 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
13 |
نقاط التقييم: |
47 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
السلام عليكم و رحمة الله
إليكم إخوتي في الله ....
مواقف من حلم الرسول مع اعدائه
قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134.
لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدود الله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا .
وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه :
1- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرة فأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعة لينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام, فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممثل لقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بذلك . ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابة الصحيفة .
2- وموقفا آخر يدل على حلمه وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر في قتله وهو يطوف , فلما دنا من الرسول قال له : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " .
ويتجلى حلمه عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبو سفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال : اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم .
3- وموقف آخر يبين حلم الرسول وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلى رسول الله فقال لهما صلى الله عليه وسلم : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .
إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفو ويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطت به ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا.
رســـول الله قدوتنــــا.
|
|
|