17-04-23, 05:16 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ... نسبه ومولده سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري -رحمه الله تعالى-، من قبيلة ثور، وهي قبيلة من مضر، ولد -رحمه الله- سنة سبع وتسعين للهجرة، ودرس على أبيه سعيد بن مسروق، الذي كان ثقة عند المحدثين، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وطلب سفيان العلم وهو حدثٌ باعتناء والده المحدث الصادق، وأمه كان لها أثر حسن في توجيهه، قالت أم سفيان لـسفيان:" يا بني! اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي"، تعمل بالغزل وتقدم لولدها نفقة الكتب والتعلم، وقالت له مرة: "يا بني! إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك؟ فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك" أفنى عمره في طلب العلم، وطلب الحديث، وقال رحمه الله-: "لما أردت أن أطلب العلم قلت: يا رب! لا بد لي من معيشة، ورأيت العلم يُدرس أي: يذهب ويندثر تدريجياً فقلت: أفرغ نفسي في طلبه، قال: وسألت الله الكفاية. وقال: أنا في هذا الحديث منذ ستين سنة". وقال: "ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث، فإنه مسئول عنه". وكان -رحمه الله تعالى- يقول: "لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا"، وقال: "لو لم يأتني أصحاب الحديث ليسمعوا ويكتبوا لأتيتهم في بيوتهم"، شيوخه وبلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ، وعن المبارك بن سعيد قال: "رأيت عاصم بن أبي النجود وكان شيخاً جليلاً يجيء إلى سفيان الثوري يستفتيه، ويقول: يا سفيان ! أتيتنا صغيراً وأتيناك كبيراً"، ، وكان يكتب ويتعلم حتى آخر عمره، يشتغل بطلب العلم." دخلوا على سفيان في مرض موته، فحدثه رجل بحديث أعجبه، وضرب سفيان بيده إلى تحت فراشه فأخرج ألواحاً فكتبه، كتب الحديث وهو على فراش الموت، فقالوا له: على هذه الحال منك! فقال: إنه حسن! إن بقيت فقد سمعت حسناً، وإن مت فقد كتبت حسناً". رحلاته رحل إلى مكة والمدينة، وحج ولم يخط وجهه بعد، وزار بيت المقدس، ورحل إلى اليمن للقاء معمر، وكانت أسفاره ما بين طلب علم وتجارة وهرب، كان نابغة بحق، عن الوليد بن مسلم قال: "رأيت سفيان الثوري بـمكة يستفتى ولم يخط وجهه بعد"، وعن أبي المثنى قال: "سمعت الناس بـمرو يقولون: قد جاء الثوري قد جاء الثوري ، فخرجت أنظر إليه فإذا هو غلام قد بقل وجهه". يعني نبت شعره من قريب، كان ينوه بذكره في صغره من فرط ذكائه وقوة حفظه وقال محمد بن عبيد الطنافسي: "لا أذكر سفيان الثوري إلا وهو يفتي، أذكره منذ سبعين سنة، ونحن في الكتاب تمر بنا المرأة والرجل فيسترشدوننا إلى سفيان يستفتونه ويفتيهم"، ولما رآه أبو إسحاق السبيعي مقبلاً في صغره تمثل بقول الله: وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا . كان حافظة عجيباً في حفظه، كان ذا حافظة عجيبة فيها، قال سفيان عن نفسه: "ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانني"، وكانوا يقدمونه في الحفظ على مالك وعلى شعبة، وقال يحيى القطان : "ليس أحد أحب إليَّ من شعبة ولا يعدله أحد عندي، وإن خالفه سفيان أخذت بقول سفيان"، خالفه في نحو من خمسين موضعاً في حفظ الأحاديث، كان الحق فيها مع سفيان. ورعه وعبادته كان ليله يُقسم بالنصف: نصف لقراءة القرآن وقيام الليل، وجزء لقراءة الحديث وحفظه، وكان حفظه يبلغ نحواً من ثلاثين ألفاً، وقال ابن عيينة: "ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري". وقال شعيب بن حرب: "إني لأحسب أن يُجاء غداً بـسفيان حجة من الله على خلقه يقول لهم: لم تدركوا نبيكم قد أدركتم سفيان". وقال أبو بكر بن عياش:"إني لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم في عيني". كانت مرافقة الرجل له شرف، وقال عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله-: "كنا نكون عند سفيان فكأنه قد أوقف للحساب من خشيته لله، فلا نجترئ أن نكلمه وهو في تلك الحال من الخشية، فنعرض بذكر الحديث، ونذكر في الكلام بيننا شيئاً عن الحديث، فيذهب ذلك الخشوع فإنما هو حدثنا وحدثنا، ويبدأ بالتحديث". وكان يطلب سماع الحديث وهو مستخف لما هرب واضطر للاختفاء، وكان وهو مستخف يطلب العلم، قال سليمان بن المثنى: "قدم علينا سفيان الثوري، فأرسل إليَّ: إنه بلغني عنك أحاديث وأنا على ما ترى من الحال، فائتني إن خف عليك، قال: فأتيته فسمع مني، وفعل ذلك بعدد من أصحابي"، وقال ابن المبارك عن سفيان : "كنت أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث، فأقول: ما بقي شيء من علمه إلا وقد سمعته، ثم أقعد عنده مجلساً آخر فأقول: ما سمعت من علمه شيئاً". وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت سفيان يقول: "هذا في عمله بعلمه ما بلغني عن رسول الله ﷺ حديث قط إلا عملت به ولو مرة واحدة". كان يحس بالمسئولية، ويخشى أن يقابل الله فيسأله عن كل حديث حفظه: لأي شيء حفظته؟ وهل عملت به؟ رحمه الله تعالى. ومع علمه كان ورعاً في الفتوى لا يتسرع في الإجابة، قال مروان بن معاوية: "شهدت سفيان الثوري وسألوه عن مسألة في الطلاق، فسكت وقال: إنما هي الفروج" أي: أخاف أن أفتي بالحل وهي محرمة عليه، فأتسبب في الوقيعة والوقوع في فرج لا تحل له، وقال ابن أسباط: "سئل الثوري وهو يشتري عن مسألة، فقال للسائل: دعني فإن قلبي عند درهمي" فلست متفرغاً لأفتيك، وقد أخطئ وأنا منشغل بالبيع والشراء. دقته في الاستنباط وكان له دقة عجيبة في الاستنباط والفقه، فعن الفريابي قال: "رأينا سفيان الثوري بـالكوفة، وكنا جماعة من أهل الحديث، فنزل في دار، فلما حضرت صلاة الظهر دلونا دلواً من بئر في الدار، فإذا الماء متغير متغير بشيء من النجاسة فقال: ما بال مائكم هذا؟ قلنا: هو كذا منذ نزلنا هذه الدار، فقال: ادلوا دلواً من ماء البئر التي قبلكم، فإذا ماء أبيض، ثم قال: ادلوا دلواً من بئر الدار التي شرقيكم، فإذا ماء أبيض، ثم قال: ادلوا دلواً من بئر الماء التي غربيكم، فدلوا دلوا فإذا هو ماء أبيض، ثم قال: ادلوا دلواً من ماء البئر التي شأمكم، فدلوا دلواً فإذا هو ماء أبيض، فقال: إن لبئركم هذه شأناً، كل ما حولها من الآبار نظيفة إلا هذ الذي أنتم فيها، فحفرنا فأصبنا عرق كنيف ينزل فيها عرق من مرحاض إلى هذه البئر تنزل النجاسة في البئر فقال: منذ كم نزلتم هذه الدار؟ فقلنا: أربع سنين، فأمر بإعادة صلاة أربع سنين". وكان -رحمه الله تعالى- حكيماً في تعليمه، وكان يقول: "إذا كنت في الشام فاذكر مناقب علي؛ لأن بعضهم في تلك البلد كانوا يشتمون علياً، وإذا كنت في الكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر"؛ لأن بعض المتشيعين في الكوفة كان يقع في أبي بكر وعمر. وقال ابن المبارك رحمه الله: "تعجبني مجالس سفيان الثوري ، كنت إذا شئت رأيته في الحديث، وإذا شئت رأيته في الفروع، وإذا شئت رأيته مصلياً، وإذا شئت رأيته غائصاً في الفقه". زهده وكانت عبادته عظيمة -رحمة الله عليه- قال يوسف بن أسباط: "قال لي سفيان بعد العشاء: ناولني المطهرة أتوضأ، فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده، فبقي مفكراً، ونمت ثم قمت وقت الفجر، فإذا المطهرة في يده كما هي، فقلت: هذا الفجر قد طلع! قال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى هذه الساعة". وكان عجيباً في قيامه لليل، يقوم الليل حتى الصبح في أيام كثيرة، وكان يرفع رجليه على الجدار بعد قيام الليل؛ حتى يعود الدم إلى رأسه، وإذا أكل اجتهد في القيام بزيادة، أكل مرة طعاماً ولحماً ثم تمراً وزبداً، ثم قال: "أحسن إلى الزنجي يعني العبد أحسن إلى الزنجي وكده". ومرة قدم على عبد الرزاق، فقال عبد الرزاق: "طبخت له قدر سكباج لحم مع خل فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قال: يا عبد الرزاق ! اعلف الحمار ثم كده، وقام يصلي حتى الصباح". وقال علي بن الفضيل: "رأيت الثوري ساجداً، فطفت سبعة أسابيع سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه"، وقال ابن وهب: "رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى نودي للعشاء". وكانت خشيته لله أبلغ من أن توصف، قال قبيصة: "ما جلست مع سفيان مجلساً إلا ذكرت الموت، ما رأيت أحداً أكثر ذكراً للموت منه". وقال يوسف بن أسباط: "كان سفيان إذا أخذ في ذكر الآخرة يبول الدم من خشيته لله عزوجل". وقال سفيان: "البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله، فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير". وكان زاهداً أقبلت عليه الدنيا فتركها، وأخذ كفايته حتى لا يحتاج إلى الناس، وربما اشتغل ببيع وشراء لأجل ألا يحتاج إلى الناس، ولا يمد يده.
jv[lm hghlhl hgtrdi hglp]e stdhk hge,vd >>> hggpdm hghlhl hge,vd hgtrdi jv[lm stdhk
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-04-23, 05:24 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
السليماني |
|
|