**معوقات الهــداية**

**ابوريم** · 08-04-11, 11:52 PM

بسم الله الحمن الرحيم

الأصل في الإنسان الخير والهداية فقد خلق الله الخلق لعبادته وهيء لهم مايعينهم عليها من رزقه, قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما اريد أن يطعمون* ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ..
ان النفس بفطرتها السليمة اذا تركت كانت مقرة لله بالالوهيه محبة لله تعبده ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك مايزين لها شياطين الانس والجن .لما يوحي بعضهم الى البعض زخرف القول غرورا, قال تعالى : ( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله) , وقال **معوقات الهــداية**

في الصحيحين من حديث ابي هريرة ( كل مولود يولد على الفطرة ) وعند احمد وغيره ( خلقت عبادي حنفاء واضلتهم الشياطين).

اذن فالاصل في الانسان الهداية. لا طريق الضلال والغواية فالهداية مطلب شرعي وطلبها واجب على كل عاقل راشد لاخيار له فيها لانها الاصل الذي من اجلها خلق الانسان ولا يتصور الانسان ان الهداية ستاتيه وهو في ضلاله وغوايته دون طلب لها وسعي للحصول عليها, لذا ارشد الرسول **معوقات الهــداية**

حفيدة الحسن بن علي **معوقات الهــداية**

فعن الحسن قال : ( علمني رسول الله **معوقات الهــداية**

كلمات اقولهن : اللهم اهدني فيمن هديت ) ..
فعلى الانسان العاقل ان يسعى للحصول على الهداية بالدعاء ومجالسة الاخيار ومجاهدة النفس وكل الوسائل المعينة على ذلك وان يقضي على جميع العوائق والعقبات وكل مايقف حائل بينه وبين التوبة والانابة والعودة الى الله قبل ان يدهمه الموت ويفاجئه وينزل بساحته. فعندما يندم ولات حين مندم...
اليوم سنتحدث عن إحدى معوقات الهداية وهو

الأول – الأصـــــــدقاء :
فنحن نلمس جميعا ما للأصدقاء من أثر في توجيه السلوك, والطبائع المتباينة, وبالاختلاط يتأثر الأصدقاء بعضهم ببعض , فالطباع سراقة , والنفس قد جبلت على المحاكاة والتقليد, فتجد للأصدقاء دورا مهما ورئيسا في تغيير مسار زملائهم وأصحابهم , وهناك من الشباب من يرغب في الهداية ولكن أصدقاءه يقفون حائلا دون تحقيق أمنيته بصور شتى, وأساليب عديدة :
لعل أبرزها عدم اعطائه فرصة للتفكير, حيث نجد أن الأصدقاء دائما يجتمعون يوميا ساعات طويلة بحيث لايكون أمام الواحد منهم فرصة للتفكير في وضعه وما هو عليه من ضياع, فلو تأخر عن الحضور ولو ساعة تجدهم يجرون معه كافة طرق الاتصال . الهاتف, الجوال , النداء الآلي, إرسال من يقوم بإحضاره في التو واللحظة.. وقد يجتمعون للصلاة في مسجد وتلقي كلمة فيتأثر أحد الأصحاب بها, ولكن بعضهم أو غالبهم لايتيحون له الفرصة للاستفادة منها, ومنهم-والعياذ بالله- من إذا رأى صديقه قد تأثر بزيارة لمقبرة أو بكلمة ألقيت في مسجد بادر وأسرع بإسماعه أغنية ليذهب عنه مايحسبه حزينا وهو لايدري , أو يذهب بهذا الصديق ألى أصحاب يأنس بهم, ليفرجوا عنه ! وما علم أن الذي به هو ألم المعصية و إشراقة التوبة..
وهكذا نجد الأصدقاء غالبا ما يقفون حاجزا بين أترابهم والالتزام, ولكن هذا الحاجز يستطيع العاقل تجاوزه لو صدقت نيته وصحت عزيمته , واستعان بالله واعتصم به. ( ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم) وعدم إعطائه الآخرين فرصة للتصرف في حياته لأنها غالية جدا, هل هناك أغلى من حياة الإنسان ؟! فإذا انتهت حياته انتهى كل شيء ويالها من خسارة!
ويتجمع الأصدقاء مع بعضهم, بوسائل مختلفة منها :
أولا: الدوريات الأسبوعية أو نصف شهرية, أو الشهرية حيث لايتركون لأحدهم فرصة بالبحث عن غيرهم, فإذا هم أو فكر أحدهم في الهدأية وتركه دورياتهم هم إليه زميله, وقال له : لماذا لايكون هذا إلا في دوريتي , وهكذا يستمر في المجاملات حتى لايترك له مجالا للتفكير أو قد ينسه فكرة الهداية والبحث عنها من أساسها؟!
ثانيا: تكوين مخيم أو استئجار استراحة, حيث نرى بعض الشباب يبحثون عن مكان يجمعهم وغالبا مايستأجرون مخيما أو استراحة أو ما أشبه ذلك بحيث لا يترك لأصحابهم فكرة البحث عن غيرهم !

وأعرف شبابا استاجروا استراحة فلما بدأ أصحابهم بالتقلص واحدا تلو الآخر هروبا من الوضع الذي يعيشه قاموا ببناء استراحة على حسابهم الخاص ليلزموا البقية بالبقاء, ووضعوا شروطا بحيث يصعب على الواحد التنازل عن نصيبه إلا وهو مغبون أشد الغبن.
وهذه حيل يحتالها الأصدقاء للمحافظة على أصدقائهم وهذا- بلا شك – يؤدي إلى تأخر الالتزام أو إلغائه.

وعلى من ابتلى بمثل هذه الأشياء أن يعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه, وفي الخيرين الخير, وعليه بمصاحبة الرفاق الصالحين فهم خير بديل عن غيرهم ....