03-08-13, 07:16 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب شهـــر رمضــان
هذا هو درس حول تفسير سورة القدر لبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه تفسير سورة القدر فتعالوا بنا اليوم نرجع إلى كتاب الله تعالى، نقف عند سورة من سوره الكريمات، سورة ما من مسلم إلا ويحفظها لسانه. تعالوا بنا اليوم نحاول أن نصل بهذه السورة إلى قلوبنا، لتطمئن وتزداد إيمانا. تلكم هي سورة القدر قال اله تعالى.إنا أنزلناه.. إناأنزلناه في ليلة القدر. والضمير عائد على القرآن,في ليلة القدر, والقدر أي التقدير، فهي الليلة التي يقدِّر الله تعالى فيها الأمور والأحكام والأرزاق والآجال، قال سبحانه فيها يفرق كل أمر حكيم) انتبه معي لكي تعرف قدرها, لأن ليلة القدر كثير من الناس لا يعرف قدرها,فكثير من الناس الآن في هذه اللحظة في الشوارع وأمام التلفاز. وما أدريك ما ليلة القدر, استفهام جميل وهذا الأسلوب في القرآن, أسلوب تفخيم وتهويل,وتعظيم لكي ينتبه الكل, وما أدريك ماالحاقة ... وما أدريك ما القارعة.. وما أدريك ما الحطمة سقر.. أي مهما تتصور لن تصل إلى عظمة وبركة وشرف وهيبة وحقيقة وقدر ومكانة ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر, فبإحياء هذه الليلة يكون المسلم لنفسه عمرا كاملا من الطاعة والعبادة، فألف شهر يعادل ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر، وقليل من يعيش في هذه الأمة هذه المدة, والله إن العاقل لن يضيع هذه الفرصة. وليلة القدر هي تكريم إلهي رباني خص الله بها أمة سيدنا محمد، وقد كان يحمل هموم أمته، يهمها فلاحها في الدنيا والآخرة، فجلس ذات يوم يقارن بين أعمار أمته وأعمار الأمم الماضية، وبين أعمال أمته وأعمال الأمم الماضية، فرأى طول الأعمار والأعمال عند الأمم، فسيدنا نوح مثلا استمرت دعوته إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما، فكيف يكون جزاء وثواب من اتبعه في هذه السنوات كلها، فأذهله الأمر، وخاف أن يكون ثواب أمته عند الله تعالى قليلا، فأعطاه الله تعالى ليلة القدر تكرما وتفضلا، روى الإمام مالك في الموطأ «أن النبي أُرِيَ أعمارَ الناس قبلهُ أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا مثل الذي بلغه غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر». وإنما أخفاها الله تعالى حتى يملأ المسلم ليالي رمضان بالقيام والذكر والقرآن، ولكن الرسول رحمة بنا قربنا منها، فحددها في العشر الأواخر من رمضان، روى البخاري ومسلم أن النبي قال:« تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» وروى البخاري ومسلم أيضا عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين (أي تخاصما) فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس». وهكذا حال خصام رجلين بين الأمة وبين معرفة ليلة القدر، لأن الخصام داء وضرر لا يجوز أن يكون بين المسلمين لأنهم كالجسد الواحد، وكالبنيان يشد بعضه بعضا. ولاكن لماذا أخفى الله هذه الليلة؟ إن الإسلام يريد للمؤمن ألا يتكل على نوعية أعماله، ألا يتكل على يوم أو ليلة في عبادته، بل يريد له أن يملأ أوقاته بالأعمال الصالحة، ويتجنب في كل أوقاته الأعمال الطالحة، ثم يتكل على بعد ذلك على الله تعالى. ولهذا أخفى الله تعالى عبادات مهمة، لم يطلع عباده عليها لئلا يتكلوا فيتباطئوا عن العمل: فأخفى الصلاة الوسطى وأمر بالمحافظة عليها، وحذر من تضيعها، حتى يحافظ المسلم على الخمس كلها. وأخفى اسم الله العظيم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب حتى يدعو المسلم بأسماء الله الحسنى كلها. وأخفى ساعة الجمعة التي لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله إلا استجاب لكي يلح المسلم في الدعاء الجمعة كلها. وأخفى خاتمة الحياة فجعل خير الأعمال خواتمها، وخير الأعمار أواخرها لكي يعتبر المسلم كل دقيقة نهاية حياته. وأخفى الولي بين الناس وحذرنا من عداوته فقال في الحديث القدسي الجليل: «من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب» حتى يحترم المسلم الناس أجمعين. ومن المسائل التي أخفاها سبحانه وتعالى ليلةُ القدر، هذه الليلة العظيمة التي وصفها الله تعالى بخير من ألف شهر، ولكي يجتهد المسلون في ليالي رمضان كلها . ورغم خفائها فالمشهور لدى العلماء أنها ليلة سبع وعشرين روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر ا أن رسول الله : «من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين» وروى مسلم عن زِرّ بنَ حُبَيْشٍ قال: «قُلْتُ لاِبيّ بنِ كَعْبٍ إِنّ أَخَاكَ عبْدَ الله بن مَسْعُودٍ يقولُ مَن يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ، فقالَ يَغْفِرُ الله لأبي عَبْدِ الرّحْمَنِ لَقَدْ عَلِمَ أنّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَأَنّها لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ ولَكِنّهُ أَرَادَ أَنْ لاَ يَتّكِلَ النّاسُ ثُمّ حَلَفَ لا يَسْتَثْنِي أَنّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ». وهذا عبد الله بن عباس ا اجتهد, ومن العلماء من قال بأن أقوال ابن عباس لها حكم المرفوع,يقول هذا الصحابي بفقهه العجيب, هي ليلة سبع وعشرين,لماذا؟ قال لأننا إذا عددنا كلمات سورة القدر فلها ثلاثين كلمة, وكلمة سلام هي هي السابعة والعشرين, اجتهاد من ابن عباس. قال تعالى, تنزل الملائكة..أي جبريل وجبريل لا ينزل إلى الأرض إلا لأمر عظيم, وهو معنا الآن في الارض. من كل أمر أي تتنزل الملائكة بكل أمر قدره الله لأهل الأرض, على أن تاتي ليلة القدر في العام المقبل, الأرزاق الآجال الأمطار, قال ابن عباس, حتى يكتب الرجل في الموتى وهو مازال يمشي في الأسواق, وقال أيضا حتى يكتب فيها يحج فلان ولا يحج فلان, أما إحياء ليلة القدر فيكون بالأعمال الصالحة. ولكن القيام الكامل يحصل بإحياء الليل كله، أو معظمه بالصلاة والقرآن، أو الذكر والإحسان، وقد كان الرسول يحيى الليالي بطول القراءة والقيام، حتى تورمت الأقدام كما روى البخاري، فلما قالت له عائشة لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، أجاب: «أفلا أكون عبدا شكورا»، فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود المعروف بكثرة التهجد وطول القيام، يشارك النبي ذات ليلة الصلاة، فأطال القيام حتى هم بالمغادرة وترك الصلاة، روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: «صليت مع النبي ليلة فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء. قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه». وهذا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صاحب سر رسول الله يشارك النبي ذات ليلة القيام، فقرأ سورة البقرة فأتمها، ثم سورة آل عمران فأتمها، ثم سورة النساء فأتمها، ثم كان ركوعه وسجوده قريبا من ذلك، وكانت الركعة الثانية قريبة من الأولى، إنها عشرة أحزاب ونصف يا جماعة، نقطعها نحن في تراويحنا في خمسة أيام، ولندع حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهو يتحدث عن ذلك فيقول: «صليت مع النبي ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ،... الصورة الرابعة: نشاهد فيها الصحابة الذين تخرجوا من مدرسة الرسول في زمن عمر بن الخطاب ، وقد كان بعضهم يعتمد على العصي من طول القيام، روى الإمام مالك في الموطأ عن السائب بن يزيد قال: «أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرة ركعة، فكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر».وهذه أم الدرداء الصغرى ؛ هذه امرأة صالحة، كل ليلة تجتمع عندها النساء، نساء متعبدات،؟ يقمن الليل كله، حتى أن أقدامهن قد انتسخت من طول القيام: { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } وهذه زينب: ( يدخل المسجد يوماً فإذا حبلٌ مشدودٌ بين ساريتين، فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبلٌ لـ زينب ا فإذا فترت -أي من قيام الليل- تعلقت بالحبل لتكمل الصلاة، فقال النبي : لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد، فإذا فتر فليرقد ) ونختم بهذا الحديث روى الترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قلتُ يارسول اللَّه! إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قُولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي». فيجب على العاقل أن لا يضيع هذه اليلة, تضرع إلى الله واسأله أوفر الحظ والنصيب من فضله ورحمته وعطائه وكرمه وجوده وخيره, قف الليلة على باب الله وأوصيكم أن تصبروا على طول القيام لأن الطريق إلى الجنة وعر وصعب، إبن القيم يقول "يا ضعيف العزم .أن الطريق إلى الجنة شاخ فيه نوح وألقى في النار إبراهيم وذبح فيه يحي ونشر فيه زكريا بالمناشير وفقد فيه يعقوب بصره وألقى في السجن يوسف وغرب فيه عن بلده موسى وأذي فيه محمد وأنت تريد الجنة هكذا سهلا. شعارنا هذه الليلة من قام ليلة إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. لكن كونوا متأكدين وواثقين أنه في آخر شوط من أشواط قيامنا لهذه الليلة سوف يرحمنا الله جميعا، ويغفر لكل واحد منا ما مضى من الذنوب صغيرها وكبيرها، ويعتق رقابنا جميعا من النار، ويكتب أسماءنا في أعلى عليين، ويكرمنا بدخول أعلى درجات الجنان، لذلك ختمت قصة سيدنا يوسف بهذه الآية الجميلة حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ النصر والفتح والجائزة تكون في آخر المطاف الحمد لله رب العالمين، درس لفضيلة الشيخ الإمام محمد زراك
jtsdv s,vm hgr]v التعديل الأخير تم بواسطة ALSHAMIKH ; 05-08-13 الساعة 05:25 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-08-13, 05:25 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبو ريحانة
المنتدى :
بـاب شهـــر رمضــان
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|