شرح كتاب كشف الشبهات :
الشيخ عبد الكريم الخضير
ذكر النبي -- أن الناس يوم القيامة يستغيثون يستغيثون بآدمثم بنوح بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى ثم" وكلهم يستغيثون بهذا ثم في الأخير يأتون إلى محمد -عليه الصلاة والسلام- كل واحد من هؤلاء الأنبياء يذكر ذنبه ويعتذر به وإن كانت في الحقيقة بعضها خلاف الأولى فآدم يأكل يذكر ذنبه أنه أكل من الشجرة وأنه عصى ربه وإن كانت هذه المعصية تاب منها واجتباه ربه بعد ذلك وهداه لكنها عذر في المقام ومن أجل أن يبين فضل محمد -عليه الصلاة والسلام- ثم يأتون يقولون آدم أنت خلقك الله بيده خلقك الله بيده ومع ذلك تعتذر؟! يقول اذهبوا إلى نوح فإنه أول رسول أرسل إلى الأرض فيأتون إلى نوح وبعد ذلك يعتذر بأنه دعا على قومه ولم يدخر ذلك إلى وأنه أيضًا سأل الله ما ليس له به علم فأراد أن يشفع لولده والشفاعة لا تناله {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [سورة المدثر:48] ثم بإبراهيم ثم ذكر الكذبات الثلاث وكلها في ذات الله والحديث معروف ثم بموسى ويذكر قتله النفس التي لم يؤمر بقتلها ثم بعيسى ولا يذكر ذنبًا ثم يأتون إلى محمد استغاثوا بهؤلاء من أولي العزم بأبي البشر أولاً ثم بالخمسة أولي العزم استغاثوا بهم يعني طلبوا منهم أن يكشف الله الكرب بدعائهم طلبوا منهم أن يدعو الله ليكشف عنهم الكرب الذي الكرب الذي هم فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول أنا لها ثم يسجد تحت العرش ويلهم بمحامد وأشياء لا يعرفها الآن في حياته ثم يقال له -عليه الصلاة والسلام- ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع -عليه الصلاة والسلام- "فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا إلى رسول الله -- قالوا : فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك" على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركًا "
فالجواب:
أن نقول سبحان من طبع على قلوبأعدائه" سبحان من طبع على قلوب أعدائه "
فإن الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها" يعني لو اعتدى شخص صائل على آخر ليقتله فوجد من المسلمين من يغيثه قال له يا فلان أغثني وهو يقدر معه سلاح ويستطيع أن ينفعه هذا لا يُنكَر فإن الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها "كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه" لأن موسى كان حي ويقدر على إغاثته "وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها من الأشياء التي يقدر عليه المخلوق ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله" أو بحضورهم أيضا فيما لا يقدر عليه إلا الله لو قلت يا فلان أغثني في حمل هذه الصخرة التي تزن خمسمائة ستمائة ألف كيلو وهو لا يقدر ولا يحمل ولا مائة يجوز أن تستغيث به في حملها؟
هذا شرك لأنك استغثت بمخلوق فيما لا يقدر عليه ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء الأولياء يستطيعون أن يدفعوا عنهم وأن ينفعوهم بشيء وهم في قبورهم لو استطاعوا لنفعوا أنفسهم لو استطاعوا النفع لغيرهم لنفعوا أنفسهم وهم تحت التراب أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله
يذكر بعضهم أن من الشيوخ في الأزهر من من الشيوخ المعروفين في العلوم الأخرى في العربية وفي علوم في علم الكلام وغيره يقول إنه لا يدق مسمار في جدار إلا أن يقول يا بدوي نسأل الله العافية البدوي ماذا عُرِف عن البدوي يقولون جاء من المغرب وبال في المسجد في يوم جمعة وخرج ولم يصلِّ ثم بعد ذلك قالوا إنه جاء مرة ثانية إلى المسجد وصعد إلى سطح المسجد ورفع رأسه وجلس أربعين يوم على هذه الحال ثم مات فعكفوا على قبره يعني أين العقول إذا كان هناك مبرِّر كما تقدم في كلام الشيخ أن الصالحين والعباد والأتقياء تميل النفوس إلى تعظيمهم أما مثل هذا من يعظمه؟! هل يوجد من يعظم مجنون إلا مجنون مثله نسأل الله العافية ويزور قبره في كل سنة سبعة ملايين شخص وعبد القادر الجيلاني وهو معروف بالعلم والعبادة كم يزار قبره في السنة وضريح الشعرة وهي شعرة من شعره من عبد القادر قلت في درس سابق أنها ضريح الشعرة في كشمير لشعرة من عبد القادر من أكبر الأضرحة في العالَم نسأل الله العافية
"إذا ثبت ذلك فالاستغاثة بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعو الله أن يحاسب الناس" ما يأتون إلى الأنبياء ويقولون أغيثونا خلصونا من الكرب ارفعوا عنا هذا الكرب لا، يقولون ادعوا الله أن يفرج عنا فهي استغاثة بمخلوق فيما يقدر عليه "يريدون منهم أن يدعو الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز في الدنيا والآخرة أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك وتقول له ادعُ اللهَ لي" ادعُ اللهَ لي وأمر النبيُّ -- الصحابة أن يأتوا إلى أويس وهو من التابعين ويطلبوا منه الدعاء وجاءه عمر كما في صحيح مسلم وطلب منه الدعاء وجاءه الأعرابي والنبي -عليه الصلاة والسلام- على المنبر فطلب منه أن يدعو ويستسقي فسقوا ولم يروا الشمس سبتا ثم جاء الأعرابي أو غيره فقال ادعُ الله أن يكشف عنا تهدمت البيوت وتقطعت السبل فدعا فطلب الدعاء من الحي القادر لا إشكال فيه وجاءت به النصوص وقحط الناس في سنة سبع عشرة في عهد عمر وأجدبوا واستسقى عمر وقال اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك النبي عندهم قريب في بيته قريب المسجد لكنه في قبره فتسقينا ونحن الآن نستشفع ونستسقي بعم نبيك العباس قم يا عباس فقام العباس فدعا وسقوا يعني لو كان الاستسقاء والاستشفاع بالنبي -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاته لما ساغ لعمر ولا لغير عمر أن يستشفع بالعباس والنبي -عليه الصلاة والسلام- موجود خلاص مادام في قبره خلاص شيء لا يقدر عليه مخلوق لا يقدر على مثل هذا مع أنه أشرف الخلق على الله وأكرمهم عليه "كما كان أصحاب رسول الله -- يسألونه" في حياته أن يدعو لأمته يدعو لهم بالنصر ويدعو لهم بنزول المطر وغير ذلك "وأما بعد موته فحاشا وكلّا أنهم سألوه سألوه ذلك عند قبره بل أنكر السلفُ الصالحُ على من قصد دعاء الله عند قبره" الدعاء يدعو الله لكن عند قبر النبي -عليه الصلاة والسلام- كما جاء عن علي بن الحسين زين العابدين ابن علي بن أبي طالب رأى رجلاً يطل مع نافذة على قبره -عليه الصلاة والسلام- ويدعو الله فنهاه عن ذلك هو يدعو الله ما يدعو النبي -عليه الصلاة والسلام- لكن هذه وسيلة من وسائل الشرك "بل أنكر السلف الصالح على من قصد دعاء الله عند قبره فكيف بدعائه بنفسه" كيف يدعى الرسول -عليه الصلاة والسلام-